الفســـــاد.... و تزييف الوعى...والتهافت

Quote: اثارت احداث جوبا والتى سادت فى منتصف الشهر الحالى اسئلة عدة حول الحقائق بشأن السبب المعلن عن ان جنود الجيش الشعبى فى القوات المشتركة لم يصرفوا مرتباتهم واستحقاقاتهم فى الموعد المحدد، ووفقا للواء بيور اجانق بلغت المتأخرات 18مليون دولار تقريبا ، وتسابقت الجهات فى تبيان الحقائق حول القضية مما دفع الى طرح المزيد من الاسئلة ، ففيما تدخلت القوات المسلحة لتؤكد عبر بيان صرف استحقاقات القوات المشتركة ، سارعت اللجنة الفنية فى مجلس الدفاع المشترك بأستعجال تسجيل هدف فى مرمى القوات المسلحة ، واصدر الياس وايا بتفوج بيانا بتاريخ 18 ديسمبر الحالى ليؤكد للرأي العام صحة ما اثير حول المتأخرات ، منوها عن عزمهم لازالة المعوقات لوصول المرتبات للجنود. مبينا انها متأخرات لثمانية اشهر للوحدات المشتركة المدمجة من جانب الجيش الشعبى، مشيرا ان اللجنة الفنية هى ذراع ادارى وفنى لمجلس الدفاع المشترك، وتتبع لرئاسة الجمهورية ، وهى لاتستلم المرتبات ولا صرفها كما ورد فى بيان القوات المسلحة ، وانها تستلم كشوفات ويوميات الوحدات من قيادة الوحدات المشتركة المدمجة، وتقدم طلب المرتبات الشهرى لوزارة المالية التى تصدق المرتبات ثم يقوم بنك السودان بتحويل المرتبات لبنك ام درمان الوطنى ثم تحول المرتبات الشهرية الى البنوك التى توجد بها حسابات الوحدات المشتركة . والشاهد ان الامر برمته يرجع لعدم وجود قنوات رسمية منفصلة عن القنوات الحالية لفض الاشتباك حول المرتبات ورغم ان رواتب هذه القوات منصوص عليها باتفاقية السلام الا ان الاحداث والتبارى فى اصدار البيانات خلق نوعا من البلبة ، واستفسرت ضابطا رفيعا بالقوات المشتركة - رفض ذكر اسمه - عن الامر ليقول لى الثلاثاء الماضى، ان مرتبات القوات التابعة للجيش لازالت تصرف عبر القوات المسلحة وتصنف بند طوارئ بميزانية الدفاع ، موضحا انه ووفقا لاتفاقية السلام فان الدعم اللوجستى والمالى « المرتبات وكل مخصصات القوات المشتركة» يأتى بتوجيه من رئاسة الجمهورية لوزارة المالية والاقتصاد الوطنى وانه ليست هنالك اىة علاقة للقوات المسلحة بالامر. واوضح الضابط ذاته ان الهيكل الراتبى للقوات المشتركة هو ذات الهيكل الراتبى للقوات المسلحة الا انه ووفقا للميزانية الجديدة ستكون هنالك علاوة قوات مشتركة ، وذكر ان مرتبات الجيش الشعبى بالجنوب اعلى من مرتبات القوات المشتركة والقوات المسلحة « مرتب نقيب فى القوات المشتركة او المسلحة يبلغ 800 الف جنيه بينما راتب النقيب فى الجيش الشعبى يبلغ مليون جنيه » وهذه الجزئية كفيله بأن تضع احتمال ان تكون جزءا من الازمة التى حدثت بالجنوب مؤخرا ،وشرح اسباب عدم وجود قناة رسمية منفصلة لتسيير رواتب القوات المشتركة حيث قال ان مجلس الدفاع المشترك هو الذى يجيز الميزانية ويرفعها لوزير المالية ، منبها ان وزارة المالية نفت فى وقت سابق وصول اخطار رسمى يلزمها بتوفير الميزانية، الامر الذى تصدى له وزير الدفاع السابق الفريق الركن بكرى حسن صالح ليكون صرف المرتبات عبر القوات المسلحة كحل مؤقت. وقال لى اللواء جلال تاوررئيس لجنة الامن والدفاع بالمجلس الوطنى ، فى اتصال هاتفى امس ، ان ميزانية القوات المسلحة وغيرها من القوات وجدت حيزا كبيرا من النقاش داخل البرلمان والمفوضيات كميزانية قطاع سيادى ، موضحا ان مجلس الدفاع المشترك اعلى هيئة. وردا على سؤالى حول عدم وجود قناة ، يقول تاور ان هذا ليس موضوعا مطروحا للنقاش وكان الهم الاكبر فى كيفية توفير مرتباتبهم ووصولها ، مؤكدا ان عدم وجود قناة لميزانية القوات لم تعد مشكلة ولم تخضع للنقاش. ويذكر الدكتور بابكر محمد توم رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطنى . فى اتصال هاتفى مع «الصحافة» امس انه ووفقا للاتفاقية فان ميزانية القوات المشتركة تدفعها الحكومة الاتحادية ، معللا صرفها عبر القوات المسلحة بأعتبارها انها قوات فى نهاية الامر ، الا انه اوضح ان الامر سيكون لفترة محددة ، مشيرا الى ان الفصل الاول بميزانية الحكومة الاتحادية يشمل كل المرتبات والمزايا التأمينية والمعاشية للموظف العام وبالتالى مايخص الافراد المشتركة يأتى فى الفصل الاول لميزانية الدولة . ورغم هذه التوضيحات الا ان الجيش الشعبى كلف الفريق اول حاج احمد الجيلى الذى تولى الرئاسة الدورية للمجلس ونائبه الفريق وياى دينق فى اجتماع عقد اخيرا بحسم قضية استحقاقات هذه القوات ، مقترحين ان يتم التحويل عبر البنوك المحلية بالولايات لسرعة وصول هذه الرواتب لمستحقيها بوسيلة اكثر ضمانا ، والــى ان يتم ذلك لاتزال هنالك اجواء ملبدة بالغيوم .