[B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 11:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2006, 03:04 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! (Re: بدر الدين الأمير)


    عزيزي بدر..

    كل يومك صباح، وكل صباح حنون كقلب المسيح..

    لم هذه الأسئلة الصعبة، حاولت ان اختصر، فخانني القلم، ومع هذا فهذا هو الجزء الأول من الرد:

    (1)

    في البدء...للحق نحن شعب الحكايات!!
    وتحكى من الأم والحبوبة، والأخت، والجيران، وتحكى بأساليب ساحرة، من تغيير في الأصوات، وتعابير الوجه، والأيدي، والنظرات، فالإنسان يعبر بكليته، (بكل جسمه في الترح والفرح والجوى)، فالتراث الشعبي، والثقافة العامة، تتحدث عن حكايات السحر، والجن، وكرامات الأوليا، وعرس فلان، وطلاق فلان، وهي قصص واقعية، يزيدها المتحدث، أو ينقصها، وهي تخترق سقف الواقع، المتعارف عليه، إلى واقع أسمى، فالأولياء يطيرون، ويحيون الموتى، ويتكلمون مع الطير (الشيخ السماني كانت الغزلان تتمسح بثوبه)، ويعالجون السحر والمس، والكتابة (الشعوذة)، بل تباع تحت الاشجار (حجابات المحبة) ، و(حجابات السفر، والتوفيق، والزواج)، تباع مثل النبق والفول، والقنقليز، والوداعية، (أي وداعية تحت أشجار بلادي الوارفة)، ترسم لنا مصيرنا، من) الأرحام إلى القبر)، بخيال واسع، كوميدي، تهكمي، ويزور الاضرحة (ذات البخور الغريب، الغامض) عشرات، بل مئات، للتبرك والدعاء، ويتحدثون مع الولي في ضريحه المبارك، كمن يتحدث مع طبيب نفسي، بأدب جم، وشعور مكثف بوجود حياة أخرى، أرق وألطف من حياتنا هذه (الدنيا)، وللحق الحياة حمالة اوجه، والقبر لدى الثقافة السودانية، وهي مستمدة من حديث الرسول (القبر روض من رياض الجنة)، ألم يتكلم النبي مع موسى في قبره، وهو قائم في محرابه، بل قال للصحابة معه (وددت أن تزوروا معي أخي موسى وهو قائم يصلي في المحراب)، فالحياة الشعبية السودانية، عميقة، تتجاوز الثقافات المحيطة، الجافة، المحدودة، والتي تنعي علينا، هذا الثراء، وتكتفي بما تعطيه الحواس المحدودة، العاجزة.

    ثم يأتي كتاب طبقات ودضيف الله، وهو يرصد ثقافة بلدي (المحبوب) خلال ثلاث قرون، وهي حياة تقوم على الزهد، وتفجير طاقات النفس الكبرى، من رؤى وتجلي، وكرم، وشجاعة، ففي الطبقات قصص (واقعية)، تتجاوز أخصب الخيالات الإنسانية، بل تتجاوز أسطورة العرب الكبرى (ألف ليلة وليلة)، فإسماعيل صاحب الربابة يعالج بربابته الأمراض النفسية، والعصبية، وتتوغل انغامة، كحبة البندول، في النفوس، بل يطرب حتى الحيوانات، ويهدي النفس، ويمتص غضب السلطان، والرعية، (كمزمار دواؤد)، ثم يذكر ادريس ود ارباب (راجل العيلفون الاسرع من التلفون)، ويوسف ابوشرا، وللحق الثقافة الصوفية هي تجلي للإنسان في قمة نشاطه النفسي والفكري ( فلا حدود لطاقات الإنسان)، ألم يقل الإغريق (أيها الإنسان بعقلكم العظيم ستصير إلها)، وهناك قصة موسى أبو قصة، والتي سأل فيها أمه عن أصعب موقف مرت به (فقالت لها حين كنت فتاة، قبل الزواج، مرت بظرف عصيب، حين كنت في الفزع (جلب الحطب)، فجاء شاب وسيم لانقاذي، فقال لها ابنها (هذا الفتى هو أنا)، وكانت الطيور تحت رحالها على كتوف كثير من الأوليا، لانها لم تشم في دواخلهم روح الافتراس، فهم مسالمون، آمنون، وقصة يوسف ابشرا، والذي حول القرع إلى عيش، ودعوة العبيد ود ريا، حين استدعى للخرطوم ( يا حي يا قيوم ما أصل الخرطوم)، فمات في أطراف سوبا، قبيل الخرطوم...

