المجاهد المدمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 09:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.نزار محمد عثمان( نزار محمد عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2003, 10:29 AM

نزار محمد عثمان
<aنزار محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 1692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)


    بين نور الدين وصلاح الدين:

    عمل بعض المؤرخين من أصحاب الغرض ـ مثل ابن أبي طي ـ على تضخيم الخلاف الذي حدث بين نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله وحملوا على نور الدين كثيراً، ونسبوا له ما لا يليق به، وقد أحسن الإمام أبو شامة إذ رد عليهم كلامهم، وبين سبب حملهم على نور الدين رحمه الله بقوله: "ابن أبي طيّ متهم فيما ينسبه إلى نور الدين مما لا يليق به، فإن نور الدين رحمه الله كان قد أذل الشيعة بحلب وأبطل شعارهم، وقوّى أهل السنة، وكان والد ابن أبي طيّ من رؤوس الشيعة فنفاه من حلب، فلهذا هو في الكتاب كثير الحمل على نور الدين رحمه الله فلا يقبل منه ما ينسبه إليه مما لا يليق به. والله أعلم".
    كان صلاح الدين رحمه الله وأسرته محل تكريم السلطان نور الدين رحمه الله، ذلك أن أسد الدين شيركوه ـ عم صلاح الدين ـ هو الذي مهد الأمر لنور الدين ليصير حاكماً على حلب، وقد حفظ نور الدين لأسد الدين رحمهما الله هذا الجميل، وكان ما رآه نور الدين من شجاعة أسد الدين وجلده على جهاد الفرنجة، دافعاً لحفظ الجميل، فأكرمه وجعله مقدمة عسكره، وأقطعه حتى صارت له حمص والرحبة وغيرهما، ولما تعلقت همة نور الدين بدمشق أمر أسد الدين أن يرسل إلى أخيه نجم الدين أيوب ـ والد صلاح الدين ـ ليترك دمشق ويلتحق بخدمة نور الدين، ففعل، وصار أسد الدين ونجم الدين عند نور الدين في المحل الأعلى والمكان الأسمى، لا سيما نجم الدين، فإن جميع الأمراء كانوا إذ دخلوا على نور الدين لا يقعدون حتى يأمرهم نور الدين بذلك، إلا نجم الدين فإنه كان إذا دخل إليه قعد من غير أن يؤمر بذلك" (34).
    ولما خاف نور الدين رحمه الله على مصر من أن يدخلها الفرنجة؛ أمر صلاح الدين أن يسير إلى عمه أسد الدين في حمص يأمره بالحضور إليه، ويحثه على الإسراع، فلما فعل وعاد مع عمه أمرهما نور الدين بالخروج في الجيش إلى مصر، يقول صلاح الدين: "قال لي نور الدين: لابد من مسيرك مع عمك، فشكوت إليه المضايقة، وقلة الدواب، وما أحتاج إليه فأعطاني ما تجهزت به، وكأنما أساق إلى الموت، وكان نور الدين مهيباً مخوفاً مع لينه ورحمته، فسرت معه، فلما استقر أمره وتوفي أعطاني الله من ملكها ما لا كنت أتوقعه" (35)، وبعد وفاة أسد الدين، خلفه صلاح الدين، "وثبت قدمه، ورسخ ملكه، وهو نائب عن الملك العادل نور الدين، والخطبة لنور الدين في البلاد كلها، ولا يتصرفون إلا عن أمره، واستمال صلاح الدين قلوب الناس، وبذل لهم الأموال مما كان أسد الدين قد جمعه" (36).
    ذكر الإمام أبو شامة أن العلاقة بين نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله توترت مرتين: الأولى عندما طلب صلاح الدين من نور الدين أن يرسل إليه إخوته فرفض نور الدين، وقد أوّل المغرضون هذا الرفض بأنه خوف من نور الدين على القوة المتنامية لصلاح الدين، وخشيته أن يسهم وجود إخوته معه في زيادة هذه القوة، أما المنصفون من المؤرخين فقد بينوا عكس ذلك ونقلوا عن نور الدين أنه قال مبيناً سبب رفضه: "أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد"، وعضددوا قولهم بأن نور الدين أرسل أخوة صلاح الدين في جيش الإمداد الذي وجهه إلى مصر عندما زحف الفرنجة إليها، ونصح شمس الدولة تورانشاه بن أيوب الأخ الأكبر لصلاح الدين نصيحة غالية تبين مدى حرصه على استتباب الأمر لصلاح الدين، إذ قال له: "إن كنت تسير إلى مصر وتنظر إلى أخيك أنه يوسف الذي كان يقوم في خدمتك وأنت قاعد، فلا تسر فإنك تفسد البلاد، وأحضرك حينئذ وأعاقبك بما تستحقه، وإن كنت تنظر إليه أنه صاحب مصر وقائم فيها مقامي وتخدمه بنفسك كما تخدمني فسر إليه، واشدد أزره وساعده على ما هو بصدده، فقال تورانشاه : أفعل معه من الخدمة والطاعة ما يصل إليك ـ إن شاء الله تعالى ـ فكان كما قال.
