|
Re: مـائة عـام من النجـاح والإنفـتاح .. (Re: خالدة البدوي)
|
- 2 -
دولة مثل السودان، وقد أصبحت اليوم منارة تعليمية شامخة تضم جامعة الأحفاد للبنات. ومن يرصد نشأة الأحفاد وماضيها وحاضرها يلحظ خط نموها الصاعد بنجاح على خـلاف مؤسسـات أخرى لم تبرح مكانها أو أنها تقدمت ثم إنكفـأت وأصبحت تقتات من ماضيها أو مؤسسات، لا زالت قائمة لكنها خواء معرفي لا تملك أي قيمة مضافة ولم تترك بصماتها على واقع الأشياء رغم أنها تحظى بدعم الدولة وتحصل على موازنات سنوية.
وكلمة " الأحفاد " تحمل معاني ودلالات واقعية ورمزية متعددة أبرزها أنها رحلة نحو الغد والمستقبل، وتجاوز الماضي والحاضر، وهي ليست "الاباء" أو "الجدود" رغم أنهم يشكلون جذور كل شئ ، لكنها تخاطب أجيال الغد وهي أجيال متجددة ومتنوعة وتستهدفهم برسالتها التعليمية. والاحفاد مؤسسة تعليمية وتنويرية حملت راية الاستنارة والحداثة لعقود عديدة. لقد أصبحت المرأة ولا تزال أحدى مشاغلها الأساسية ومحور اهتمامها مما ينم عن الإدراك والوعي المبكر باحتياجاتها، ونوع المعرفة والتعليم الذي تحتاجه المرأة في مجتمع مثل المجتمع السوداني. فالمرأة في رؤية الأحفاد قوة اقتصادية منتجة وفاعلة في بناء المجتمع وتحديثه وتطويره، وليست ذلك الكم العاطل والمهمل الذي لا يتعدى دوره إشباع احتياجات الرجل البيولوجية، وتفريخ الأطفال، والخنوع والخضوع المستمر للثقاقة الذكورية وقيم المجتمع البطريركي. المرأة المفعول بها، المسيطر عليها، الخاضعة دوما للتغييب والتهميش، والاحساس بالحرج والخجل عند ذكر إسمها، وسماع صوتها " العورة ". ولم ينحصر اهتمام الأحفاد على دور المرأة في المجتمع الحضري، وإنما امتد الاهتمام إلى دورها في المجتمعات الريفية بشكل كثيف وحاضر، وفي ذلك نالت الأحفاد قصب السبق وعظمة الريادة، لأنها أعتمدت ضمن مناهجها مواد خاصة بالإرشاد والتنمية الريفية، وهي مناهج لا تدير ظهرها لاحتياجات المجتمع ومشاكله المزمنة مثلما تفعل كثير من الجامعات في السودان التي تعيش حالة انفصام مع المجتمع الذي تعيش فيه أو تدرس مناهج يغلب عليهـا
يتبع ،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|