|
Re: هل لليهودية جذور في السودان (Re: kamalabas)
|
سلام يا كرام، أشكر الأخ كمال على حثي بالمشاركة هنا للمرة الثانية. كما أشكر في البدء الأخ مرتضى على إستجابته لطلب الأخ نزار، نيابة عني. فقد قرأت الكتاب في أواخر العام الماضي مستعيراً إياه من شاب سوداني مهتم بهذا الموضوع. ولكن الحصول عليه ليس صعباً كما تفضل الأخ مرتضى، الذي أشكره مرة أحرى على تكرمه بمهمة إرسال الكتاب إلى الأخ نزار. أما بخصوص الموضوع الأساسي فإن مصر القديمة كانت منطقة أساسية من مناطق استقرار اليهود. بل كانت هي أهمها على الاطلاق. وقد بعث سيدنا موسى عليه السلام في هذه المنطقة. وقصة ميلاده ثم وضعه في سلة في النيل لتربيه زوجة أحد الفراعنة، قصة معروفة. وكثير من المؤرخين المهتمين بأرض النوبة يقولون بأن تاريخ مصر وتاريخ النوبة هو تاريخ واحد. بل هناك من يقول بأن أصول مايسمى بالحضارة المصرية موجودة في منطقة النوبة. إن صح هذا، وهوعندي صحيح، فإننا يجب أن نبحث عن أسبقية اليهودية للمسيحية في ممالك النوبة القديمة. وهناك أمر آخر، وهو أن هاجر، زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، من أصل نوبي-فرعوني، كما يقول الأثر. وقطعاً لم تكن هذه الحالة في التزاوج والتمازج حالة فردية. ومن سلالة إبراهيم جاء جاء سيدنا عيسى عليه السلام من جانب إسحق بن سارة، وجاء المصطفي محمد بن عبد الله عليه السلام من سلالة إسماعيل بن هاجر. هناك حلقات هامة يجب أن تتصل في تاريخ تلك الفترة حتى نفهمها فهماً جيداً. وهي مازالت مفككة لدى المؤرخين. ولكن مما لا شك فيه هو أن ضفاف النيل شهدت ميلاد الدين اليهودي. و بما أن الحدود الراهنة بين مصر والسودان حديثة العهد، وبما أنالمناطق النوبية، حتى في جنوب مصر، تمثل ثقل ما يسمى بالحضارة الفرعونية "المصرية،" فإنني أميل إلى أن اليهودية في السودان قد سبقت المسيحية في كل مناطق النوبة القديمة. ولكن هذا النوع من الحدس التاريخي لابد أن تؤكده دراسات جادة، نرجو أن تتم بعد أن تستقر أوضاعنا السياسية والاجتماعية. الاستقرار شرط أساسي لنجاح البحث العلمي الجاد، وهذا ما يفسر الفارق الكبير بيننا وبين المصريين في الاهتمام بعلم الآثار والتاريخ، وبالأخص بعد استيلاء نابليون على مصر، حيث تمت قفزة كبيرة في الاهتمام بتاريخ الحضارة فيها. شهدت مصر فترات طويلة من الاستقرار، بما فيها فترة الحكم الوطني، مما ساعد على اضطراد البحث العلمي في المجالات المذكورة بشكل جيد. ولكن الحدود بين مصر والسودان، والتي مثلها مثل غيرها من الحدود في أفريقيا، قطعت النوبيين في جنوب مصر من النوبيين في شمال السودان، دون مراعاة لوحدة التاريخ والجعرافيا واللغة والأديان. وقد نتج عن ذلك صورة أشبه بحكايتين لتاريخ واحد. وحين تعاد كتابة التاريخ، ربما نصل إلى خلاصات مفادها بأننا أقرب إلى اليهود مما كنا، وما زلنا، نتصور. وربما نكون قد توارثنا الكره العربي لهم بدون مبرر، مما يجعلنا ضالعين في لعنة أجدادنا. إن صح هذا الخط من التفكير، فإن أجداد هؤلاء، أناس كرام، أمنوا بديانات التوحيد، قبل غيرهم من الشعوب، وقد تهيأوا بذلك للمسحية ثم للإسلام بصورة لم تحوجهم إلى دخوله بالفتح وحد السيف كما كان الحال مع غيرهم من الشعوب، بما في ذلك الأعراب في الجزيرة العربية. أجدادنا هؤلاء يستحقون منا الإجلال والإكبار لا اللعنة! هذه النظرة للتاريخ سيكون لها إنعكاسات على الراهن، حيث لا يجب أن نتعامل مع اليهود وكأنهم شعب بلا أصل. حقهم في فلسطين، بعد عبور سيناء واستقرارهم فيها، لا ينكره إلا مكابر. ولكن هذا قطعاً لا يعني ألا حق للعرب فيها. بل الحق هو أن العرب لهم حق في جزء من فلسطين مثل ما لليهود حق في جزء فيها. ولهذا فإن الحل المتفاوض عليه هو أولى الخيارات التي يمكن أن يدعمها أي عاقل.
