|
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ (Re: Sudany Agouz)
|
بقلم أبينا الورع بولس سيدهم
رحيل البابا شنودة والدروس المستفادة
رحل البابا شنودة الثالث عن عالمنا ، وترك لنا ميراثاً من التعاليم والوصايا والخبرات والقدوة والعطاء والبذل... وأى شىء آخر تتخيله . ترك كل ما لديه ..... سافر للقاء ربه وتقديم حساب وكالته بخطى ثابتة وقلب يشع حباً وبذلاً ليتمتع بحضرة القديسين والشهداء ، صفر اليدين خالى الوفاض .
وربما يخطر على قلوب الكثيرين سؤال هام ، أخاله يبحث عن إجابة فى زحمة الأحداث وتوالى المفاجآت.
لماذا ... لماذا فى هذا التوقيت بالذات يرحل الباب شنودة ؟ ؟
لا شك أن هناك حكمة إلهية فى هذا التوقيت. نحن نعلم أن كل نفس ستذوق الموت ، ولم يفلت من هذا الحدث مولود إمراة حتى الآن. وحتى إيليا وأخنوخ سيعودان ويموتان ( رؤيا 11 : 8) ، لأنه ، " إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت ، لا يمكن أن تأتى بثمر " (يو 12 : 24)
والدروس المستقاة من رحيل قداسة البابا كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلى:
أولاً: الملايين التى خرجت لتودع قداسة البابا لم يدفع لها أحد مبالغ أو مكافآت ، ولم يحضُّها أحد على ما أبدته من مشاعر، ولم يكن ما صدر منها تمثيلاً أو تدليساً ، لكنها فعلت ما فعلت بدافع الحب الكامن فى صدورها ، والذى زرعه قداسته ورواه عبر سنين من العطاءالزاخر الذى لا ينضب معيَّنه. خروج هذه الملايين بهذه الصورة يبعث برسالة لكل من يعتقد أن السلطة أو الجاه أو المنصب يمكنهم أن يحولوا إرادة الشعوب. فى تصورى أن كثيرين من الذين حكموا بالصولجان أوالذين إحتوتهم الزنازين ( سواء الحديدية أو النفسية) يحتاجون لهذا الدرس الأول المستفاد من رحيل هذا البابا العظيم.
فالحب ، والحب وحده هو أقوى سلطان يمكن أن نسيطر به على القلوب.
ثانياً: البابا لم يأخذ معه أى شىء، ذهب وحيداً فى صندوق ، قُدِّم هدية له ، لم يأخذ معه ذهباً ولا فضة ، لكنه ترك لنا كنوز من العلوم والمعارف والحِكَم التى تحتاج إلى دهور لقراءتها أولاً ثم التعايش معها ثانياً ثم تنفيذها ثالثاً.
لقد تحققت فيه مقولة الرسولين بطرس ويوحنا لمقعد الباب الجميل : " ليس لى ذهب ولا فضة ، ولكن الذى لى فإياه أعطيك ( أعمال 3 : 6)
لقد أعطانا قداسته ما هو أثمن من الذهب وما هو أغلى من الفضة. أغنى الكثيرين وهو لا يملك شىء. فتحقق فيه قول معلمنا بولس الرسول : " كفقراء ، ونحن نُغنى كثيرين ، كأن لا شىء لنا ونحن نملك كل شىء (2 كو 6: 10)
ثالثاً: لم تدُم قيادة قداسة البابا إلى مدى الدهر. فلا بد أن تكون هناك نهاية. وهو كثيراً ما كان يتحدَّث بهذا ، بل إن جُلَّ قصائده تتحدث عن الغُربة والتِيه ، وأننا " سوف نمضى ياصديقى"
هذا المضمون يحتاج أن يتفهَّمه من يتقاتلون من أجل الوصول إلى السُلطة ، أو يستميتون للبقاء فيها.
ياأحبائى .... كلنا سيمضى يوماً ما. لقد كان قداسته ملء السمع والبصر ، وأنا شخصياً منذ عرفته فى أوائل السبعينات من القرن الماضى ، لم يمض يوماً واحداً إلا وسمعت له عظة أو قرأت له تأمُّلاً ، أو ذُكِر إسمه أمامى بشكل أو بآخر. الفارق أن كل هذا سيستمر ، لكن الذين يتوقون للبقاء فى المقدمة سواء عن جدارة أو بدونها ، يقول لهم قداسة البابا " خذوا الدرس مما مررتُ به" . لقد قضيتُ أكثر من أربعين عاماً وأنا فى المقدمة دائماً. لكنى ذهبت فى الموعد المحدد ، حينما أرادت السماء.
ليت كل من تتنازعه الشهوة الجامحة فى التسلُّط أو القيادة ، أن يقرأ هذه السطور ، لعله يفيق ويعيد النظر فيما يهتم أو يفكر.
رابعاً: رحل قداسة البابا عنا بالجسد ، ولكنه حاضر معنا بالروح. أقول حاضر معنا ولا أقول ستظل ذكراه معنا. لأن البابا شنودة أكبر من الذكرى ، وأكثر من أن يكون حدثاً فى حياتنا أو قصة قرأناها ثم نقرأ غيرها.
