لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد المرتضى حامد(محمد المرتضى حامد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2011, 07:48 AM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. (Re: Mannan)

    سعادة السفير نورالدين منان،

    التحية والتقدير لكم ولاهتمامكم الصادق بكل ما يتصل بالوطن،
    على وجه خاص أشكر لكم إهتمامكم بموضوع الإصدارة وبالطبع ثمة
    كتابات تتباين حول المشكل الدارفوري والذي تعملق لأسباب
    كثيرة إلا أن الأستاذ عبدالمنعم تناول الجانب التاريخي
    في حقبة معينة وبحياد وأرجو أن تكون المقدمة أدناه
    بالدور المطلوب في إضاءة سريعة حول المضمون، وأتفق
    معك ومع كل إنسان له ضمير حي أن دارفور التي عرفناها
    وأهلها ، وهم أهلنا ، لاتستأهل ما حل بها بأي قراءة،
    حمدا لله على السلامة وأدام الله عليك نعمة العافية يا سيدي.

    محبتي


    *****
    ( تاريخ سلطنتي دارفور ودار مساليت – نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين)

    *****
    بقلم: عبد المنعم خليفة خوجلي

    *****

    مسقط - مارس 2011م














    بقلم: عبد المنعم خليفة خوجلي


    القارئ العزيز ..

    المادة التاريخية التي يتضمنها هذا الكتاب الذي بين يديك مستقاة من كتابين من أهم وأقيم ما كتب عن تاريخ دارفور، خاصة وأن كاتبيهما بروفيسور ر. س. أوفاهي وبروفيسور ليدوين كابتجنز - إلى جانب مكانتهما كمؤرخين مرموقين - هما من أصدقاء السودان، ومن الذين يكنون حباً خاصاً لدارفور وأهلها. وإن كنا نتطلع إلى أن نرى كتابات المؤرخين الوطنيين عن تاريخ دارفور وغيرها من أقاليم السودان، إلا أن ما يكتبه الكتاب الأجانب - متى ما خلا من شائبة الغرض - يمكن إن يضيف الكثير من الفائدة. وينطبق ذلك على هذين الكتابين اللذين هما المصدر الرئيس لما يرد في هذا الكتاب، إذ أنهما ثمرة أعمال علمية وأكاديمية متجردة وصادقة وموضوعية في تقديري.

    ينبع اهتمامي بنشر هذا الكتاب عن تاريخ دارفور من رغبتي في توسيع نطاق المعرفة بالتاريخ العريق والبطولي لهذه المنطقة الغالية من وطننا بهدف توفير فهم أفضل لها، عله يساعد على إيجاد مخرج من المأساة الإنسانية الدائرة حاليا ؛ حيث أن من أسباب مشكلات دارفور - في تقديري - الجهل بذلك التاريخ.

    إن في بعث تاريخ دارفور السياسي والاجتماعي إثراء لتاريخ الوطن العريض السودان؛ كما أن المساهمة في إحداث تنمية حقيقية في الإقليم، والاهتمام بثقافاته المحلية، ومشاركة أهله بفعالية في إدارة شؤونه، مساهمة في تعزيز لحمة الوطن وتماسك وحدته. فلننظر بإيجابية لعراقة تاريخ دارفور، ولنثق في مستقبلها المشرق الذي تنبأ به برفيسور أوفاهي في كلماته المتفائلة التي جاءت على النحو التالي:

    "أرجو أن أكون قد بلغت شيئاً عن مكانة دارفور وزمانها وأهلها الذين هم أناس أصيلون، وأصحاب تاريخ وهوية ؛ وسوف ينالون مستقبلاً ذا شأن بإذن الله ".

