لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد المرتضى حامد(محمد المرتضى حامد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2011, 11:21 AM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. (Re: محمد ادم الحسن)

    فارس محمد،

    الأبيض،

    كردفان،

    ألفين سلام،

    أشكر لك الحضور والمشاركة،

    أنتهز مداخلتك لأضيف من (الكتاب) ما بدأه المؤلف عن تاريخ

    سلطنة دارفور ،

    مودتي.



    نهاية استقلال سلطنة دارفور (2)



    - المقاومة الدارفورية
    - طلب السلطان إبراهيم قرض السند من الدولة العثمانية
    - رسائل الزبير باشا للـ (علماء) في دارفور
    - معركة منواشي ومقتل السلطان
    -------------

    مقدمة
    كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فإن بروفيسور أوفاهي يرى أن غزو دارفور في عام 1874م من قبل الزبير باشا لم يكن فقط بداية النهاية لوجود سلطنة دارفور كدولة مستقلة ذات تاريخ متصل منذ القرن السادس عشر، بل كان أيضاً نقطة تحول في تاريخ السودان الحديث.


    احتل الزبير (دارة) في 23 ذي الحجة 1290 هـ، الموافق 11 قبراير 1874م. كانت مع أحمد شطة قوات قليلة نسبياً، هم من فرق (الأرقاء) التي كانت لدي السلطنة، والتي كانت مسلحة ببنادق الرمنقتون؛ بينما بدأ الزبير في جلب تعزيزات معتبرة من (زرائبه) في بحر الغزال حتى بلغ عدد جنوده 7.000 من الرجال المزودين بالسلاح الناري، كما بدأت السلطات التركية المصرية في التحرك.

    كانت كل من الخرطوم والقاهرة متابعة لتقدم الزبير بقدر من الانزعاج، وشرعا في اتخاذ إجراءات بهدف إيقاف تقدمه، أو على الأقل سلبه من مكاسبه. في فبراير 1874م أعلن الخديوي إسماعيل الحرب على سلطنة دارفور، وكان الغطاء المبرر لذلك هو "عدوان السلطان، وتصميم الخديوي على إنهاء تجارة الرقيق" ؛ وهي أسباب لا بد أنها بدت للسلطان غريبة. صدرت الأوامر للحاكم العام إسماعيل أيوب باشا بأن يركز قواته في غرب كردفان استعداداً لغزو دارفور.

    رغم انتصار الزبير واحتلاله لـ (دارة)، إلا أنه كان يجابه ضغطاً من قوات السلطنة. فقد تمكن (الشرتاي) أحمد نمر تيراب حاكم البرقد من تجميع بقايا جيش أحمد شطة، ومناوشة قوات الزبير في (دارة) مما يتيح بعض الوقت للسلطان بما يمكنه من تجميع جيش آخر.


    الحرب الدبلوماسية والدعائية

    كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فقد أرسل الزبير عدداً من الرسائل للسلطان إبراهيم قرض بينما كانت المعارك تدور. وخدمت هذه الرسائل أغراضاً عدة، منها المساس بشرعية سلطة السلطان، وخلخلة دولته بكسب الزبير لشخصيات رئيسية في مؤسسته. وموضوع آخر هام وحساس وهو إيجاد المسوق الشرعي لما أقدم عليه من مهاجمة دولة مسلمة. تم نشر رسائل الزبير للسلطان تحت عنوان " الأجوبة السديدة في إنذار وتهديد أهل المكيدة". في إحدى رسائل الزبير الموجهة للـ (علماء) قدم نفسه على أنه المتجرد، حامل رسالة الإسلام للوثنيين في الجنوب.. وتحدث فيها عن محاربته للطغاة والكفرة والمشركين وتحويلهم من عبادة الأوثان، وإدخاله للكثيرين منهم في ملة الإسلام. وظل الزبير يركز في رسائله للـ (علماء) على الادعاء بان السلطان قد خالف الدين بحربه لهم دون أن يكونوا قد حاربوه أو خالفوا الشريعة.

