أويتلا ـ "رواية"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم ابراهيم الحاج(عبد المنعم ابراهيم الحاج)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2006, 11:48 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    --------------------------------------------------------------------------------------------


    كان صيفا متجبرا في ذلك العام ..شمسه تبتذل الحرارة وتحرش كلابها علي صهد الجبل ..واسراب القطا تستقي زرافات.. من ترعة صغيرة خلفتها سيلانات من حواف الجدول الضكر علي مدار "تتك"الليل المنصرم ..بعد ان رقد ذئب متغطرس في مجري الماء انتهره"كورينا "والد زينوبا بعود "طوريته"الطويل الذي يتناسب مع جثته الضخمة عند اول الفجر ...وهو يلعن في سره " كراي السجم" الذي دوما ما يهتك الجداول في مثل هذه الامسيات الخانقة..فيجعل ليل "الترابلة" محنة تقص الظهور من كثرة الانحناءات ..كان رجلا فارها مثل جني لفظته الحكايا والاساطير الي هذه الناحية العجيبة ..وصامتا كتمثال لاله نوبي..وجهه الطفولي الامرد. لا يمكًن احدا من سبر اغواره ..نادرا ما تراه في مجالس القرية واحتكاكتها ..يقضي اغلب اوقاته في الحقل ..او عند شجرة الجميزة العتيقة تراه يسن منجلا او يصنع محراثا لاحد الفلاحين..
    أو نجامة..فهو أول من ابتدع محراثا تجره الابقار ...وأول من صنع ساقية في هذه المنطقة... كما روي عنه "صالح القدين" فقد حباه الله طاقة للابداع..قضي بقية عمره متحدا معها ومخلصا لها
    متنقلا بين القرية وبين غابات الجميز الكثيفة خلف جبل اويتلا ..يصنع حلقات السواقي وينجر العطفات حتي اصبحت مهنتة
    التي تلبي حوجات القري المجاورة..والتي تمسكه عن القرية اياما تمتد الي شهور في بعض الاحيان.