    وتستمر الثقافة السودانية، في تجاوزها (للواقعي المحض)، إلى عوالم بكر، لم تطرق من قبل، بل يمتد التجاوز إلى الغد البعيد، فهناك استشراف للمسقبل، وكأنه نبوءة، بل يتجاوز نبوءات (نوستر داموس)، ففي دار الوثائق بالخرطوم (وهي مضنون بها على غير أهلها )، لحسابات خاطئة، قصة شهيرة، للشيخ دوليب، ابان الثورة المهدية، فقد تنبأ هذا الولي بالأحداث إلى يومنا هذا، وكأنه يقرأ في كتاب مفتوح، مسطور، أن العقول الكبيرة، الصافية ترى مورد الحياة ومصبها، فالحياة لها قانون، وتسير على هدى فكر شامل، وكل من له حظ في الصفاء، يرى عجلة التاريخ، ما كان وما سيكون، ألم يقل السيد الحسن (راجل كسلا) لتلاميذه (بأنه كان يسمع حديث الداية التي ولدته وحديث النسوة معه)، فجاء التنويم المغناطسي، مؤكدا قدرة الإنسان على تذكر احداث قديمة، بل تمتد إلى ما قبل وجوده الحسي، فالوجود ثري، وعميق وخصب، لمن يبحث عن اصله، وفصله، ويستعيد الاسئلة الطفولية (من نحن، ومن أين، وإلي أين)، وقد كانت هذه الأسئلة مطروحة في كل بقاع التصوف في السودان، كان الهاجس هو اكتشاف الروح، وهل تكتشف!!!

    انه تراث عظيم عن مجاهيل ومغاليق الإنسان، واعجبتني المعالجة الجميلة، للأديب الكبير، ادونيس في كتابة الرائع (الصوفية والسريالية)، حين ربط التجربة الصوفية بالتجربة السريالية، (طبعا المقارنة تمتنع)، ولكن الفنانين السوريالين يحالون عبر تجاريب الفن السمو إلى نقطة الوعي الأولى، بعيدا عن رقابة العقل والمنطق، الاستسلام لسطلة الهذيان والحلم، (مجالي لغموض الإنسان)...


    كيف تفرض الشخصية نفسها؟؟؟؟؟...

    عليك أن تكون كالمتفرج مع شخصيات نصك، وإلا سيلاحظ القاري تعصبك، وهذا يفسد النص، ولكن الحياد صعب، ويحتاج للمارسة، (عقل يخلو من الرغبة، والرهبة)، (وهذه ما أصعبها) لأن الإنسان دائما يسقط آراءه، وعاطفته، تجاه شخص داخل النص، فيختل النص، فالحياد مطلوب، ومع وزنه دقيقه، لسبر الشخصيات، كل على حده، حتى لا يفسد الحياد (الأعمى) القصة، أيضا...

    وحين أغرق في الشخصية، إي كانت، اتقمصها، وأحاول رؤية الكون، كما تراه هي، وليس أنا، وعشان كدة الكتابة، ممتعة، متعة جدا للكاتب، وما يصلل للمتلقي المبدع،هي بقية الكأس، عشان كدة الكتابة غاية في ذاتها.... أمارس الكتابة، كعلاج، وكأكتشاف لذاتي، وكي أبني عالمي الخاص بي، ولا أملك أي تصور حين أكتب، بل وللحق فالكاتب هو القارئ الأول للنص، احيانا أحس بالامتلاء بمشاعر معينه، بجنين في داخلي، وأكون مرغما على الكتابة، كحال من ترغمه النكتة على الضحك، أو الحدث المؤسف للبكاء، ولا حول ولا قوة للاثنين، وكل ما في الأمر هناك توق للتعبير، للكتابة (للرسم، للنحت، للبكاء، للحب)، حسب معاناة المرء...

    الكتابة جزء من الإنسان، فالحروف تحمل في جوفها أحساسيس، مثل الثمرة، تحمل بذرتها، وطعمها بداخلها.

