" النهلة توصد أزرقها "

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة نهال كرار(نهال كرار)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2009, 11:08 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: محمد المعتصم ابراهيم)

    Quote:
    2- التعبير بجزيئات العالم، هو من أهم الخصائص الملاحظة في هذه الكتابات (...) أو (الحركة الفردية لجزيئات العالم) (...) إذ يتم في بداية الأمر تجريد الشيء، وفحص كل عاداته ودلالاته، ومن ثم ربطه مع موادٍ أخرى ليست بقريبةٍ منه في الواقع، ولن تجد فرصة بأن تلتقيها إلا عبر الكلمات، مواد لم تخضع من قبل لسلطة عاداته وأفعاله (الشيء المُعبَّر به). ومحاولة (تجريبه) مع تلك الأشياء البعيدة عنه هي التي تُنبتُ المعنى وتجعله غريباً عن أرض الخيال الإنساني والإدراك، ولكن بمجرد التعود ومتابعة مسيرة المجرب (الكاتب) نستطيع أن ندرك عالمه، ولن يحدث هذا ما لم نتخلص من صراعات الاشكال، وإن كان هذا شعراً أم لا، وأنا أحبذ بالطبع أن لا يكون شعراً، وأن لا يرتبط بأي تصنيف سابق. وما هي ميزة أن يكون هذا شعر أم لا؟ وما الذي تضيفه التسمية والتصنيف للنص سوى التزلُّف للنَّمط والقراءات القديمة؟.
    نعود ونقول أن أهم جزء من أجزاء التعبير بجزيئات العالم، والذي يميز هذه الكتابات أيضاً، أنها تحتقر المجاز من خلال تعبيرها، وتحوِّله لنوعٍ من الأشباح غير المرئية، وتُبطِل دوره. وبذات الصورة تحتقر التشبيه، ولهذا تبدو بعيدة عن الشعر نوعاً ما، إذ تبدو العوالم والكائنات والأشياء موجودةً بصورةٍ مطلقة، أي أنها لا تدخل ضمن خطاب الخيال كخيال، إنها لا تلتمس لوجودها شرعية من الواقع، كالحمار ذو الأجنحة عند محمد الصادق أو ثيران أمير شمعون الأسطورية، أو أعضاء أحمد النشادر التناسلية التي ترتفع لمستوىً تصبحُ معه كائنات مستقلة عن البشر، مكتفيَّةً بذاتها، تعبِّرُ عن أحلامها وأشواقها وحروبها مع العالم بصورةٍ مستقلّة تماماً. لا نجد التشبيه كثيراً، أي جملة (مادة "ك" مادة) _هذه المعادلة التي تميِّز الشعر_ لا نجد المجاز إلا خفياً. يقول أمير شمعون:
    (المجاز نكران التّجريد
    والأفقُ؛ الأفقُ هذا دجّالٌ مغبونٌ من كُفْرِ الْهَول
    والكيانُ-هذا البَغْل- يتَسَوَّلُ ملائكتي قشورَ الخيال
    حتّى الخيال سَرَقته الأراملُ، لبّسْنَه الفساتين ودَهْنَّهُ بلعابِ الأولياء فساقَهنُّ عارياتٍ لزرائبي
    والحبُّ- يا لِلْحمار- مُرْخياً كرشه يتسّول في دكاكينِ اللحم حريمَ الرُّسُل وشِعْرَ المحايات.
    والموت-يا للكذبة- جمالٌ يتلوّى مصروعاً فوق كفِّ الوحدة وسط تهليلِ الرّسامين،
    وجمالٌ في الحانات يتلوّى ساخراً من الموت وهو يأكلُ أصابعه نَدَماً بعد الجّماع.
    والحرامُ عيونٌ مُخيّطةٌ في المعاجم؛ المعاجم الغريقة في طمث اللامعنى
    القيامةُ-يا للموسيقى- أمومةٌ فارّةٌ من سيطانِ المعنى
    وأنا يا مُلحدين مُذ تقاسمتُ والزّمان ألمَ التّجريد وفررتُ بإتجاه الحنان وباعني النّورُ
    في أسواق الكِتمان، ومذ سلبتني الأبديّةُ أسبابي، ومذ السّمار يا مُلحدين وأنا أُهشُّ
    بناتي العمياوات؛الأيام وهنّ يتزاحمْنَ فوق ضروعي المليئة بالموتى،أنا تجريدُكم
    المُحْتَضر فوق عناقريب اللامعنى) .