    كانت تمسك "اربلا"تطرح به الارض وتحيي "تقانت " الاحواض في مسافات محكمة بمقاييس نظرية تضبطها بايقاع متموسق داخلها اعتادت عليه بمرور السنوات.. ففي كل صيف من كل عام يستعد الناس لموسم "المريق" فينطلق النفير من "بوقة" الي اخري في تحد لفصل الخريف الذي لن تنفع معه آلاتهم البدائية في حفر الارض وتجهيزها في فترة الصبنات...لذا يقومون بحرث الارض وتوضيبها بالثيران ونثر الذرة الصفراء علي حفر منقوحة بالمعاول الصغيرة بمسافات لا تتجاوز القدم بين حفرة واخري لتمكنهم من نظافة الحشائش المتطفلة ولتكسب قصبات الذرة مساحة للاستقواء علي حمل القناديل الضخمة التي يمتاز بها ذلك النوع من الذرة الاستوائي.الريح الخفيفة تسف الغبار مثل الغام ارضية تتفجر كلما حركت زينوبا الاربل علي هشاشة التراب..وحبات العرق تنثال من صدغها وتنحدر من فوق ابراجها الطليقة الي اسفل في بطء حيث تشكل قطراته مساحة لينة عند العانة تحت "تكة" قطنية تلك التي تحزم سروالها الرجالي الذي يستر عورتها وينزلق قليلا الي اسفل الركبة. مثل هذه السراويل الغبشاء المصنوعة من قماش الدمور هي الزي العام للرجال بالاضافة الي عراقي قصير لا يلبسه المرء الا مرتين أو مرات ثلاث في العام عند ذهابه للمدينة أو لصلاة العيدين .اما النساء فيلبسن رحطا قطنيا مصبوغا بالوان باهتة يشددنه عند الخاصرة بربطة محكمة ووشاحا شفافا لا تضعه المرأة علي صدرها اطلاقا قبل ليلة الزواج ..فان فعلت فتاة ذلك فسيعتقد الناس بانها فقدت عذريتها..واصبحت أمراة بائتة..لا عسل لديها ..ولا شرف.. لذلك فهي تحاول أن تخفي تلك التحولات التي ستطرأ علي نهديها بوضع ذلك الوشاح..انهم لا ينظرون في هذا الثدي غير وظيفة لرضاعة الصغار وبينة لعذريتها..فذاكرة الاثارة والابعاد الجمالية لم يكتسبها ذلك الشطر النافر ولم تتشكل لدي الذكر والانثي في ذلك الزمن الفطري بمعاني الاشتهاء الرمزي الفريد..فلا مجال لطفل كبير بحظ التمني في نوستالجيا الفروضات.
    تقاطرت ثلة النفير من ازقة القرية ومنعطفاتها علي درب صغير يأخذ تعريجات بين الاعشاب المتوحشة وشجيرات العشر والكرمت المتناثرة علي الاراضي البكر, بصدورهم العارية ومعاولهم المحمولة علي الاكتاف وملامحهم السمراء..كانهم جيشا صغيرا لمحاربين أشداء من قبيلة افريقية خارجون لقتال شرس في معركة مصيرية.كيف لا فالحرب الوحيدة التي ينتصر فيها الانسان هي تلك التي يقودها ضد الطبيعة وقهرها فيذللها بعد اذلالها له يصادر قوانينها ويجعلها طائعه مثل كرة صغيرة يتقاذفها بين يديه.ثلاثون رجلا وامراة يناوشون الارض ويطعنونها في كل شبر منها لتحبل بالأماني وتهيئ نفسها للانجاب.. ولدفقات الحياة القادمة.. يشقون الجداول وينقحون الحياض من الحجارة الصغيرة مثل صفحة لمقال اسبوعي .
    بعضهم يحفر وآخر يبذر الحب..واثنان منهم يحاوران "واسوقا " خشبيا ليضع لمساته الاخيرة علي القنوات في هندسة متقنة.
    تراهم يتبارون في العمل لانجاز اكبر قدر ممكن ..كنوع من الاستعراض البرئ للسرعة والمهارة لتكون محورا لنقاشات قادمات في اوقات
    القيلولة عند شجرة الجميز العتيقة التي تلقي بظلالها الباردة علي براح رحب من الارض. وقد تعلو صرخة لاحدهم وهو يسب ويلعن مع تعالي ضحكات الآخرين
    _ علي الطلاق الليلة ..كان قبصتك ما في شي ..يحلني منك
    علا حمار الوادي يهنق ..يامطرطش.
    قالها "ود شرَاط" قبل أن يندفع خلفه في محاولة فاشلة للحاق "بالدرملي"
    استمرت الملاحقة لبعض الوقت قبل ان يصيح "ود الفقير" فيهما وهو يكتم ضحكته المدوية
    - ياخوانا كسرتو الجداول دي لا حدها..
    ثم أردف موجها كلامه لود شراط في لهجة ممتزجة بالجدية والهزل
    - الزول المهبوش ده كان تبعتو ..حرَم تودر يومنا ساكت..وتمرقونا بلا شغلة ..آناس ما تسوولكن عقل!!
    كان ود شراط منهمكا في شق "انتاية" اضافية بطوريته لآخر أحواض فريدة في نهاية المزرعة وهي قناة صغيره تسمح بتصريف المياه خارج المساحة المزروعة تحسبا لموسم الامطار الشديدة .فغافله الدرملي الذي كان قادما من خلفه ونخسه في دبره ..وهذه سمة يفعلها دوما متي ما مر بشخص منحني لا يستثني شيخا أو طفلا أو امرأة ..جاء به ابوه الي قرية سوميت قزما قصيرا من بلدة "العكنة" عند أطراف النيل بالقرب من مدينة "المجاذيب" لا ينحني ابدا حتي في صلاته. له صوت جهوري أصيل حيث يمكن ان تسمع نكاته ومنلوجاته وضحكته المجلجلة التي ينعش بها ليل القرية ونهاراتها من مسافات بعيدة ..لم تشرق شمس يوم جديد علي مجيئه إلا وكان هو ذلك المؤذن الذي تهافتت الناس من القري المجاورة ومن كل فج محتمل .. عند سماع صوته للصلاة في فجر مبتسر.

    .. أرخت الشمس أهدابها مثل أذني حمارة شائعة ..وسحبت انفاسها الحارقة من محفة الكون المستسلمة لنهار يوم قائظ ..وساقية كورينا بدأ نعيرها كمناحة لقبيلة الحمران المنتشرة في الجزء الأعلي لنهر عنبر .."دخان عزبات" ذلك الطائر الحذر يلتقط ما تناثر من حبات الذرة قبل ان تغمرها المياه ..كانت نظرات زينوبا تمركزت حول لونه المحايد ذلك اللون الذي يقف علي درجة حرجة بين الاصفر والبرتقالي مثل شهاب سقط علي الارض في لمحة استثنائية..او كساقين نفيسين
    لعروس خارجة لتوها من حفرة دخان..لم تكن تدرك كم من الوقت قد مر قبل ان تنتبه لصوت امها وهي تحمل أبريق الشاي الضخم كانت قد اشترته مع
    بعض الاواني من "الحلبية" التي تمر علي القرية في فترات متقطعة مع لقيمات كانت قد أعدتها من دقيق القمح خصيصا لثلة النفير.