    وقد اخترت هذا التوقيت لنشر الكتاب، تزامناً مع، واحتفاءً بالذكرى المئوية للمعارك البطولية التي خاضها مقاتلو المساليت ضد القوات الفرنسية.. معركة (كريندنج)، والمعروفة أيضاً بمعركة (وادي كاجا)، بالقرب من مدينة الجنينة، والتي انتهت بنصر باهر لقوات المساليت وهزيمة ساحقة للقوات الفرنسية؛ ومعركة (دروتي) التي التحم فيها الجانبان في التاسع من نوفمبر 1910م ، واستبسل فيها مقاتلو المساليت وفرسانهم - رغم عدم التكافؤ بين الجانبين في السلاح - واستشهد فيها السلطان تاج الدين إسماعيل والمئات من أبناء المساليت. وقد صور الشاعر محمد مفتاح الفيتوري في قصيدته الرائعة بعنوان (مقتل السلطان تاج الدين) بسالة مقاتلي المساليت وشجاعة وبطولة وإقدام السلطان تاج الدين.. من أبيات القصيدة:

    بالسيف وبالحربة
    وبإيمانك قاتلت
    يا فارس تسحق أعداءك
    باسم بلادك ناديت
    لن يحجبني عن حبك شيء
    انك ملء دماي وعيني
    يا دار مساليت إني حيّ

    وهجمت فأجفل قائدهم
    وانشق ستار
    كان ستار رصاص
    كان ستارا من نار
    فوق المدفع بالسيف مشيت
    ولحقت بقائدهم فانهار
    القائد ذو الجبروت انهار
    ذو المركبة النارية والخوذات انهار
    ***
    لقد وجدت شجاعة المساليت وشراسة قتالهم في هذه المعارك طريقها إلى سجلات التاريخ العسكري الفرنسي، حيث كتب قائد الحملة الكولونيل (ميلارد) في تقريره:

    " كان المساليت أعداء شجعان، ومقاتلين شرسين يثيرون الرعب في النفوس، وكانت مقاومتهم مقاومة وطنية حقاً".

    ونحن نحتفل بالذكرى المئوية لهاتين المعركتين الخالدتين علينا أن نبقي على هذه الصفحات الحافلة بالصمود والبسالة حية في وجداننا الوطني، وأن نرسخ في أذهان الأجيال الحديثة الاعتزاز بصلابة وتضحيات أبطال المساليت، التي كان لها الفضل في المحافظة على حدود السودان الغربية الحالية (بأكثر من تعهدات الحكومة الفرنسية لبريطانيا بعدم التدخل في الحدود الغربية لدارفور).

    هدفت من نشر عرض الكتابين المشار إليهما أيضاً، إلى إتاحة الفرصة لقطاع أكبر من القراء للتعرف على المادة القيمة التي يشتملان عليها؛ وذلك حيث أنهما مكتوبان باللغة الإنجليزية، ولم يتم نقلهما للغة العربية؛ كما أن واحداً منهما مضى على نشره ما يزيد عن الثلاثين عاماً ، وهو غير متوفر حالياً بالمكتبات ؛ وهذا مما يحد من تعرف الكثيرين من القراء على المادة الثرية التي يحتويانها، والتي هي ثمرة أبحاث أكاديمية متصلة وممتدة لسنوات اضطلع بها المؤلفان. ولقد سبق لي أن قمت بإلقاء الضوء على بعض الموضوعات المضمنة في هذا الكتاب - ذات الأهمية في تقديري- وذلك من خلال نشر مقالات عنها في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.

    أقدم فيما يلي تعريفاً موجزا بالكتابين وبمؤلفيهما:

    الكتاب الأول
    صدر كتاب " تاريخ سلطنة دارفور" لمؤلفه بروفسور ر. س. أوفاهي في صيف العام (2008م) - باللغة الإنجليزية - عن دار هيرست ( لندن(، وهو يشتمل على سجل للتاريخ والثقافة في سلطنة دارفور بكل تنوعها وتعقيدها وثرائها . بروفيسور أوفاهي هو أستاذ التاريخ بشعبة تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة بيرقن بالنرويج؛ ومؤسس برنامج أبحاث السودان - ذي الشهرة العالمية - بتلك الجامعة.

    يغطي الكتاب الفترة 1650 - 1916م من تاريخ سلطنة دارفور ، وهو مؤسس على الكتاب السابق للمؤلف بعنوان " الدولة والمجتمع في دارفور " الذي صدر عام 1980م، مع إضافة بعض البحوث العلمية التي قام بها المؤلف لاحقاً، وبعض التوسع والتعديل في التفسيرات السابقة .