    ومن أمثلة احتقار المجاز والتشبيه وخلق العوالم التي لا تتوسَّل الواقع لتكون حيَّةً، لا تطلب قوانينه؛ هذا المقطع من نص (في وصف العدم كاملاً) لرندا محجوب:
    (الحَاضِنَاتُ في الخَزَفِ البَارِّ يَتَشَقَّق:
    هَمْهَمَةٌ مرتدَّةٌ مِن دَلالٍ سَالَ على خَدٍّ بطيءٍ سائبٍ ولم تُلْحَظ
    حِزَامٌ في الْمَدَارِ الْمَصْدُومِ على يَسَار الهَوْل
    أمْشِي وأمْشِي وأمْشِي ويصحو الْمَشْيُ على الهُوَّةِ تَتَكَسَّر
    أما بيننا:
    كُلُّ الجينْز العَاجِز عن نَارِهِ
    الأمْعَاءُ الغليظةُ التي تَتَفَمَّمُ بقُنَيَّاتٍ دَقِيْقَةٍ قَذِرة (وهذا رَخِيصٌ لأنه يَتَقَوْلَب)
    العَدَمُ الرِّجْسُ الذي يَمْرَض في عُرْفِ إجْمَاليِّ الشَّكِّ الخَانةِ الدُّميَةِ اليَكْ
    المجنانينُ يُكتِّفُونَ أياديهم، يُنصِتون في عَنْبَر تشيخُوف القَاضِي
    الْمَاءُ الزُّلالُ المُتهشِّمُ من شدَّةِ ما لامَسَ القِيْلَ والقَال، السَّيْلُ احْتَمَل الإسْفَنجَ كُلَّه
    الإسفنج نوعٌ من البَشَر تَوَاجُدُهم واجِبٌ ولو على سَبِيْلِ الحِبْر
    الصَوْتُ السريُّ وراءَ البَاب، رِهَانٌ يَخْسَرُ، نَصْلٌ يَثْمَلُ.. مُكَرَّر ـ ـ مُكرَّر
    الفَرَاغُ البَدِيْنُ.. الهُرَاوَات.. عِقَابٌ نَاجِزٌ.. كقولهم: وصَلَتْ.
    ما دُمْنَا لم نَنْتَحِر) .



    شكراً جزيلاً يا نهال، أهو دا الكلام الكنت كايسو. يا ريت تساعديني إنت وألا مأمون في العثور على حوارات نشرت مع النشادر وغيره من الشباب. برضها مشيت سودان فور أول وغلبني ألقاها.

    ------
    بدءاً يا مأمون، لا أدري وأنت شاعر كيف طاوعتك شاعريتك واستخدمت تعبيراً قاسياً مثل "تحتقر المجاز"، ألا يضرس هذا القول!؟
    لنفترض جدلاً أنّ هنالك من تجاوز هذا المجاز فعلاً، أليس من الطبيعي أنَّ هذا الشخص المتجاوز قد تعلّم من هذا المجاز الذي أضحى موضة قديمة، ومن كل الإرث الإنساني الذي أُنتج في هذه الناحية؟ فلِم هذه القسوة يا صديقي الشاعر، وماله تعبير "يتجاوز المجاز" على سبيل المثال!؟ أمَّا المؤسف حقاً فهو أنّ المجاز لا يمكن لأي أحدٍ كان أن يتجاوزه إذا فهم بالفعل ما هو "المجاز". بأي حال سآتي لتفكيك حديثك بالسطر الواحد، بعد "تصويب" مفاهيمك عن المجاز. استخدمتُ مفردة "تصويب" وأعنيها بدقة، فأنت وبعض الرفاق، تعاملتم مع موضوعات معرفية بشكل خاطئ تماماً. وهي موضوعات تقع في باب المعرفة، وليس الشعر أو الآراء، لكي يصبح بوسعي استخدام أية مفردة عدا "تصويب" هذه.
    فقد لاحظتُ ومنذ وقت مبكر، هجوم مثقفين عرب، وسودانيين، خصوصاً الشعراء منهم على مفردة المجاز، دون أن يعوا ما المقصود منها بالضبط، ومعتقدين بأنَّ "التشبيهات" هي المجاز ذاته.