    بتاريخ الثالث من رجب 1291هـ ، الموافق 16 أغسطس 1874م، أرسل الزبير خطاباً أخيراً للسلطان لائمه فيه على إيوائه للرزيقات الذين كانوا يهددون الطرق ما بين دارفور والسودان المصري التي قام هو بفتحها لجميع المسلمين . وأعلن في ذلك الخطاب عزمه على ضم السلطنة باسم الخديوي. جاء في الخطاب "إذا ما كنت عبد الله ومؤمناً بأن الأرض لله يعطي ملكها من يشاء من عباده.." طالب الزبير السلطان أن يتنازل عن الملك ويستسلم لسيده (الخديوي)؛ مؤكداً له أنه يؤمن له ممتلكاته وثرواته ومكانته الرفيعة؛ أما إذا أبى، فسوف يكون مسئولاً أمام الله عن دماء المسلمين. هكذا كانت حجج الزبير مزيجاً من الدين والسياسة. غير أنه للحقيقة والأمانة لم يتطرق لمسألة حق المسلم في محاربة مسلم آخر.

    تجاهل السلطان إبراهيم قرض رسائل الزبير؛ وتجاوب معها بتوجيهه رسالة لقبيلة أولاد جابر (بالقرب من مليط)، المعروفين بالصلاح، بأن يعقدوا ألف (ختمة) كاملة للقرآن على نية النصر على الأعداء. والتجاوب الثاني كان دبلوماسيا، حيث بعث برسالة للوزير العثماني الأعلى مذكرا إياه بـ (فرمان) سابق أصدره السلطان عبد الماجد (1839-1861م)، وآخر أصدره السلطان عبد العزيز (1861-1876م) يضمنان لسلطان دارفور حدود سلطنته واستقلالها. إن هذين الـ (فرمانين) اللذين أشار إليهما السلطان يثيران أمراً محيراً لن يكون له تفسير إلا في وثائق اسطنبول. وذلك حيث أن السلطان عبد الماجد كان قد أصدر (فرمانين) لمحمد علي باشا، كان أحدهما حول السودان، ونص بالتحديد على تبعية دارفور لمصر. وتم التأكيد على هذين (الفرمانين) وتمديدهما من قبل السلطان عبد العزيز في (فرمان) بتاريخ 8 يونيو 1867م. فإذا ما كان هذان هما (الفرمانين) اللذين أشار إليهما السلطان إبراهيم قرض- ويبدو أن لديه نسخاً منهما- فمن الصعب أن نفهم كيف فسرهما السلطان إبراهيم قرض على أنهما يضمنان له استقلال سلطنته.

    كان لدارفور صلات دبلوماسية مع الدولة العثمانية. غير أن السلطان إبراهيم لم يعتمد كلياً على الضمانات العثمانية المزعومة. فقد سعى لإرضاء الخديوي، إذ بعث له بتاريخ 4 رجب 1291هـ الموافق 17 أغسطس 1874م برسالة يعبر فيها عن الخضوع والطاعة، حملها إلى القاهرة التاجر الحاج حمزة، غير أنها لم تكن مجدية.

    إن ادعاء السلطان إبراهيم قرض بكون دارفور دولة إسلامية مستقلة ذات سيادة- وهو ادعاء أكد عليه السلطان محمد الفضل لـمحمد علي باشا قبل خمسين سنة سبقت- فلم يكن له أي اعتبار في نظر الزبير ولا في نظر الخرطوم والقاهرة.

    الحملة مستمرة
    في هذا الأثناء ظلت الحملة مستمرة .. فقد أبحرت قوة صغيرة من (دارة) تحت قيادة رابح فضل الله وقتلت (شرتاي) البرقد. وفي حوالي يوليو/أغسطس أرسل السلطان إبراهيم قرض جيشاً آخر جنوباً تحت قيادة عمه الأمير حسب الله بن محمد الفضل. حاول جيش حسب الله محاصرة الزبير في (دارة). غير أن تكتيكات الزبير الدفاعية، المؤسسة على ميزة قوة السلاح الناري، أجبرت الأمير حسب الله على التقهقر شمالاً.