    الطبيعة التاريخية والأكاديمية لـكتاب "تاريخ سلطنة دارفور" تنأى به عن محور وأبعاد الأزمة الإنسانية المعاصرة في دارفور، والتي أبرزت الإقليم إلى دائرة الضوء عالمياً ؛ وهو واحد من أفضل المراجع في موضوع تاريخ دارفور، إذ أنه إضافة توثيقية ثرية لذلك التاريخ . أما لمن أراد استيعاب الخلفيات التاريخية التي تعين على فهم الصراع القائم حالياًً ، فالكتاب أيضاً يمثل مرجعاً لا غنى عنه ؛ إذ أنه يعكس معرفة لا تجارى وفهماً متعمقاً لتاريخ دارفور ؛ وهو ثمرة أربعين سنة من الأبحاث ، ظل المؤلف خلالها ينقب في ذلك التاريخ (منذ العام 1968م).

    يشير المؤلف بتحسر إلى الإهمال والتخريب (المتعمد أحيانا) الذي تعرضت له وثائق دارفور . وهو يعد نفسه محظوظاً إذ تهيأت له الفرصة في عام 1970م لتصوير أربعمائة وثيقة ذات صلة بالسلاطين والسلطنة ، يرجع تاريخها إلى الفترة 1700 - 1916م ؛ وذلك بفضل مساعدة مقدرة من الملك رحمة الله الدادنقاوي ، والذي كان وقتها رئيس المحكمة الأهلية بالفاشر .

    وغير معلوم كم من تلك الوثائق الأصلية الأخرى (التي لم يطلع عليها بروفيسور أوفاهي) كان من الممكن إنقاذها في ظل المآسي الحالية. وهو يؤكد أن هناك جزءاً قد تمت إبادته عمداً، ويأسف لأن تلك الوثائق أصبحت جزءاً من الصراع .

    اعتمد المؤلف على مصادر عديدة ، من بينها مصادر شفهية ، ووثائق ومخطوطات عربية ، ومواد أرشيفية، وأطروحات أكاديمية، ودراسات لم تنشر، وأدبيات الرحالة، وأدبيات ثانوية أخرى . وهو يشيد بشكل خاص بالمادة المفيدة التي كتبها كل من المؤرخ السوداني محمد عبد لرحيم ، وأنثوني آركل (صاحب المؤلف الشامل عن تاريخ السودان منذ العصور القديمة وحتى بداية الحكم التركي المصري)، اللذين قاما بتسجيل التقاليد المركزية لسلطنة دارفور . وهو يثمن بشكل خاص الجهد المضني الذي بذله المؤرخ محمد عبد الرحيم ( والذي وصفه بصاحب العزيمة التي لا يصيبها الفتور والكلل)، ويشير إلى مخطوطه المفيد " الدر المنثور في تاريخ العرب والفور " .

    امتد نشاط بروفسور أوفاهي البحثي عن دارفور من 1966 – 1980م ، وتجددت صلته بدارفور في أواخر عام 2004م عندما تمت دعوته لمؤتمر بالخرطوم عن أزمة دارفور نظمته جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة . تبع ذلك توقيعه عقداً استشارياً مع بعثة الأمم المتحدة في السودان (UNMIS) . وسبق له أن شارك في مفاوضات أبوجا كخبير لمنظمة الوحدة الإفريقية . وقام مؤخراً - كمستشار للبنك الدولي - بإعداد تقارير عن بعض الموضوعات ، مثل حكم القبائل ، وملكية الأرض في دارفور.

    يحظى بروفسور أوفاهي باحترام واسع ومودة وسط الشباب الدارفوريين والزعماء التقليديين بدارفور ، الذين يرون فيه تمثيلاً لذاكرتهم التاريخية التراكمية. كما أنه إلى جانب هذا التقدير الشعبي يحظى بالتقدير الرسمي كذلك ، حيث تم تكريمه في عام 1993م من قبل حكومة شمال دارفور ( في احتفال أقيم بمركز التراث الدارفوري بجامعة الفاشر عن أعماله الخاصة بتاريخ دارفور ؛ كما أقيم له احتفال رسمي بمبنى مجلس الشعب قاده والي الولاية). من الطريف أنه بعد ختام ذلك الاحتفال احتفل به أصدقاؤه الدارفوريون بطريقتهم الخاصة في زاوية الطريقة التيجانية ( والتي كان يقودها آنذاك الشاب النشط المرحوم إبراهيم سيدي – الذي درس بكولاك بالسنغال، وكان يجيد اللغة الفرنسية ، والذي توفي عام 1999م ) ، حيث استقبلوه بجوقة من الصبيان كانوا ينشدون مدائح الطريقة التيجانية .. وهو يصف تلك اللحظات بأنها مثيرة للعواطف .