    بينما المجاز هو عالم اللاحقيقة، بالتالي هو كلّ الفسحة المتروكة للخيال ولأعمال الابتداع. فوجود مفردة "المجاز" في حقل الفنون كان أوَّلَ تجاوزٍ لمفاهيم "المحاكاة" التي ثَبَّتها أرسطو. إذن الخلخلة لكون عمل المُبْتَدِع تُقاس جودته بقدرة هذا الصانع على إتقان محاكاة "الصورة"، هي خلخلة تهدف إلى رَكْن عالم الحقيقة جانباً. فنظرية المحاكاة تقوم وتنطلق من تجويد الصورة، التي هي ابنة عالم الحقيقة، بينما نظرية المجاز تقوم في الجهة المُضادة تماماً، جهة عالم اللاحقيقة. والمؤسف أنَّ النقاد ما زالوا يستخدمون مفردة "الصورة" لتوصيف منتوجات ما بعد نظرية المحاكاة! ما أملى عليَّ تصميم مفردة "الأُخيولة" لتصف كلّ مادة جمالية لم يتم صنعها ولا إيجادها كمحاكاة للواقع.
    فما هي إذن المقترحات الوجوديّة، بمعنى المُصمَّمة في الوجود ذاته، المتوفرة أمام الفنّانين من عوالم تتم فيها حركتهم الفنيّة؟
    هما مقترحان فقط، ولا ثالث لهما، مقترح عالم الحقيقة، ومقترح عالم اللاحقيقة. وما يمكن أن يجري من مزج بين هذين العالمين، هو فسحة أخرى، ولكنها بأي حال لا تخرج عن كونها فسحة لأخلاط بالمنتهى تحدّها الحقيقة من جهة، واللاحقيقة من الجهة الثانية.
    فالمدارس الفنيّة إثر ذلك بدأت بالنقطة صفر في عملها، وهي محاكاة الواقع بحذافيره، ثم أخذت تنحو باتجاه التجريد رويداً رويداً، بما يجعل التجريد شيئاً لا يخرج عن حدود المجاز، بل هو يقلُّ عنه، لأنَّه "فعل" بينما المجاز عالم.
    التجريد فعل يشتغل على مادة من عالم الحقيقة تأهيلاً وإلحاقاً لها بعالم اللاحقيقة.
    وهو فعل غير بدئي، بمعنى أنَّه فعل لاحق ومتأخر، لا يكون ولا يتم إن لم تسبقه مادة من عالم الحقيقة يقع عليها اشتغاله.
    ولنعد للموضوع في جذره، من ما قبل التجريدية الأوربية، ومنذ كتاب ابن أبي عون "التشبيهات" في الشعر. هذه التشبيهات التي نعرف أنّها قد طُوعِن بها كأدواتٍ لُصنع المجاز حتى لم يتبقَّ إلا الزحف من ساحتها، ولكن إلى أين هذا الزحف، وكيف يكون؟
    فقولي (الرجل يشبه الأسد)، أو استخدامي لأي طريقة أخرى من طرائق التشبيه المعروفة أو المبتكرة من قبل الكاتب! هذا الكلام لدى أبواب المنطق، ليس مجازاً في حَدِّ ذاته، وإنما هو حقيقة. لأنَّ الأسد مخلوق حقيقي وكذلك الرجل، وبالوسع إيجاد روابط كثيرة تتقاطع بينهما. فلماذا نُسمِّي إذن هذا التشبيه هنا بالمجاز؟ نسميه بذلك لأننا "نفترض" من عندنا أنَّ الرجل مهما بلغت شجاعته وقوته فهو لن "يماثل" الأسد في هذه الناحية.
    إذن تصورنا للمسألة وحده هو المجازي، أما تشبيه الرجل بالأسد، فموضوعة حقيقية.
    وقولي (الهامُ يشبه الصَّفَر) أو (العنقاء تشبه الرخ أو التنين) أو (الغول يشبه الدّمبعلو) هذا الكلام لدى أبواب المنطق هو المجاز. لكونه يُشَبِّه الأسطورة، اللاواقع، واللاحقيقة، بذاتها، أو بجنسها من أساطير أخرى.
    وقولي (الرجل في قتاله للأعداء كان يشبه الغول) هذا أيضاً في أبواب المنطق هو المجاز. إذ يُشَبِّه موجوداً حقيقياً بصفات قوة لمخلوق وهمي هو الغول.