إن قداسة البابا كان – وما زال – إنجيلاً مُعاشاً ، أدى رسالته على أكمل وجه. الذين عرفوه عن قرب يعلمون جيداً أنه لم يضيِّع ولا دقيقة واحدة من عمره بدون عطاء . حتى لحظات السكون والهدوء والخلوة التى كان يحبها كثيراً ، لم تكن للراحة بل للعمل. فهو قد يبدو أنه يريح الجسد بإغفاءة ظاهرة ، بينما كانت روحه وذهنه يعملان، إمَّا فى تأمل أو تحضير موضوع أو إعداد رسالة يقدمها للناس.
فيا من تتطاحنون وتسعون للوصول إلى المقدمة فى شتى المجالات. أقول لكم ... إقرأوا هذا الكلام جيداً وأجيبوا على أنفسكم ولأنفسكم عن هذه التساؤلات.
أهل بعد ما علمتم وقرأتم ، ما زلتم تتوقون للمجد والمقدمة والظهور؟
هل أنتم قادرون على ما تصبون إليه ، أم أنها فقط نزعة الشهرة وشهوة المجد الباطل ؟
هل حينما تغادرون هذا العالم سوف يحتفل بكم الناس هكذا ؟ أم سوف ( يكسرون قُلَّة ) خلفكم يوم رحيلكم؟
إننا نحتاج أن نصلى كثيراً من أجل كنيستنا العتيدة لكيما يختار لها الرب الراعى الصالح الذى يضحى من أجلها مثلما ضحى البابا شنودة العظيم.
ونحتاج أن نصلى كثيراً من أجل مصرنا الحبيبة لكيما يدبر لها الرب القيادة الحكيمة التى لا تهدف إلا إلى بناء مصر واستعادة أمجادها وتاريخها العريق وترتيبها الذى تراجع بين الأمم.
ونحتاج أن نصلى من أجل سلام العالم والمحبة التى أصبحت عملة نادرة ، وكان البابا شنودة رمزاً واضحاً لها وسط عالم ملىء بالكراهية يميناً ويساراً ، شرقاً وغرباً ، شمالاً وجنوباً.
لقد كان نموذجاً لا يمكن تكراره فى كيفية السير وسط الأمواج المتلاطمة، والعمل وسط الفوضى ، والعطاء عند الإعواز ، والحب أمام موجات الحقد والضغينة.
لقد أثبت للعالم كله أن وصايا الإنجيل ليس من الصعب تنفيذها ، ولكنها تُنفَّذ عندما تتحرر النفس من كل شهوة أرضية ولا تبتغى من أمور الدنيا شيئاً.
كل كتابات الدنيا لا تكفيك ياسيدنا ، فأنت صاحب الكلمة وفارسها ، وأنت خير من يتحدث فى مناسبة رحيلك. ولكنها معادلة صعبة المنال.
أذكرنا أمام عرش النعمة ليرحمنا الرب ويقوينا ويعطينا أن نسلك كما سلكت، وأن يعيننا كما أعانك.
إبنك الذى تبارك بوضع يدك على رأسه ، ولم يتمكن من السير وراء نعشك.
Father Bolos F. Sidhom +++
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
+++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-18-12, 04:53 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | MOHAMMED ELSHEIKH | 03-18-12, 05:26 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Tragie Mustafa | 03-18-12, 05:30 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | عاطف مكاوى | 03-18-12, 05:40 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | حمزاوي | 03-18-12, 05:47 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Mohamad Shamseldin | 03-18-12, 06:48 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | محمد سنى دفع الله | 03-18-12, 07:02 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | عفاف أبو حريرة | 03-18-12, 08:21 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | سلمى الشيخ سلامة | 03-18-12, 02:43 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sabri Elshareef | 03-18-12, 03:38 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | نادر الفضلى | 03-18-12, 07:29 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-18-12, 11:05 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | فقيرى جاويش طه | 03-18-12, 11:24 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Haju Muktar | 03-18-12, 11:32 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | عماد شمت | 03-18-12, 11:48 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | قصي مجدي سليم | 03-19-12, 01:11 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-19-12, 03:57 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Elmoiz Abunura | 03-19-12, 04:34 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | ABDALLAH ABDALLAH | 03-19-12, 04:39 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-19-12, 01:54 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-19-12, 08:18 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Kostawi | 03-19-12, 08:39 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-20-12, 10:20 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-21-12, 02:12 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Mohamed Foto7li | 03-21-12, 02:20 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | عبدالكريم عبدالله | 03-21-12, 02:51 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Mohamed Yassin Khalifa | 03-21-12, 09:07 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | ihsan fagiri | 03-21-12, 09:22 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-21-12, 04:09 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Zakaria Joseph | 03-21-12, 04:45 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | EL fahal Abdelatif | 03-21-12, 05:11 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-22-12, 03:56 AM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-22-12, 03:28 PM |
Re: +++ ليس وداعاً .. بل الى لقاء يا قداسة البابا شنودة +++ | Sudany Agouz | 03-23-12, 04:24 AM |
|
|
|