    أما الثانية: فقد أوردها الإمام أبو شامة نقلاً عن ابن الأثير إذ قال: "وفي سنة سبع وستين أيضاً جرى ما أوجب نفرة نور الدين من صلاح الدين، وكان الحادث أن نور الدين أرسل إلى صلاح الدين، يأمره بجمع العساكر المصرية والمسير بها إلى بلاد الفرنج والنزول على الكرك ومحاصرته، ليجمع هو أيضاً عساكره ويسير إليه ويجتمعا هناك على حرب الفرنج والاستيلاء على بلادهم، فبرز صلاح الدين من القاهرة في العشرين من المحرّم وكتب إلى نور الدين يعرّفه أن رحيله لا يتأخر.
    وكان نور الدين قد جمع عساكره وتجهز، وأقام ينتظر ورود الخبر من صلاح الدين برحيله ليرحل هو، فلما أتاه الخبر بذلك رحل من دمشق عازماً على قصد الكرك فوصل إليه، وأقام ينتظر وصول صلاح الدين إليه، فأتاه كتابه يعتذر فيه عن الوصول باختلال البلاد، وأنه يخاف عليها مع البعد عنها فعاد إليها، فلم يقبل نور الدين عذره، وكان سبب تقاعده أن أصحابه وخواصه خوفوه من الاجتماع بنور الدين، فحيث لم يمتثل أمر نور الدين شق ذلك عليه وعظم عنده، وعزم على الدخول إلى مصر وإخراج صلاح الدين عنها.
    فبلغ الخبر إلى صلاح الدين فجمع أهله وفيهم والده نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي، ومعهم سائر الأمراء وأعلمهم ما بلغه من عزم نور الدين على قصده وأخذ مصر منه، واستشارهم فلم يجبه أحد منهم بشيء، فقام ابن أخيه تقي الدين عمر وقال: إذا جاءنا قاتلناه وصددناه عن البلاد، ووافقه غيره من أهله فشتمهم نجم الدين أيوب وأنكر ذلك واستعظمه، وكان ذا رأي ومكر وكيد وعقل، وقال لتقي الدين: اقعد، وسبّه، وقال لصلاح الدين: أنا أبوك وهذا شهاب الدين خالك أتظن في هؤلاء كلهم من يحبك ويريد لك الخير مثلنا؟ فقال: لا، فقال نجم الدين: والله لو رأيت أنا ـ وهذا خالك ـ نور الدين لا يمكننا إلا أن نترجل إليه، ونقبل الأرض بين يديه، ولو أمرنا بضرب عنقك بالسيف لفعلنا، فإذا كنا نحن هكذا كيف يكون غيرنا؟ وكل من تراه من الأمراء والعساكر لو رأى نور الدين وحده لم يتجاسر على الثبات على سرجه، ولا وسعه إلا النزول وتقبيل الأرض بين يديه، وهذه البلاد له وقد أقامك فيها، فان أراد عزلك فأي حاجة به إلى المجيء، يأمرك بكتاب حتى تقصد خدمته، ويولي بلاده من يريد، وقال للجماعة كلهم: قوموا عنا، فنحن مماليك نور الدين وعبيده، ويفعل بنا ما يريده، فتفرقوا على هذا، وكتب أكثرهم إلى نور الدين بالخبر.
    ولما خلا نجم الدين أيوب بابنه صلاح الدين قال له: أنت جاهل قليل المعرفة، تجمع هذا الجمع العظيم وتطلعهم على ما نفسك فإذا سمع نور الدين أنك عازم على منعه من البلاد جعلك أهم الأمور إليه وأولاها بالقصد، ولو قصدك لم تر معك من هذا العسكر أحداً، وكانوا أسلموك إليه، وأما الآن بعد هذا المجلس فسيكتبون إليه ويعرفونه قولي، وتكتب أنت إليه وترسل في هذا المعنى وتقول: أي حاجة إلى قصدي؟ يجيء نجّاب يأخذني بحبل يضعه في عنقي، فهو إذا سمع هذا عدل عن قصدك واشتغل بما هو أهم عنده، والأيام تندرج، والله كل وقت في شأن، ففعل صلاح الدين ما أشار به والده، فلما رأى نور الدين رحمه الله الأمر هكذا عدل عن قصده، وكان الأمر كما قال نجم الدين: توفى نور الدين ولم يقصده ولا أزاله، وكان هذا من أحسن الآراء وأجودها. وأقول: أنى له أن يعرف بما قاله نجم الدين لصلاح الدين مختلياً به، والصواب أن نأخذ بظاهر الأمر وهو أن نجم الدين يرى حقيقة ـ لا سياسة ـ أنه وصلاح الدين تحت قيادة نور الدين.