    إذن المجاز ليس هو "التشبيهات" كما يفهم إخوان وأخوات الوشل، وإنّما التشبيهات أداةٌ مما يؤمَّل فيه خدمة المجاز. فالمجاز هو المدى النهائي المتاح للفنون كي تتحرك فيه، وكل الأدوات الأخرى مثل تشبيهات التطابق أو تشبيهات التجريد، والرمز.. إلخ في مجال الآداب، وكذلك، النحت والتصوير غير المطابقين للـObjects أو المُجَرَّدين عن الـObjects أو الانطباعيين عن الـObjects هما أداتان، أعني النحت والتصوير غير المطابقين للواقع، تشتغلان باتجاه إنجاز المجاز وتحصيله، وترحيل العمل من حارة الواقع، والمحاكاة الأرسطوية، إلى حارة المجاز.
    بإلقاء نظرة هنا، على تاريخ بزوغ بعض المدارس الفنيّة، وسآخذ المدارس التي ستعينني في شرح الموضوع أكثر فحسب. وبالتحديد المدارس النابعة من العمل ضد الواقع، كما هو قائم. لنرى أين هو موقع التجريد، ويمكن مراجعة الهامش المُرفق للمزيد من الإضافة*:
    - المدرسة الانطباعية مما بعد 1874م
    - المدرسة التجريدية 1910م.
    - المدرسة السورياليّة 1924م.
    - الواقعيّة الجديدة 1960م.
    - التشخيصيّة الجديدة 1963م.
    فمما قبل الانطباعية بالنسبة للثقافة الأوربية –وحدها- كانت تنتشر مدارس الواقع بجميع أشكالها كابنة نظرية لمحاكاة أرسطو. وبتقديم مونيه للـObject شروق الشمس من خلال انطباعه هو بدأت التغيرات الكبيرة والفعلية تحدث في عالمي الفنون والآداب معاً، من هنا بدأت الرؤى المُبَكِّرة للحداثة. وتم الانتقال بالنسبة للفنون والآداب الأوربية من موقع أن تكون "مرآة تقديم العالم" إلى موقع "استيعاب البشري للعالم" أو أن يكون العالم، ينتسب إليه، يتبنَّاه ويندغم فيه. وحصرتُ هذه النتيجة هنا على أوربا وحدها عمداً. لأنَّ لي رؤية أخرى، لن أزحم بها هذه الموضوعة، عن كون جميع هذه المدارس بالنسبة للثقافة العربسلامية هي من التاريخ. السوريالية مثلاً هي عندي موجودة منذ ابتكار نظرية البيان في الثقافة العربسلامية لمصطلح تشبيه "التمثيل" وهو "التشبيه المنتزع من صور متعددة". دون أن نسأل أنفسنا يوماً واحداً وما هو هذا التشبيه المنتزع من صور متعددة؟ هو باختصار السوريالية.
    وبعد مرور أزمان وظهور مدارس أخرى، ظهرت التجريدية. التي تشتغل على العالم به هو ذاته، وبتفكيكه، وتراه في ذاته وعبر أجزائه أكثر مما تراه طافحاً بأجزائنا نحن. وهي عودة إلى نفي الواقع من جديد، وإن ببواعث وعلى طرائق أخرى غير التي يراها أرسطو. والعمل فيها عندي أشبه بعمل نظرية الكم على الأجزاء الدقيقة جداً من الكون. لكي تمر بعدها أزمان جديدة ومدارس، ثم تظهر السوريالية، وهي كما أسلفت "تمثيل" للعالم، أو الواقع، من خلال الدمج بين رؤى عديدة مُستلَّة عن سياقات لا روابط بينها ولـObjects متنافرة لا يجمعها في سياق واحد إلا ما هو سوريالي. ثم تمر أزمان لاحقة بمدارسها ويبدأ الاشتغال على الواقع يعود مرّة ثانية. بالطبع، بعد استيعاب كل ما تم من إنجازات من خلال هذه المدارس والاستفادة من فكرها وخبراتها. لكي نلاحظ بعدها العودة بوضوح إلى الواقعية تحت مُسمَّى "الواقعية الجديدة" بل وحتى درجة ابتعاث التشخيصية ذاتها، أي النظرية الأرسطوية، ولكن من منظور كل المعرفة والخبرة الإنسانية التي تَحَقَّقت ليصبح عنوانها "التشخيصية الجديدة".