    زحف السلطان إبراهيم قرض أخيراً نحو (دارة) ووصلها في 5 رمضان 1291هـ الموافق 16 أكتوبر 1874م؛ وكانت المعركة الحاسمة التي انتصرت فيها قوات الزبير بفضل السلاح الناري الذي لم يكن الدارفوريون يعرفونه. بدأ السلطان وبقايا جيشه في الانسحاب نحو جبل مرة، موطن أجداد الأسرة الحاكمة. وبعد تسعة أيام وصل إلى منواشي حيث التحم معه الزبير في 14 رمضان 1291هـ الموافق 25 أكتوبر 1874م، في آخر مواجهة بينهما. وكان مع السلطان حراسه الشخصيون فقط. هزم السلطان إبراهيم قرض وتم الاستيلاء على النقارة المقدسة (المنصورة). بأوامر من الزبير تم دفن جثمان السلطان بكامل طقوس التكريم والشرف في مسجد شيخ طاهر أبو جاموس في منواشي. وقوبل سقوط السلطنة باحتفالات في كل من الخرطوم وبربر.

    ****************









    - الفترة التي تلت معركة منواشي
    - المهدية في دارفور
    - استعادة السلطنة
    - الإصلاحات الدينية والاجتماعية في عهد السلطان علي دينار

    أم كويكية
    كانت معركة منواشي بين قوات الحكم التركي المصري وقوات سلطنة دارفور في 25 أكتوبر 1874م ، والتي قتل فيها السلطان إبراهيم قرض ، هي النهاية لوجود دولة كيرا الإفريقية المسلمة المستقلة التي تعود نشأتها إلى منتصف القرن السابع عشر، والتي هي امتداد لدولة سودانوية إفريقية عريقة ترجع جذورها إلى القرن الثاني عشر. ومنذ 1874م وحتى اندلاع الثورة المهدية في 1882م كانت دارفور نظرياً جزءاً من السودان التركي المصري؛ غير أن فكرة السلطنة ظلت حية في جبل مرة وفي أرض دارفور طوال تلك السنوات. ولقد شهدت السنوات التي تلت سقوط سلطنة دارفور مقاومة بطولية لإبقاء جذوة السلطنة متقدة؛ كما شهدت من الناحية الأخرى الرعب والتخريب الذي قامت به قوات الحكم التركي المصري لقهر تلك المقاومة. ويشار في الأدب الدارفوري إلى تلك السنوات بـ "أم كويكية" ، لأنها تميزت بنيران السلاح، وقطع الطرق، والبؤس المستشري - خاصة مع إفلاس الإدارة واستغراقها في الحروب المستمرة .

    المهدية في دارفور
    للمهدية في دارفور تاريخ معقد ومتعدد الجوانب. فمن الملاحظ أنه لم تكن للمهدية جاذبية كبيرة وسط المجتمعات غير العربية في دارفور ، وربما يكون عامل اللغة أحد أسباب ذلك. سبب آخر هو عدم تغلغل الصوفية الجديدة وسط المزارعين المستقرين . ونتيجة لذلك ظل الفور والمساليت يعيشون في عالمهم الخاص بدون تأثير كبير، بينما وجدت الدعوة المهدية صدى أكبر وسط الرحل ؛ ولعل ذلك بسبب التأثير الذي كان للطريقة السمانية وسط البقارة؛ وأيضاً الدور المؤثر للأسر الدينية من قبيلة الفولاني الذين انتشرت وسطهم دعوة الجهاد التي أطلقها عثمان دانفوديو في شمال نيجيريا.