    وتعبيراً عن التقدير المتبادل بينه وبين أصدقائه الدارفوريين ذكر في مقدمة كتابه عن " تاريخ سلطنة دارفور" : أنه يهديه لقرائه - وللدارفوريين بشكل خاص - " كهدية من صديق في زمن عصيب" .



    الكتاب الثاني:
    الكتاب الثاني بعنوان: (تاريخ دار مساليت 1870 - 1930م: العقيدة المهدوية والتقاليد السودانوية)؛ ولعل في عنوان الكتاب إشارة إلى المحور الرئيس الذي يركز عليه. ومؤلفته هي بروفيسور (ليدوين كابتجنز)، الهولندية الجنسية، والتي تعمل حالياً أستاذة تاريخ إفريقيا والشرق الأوسط بكلية ولسلي بالولايات المتحدة. وكانت قد شرعت في كتابة بحثها عن تاريخ دار مساليت في عام 1978م، عندما كانت محاضرة في شعبة التاريخ بجامعة الخرطوم. اعتمدت الكاتبة بشكل رئيس على مصادر أولية؛ حيث تلقت التاريخ الشفاهي لدار مساليت ودار قمر من أفراد في الخرطوم، إلى جانب المقابلات العديدة التي أجرتها في دار مساليت نفسها أثناء عملها الميداني. وقد راجعت المؤلفة بكثافة، وعلى مدى أربع سنوات، وثائق أرشيف المهدية، ووثائق الحكم الثنائي المحفوظة بدار الوثائق المركزية بالخرطوم؛ كما استعانت أيضاً بالوثائق الأرشيفية البريطانية والفرنسية، ومجموعة تاريخ السودان بجامعة بيرقن بالنرويج.

    تذكر المؤلفة بأن الدراسات عن تاريخ دارفور عموماً قليلة.. أما الأدبيات المكتوبة عن غرب دارفور بالذات، فهي تكاد تكون منعدمة؛ وحتى وثائق الأسفار اللصيقة بذلك الجزء من دارفور قليلة جداً. لذا فإن الكتاب الحالي يمثل محاولة لتكملة الدراسات عن تاريخ دارفور من خلال إعادة بناء المجتمع العريض والدولة، وإلقاء الضوء على الهامش أكثر من المركز؛ إذ أنه يركز على منطقة صغيرة على هامش دارفور،ألا وهي دار مساليت، ويبحث في تاريخها المحلي من جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتأمل الكاتبة أن يكون مؤلفها قريناً لمؤلف بروفيسور أوفاهي "الدولة والمجتمع في دارفور".

    غطت المؤلفة بروز وتطور واحدة من أحدث الممالك السودانوية (Sudanic (Kingdoms ، ألا وهي سلطنة دار مساليت خلال الفترة 1870 - 1930م. وعلى الرغم من أن الكتاب معني بشكل رئيس بتاريخ سلطنة المساليت، إلا أنه ذو نهج إقليمي، ويولي اهتماماً بالتطورات في السلطنات الأخرى في الحزام السودانوي الشرقي، وهي سلطنات وداي - دارفور - دار سلا - دار تاما - ودار قمر؛ وجميعها سلطنات مجاورة لدار مساليت.

    تناولت المؤلفة في الفصول الثلاثة الأولى نشأة السلطنة؛ حيث اشتمل الفصل الأول على وصف للأوضاع السياسية والجغرافية لدار مساليت. والفصل الثاني على إعادة بناء مجتمع المساليت أثناء الفترة السابقة لعام 1874م، والتي كانت دار مساليت فيها جزءاً من سلطنة كيرا (دارفور). كما وصفت في الفصل الثالث سقوط الـنظام التقليدي السابق لتكوين السلطنة، والتطورات التي نتجت عن الاحتلال المصري التركي لدارفور (1874-1883م)، وتوحيد قبائل المساليت بواسطة هجام حسب الله، والذي هو من زعماء المساليت والمؤسس للسلطنة. اشتمل الفصل الرابع على تحليل لنشوء سلطنة المساليت من منظور إقليمي، وتفسير لتعقيدات التاريخ السياسي لغرب دارفور أثناء سنوات المهدية (1883- 1898م)، وتحليل للأبعاد السياسية والأيديولوجية والاقتصادية لعلاقات السلطنة الجديدة مع جيرانها. ولقد أتاحت هذه التطورات السياسية الفرصة للمساليت لتأسيس دولتهم.