    إذن لماذا حَدَثَ كلُّ ذلك الزحف؟
    لأجل استيلاد رؤى وأدوات جديدة فحسب، للتعامل مع ثنائية "الواقع" و"المجاز" الأزليّة والأبديّة. ولأجل البحث عن مساحة بكر يقع عليها اشتغال الفنّان. مع ثابت أنَّ الأعمال الفنيّة والأدبية عموماً لن تخرج –ذات يوم- عن وصفتي الواقع والمجاز مهما فعلت. ومهما تبَدَّلت أسماء المدارس، من محاكاة متقنة، لواقعية فجّة، لواقعية عبر انطباع ما، لواقعية مجرّدة، سوريالية، لواقعية اشتراكية، لواقعية نقدية، أو سحرية.
    فالفنّان بشري مقيم على الواقع، من هنا ينطلق عمله، ومهما اجتهد فهو سيبلغ في النهاية "المجاز" فحسب.

    --------------------------------

    فتركيز هؤلاء الشعراء على حكاية المجاز هذه، وأقصد بالتحديد مأمون وأمير شمعون، مما سبق إليه عاطف خيري. فالتناول للمجاز في حدّ ذاته كمفردة بداخل الشعر في محيط "السودانيين"، السابق إليه هو الشاعر عاطف ولكن من دون أن يدخل نفسه في إشكالات معرفية يمكن أن تلاحق, فهو يقول في موضع:
    {خارب طبع هذا المجاز}.
    ويقول لدى آخر:
    {لكن كلمة تكتبها فتنقطع أخبارك
    لكن المجاز الذي ينقُّ في بركة الغرف
    متعتقاً في ما لا تود}.
    والانتباه للموضوع في إجماله، جاء لأجل صُنع "توسعة" في مدى وأدوات الفنّان، كي ينتقل بمنتجه من عالم "الصورة" إلى عالم "الأُخيولة". فقطعة عاطف خيري على سبيل المثال:
    {والغباش في دمّي منك
    لو كسر ضلعين عذرتو}.
    هي "أُخيولة" ناضجة، لِمَا وقع على جذرها من تجريد. فما هو غائم وغباش من أمرٍ بينه وبين تلك الفتاة، قد استودع ذاته مجرى الدم. حتى لَيُتمَنَّى لو أنَّه كسر ضلعين وانصرف، إثر عناقٍ مُحبٍّ يجري بالداخل. وليس من الخارج كما حَدَثَ فيما أعتبره جذراً من "صورة" لهذه "الأُخيولة" من قول محمود درويش:
    {والعائدون من الجنازة عانقوني
    كَسَّروا ضلعين وانصرفوا}.
    وعاطف تحديداً، من أكثر الشعراء الذين أُعجبت بمنجزاتهم الأولى وقليلاً من الأخيرة، فقد أصبحت تضجرني بالفعل المساحة الضيّقة التي حشر فيها عاطف شعره وملكاته العظيمة، وأعني مسألة الإبدالات اللغوية على أبنية تعبير موجودة سلفاً كمنجز اجتماعي. لقد أكثر عاطف من هذه اللعبة الصغيرة لدرجة خشيتُ معها على إضافاته الأصيلة لحقل الشعر الحديث في السودان. خصوصاً في كتابه (تشجيع القرويات)، الذي لم يعجبني منه إلا قليلٌ فحسب جاء كشعر صافٍ وعظيم مما عودنا على إنتاجه. وقد عانى أيضاً هذا الكتاب من الطريقة الواحدة في معمار الشعر، التي ظهرت أيضاً في كتبه الأولى، وهي طريقة (الكذا هو الكذا) {الليل خمار القمره}، {الهدهد تميمة الموت}..إلخ. مجمل العمل في ديوان القرويات ينبني تحت ظلال هذه الطريقة المحدودة والمستهلكة من قبل غيره من الكُتّاب، ومن قبله هو أيضاً في أعماله السابقة. وهذا موضوع سأفرد له باباً إن أمكنتني الظروف من ذلك، وحسبي هنا أن أُثبِّت بعض النماذج مما أعنيه. قبل عودتي لأخذ نماذج من شعر هؤلاء الشباب. هنا نماذج لما عنيتُه بالإبدالات اللغوية على أبنية تعبير موجودة سلفاً كمنجز اجتماعي، من شعر عاطف خيري، ومنذ:
    Quote: شكراً حزيناً
    شكراً جزيلاً.