    يمكن النظر لأهمية المهدية من زاويتين؛ أولاهما أنها أدخلت دارفور في السياسة السودانية، وثانيهما أنها بلورت الانفصام بين مفهومين للإسلام قائمين على "العقيدة المهدوية" من ناحية ، والتقاليد السودانوية (Sudanic Tradition) من الناحية الأخرى- أي بين نظرة شاملة (ولا نقول شمولية) للإسلام تقيم وزناً لدور الإسلام في المجتمع؛ وبين فهم للإسلام متوافق مع المحيط المحلي. ولقد جرت المهدية دارفور نحو السودان - ليس فقط في فترة المهدية - بل لاحقاً أيضاً في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. على النقيض من ذلك كانت العقيدة السودانوية مسئولة عن بروز دولة جديدة، ألا وهي سلطنة المساليت، والتي كانت القوة الدافعة وراء النجاح في استعادة سلطنة كيرا تحت قيادة السلطان علي دينار.

    السلطان علي دينار
    بينما كان كتشنر يقترب من أم درمان في أغسطس 1898م، كان علي دينار يخطط للعودة إلى دارفور . وبعد أن تمكن من الهرب من أم درمان - التي بقي فيها لست سنوات -، اتجه جنوباً حتى وصل إلى الترعة الخضراء ( منطقة شمال كوستي)، حيث استولى هو ومناصروه على بعض الجمال التي تخص الخليفة، ثم اتجه غرباً نحو كجمر، التي كان ينتظره فيها عدد من أنصاره من دارفور. لم تكن تلك الخطوة التي أقدم عليها علي دينار اندفاعاً معزولاً، بل كانت خطوة محسوبة ومنسقة مع أنصاره؛ فقد انضمت إليه مجموعات من الأعيان الذين كانوا يمثلون جزءاً هاماً من مؤسسة السلطنة القديمة. بعد أقل من شهرين من وصوله إلى دارفور ، وفي أكتوبر 1898م ، تمكن علي دينار من إحكام سيطرته على الفاشر . واستندت سياسته في السنوات الأولى على مرتكزين ، أولهما فرض سلطته على أوسع نطاق ممكن في دارفور ؛ وثانيهما اتقاء شر ونجت وكتشنر وسلاطين في الخرطوم.

    يصف المؤلف حكم السلطان علي دينار - مقارنة مع حكم أجداده السلاطين السابقين- بأنه كان حكماً أوتوقراطياً؛ لكنه يوجد له المبرر في ذلك ، إذ أن حالة الفوضى التي كانت تعيشها دارفور آنذاك يستحيل معها استعادة السلطة المنظمة التي كانت قائمة في السلطنة القديمة ما بين ليلة وضحاها. المقربون من السلطان علي دينار وصفوه بقوة العزيمة وبالصرامة. مثل تلك السمات الشخصية، ممزوجة بضرورات الأمر الواقع، مثلت الخلفيات التي قام عليها منهجه في إدارة دولته - والتي حكمها حكماً مباشراً. ولتعزيز سلطته كسلطان حرص على التواصل مع الماضي. ولقد دفعته تهديدات الدعوات الدينية إلى انتهاج سياسات دينية متناقضة نوعاً ما. فمن ناحية- ولمحاربة الدعوة المهدية التي نفذت إلى أعماق المجتمع- لجأ علي دينار إلى فرض العقيدة الدينية؛ بينما من الناحية الأخرى نسب إلى نفسه خاصية الولي ، وشيئاً من القدسية.

    كان من الأولويات الواضحة للسلطان علي دينار إيجاد نظام قضائي فعال يستطيع أن ينظر في القضايا المتراكمة والعالقة من فترة المهدية والفترة التي سبقتها. وخلافاً للتقاليد التي كانت سائدة في السلطنة قبل 1874م، عين السلطان علي دينار قاضي قضاة ( هو القاضي إدريس عبد الله، الذي استمر في منصب قاضي عموم دارفور حتى عام 1916م). كذلك أدخل السلطان علي دينار إصلاحات في النظام الضرائبي، كما كانت له إصلاحات في المجال العسكري أيضاً. كان علي دينار مجدداً؛ غير أنه في سعيه المتواصل لإعادة تأسيس دولته، ظل في جميع الأمور يجمع ما بين القديم والجديد؛ وكان أكثر تأصيلاً في سياساته الدينية.