    تمثل العنصر الأيديولوجي لسلطنة المساليت في العقيدة المهدوية؛ فهي (أي الإسلام تحت مظهر مهدوي) تعبير عن هوية دولة المساليت أمام العالم الخارجي - أي أن الإسلام أصبح هو أيديولوجية الدولة في علاقاتها الخارجية الرسمية. كانت سلطنة المساليت المهدوية مسيطراً عليها - سياسياً واقتصادياً - من قبل جارتها الغربية، سلطنة وداي. غير أن عاصمة السلطنة في هذه الفترة ظلت محطة ومركزاً طرفياً (وإن كان ثانوياً) في المنتهى الجنوبي لطريق الصحراء العابر إلى شمال إفريقيا.

    تناولت المؤلفة في الفصل الخامس البناء الداخلي للسلطنة. فبينما قدمت سلطنة المساليت نفسها لجيرانها كدولة مهدوية مصغرة، إلا أنها داخلياً كانت منظمة كدولة سودانوية على نمط سلطنة كيرا بدارفور، والتي ظلت سلطنة المساليت جزءاً منها حتى عام 1874م. وفي الفصل السادس تناولت المؤلفة من منظور إقليمي الأزمة السياسية التي مرت بها سلطنة المساليت في العقد الأول من القرن العشرين. ففي عام 1909م أخضعت سلطنة وداي للحكم الاستعماري الفرنسي. ومن الجدير بالذكر أن المساليت بقيادة السلطان تاج الدين كانوا قد هزموا الفرنسيين هزيمة ساحقة في معركة وادي كاجا بالقرب من الجنينة في يناير 1910م؛ وقد دارت المعارك بين الجانبين في نوفمبر من نفس العام في معركة دروتي التي استشهد فيها السلطان تاج الدين. غير أن دار مساليت لم تخضع للإدارة الفرنسية، وذلك حيث أن الفرنسيين كانوا مدركين لحقيقة أن دار مساليت (ودار قمر) كانتا سابقاً جزءاً لا يتجزأ من سلطنة دارفور، ومن السودان التركي المصري، وأنهما بالتالي يقعان في نطاق حكومة السودان وفقاً للاتفاقيات بين القوى الاستعمارية آنذاك.

    هكذا فقد كانت الفترة (1909 - 1922م) في دار مساليت فترة تغيير اقتصادي ثوري - كما كان الحال أيضا في بعض السلطنات المجاورة - لكنها كانت أيضاً فترة تغييرات سياسية دراماتيكية. ولقد ساعد ذلك في ترسيخ بعض السمات الهيكلية لهذه الدولة السودانوية (كمثال هنا الانشقاقات في طبقة النبلاء). ولقد نشطت العقيدة المهدوية لدى رعايا السلطنة، حيث كان المنطلق للثورة الشعبية ضد الارتباطات الفرنسية لسلطان وداي، هو التقاليد المهدوية؛ حيث اتخذت الثورة طابعاً دينياً. ولقد كان احتلال دار مساليت من قبل قوات الحكم الثنائي (الإنجليزي المصري)، وإدماجها في الإمبراطورية البريطانية بداية لحقبة تاريخية جديدة.

    ناقشت المؤلفة في الفصل الأخير من كتابها ثلاث موضوعات رئيسة:

    أولاً : كيف وفرت سياسة (الحكم غير المباشر) البريطانية لسلطان المساليت قدراً من السلطة والثروة أكبر مما كان يتمتع به سابقاً ؟

    ثانياً : كيف أسهمت سياسة الحكم البريطاني - وبشكل خاص النظام الضرائبي الجديد - في إحداث تغييرات أساسية في الاقتصاد المحلي؟

    ثالثاً : كيف قادت تنمية الحكم البريطاني لوسط السودان (وادي النيل) إلى تخلف الهامش السوداني، والذي تمثل دار مساليت جزءاً منه؟

    بينما سقطت التقاليد السودانوية على قارعة الطريق في مقاومة مثل هذه التغييرات السلبية، كانت الأيديولوجية المهدوية هي التي تصدت لها.