    إلى إكثار وتكرار فادح في (تشجيع القرويات):

    Quote: لسوءِ حُسن الطيور
    لحسن حظ كذا
    لسوء حظ كذا
    Quote: وما ارتُكِب من خيام
    وما أُرتكب من آثام
    Quote: الصباح أغدق الأذى
    الملك أغدق العطاء
    Quote: ويذعن في أولِ العقل
    ويذعن في أوَّل الأمر
    Quote: كلهم في عجلةٍ من حزنهم
    كلهم في عجلة من أمرهم
    Quote: يتضور أحذيةً وتخاريم غلال.
    يتضوّر جوعاً
    Quote: أحدهم بدأ زورقاً ولاذ بالتراب.
    أحدهم ارتكب جرماً، ولاذ بالفرار
    Quote: أفعى على ما يرام
    حالي على ما يرام
    Quote: الحجارةُ أيضاً عرضةٌ للتصوّف
    Quote: نظل طيلة المرأة عرضة للتبغ والأجنجة
    نظل طيلة السنة، عرضة للبكتريا
    Quote: هنالك من تضمّد البيت
    تضمّد الجرح
    Quote: وتعفو عن نباتٍ ونبات
    وتعفو عن كثير
    Quote: هنالك أرضٌ لم نعد نتجاذبها
    أحاديث لم نعد نتجاذبها
    Quote: إلى هذه الدرجة تعوزنا سلالم
    إلى هذه الدرجة تعوزنا كذا وكذا
    Quote: القمرُ هوايتُه الريف
    الولد هوايته الكرة
    Quote: الرعيل الأول من الوسوسة
    الرعيل الأول من ناس تاج السر الحسن والصلحي وعمر خيري
    Quote: والربيع يستأنف جسداً نائماً
    وإيه يستأنف إيه من كلام الناس
    Quote: من وطأة الاستدارة
    من وطأة اللذة
    Quote: هنا الأوز يبطش بالجمال
    بوش يبطش بأطفال العراق
    Quote: وكدت أهب وأذرف وقفتي كلّها في المفترق
    Quote: وجئ بالأمل، مصفداً
    يذرف الحصى في الحديقة
    أذرف دمعتي
    Quote: لكن الفضاء
    يطلبك بالاسم، يتلفظُ أشجاراً نابية
    طلبته الشرطة بالاسم لتلفظه بألفاظ نابية
    Quote: المرضى أكثر مما يسر
    الهم على القلب أكثر من أن يحصى
    Quote: أسرف السيدُ في الطائر
    الرجل أسرف في الشراب
    Quote: الكهوف اغرورقت بالبسيطة
    والعيون اغرورقت بالدموع
    Quote: أغصان بلا جدوى وعطلة خالق
    أحزان بلا جدوى ودمعةٌ سدىً (أمل دنقل)
    Quote: وغذّت السيرَ في أسماء فتيات
    وغذّت القافلةُ السيرَ في الصحراء
    Quote: لكن قمرية تنشب بينك والليل
    ومشاجرة تنشبُ بينك وجارك
    Quote: لو كانوا أشداء على السهر
    أشداء على الكفار
    Quote: والحانة ليست في متناول توبتهم
    والكذا.. ليست في متناول أيديهم
    Quote: وبابُ السفارة مغلق
    لو إلى هذه اللوحة
    أو هو مغلق إلى الخميس القادم
    Quote: في مسقط الأغنية
    أو في مسقط الرأس
    Quote: كخاتمٍ يشيع الخطوبةَ
    في جسدٍ حُر
    مدفأة تشيع الدفء
    Quote: لابدّ الغياب يسفر عن جيران
    والحوادث في نشرة البي بي سي، انفجار قنبلة يسفر عن قتلى
    Quote: لابد النسيان يدسُّ مبلغاً من الناس
    في يدي.
    كما يدس الرجل مبلغاً من المال في جيبه
    Quote: الفارسُ طاعنٌ في السرد
    Quote: أنتِ الطاعنةُ الوشاح
    رجلٌ طاعنٌ في السن

    لقد شعرتُ بالذعر فعلاً من كميات (قلبنة الكلام) هذه، كثرتها، وفداحتها بداخل (تشجيع القرويات)! لو جرت هذه الاستخدامات كلّها ببطن الرواية، أي ما هو اجتماعي، لأصبحت شيئاً مزعجاً، فما بال الشعر المعاصر!؟ بل ما بالُ أشعار عاطف الأخرى ذاتها؟ التي تقوم على صعيد آخر تماماً، على صعيد الشعر الحق. ومثل هذه الألاعيب اللغوية الصغيرة على كلام الناس، لن نجد لها مقاماً حالياً إلا في تقسيمات ابن أبي عون الثلاثة للشعر، وأولها هو "المثل السائر".