    إحياء الدين
    عاش سلاطين دارفور السابقون تحيط بهم طقوس مستمدة من تقاليد الفور بأكثر من كونها مستمدة من الإسلام. غير أن علي دينار كان رافضاً للإسلام السهل الذي اتبعه أجداده ، والقائم على (التخليط)؛ كما كان معارضاً للمهدية. كان النهج الذي يفضله هو ذلك النهج الذي يجمع ما بين إسلام المؤسسة - مثل الإسلام الذي يسانده الأزهر، والذي يخضع المؤسسة الدينية للدولة- وبين الإسلام الصوفي. تكمن أهمية المهدية الرئيسية بالنسبة لعلي دينار في أنها قادته إلى صياغة سياسة دينية داخلياً وخارجياً، وإلى تقديم تفسير لماضي دارفور يصب في مصلحة السلطان العثماني.

    تأثرت الإدارة في السنوات الأولى من حكم السلطان علي دينار بأساليب المهدية، حيث ظل الكتبة والسكرتاريون المتوارثون من سلطات المهدية يستخدمون بعض عبارات الترحيب المهدوية ، مثل (الحبيب). ومن الإبداعات الجديدة للسلطان علي دينار دعوى انتسابه للعباس، واعتماد ذلك في الألقاب الرسمية؛ بينما لم يكن السلاطين السابقون يشيرون إلى ذلك النسب إلا بشكل مبهم؛ كما لم يضمنوه أبداً في وثائقهم ، حتى وهم يستخدمون ألقاباً مملوكية أو عثمانية مثل: "خادم الحرمين الشريفين" ، أو "سلطان البرين والبحرين".

    تضمن برنامج السلطان علي دينار لإعادة البناء السيطرة المحكمة على (الفقرا) في مملكته، والذين كان يعاملهم كأنهم أعضاء في طريقة صوفية هو شيخها. وكان (الفقرا) في كل منطقة منظمين تحت (مقدوم) مسئول عنهم . ومن السياسات الدينية للسلطان علي دينار إقامته علاقات مع العالم الإسلامي الخارجي ؛ فلقد كانت له صلات وثيقة ومراسلات منتظمة مع العديد من المدارس الصوفية الجديدة - وبشكل خاص السنوسية والختمية والإسماعيلية. كانت الصلات مع السنوسية مهمة لذاتها، وذلك لأنها تفتح القنوات مع العثمانيين؛ وتضمنت رسائله إلى السيد المكي، شيخ الطريقة الإسماعيلية بالأبيض، وصفاً لجهوده الرامية للتمكين للدين في دولته؛ وفي رسائله للسيد علي الميرغني ظل السلطان علي دينار يفصح بحرية عن سخطه عن ما يراه من ازدواجية في الحكم الثنائي. وفي عهد السلطان علي دينار أصبحت الطريقة التيجانية أكثر رواجاً وانتشاراً في دارفور. ولقد ظلت الفاشر تستقبل وتستضيف بكرم وحفاوة أبرز قادة الطريقة التيجانية وأكبرهم مكانة في غرب إفريقيا.

    من علامات الاستقامة الدينية للسلطان علي دينار إرساله المحمل إلى مكة لكسوة الكعبة؛ ومواصلته تقديم المساندة لرواق دارفور في الأزهر. ومن الإيماءات الأخرى في هذا الجانب، إرساله نسخة من موجز تاريخ حياته لمكتبة دار الفلاح بمكة؛ ونشره في مطبعة السودان بالخرطوم "ديوان المديح في مدح النبي المليح".