    بالإضافة إلى جانب التاريخ، عنيت الكاتبة بمحاور وموضوعات لا يزال الجدل النظري حولها دائراً بين المتخصصين في الدراسات الأفريقانية، بمختلف تخصصاتهم. من بين هذه الموضوعات على سبيل المثال: علاقات الرق – والتجارة عبر المسافات البعيدة.


    حصولي على الإذن بعرض الكتابين

    كنت قد خاطبت كلاً من برفيسور أوفاهي وبروفيسور ليدوين كابتجنز ونقلت لهما رغبتي في أن أنشر كتاباً عن تاريخ دارفور استناداً على المادة التاريخية التي وردت في كتابيهما . وبعد أن عرضت عليهما مسودة الكتاب (كلاهما يقرأ اللغة العربية)، رجوتهما التكرم بالسماح لي بالمضي قدماً في مشروعي، كما اقترحت على كل منهما أيضاً كتابة تقديم لكتابي . سعدت جداً عندما نقلا لي ترحيبهما بما أنا مقبل عليه من تناول لما ورد في كتابيهما، وأذنا لي – مشكورين - بالمضي قدما في النشر. وكنت حريصاً على ذلك، وفاء لحقوق المؤلفين التي تصونها نظم وقوانين الملكية الفكرية.

    كان التجاوب والترحيب من قبل بروفيسور أوفاهي كبيرا، إذ انعكس في شكل مذكرة ضافية بعث بها إليَ ، ربط فيه التاريخ بالحاضر؛ حيث جاء فيها:

    "وبقراءة جديدة لكتابي ("تاريخ سلطنة دارفور" - 2008م) لغرض هذه المذكرة، تبادر إلى ذهني أن هناك بعض الأفكار الرئيسية التي يمكنني أن أسلط عليها الضوء لمصلحة القارئ العام، وذلك من أجل ربط التطورات بصورة أكثر التصاقاً بالحاضر، وكذلك من أجل ربط دارفور بالسودان العريض".

    ونظراً لما في تلك المذكرة من إضافة حقيقية لمادة الكتاب، رأيت لمصلحة القراء أن أنشر نصها (والذي قمت بنقله للغة العربية) كاملاً بعد هذه المقدمة. كذلك نصحني بروفيسور أوفاهي بأن اطلب من بروفيسور ليدوين كابتجنز أن تكتب تعليقاً على كتابها؛ حيث جاء في رسالته لي في هذا الصدد ما يلي:

    "عزيزي عبد المنعم خليفة

    أرجو أن أنصحك بالاتصال مباشرة ببروفيسور ليدوين كابتجنز وتطلب منها أن تكتب تعليقاً على كتابها؛ حيث أنه كتاب يقوم على بحث استثنائي، خاصة ما قامت به وسط العديد من صديقاتها من نساء المساليت، والأشخاص الآخرين الذين أمدوها بالمعلومات. أنا بالذات أحب أن أقرأ نظرة ليدوين اللاحقة لما سبق أن أوردته في بحثها حول دار مساليت الذي كتبته في السبعينات والثمانينات".

    وبعد مخاطبتي لبروفيسور كابتجنز، وجدت منها أيضاً ترحيبا وتشجيعا، لكن الظروف لم تسمح لها بكتابة المقدمة؛ فقد تلقيت منها الرسالة التالية:

    "عزيزي عبد المنعم ....

    أبعث لك بتحياتي من ولسلي، ومعذرة لتأخري في الرد على رسالتك، حيث أن هذا هو أكثر الأوقات ازدحاماً بمشاغل العمل في هذا الفصل الدراسي؛ هذا بالإضافة إلى بعض مسئولياتي الشخصية التي تطلبت الكثير من الأسفار.

    إن قيامك بعرض أجزاء من كتابي باللغة العربية أمر يجد مني كل الترحيب. وكم وددت مشاركتك بكتابة مقدمة؛ غير أن بعض المهام الأكاديمية والشخصية حالت دون ذلك.

    أجمل أمنياتي لك بالتوفيق في إنجاز هذا العمل الهام.