    فما هي الخلاصة إذاً؟
    الخلاصة هي أنَّ هؤلاء الشباب يهربون بكتابتهم من كل ما يربط الشعر بصياغات اجتماعية للّغة، أو بأبنية متوفّرة من قَبْلهم تعين القارئ على الحدس، الإدراك، أو "الفهم" الذي يُطالب به الأصدقاء هنا.
    وتقول صديقتي العزيزة دينا خالد:
    Quote: {بصراحة هنا حسيت بى كلام سمح ... بس هو شنو؟ برضو ما فهمتو}.
    هو الشعر، الشعر، ما حدستيه من "سماحة" هو الشعر بالضبط، فخذيه وافرحي به فوراً، ولا تنتظري حتّى تُجفّفه لك هبوبُ أسئلة الفهم. فنحن هنا كلّنا، وفي هذا الوجود كله (دون أن نفهم). نفرح بنشوات غامضة مثل هذا الشعر بالضبط. ادّخري إلحاح "الفهم" هذا إلى الفيزياء والرياضيات فهي مما يفهم "فقط". أمَّا الشعر فيحدس أولاً، ويدرك ويشعر ثانياً، وأيضاً يفهم.
    فهل نجح إذن هؤلاء الشباب والشابّات فعلاً في إعطائنا هذه "السماحة" الغامضة التي تحقّقت لدينا خالد وأفسدتها بانتظارها للفهم!؟
    سأعود لإكمال تفكيك مداخلة مأمون أولاً، لأهميتها، ولجلب نماذج من عطاياهم الشعرية بهدف نقاشها.
    إن لقيت وكت، وكت، وكت، حتى قلنا ليته مات.


    --------------هامش-------------
    *
    1- المدرسة الوحشيّة عام 1905م.
    2 – المدرسة التكعيبية 1908م.
    3- المدرسة التجريدية 1910م.
    4- المدرسة الدادائية 1918م.
    5- المدرسة السورياليّة 1924م.
    6- مدرسة الكوبرا 1948م.
    7- الواقعيّة الجديدة 1960م.
    8- التشخيصيّة الجديدة 1963م.
    9- ثم ظهور ما عُرِف بـ"الفن الفقير" بدايةً بالعام 1967م.

    * جَمْعُ هؤلاء الشباب في حديثي أرجو أن يغتفر لكونه من الصعب ذكر الأسماء كلها، في كل مرة. مع إثبات أنهم مختلفون وكل واحد هو "كائن" منفصل عن الآخر، ومقوماته وإنتاجه يختلف عن الآخر ورؤيته كذلك. (لمن يحتاج توضيحاً بدهياً كهذا).

                  

العنوان الكاتب Date
" النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-20-09, 11:46 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " طلال عفيفي01-21-09, 00:11 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-21-09, 00:34 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-21-09, 00:36 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " مأمون التلب01-21-09, 00:46 AM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " هشام الطيب01-28-09, 09:20 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " مأمون التلب01-21-09, 07:51 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-21-09, 10:25 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-23-09, 07:41 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد01-27-09, 11:06 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد01-28-09, 00:02 AM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-28-09, 02:52 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-28-09, 01:03 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد01-28-09, 10:51 PM
  .. esam gabralla01-28-09, 11:13 PM
  كل نهلة حرّة في أزرقها محمد حسبو01-29-09, 07:05 AM
    Re: كل نهلة حرّة في أزرقها عز الدين عثمان01-29-09, 09:01 AM
    Re: كل نهلة حرّة في أزرقها DKEEN01-30-09, 10:56 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-29-09, 09:23 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-30-09, 09:56 AM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-30-09, 10:07 AM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد01-30-09, 10:38 AM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-30-09, 12:57 PM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-30-09, 01:01 PM
          Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-30-09, 01:03 PM
            Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود01-30-09, 02:11 PM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-30-09, 02:11 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-30-09, 10:47 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " Abdulgadir Dongos01-30-09, 10:58 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-31-09, 00:02 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار01-31-09, 00:57 AM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود01-31-09, 02:23 AM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود01-31-09, 04:49 AM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-31-09, 06:43 AM
          Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد01-31-09, 12:47 PM
            Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود01-31-09, 01:05 PM
              Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-31-09, 01:51 PM
            Re: " النهلة توصد أزرقها " DKEEN01-31-09, 01:38 PM
              Re: " النهلة توصد أزرقها " Emad Abdulla01-31-09, 03:00 PM