    الإعداد لغزو دارفور
    في عام 1915م كان حاكم عام السودان رينالد ونجت يضغط على حكومتي مصر وبريطانيا للإذن له بأن "يقضم" دارفور قبل أن يفعل ذلك الفرنسيون الذين كانوا يحومون حول حدود دار مساليت. ينتقد المؤلف المبررات التي ظل يسوقها البريطانيون لغزو دارفور في عام 1917م (ويذكر أن ما أورده بروفسور ثيوبولد عنها ناتج من تأثره بوجهة النظر البريطانية). ويعزي المؤلف ما ظلت تروج له أجهزة الدعاية الحكومية عن قسوة السلطان علي دينار وقهره للفقراء، إلى رغبة تلك الأجهزة في تكوين صورة انطباعية سلبية تبرر الغزو؛ ولا يوجد سند للقصص الساذجة التي كانت تروج لها أجهزة الدعاية ( مثل الفرية عن مصير الطفل الوليد الذي أسماه والداه على اسم السلطان). يذكر المؤلف أنه يستبعد أن يكون ونجت شخصياً مقتنعاً بمثل ذلك الهراء.

    من جانبه، وفي ظل أجواء الدعاية والدعاية المضادة، كان السلطان علي دينار- من منطلق معارضته للحكومة- يخاطب ونجت بـ "سن النار" بدلاً من السردار! وفي إحدى رسائله لونجت عبر علي دينار عن اعتزازه بنفسه، وافتخاره بمكانته كسلطان، وبمجده العريق؛ حيث جاء فيها:
    "إنني بفضل الله سلطان وابن سلطان؛ ولقد ورثت المملكة بحق من أجيال.. وأنا - بمشيئة الله العظيم- أجلس الآن على عرش آبائي وأجدادي".

    بقية القصة معروفة ؛ فقد غزا البريطانيون دارفور، وذبحت قوات دارفور في موقع المعركة بالقرب من الفاشر .. وتمت محاصرة السلطان علي دينار وقتله في نوفمبر 1916م.

    هكذا انتهت سلطنة كيرا.. غير أنها انتهت بشرف.
    *****








    الحاضر

    لعل من المناسب - إلى جانب استعراض التاريخ - أن نعرف ببعض أفكار بروفيسور أوفاهي ذات الصلة بالحاضر،كما وردت في الفصل الأخير من كتابه .

    الفكرة الأساسية التي استند عليها المؤلف في تحليله ، هي تميز دارفور عن بقية أجزاء السودان .. فدارفور كفكرة وكهوية كانت موجودة منذ 1570م – إن لم يكن قبل ذلك . بينما لأغلب مثقفي شمال السودان ، فإن السودان الحديث يتمركز في أراضي سلطنة الفونج (حوالي 1504 – 1821م) ، وهي أراضي وادي النيل جنوب أسوان إلى منطقة الجزيرة بين النيلين الأزرق والأبيض حتى مناطق البجا في شرق السودان، أسوة بشرق كردفان التي لها تداخل حميمي منذ قرون مع وادي النيل.

    يتمثل جوهر هوية السودان الحديث في أن النخبة من حكامه الحاليين انحدروا من أيام الفونج ، عبر الحكم التركي المصري (1821 – 1882م)، ثم انتصارات المهدية التي لم تدم طويلاً (1882-1898م ) ، ثم الحكم الثنائي البريطاني المصري البيروقراطي (1898 – 1956م) . وبعكس ذلك كانت صلات دارفور بوادي النيل متقطعة ومتفرقة ، فيما عدا الفترة القصيرة نسبياً الفترة التي هيمنت فيها دارفور على كردفان (1785 – 1821م) في القرن التاسع عشر جعلت علاقات الدين واللغة والاقتصاد دارفور أكثر قرباً من السودان النيلي.

