|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
1 توجهت للغرفة المجاورة لغرفة اخصائى امراض الصدر والقلب وجدت من يجلس امام طاولة خشبية صغيرة , مددت له ورقة خضراء , كان مُنحنياً على هاتفه المحمول الذكى , نظر للورقة الصغيرة وهى فى يدى - رسم قلب ؟ . وقبل ان يمنحنى حقى الديمقراطى فى الرد بالنفى او الايجاب , قال فى صرامة عسكرية - ادخل وراء الستارة . دخلت حيث طلب منى خلف الستارة داكنة اللون , ووقفت فى حيرة , كانت هناك ادوات غريبة ذكرتنى بافلام الجاسوسية التجارية الرخيصة , وذلك السرير الطبى الشهير , اسود اللون والطويل للغاية والمرفوعة مُقدمته مثل وسادة , كنت اسمع بوضوح شديد للغاية نغمة القرن الحادى والعشرين الشهيرة , نغمة استقبال رسالة نصية او صوتية من الواتساب دخل الى بعد دقائق , وفى يده هاتفه - يا زول انتا لسه ما قلعتا ؟ . قلت له فى غباء - اقلع شنو ؟ . - انتا اول مرة تعمل رسم قلب ؟ . - اول مرة .. وعشان تكون عارف دى ح تكون اخر مرة . لم يُعجبه هذا الافيه اللذيذ الذى سرقته من مسرحية " المتزوجون " بعد فضيحة غسل الفرخة بـالاسمنت - القميص يا خال . واتجه نحو ادوات تجسسه المريبة وقفت احمل قميصى الحريرى فى يدى , طلب منى فى روتينية ان اضعه على حافة كرسى خشبى كان مُوجوداً على الركن قلت لمعرفة مدى هذا الاستربتيز الطبى الموغل فى الحداثة - والفلنة كمان ؟ . - لا .. لا . من المهم ان تطرح الاسئلة , فصديقى الذى غاص فى البحر ومات , قد ذهبت معه ايام الطلبنة فى الثانوى العالى الى مستشفى حلفا الجديدة الوحيد والبائس , كنا على وشك الدخول فى معمعة امتحانات كسر الرقبة السودانية ونحن فى حالة نفسية مُتريدة , طرح للدكتورة القبطية الجميلة لستة طويلة عريضة من الشكاوى الواردة فى مُعظم المراجع الطبية الحدثية , وردت هى بثقة مسيحية مؤمنة بعودة " يسوع " ليُطهرنا من الخطايا , انه القلق , ونصحت بـحقنة , اختفت وعادت بها , فما كان من صديقى المتوتر من الامتحانات الا وان نهض من مقعده وبنطاله فى نصف ركبته دون ان يكون مُرتدياً لاى قطعة داخلية اضافية - ده شنو ؟ .. انا قلتا ليك حقنة ولّا تعال نوم فى حضنى ؟ .. الحقنة فى يدك يا غبى . نعم , الاسئلة مهمة لمعرفة ما لك وما عليك نمت على ظهرى فى ذلك السرير الطويل , رفع فلنتى البيضاء الداخلية الى اعلى رقبتى , ومسح سائل بارد على عدة اجزاء من نصفى الاعلى , واحضر جهاز يُشبه جهاز شحن بطارية العربة , قام بتركيب وصلته فى مناطق مُختلفة , كانت الوصلات تقرص على لحمى مثل مشابك الغسيل ضحكت - بتضحك مالك ؟ . - اتذكرتا جليفر .. بتعرف جليفر فى بلاد الاقزام لما ربطوه فى الواطة ؟ . - تقريباً سمعتا بيهو . اندهشت ان هناك انسان متعلم ولا يعرفه - دى روايات قرأينها زمان واحنا صغار . كان صغير السن , وكنت انا الراقد امامه واحد من اخر جيل العظماء المهدد بالانقراض , الجيل الذى عرف معنى لذة القراءة فى الطفولة , وترسخت السطور والشخصيات فى تلافيف ذاكرته حتى مراحل الكهولة .
|
|
|
|
|
|