    ليدوين كابتجنز
    شعبة التاريخ
    كلية ولسلي
    الولايات المتحدة

    16 ديسمبر 2010م"

    ****

    القارئ العزيز

    في ختام هذه المقدمة أود أن أركز على أن هذا الكتاب الذي بين يديك كتاب معني بالتاريخ، بأكثر من كونه معنياً بالمأساة الإنسانية التي يعيشها إقليم دارفور حالياً، والمتمثلة في الأعداد المهولة من الضحايا الذين فقدوا حياتهم نتيجة للصراع والعنف الدائر في الإقليم، والأعداد الغفيرة من الذين يعيشون في معسكرات النزوح، إلى جانب تهتك النسيج الاجتماعي، وأوجه المأساة العديدة الأخرى.

    هدفي من تسليط الضوء على العراقة والبطولة والثراء الثقافي الذي تزخر به دارفور، هو أن يسهم ذلك في توفير فهم أفضل لمشكلات الإقليم، عله يلهم الجميع مخرجاً من هذه المأساة.

    ونحن نعايش الآن الزلزال الوطني الكبير المتمثل في انفصال الجنوب – هذا الجزء العزيز من بلادنا – علينا أن نحسن الاستفادة من دروس تلك التجربة المريرة، بأن نكون أكثر تفهماً وإقراراً بالتعدد الإثني والثقافي الذي يتميز به السودان، والذي تقدم له دارفور – مع مناطق عديدة أخرى – النموذج الناصع.

    لذلك فإن علينا أن نضطلع بمراجعة شاملة وشجاعة لمسارنا وتجاربنا السابقة، والانطلاق منها نحو إصلاح سياسي واقتصادي جذري، وذلك حتى نحول التنوع إلى مصدر ثراء وقوة وتماسك للسودان شماله وجنوبه.


    *****
                  

العنوان الكاتب Date
لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 00:40 AM
  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 00:57 AM
    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 01:13 AM
      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Mannan05-26-11, 01:46 AM
        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. احمد الامين احمد05-26-11, 02:29 AM
          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Gaafar Ismail05-26-11, 03:00 AM
            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الطيب شيقوق05-26-11, 05:55 AM
              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الهادي هباني05-26-11, 06:21 AM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Ahmed al Qurashi05-26-11, 06:37 AM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Mohamed Suleiman05-26-11, 07:11 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-29-11, 04:36 PM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الرشيد شلال05-26-11, 07:23 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Faris Mohamed05-26-11, 08:54 AM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-29-11, 03:23 PM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-28-11, 02:26 PM
              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-28-11, 08:34 AM
            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-27-11, 11:10 PM
          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-27-11, 08:21 PM
        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-26-11, 07:48 AM
          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Mohamed Suleiman05-26-11, 09:39 AM
            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. آدم صيام05-27-11, 07:55 AM
              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Balla Musa05-27-11, 07:40 PM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. MOHAMMED ELSHEIKH05-27-11, 08:39 PM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد عبد الماجد الصايم05-28-11, 06:48 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. عمر علي حسن05-29-11, 08:57 PM
                      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. آدم صيام05-30-11, 05:07 AM
                        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-30-11, 10:05 AM
                          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد مكى محمد05-30-11, 10:10 AM
                            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-30-11, 05:05 PM
                              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد ادم الحسن05-30-11, 06:03 PM
                                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد05-31-11, 11:21 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-01-11, 04:22 PM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-01-11, 12:12 PM
                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-01-11, 08:51 AM
                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. خلف الله عبود06-01-11, 10:31 AM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-02-11, 11:42 AM
                      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. عمر علي حسن06-02-11, 01:52 PM
                        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-04-11, 07:00 AM
                          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-04-11, 02:18 PM
                    Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-04-11, 10:41 PM
                      Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. نادر الفضلى06-05-11, 03:06 AM
                        Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الزاكى عبد الحميد06-07-11, 01:13 PM
                          Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الزاكى عبد الحميد06-07-11, 01:50 PM
                            Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-09-11, 01:49 AM
                              Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. محمد المرتضى حامد06-09-11, 02:14 AM
                                Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. Abdul Monim Khaleefa06-25-11, 08:49 AM
                                  Re: لمحة من تاريخ دارفور .. مبروك لعبدالمنعم خليفة وسودانيزأونلاين.. الفاتح ميرغني06-28-11, 05:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de