    كما ان الكتابة هي العيش في اللحظة الحاضرة، فالفكر والمشاعر تتوقف في الحاضر، ويتوقف القرد الداخلي للفكر، والذي يقفز من غصن الماضي إلى غصن المستقبل، دون أن يتدبر اللحظة الحاضرة، وهي الزمن الحقيقي، فالماضي والمستقبل مجاز عقلي، ولكن قمة هرم الزمن هي اللحظة الحاضرة، هي الآن، ولكن نحن مشتتين في الماضي والحاضر، وللحق الفكر أسرع من الضوء، فهو يسافر، وفي ومض من الخاطر إلى أفاق مجهولة....

    والكتابة هي تجميع للحواس، وتركيز لها، كي تسمع حتى أصوات الصمت، والسكون، هناك موسيقى تعزف في الوجود، ولكن نحن مشغولون عنها (شق ثوب الوهم عن ذاتك، ينشق غطاها، وأدخل الجنة في دنياك، وأنعم بشذاها)....

    ولكن هل الحواس تكفي لمعرفة البيئة المحيطة والبيئة الداخلية، مثلا حاسة (البصر)، لا ترى إلا عالم صغير، أصغر مما نتصور، فهناك أشياء من الصغر بحيث لا ترى، وكذلك أشياء من الكبرى لا ترى، فاستعان الإنسان بالميكروسكوب، وبالتلسكوب، (ناهيك عن القلب السليم والعقل الصافي)... ومع هذا لا يزال أعمى (وأي أرض تخلو منك حتى تعالوا يطلبونك في السماء، تراهم ينظرون إليك جهرا، وهم لا يبصرون من العماء)...

    أذا مر قطار طويل، أطول من قطر كريمة، بسرعة الضوء، (فلن نراه)، وهكذا لا نعول على البصر، وكذا السمع، وكذا الشم، يكفي أن (الكلب)، وهو دون الإنسان تطورا، يشم أغلب الأشياء، وللحق كل الأشياء تحمل رائحة، وصوت، وموسيقى ولكن (لا حياة لمن تنادي).... فالأولياء يشمون خواطر الإنسان، كما اشم رائحة الموز امامي، بل أعمق....

    هناك مقولة لكاهن بوذي، حين جاءه تلميذ ذكي، أظنه كان بيقرأ في جامعة (هارفارد)، وهل بعدها من علم، جاء الطالب ليبحث عن الأعشاب، فدلوه الناس لذلك الكاهن، وهو في غابات البرازيل، وقد فوجئ التلميذ بثقافة الكاهن، غير العادية، بل بشكل محير، وحين انتهى الطالب قال له الكاهن أنظر لهذا الكوب، وكان به ماء فققط، ولكن الطالب صعق...
    (فقد رأي وشم رائحة الماء، وذرات الاكسجين والهايدروجين وهي تحضتن بعضها البعض، وبألوان زاهية، في كرنفال حي، داخل كوب ماء، والسرمدية...
                  

العنوان الكاتب Date
[B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-22-06, 04:44 AM
  Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالكريم الامين احمد01-22-06, 10:31 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-23-06, 03:48 AM
      Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! ضحيه ابراهيم01-23-06, 05:19 AM
        Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-25-06, 01:23 AM
      Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! مطر قادم01-23-06, 05:25 AM
        Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-24-06, 02:39 AM
  Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! قرشـــو01-23-06, 05:29 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! بدر الدين الأمير01-24-06, 03:47 PM
      Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-26-06, 01:31 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-25-06, 11:52 AM
  Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! معتصم الطاهر01-25-06, 01:33 PM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-31-06, 00:22 AM
  Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! تيسير عووضة01-26-06, 03:18 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! بدر الدين الأمير01-26-06, 05:54 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-26-06, 02:58 PM
      Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! بدر الدين الأمير01-26-06, 03:55 PM
        Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير01-27-06, 03:04 AM
      Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! تيسير عووضة02-01-06, 02:01 AM
  Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! نهال كرار01-29-06, 04:25 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير02-01-06, 01:18 AM
  Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! بت امدر01-29-06, 09:30 AM
    Re: [B]بائعة الشاي، والجميز، والمطر !!! عبدالغني كرم الله بشير02-02-06, 00:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de