    يوجه المؤلف نقداً لفترة الحكم البريطاني لدارفور (1916-1956م) ، التي لم يهتم فيها الحكام البريطانيون بإحداث أي قدر يذكر من التنمية والتحديث في الإقليم؛ حيث انصب اهتمامهم بالحكم والإدارة ( السيطرة على الضرائب - سلطة حكم الإعدام - سلطة تعيين وفصل الزعماء المحليين ) . لذا فقد كان للحكم البريطاني تأثير سلبي غير مباشر بعيد المدى على دارفور . فالهياكل الحديثة التي أسسوها في وسط السودان ، والمتمثلة في المؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية (المدارس والجامعة والسكة حديد ومشروع الجزيرة، وبروز نخبة من المتعلمين جذورهم في المناطق النيلية) لم ينال دارفور منها شيء؛ بل كانت لها تأثيرات سلبية كبيرة عليها ، إذ تم التجاوب معها بهجرة الدارفوريين، هرباً من الضرائب ، أو للعمل في مشروع الجزيرة، أو العمل في مدن وسط وشمال السودان.

    لم يحدث الاستقلال الرسمي في أول يناير تغييراً سوى أن حلت نخبة من الإداريين السودانيين من شمال السودان محل الإداريين البريطانيين . غير أن المؤلف يشير إلى بعض النواحي التنموية التي شهدتها دارفور بعد الاستقلال، من بينها امتداد خط السكة حديد إلى نيالا في عام 1959م ؛ وتأسيس مشروع جبل مرة كمحاولة لإدخال مشاريع نقدية (التبغ والفواكه) ، ولكن بنجاح محدود.

    من مشكلات الحكم الرئيسية التي يبرزها المؤلف أن القرارات الخاصة بدارفور كانت تتخذ من الخرطوم سواء من قبل الحكام البريطانيين أو الإداريين السودانيين الذين خلفوهم. ويلخص المؤلف حالة عدم الاهتمام المتأصلة بدارفور، بأنه في العهود الديمقراطية تتمثل أهميتها في أصوات الناخبين ؛ أما في العهود غير الديمقراطية فإن أهميتها تكون في إطار السياسة الإقليمية بين تشاد وليبيا والسودان. ومن قناعات المؤلف أن دارفور كانت بدون شك أكثر ثراء ، وأفضل إدارة تحت حكم سلاطين القرن التاسع عشر مقارنة بحالة الجمود والتهميش من قبل الحكام البريطانيين والإداريين السودانيين.

    يشير المؤلف إلى بداية سيادة التذمر الناتج من التهميش وضعف التنمية ، وبروز حركة سياسية (أساساً وسط الفور) قوامها الجنود المتقاعدون ؛ وتأسيس جبهة نهضة دارفور في عام 1966م ، والتي كان قوامها بعض زعماء دارفور ومجموعة صغيرة من طلاب دارفور بالخرطوم . وفي بداية التسعينات أصبحت المناطق الريفية خارج السيطرة، حيث انهارت أي إدارة فعالة فيما عدا المدن الرئيسية. وفي هذا الإطار تطورت عملية تسييس الصراع.


    يمضي المؤلف في تحليل الأسباب الرئيسية وراء الأزمة الحالية في دارفور، والتي يحصرها في:

    - العامل السكاني

    حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع عدد سكان دارفور من مليون ونصف في عام 1956م إلى ستة مليون ونصف حالياً.

    - العامل الإيكولوجي

    التصحر وتعرية التربة وفقدان خصوبة الأرض ، مما قاد إلى تأجج الصراع حول الأرض ( الأبالة ليست لهم ديار معروفة ، ومن لهم ديار لا يرون سبباً لتركها لآخرين).




    - الشرعية

    فشلت الحكومة في الخرطوم في تأسيس شرعية؛ حيث أنها ورثت من البريطانيين شرعية لم تكن في الأصل موجودة.