    - امسكي البراد مني ..واندهيهم..قبال الشاي مايبرد.

    -----------------------------------------------------------------------------------------
                  

العنوان الكاتب Date
أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-08-06, 02:40 PM
  Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-08-06, 02:50 PM
    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-08-06, 06:32 PM
      Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-08-06, 11:48 PM
        Re: أويتلا ـ "رواية" Sidig Rahama Elnour08-09-06, 03:45 AM
          Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-09-06, 12:38 PM
            Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-09-06, 01:09 PM
              Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-09-06, 02:16 PM
                Re: أويتلا ـ "رواية" تولوس08-09-06, 02:34 PM
                  Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-09-06, 05:10 PM
                    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-10-06, 10:55 AM
      Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-18-06, 01:17 AM
      Re: أويتلا ـ "رواية" جمال عثمان همد10-07-06, 06:03 PM
      Re: أويتلا ـ "رواية" جمال عثمان همد10-07-06, 06:06 PM
    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج10-09-06, 10:35 PM
  Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-11-06, 02:54 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" غادة عبدالعزيز خالد08-11-06, 03:19 AM
      Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-11-06, 04:49 PM
        Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-13-06, 01:47 AM
          Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-14-06, 01:51 PM
            Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم سيد احمد08-15-06, 08:44 AM
              Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-16-06, 09:48 AM
                Re: أويتلا ـ "رواية" تولوس08-18-06, 02:45 AM
                  Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-20-06, 00:39 AM
  Re: أويتلا ـ "رواية" Hadia Mohamed08-18-06, 08:14 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-20-06, 08:29 PM
  Re: أويتلا ـ "رواية" ibrahim sidahmed08-20-06, 08:10 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" osama elkhawad08-20-06, 11:55 PM
      Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-21-06, 00:37 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-21-06, 00:08 AM
  Re: أويتلا ـ "رواية" أحمد طه08-21-06, 05:31 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-21-06, 11:04 PM
      Re: أويتلا ـ "رواية" osama elkhawad08-21-06, 11:07 PM
        Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-21-06, 11:36 PM
          Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم سيد احمد08-22-06, 07:09 PM
            Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-23-06, 09:06 PM
  Re: أويتلا ـ "رواية" أبوذر بابكر08-23-06, 01:13 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" تولوس08-26-06, 03:51 AM
    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-28-06, 03:16 PM
      Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج08-29-06, 11:43 AM
  Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج09-17-06, 11:25 AM
  رمضان كريم... ابي عزالدين البشري09-25-06, 05:20 AM
    Re: رمضان كريم... عبد المنعم ابراهيم الحاج09-25-06, 11:38 AM
  Re: أويتلا ـ "رواية" يوسف الولى10-07-06, 05:40 PM
    Re: أويتلا ـ "رواية" malamih10-07-06, 07:29 PM
      Re: أويتلا ـ "رواية" malamih10-08-06, 06:59 PM
        Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج10-09-06, 01:26 AM
          Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج10-09-06, 02:27 AM
            Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج10-09-06, 03:04 AM
              Re: أويتلا ـ "رواية" أيزابيلا10-09-06, 06:40 AM
                Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج10-09-06, 10:55 AM
                  Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج10-10-06, 03:31 PM
                    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج11-15-06, 02:58 PM
                      Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-15-06, 04:59 PM
                        Re: أويتلا ـ "رواية" الصادق اسماعيل11-15-06, 07:58 PM
                          Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج11-16-06, 01:43 AM
                            Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:09 AM
                              Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:21 AM
                              Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:21 AM
                              Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:21 AM
                              Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:22 AM
                              Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:22 AM
                              Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-16-06, 06:26 AM
                                Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج11-17-06, 01:56 AM
                                  Re: أويتلا ـ "رواية" malamih11-18-06, 03:47 AM
                                    Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج11-18-06, 01:48 PM
                                      Re: أويتلا ـ "رواية" عبد المنعم ابراهيم الحاج11-18-06, 02:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de