    وقد أكد ابن الأثير في أكثر من موضع أن السبب في غضب نور الدين من صلاح الدين هو أنه رأى منه ـ أي من صلاح الدين ـ فتوراً من غزو الفرنج من ناحيته، "وكان نور الدين لا يرى إلا الجد في غزوهم بجهده وطاقته". وقال أبو شامة: "ولو علم نور الدين ماذا ادخر الله ـ تعالى ـ للاسلام من الفتوح الجليلة على يد صلاح الدين من بعده لقرت عينه، فإنه بنى على ما أسسه نور الدين رحمه الله من جهاد المشركين، وقام بذلك على أكمل الوجوه وأتمها ـ رحمهما الله تعالى ـ.
    بعد وفاة نور الدين ظل صلاح الدين على وفائه لنور الدين، وظهر ذلك في مواقف عده منها:
    ـ سعى صلاح الدين رحمه الله إلى ولاية ولد نور الدين ـ الملك الصالح ـ لصغر سنه، وفاء لنور الدين رحمه الله وحفظاً لوحدة الأمة، ورد على من عاتبه على ذلك ظناً منه أن صلاح الدين طمع في ملك نور الدين بقوله: "إنا لا نؤثر للإسلام وأهله إلا ما جمع شملهم، وألف كلمتهم، وللبيت الأتابكي ـ بيت نور الدين ـ أعلاه الله إلا ما حفظ أصله وفرعه، ودفع ضره وجلب نفعه، فالوفاء إنما يكون بعد الوفاة، والمحبة إنما تظهر آثارها عند تكاثر أطماع العداة، وبالجملة إنا في واد، والظانون بنا ظن السوء في واد ولنا من الصلاح مراد، ولا يقال لمن طلب الصلاح إنك قادح، ولا لمن ألقي السلاح أنك جارح" (37)، ولما تجمع الروافض حول ابن نور الدين ـ صغير السن (3 ـ عرضوا عليه نصرته على أن يأذن لهم بأن "يجهروا بـ(حي على خير العمل) في الأذان، وقدّام الجنائز بأسماء الأئمة الاثني عشر، وأن يصلوا على أمواتهم خمس تكبيرات، وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان قد أبطله نور الدين ـ رحمة الله ـ فأجيبوا إلى ذلك" (39)،لم يكن أمام صلاح الدين رحمه الله إلا أن يعمل على أخذ البلاد منهم، فقاومهم حتى طلبوا الصلح فأجابهم وعفا وعف، وكفى وكف، وأبقى للملك الصالح ـ ابن نور الدين ـ حلباً وأعمالها وأراد له الإعزاز فرد له عزار"، ولرد عزار قصة تبين حب صلاح الدين لنور الدين إذ بعث الملك الصالح أخته بنت نور الدين إلى صلاح الدين في الليل، فدخلت عليه فقام قائماً، وقبل الأرض وبكى على نور الدين، فسألت أن يرد عليهم عزار، فقال سمعاً وطاعة، فأعطاها، وقدم لها من الجواهر والتحف والمال شيئاً كثيرا" (40)، ولم يدخل صلاح الدين حلب إلا بعد وفاة ابن نور الدين.
    ـ عندما فتح صلاح الدين بيت المقدس، "أمر بالوفاء بالنذر النوري ـ أي نذر نور الدين ـ ونقل المنبر ـ الذي بناه نور الدين ليضعه في المسجد الأقصى ـ إلى موضعه القدسي، فعُرفت بذلك كرامات نور الدين التي أشرق نورها بعده بسنين" (41).
    ـ لم يذكر نور الدين أمام صلاح الدين إلا وترحم عليه وذكره بالخير، حتى إنه قال إن كل عدل فيه أنما تعلمه من نور الدين.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
المجاهد المدمن نزار محمد عثمان10-28-03, 09:16 AM
  Re: المجاهد المدمن HOPEFUL10-28-03, 01:07 PM
  Re: المجاهد المدمن Ahlalawad10-28-03, 01:12 PM
    Re: المجاهد المدمن SAMIR IBRAHIM10-28-03, 02:27 PM
      Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان10-29-03, 08:46 AM
  Re: المجاهد المدمن انور الطيب10-28-03, 08:51 PM
    Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان10-29-03, 08:21 AM
      Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان10-29-03, 08:44 AM
        Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان10-30-03, 08:44 AM
  Re: المجاهد المدمن Yassir7anna11-01-03, 07:57 AM
  Re: المجاهد المدمن sudania200011-01-03, 10:32 AM
    Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان11-02-03, 10:20 AM
      Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان11-02-03, 10:29 AM
      Re: المجاهد المدمن ABU QUSAI11-02-03, 10:37 AM
        Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان11-02-03, 10:53 AM
          Re: المجاهد المدمن نزار محمد عثمان11-08-03, 10:43 AM
  Re: المجاهد المدمن Yassir7anna11-08-03, 12:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de