رأي مجرًد..

Quote: الأعزاء الزملاء والقراء.. عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.. ولأني سودانية في المقام الأول، ولأني كنت شاهدة على أحداث وجولات كثيرة إنتهت بتوقيع (إتفاق نيفاشا). سأكتب رأيي المتواضع عن تجميد الحركة الشعبية لتحرير السودان لشراكتها مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الأصلي للسودان. .. هل نفرح لخطوة التجميد التي جاءت متأخرة جدا وقليلة للغاية (Too little Too late)؟؟ متأخرة لأن الجميع - ماعدا الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني - ظل يردد أنه لا يستقيم الظل والعود اعوج. فاٌلإتفاقية معيبة منذ المفاوضات التي إقتصرت على طرفين فقط، فلا الحركة تمثل كل الجنوب ولا الكيزان يمثلون كل الشمال. وبالرغم من هذا أعطى الطرفان الحق لأنفسهما بالتحدث عن تقسيم للسلطة والثروة ووضع لدستور وتكوين لجيش ثنائي وفترة إنتقالية مناسبة لظروفهما. ولم يعيرا إنتباها لماهية الأزمة الحقيقية في السودان وأسبابها. وأذكر ان تصريحات الطرفين في ذلك الوقت كانت غاية في الأنانية وقصر النظر والغرور. الغرور لأن الأطراف الأجنبية - إيقاد، (شركاء، اصدقاء..الخ - قاموا بتميزهما واعطائهما الحق في التحدث عن السودان وبإسم السودان دون أخذ الإذن من باقي مناطق وأهل السودان (إحنا.. عامة الشعب وباقي بؤر النزاعات). وأذكر انه عندما قامت صحيفة (البيان) بنشر مسودة الوثيقة التي كان يتفاوض حولها الطرفان. غضب اهل الحكم، وبعض أهل الحركة. وقد سمعت عبارة (لماذا تنشرون أوراقنا..؟) من الطرفين. وكان ردي حينها: هذه ليست أوراقكما. هذه أوراق الشعب السوداني. فمن حقنا أن نعرف ماذا يدور في هذه الغرف المغلقة حينما تختفون لساعات، ولأيام، ولسنوات.. مفاوضات الإيقاد بدأت منذ 1994، ولم تنته إلا في 2004. وكنا نجهل أن الطرفان يتحاوران على كمً من السلطة وكمًين من الثروة وثلاثة أكمام من المناطق. إلا في عام 2003. لابد من حفظ الحق للدكتور جون قرنق الذي قال وقتها: هذه الأوراق من حق كل السودانيين. ولكننا لا نملك الحق في نشرها لإتفاقات مع الإيقاد والشركاء. والحمد لله أنها خرجت أخيرا للنور. وبالمناسبة. بعد إتفاقية نيفاشا، كل الإتفاقات (الوهمية) التي تلتها، كان حينما يتم التفاوض حول السلطة والثروة. يكون المعني الـ 52% وليس الـ 100% كما حدث في نيفاشا المميزة. وكان المفوضون أشبه بـ (الجزًارين) او (الكمسنجية) في التفاوض والذي كنا نتمنى ان ينتهي بالجملة الشهيرة (يفتح الله)!! وبالطبع أثبت مفاوضو المعارضة والحركات المسلحة أن غاية مناهم أن يجلسوا في مكتب تحت اي مسمى، مستشار كان أم عضو برلمان. ناسين أو متناسين سنوات معارضتهم ومواقفهم ومقرراتهم المصيرية. إتفاق نيفاشا. كانت الحسنة الوحيدة فيه هو وقف الحرب. وهو إتفاق مثًلت الحركة الشعبية فيه طرفا أصيلا. تبنًت خطه قبل التوقيع، وهي تعي وتعرف شريكها المتوقع. فارقت حلفائها في التجمع، بل قبل أن تفعل أجبرتهم على قبول إتفاق مشوًه (إتفاق القاهرة). ولا زلت اذكر مهمة الراحل د. جون قرنق الأخيرة في القاهرة، يونيو 2005 قبل أن يتوجه للخرطوم. وحضوره وحرصه على أن يتم توقيع إتفاق بين التجمع والمؤتمر الوطني. وكان وقتها يدور نقاشا محموما: لمصلحة من تفعل الحركة ذلك؟ هل كانت تخشى إنفراد الكيزان بها؟ أم انها تريد ضمان مشاركة الكل في تلك المهزلة التي كانت تسمى سلام وقتها..؟ الخطوة قليلة لأن الحركة الشعبية كان الأفضل لها في هذه الحال. أن يكون قرار التجميد بعد سرد سلبيات وإيجابيات المرحلة السابقة والقيام بنقد ذاتي في التواجد في حكومة كبًلت الحريات، وضيًقت الخناق على الأقلام، وملأت المعتقلات بالشرفاء وساقت البلاد والعباد إلى هلاك في جميع أرجاء السودان، من دارفور وحتى كجبار. تخلي الحركة عن الشراكة الآن. يعني أنها لم تتحمل نتيجة إختيارها لهذه الشراكة. فلأي شراكة ايجابيات وسلبيات. تحمًلت الحركة إيجابيات الشراكة. ولم تتحمل سلبياتها. ومثلما كان الإتفاق مغيًبا لقوى وقضايا كثيرة. جاء النقض له كذلك. ..