                Re: " النهلة توصد أزرقها " Abuzar Omer02-01-09, 03:59 AM
                  Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود02-01-09, 04:18 AM
                    Re: " النهلة توصد أزرقها " دينا خالد02-01-09, 09:35 AM
                      Re: " النهلة توصد أزرقها " هاشم الحسن02-01-09, 10:13 AM
                        Re: " النهلة توصد أزرقها " دينا خالد02-03-09, 10:02 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-03-09, 10:05 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-03-09, 10:36 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-03-09, 11:47 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-03-09, 11:55 PM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " إيمان أحمد02-04-09, 00:28 AM
          Re: " النهلة توصد أزرقها " محمد المعتصم ابراهيم02-04-09, 12:08 PM
            Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود02-04-09, 12:19 PM
              Re: " النهلة توصد أزرقها " محمد المعتصم ابراهيم02-04-09, 12:38 PM
                Re: " النهلة توصد أزرقها " Abuzar Omer02-04-09, 04:37 PM
                  Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود02-04-09, 06:00 PM
                    Re: " النهلة توصد أزرقها " Abuzar Omer02-05-09, 03:23 AM
                Re: " النهلة توصد أزرقها " د.نجاة محمود02-04-09, 06:12 PM
                  Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-04-09, 06:38 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-04-09, 08:49 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-04-09, 09:27 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " دينا خالد02-05-09, 00:53 AM
  انتو منو؟؟؟ esam gabralla02-05-09, 01:07 AM
    Re: انتو منو؟؟؟ د.نجاة محمود02-05-09, 02:01 AM
      Re: انتو منو؟؟؟ د.نجاة محمود02-05-09, 04:27 AM
        Re: انتو منو؟؟؟ دينا خالد02-05-09, 08:23 AM
          Re: انتو منو؟؟؟ دينا خالد02-05-09, 09:45 PM
            Re: انتو منو؟؟؟ إيمان أحمد02-06-09, 04:42 AM
              Re: انتو منو؟؟؟ محمد المعتصم ابراهيم02-07-09, 07:08 AM
                Re: انتو منو؟؟؟ د.نجاة محمود02-07-09, 07:21 AM
                  Re: انتو منو؟؟؟ محمد المعتصم ابراهيم02-07-09, 07:32 AM
                    Re: انتو منو؟؟؟ محسن خالد02-08-09, 11:08 PM
                      Re: انتو منو؟؟؟ Abuzar Omer02-09-09, 04:14 AM
                    Re: انتو منو؟؟؟ Abuzar Omer02-09-09, 03:40 AM
                      Re: انتو منو؟؟؟ محمد المعتصم ابراهيم02-09-09, 12:38 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 12:24 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 12:53 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " إيمان أحمد02-09-09, 06:22 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-09-09, 04:18 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 04:30 PM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-09-09, 04:56 PM
          Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-09-09, 05:11 PM
          Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 05:20 PM
            Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-09-09, 05:37 PM
            Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 05:41 PM
              Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-09-09, 06:25 PM
              Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد02-09-09, 06:36 PM
                Re: " النهلة توصد أزرقها " دينا خالد02-09-09, 10:04 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 07:11 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " حمور زيادة02-09-09, 07:34 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-09-09, 08:01 PM
        النهلة توصد أزرقها هاشم الحسن02-10-09, 04:39 AM
          Re: النهلة توصد أزرقها عبدالغني كرم الله02-10-09, 06:21 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-10-09, 02:52 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-10-09, 04:00 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-10-09, 04:04 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-10-09, 04:14 PM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-10-09, 04:45 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " Abuzar Omer02-10-09, 07:10 PM
      Re: " النهلة توصد أزرقها " مأمون التلب02-10-09, 07:59 PM
        Re: " النهلة توصد أزرقها " محسن خالد02-11-09, 02:47 AM
  Re: " النهلة توصد أزرقها " نهال كرار02-10-09, 09:56 PM
    Re: " النهلة توصد أزرقها " Abuzar Omer02-13-09, 00:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de