    يشير المؤلف إلى أنه قد برز في الفترة الأخيرة الإقرار بالحاجة إلى حوار دارفوري دارفوري، على أمل أن يتوصل الدارفوريون من خلاله إلى اتفاق فيما بينهم . غير أنه يرى أن ذلك سوف لن يكون أمراً سهلاً، نظراً لأن القيادات القبلية التقليدية (الإدارة الأهلية) - رغم استعادتها بعد سقوط حكم النميري في 1985م- إلا أنه لم تعد لها نفس السلطة والشرعية التي كانت تتمتع بها قبل 1971م؛ خاصة وقد أصبحت التعيينات تتم من الخرطوم وفقاً لاعتبارات سياسية. يضاف إلى ذلك تعاظم المشكلات الإيكولوجية؛ والانقسامات العميقة بين القيادات الشابة في "حركات" دارفور ، وافتقادهم للبرامج والسياسات الواضحة.

    يذكر المؤلف أنه حتى الآن لم تتم إثارة فكرة استقلال دارفور من أي جهة ؛ غير أنه ، إذا ما استمرت الأحوال في التدهور، فربما تبرز إلى المقدمة؛ وسوف يكون النفط الذي بدأ اكتشافه في دارفور عاملاً في هذا الاتجاه. ومن قناعات المؤلف أن دارفور المستقلة ذاتياً في إطار السودان العريض يمكن أن تكون شريكاً قيماً ؛ ولكن فقط في حالة الإبقاء على ذاتيتها وتطويرها.

    إن المأساة الإنسانية المرعبة التي تجري الآن في دارفور تتم في ظل بيئة هشة، ومن الصعب جداً وقف تدهورها. غير أن المؤلف يرى أنه ليس محكوماً على دارفور الفشل؛ إذ أن الدارفوريين - ببعض المساعدة الخارجية - يستطيعون أن يتوصلوا إلى اتفاق فيما بينهم ، خاصة إذا كانت الحكومة مستعدة أن تكون أكثر إيجابية.


    **********************
                  

العنوان الكاتب Date
لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 00:40 AM
  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 00:57 AM
    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 01:13 AM
      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Mannan05-26-11, 01:46 AM
        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. احمد الامين احمد05-26-11, 02:29 AM
          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Gaafar Ismail05-26-11, 03:00 AM
            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الطيب شيقوق05-26-11, 05:55 AM
              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الهادي هباني05-26-11, 06:21 AM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Ahmed al Qurashi05-26-11, 06:37 AM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Mohamed Suleiman05-26-11, 07:11 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-29-11, 04:36 PM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الرشيد شلال05-26-11, 07:23 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Faris Mohamed05-26-11, 08:54 AM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-29-11, 03:23 PM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-28-11, 02:26 PM
              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-28-11, 08:34 AM
            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-27-11, 11:10 PM
          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-27-11, 08:21 PM
        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 07:48 AM
          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Mohamed Suleiman05-26-11, 09:39 AM
            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. آدم صيام05-27-11, 07:55 AM
              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Balla Musa05-27-11, 07:40 PM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. MOHAMMED ELSHEIKH05-27-11, 08:39 PM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد عبد الماجد الصايم05-28-11, 06:48 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. عمر علي حسن05-29-11, 08:57 PM
                      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. آدم صيام05-30-11, 05:07 AM
                        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-30-11, 10:05 AM
                          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد مكى محمد05-30-11, 10:10 AM
                            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-30-11, 05:05 PM
                              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد ادم الحسن05-30-11, 06:03 PM
                                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-31-11, 11:21 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-01-11, 04:22 PM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-01-11, 12:12 PM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-01-11, 08:51 AM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. خلف الله عبود06-01-11, 10:31 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-02-11, 11:42 AM
                      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. عمر علي حسن06-02-11, 01:52 PM
                        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-04-11, 07:00 AM
                          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-04-11, 02:18 PM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-04-11, 10:41 PM
                      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. نادر الفضلى06-05-11, 03:06 AM
                        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الزاكى عبد الحميد06-07-11, 01:13 PM
                          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الزاكى عبد الحميد06-07-11, 01:50 PM
                            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-09-11, 01:49 AM
                              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-09-11, 02:14 AM
                                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Abdul Monim Khaleefa06-25-11, 08:49 AM
                                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الفاتح ميرغني06-28-11, 05:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de