وقد كان الجمهوريين من أول المنادين بهذا النوع من الحل في العالم العربي. فقد أصدر الأستاذ محمود كتاباَ أسمه "مشكلة الشرق الأوسط" في عام 1968 نادى فيه بالاعتراف بإسرائيل، وكانت أسرائيل وقتها لا تطلب أكثر من الاعتراف والتطبيع معها لتنسحب الى حدود ماقبل 1967. وقد أكد الأستاذ محمود في ذلك الكتاب بأن العرب إذا لم يفعلوا ذلك سيجدون أنفسهم يقبلون بأقل من ذلك بكثير، بعد أن تمرغ كرامتهم في الوحل. وقد كان! وقتها وصف الجمهوريون بأنهم عملاء، كما وصفوا بنعوت كثيرة في أجواء لم تكن مواتية حيث كانوا يواجهون شتى ضروب التخوين والتكقير. في تلك الأجواء عقد مؤتمر الخرطوم، الذي عرف بمؤتمر اللاءات الثلاثة: لا صلح، لا اعتراف، ولا تفاوض مع اسرائيل. ولم يحصد العرب من سياساتهم الرعناء، في ذلك الوقت، وإلى اليوم غير الخيبة وتمريغ الكرامة العربية في الوحل، تماماً كما تنبأ بذلك الأستاذ محمود. وقد كانت هذه واحدة من الدلائل على سعة العلم والنظر الثاقب لدى الجمهوريين.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل لليهودية جذور في السودان | نزار محمد عثمان | 07-15-03, 11:03 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | SAMIR IBRAHIM | 10-08-03, 03:28 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | haleem | 10-08-03, 12:17 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Haydar Badawi Sadig | 10-08-03, 11:45 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | نزار محمد عثمان | 10-09-03, 12:53 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | kamalabas | 10-12-03, 03:31 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | SAMIR IBRAHIM | 10-09-03, 06:19 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | kamalabas | 10-09-03, 07:07 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Bashasha | 10-12-03, 04:25 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | kamalabas | 10-12-03, 05:02 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Auditor | 10-12-03, 06:05 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | murtada | 10-12-03, 07:48 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Bashasha | 10-12-03, 07:55 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | قلقو | 10-12-03, 08:44 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Mandingoo | 10-12-03, 05:12 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | kamalabas | 10-12-03, 05:43 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Bashasha | 10-12-03, 10:06 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | kamalabas | 10-13-03, 01:14 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Bashasha | 10-13-03, 02:13 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Mandingoo | 10-13-03, 11:38 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Bashasha | 10-13-03, 07:49 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | البيجاوى | 10-13-03, 08:09 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | نزار محمد عثمان | 10-14-03, 10:23 AM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Agab Alfaya | 10-14-03, 05:13 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | kamalabas | 10-14-03, 05:21 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Haydar Badawi Sadig | 10-14-03, 10:36 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Bashasha | 10-15-03, 10:21 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Haydar Badawi Sadig | 10-16-03, 07:43 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | sari_alail | 10-16-03, 07:50 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Mandingoo | 10-18-03, 12:12 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Mandingoo | 10-23-03, 01:22 PM |
Re: هل لليهودية جذور في السودان | Abureesh | 10-23-03, 06:19 PM |
|
|
|