شيخ يكتشف علاج للطوحال عن طريق لدغة الثعبان

Quote: (ود نورالدائم ) 1878- 2010 -------------------------------------------------------------------------------- نشأة مدينة طابت الشيخ عبدالمحمود (ود نورالدائم ) 1878- 2010 تقع مدينة طابت الشيخ عبد المحمود فى منطقة مشروع الجزيرة بالسودان وهى المنطقة الواقعة بين النيل الازرق والنيل الابيض تبعد طابت حوالى 30 كيلو مترا من النيل الازرق غربا حيث مدينتى الحصاحيصا ورفاعة الواقعتين على ضفتى النيل الازرق و50 كيلو مترا من النيل الابيض شرقا حيث مدينتى الدويم وابوجابرة الواقعتين على ضفتى النيل الابيض . حال سكان طابت كغيرهم من سكان منطقة الجزيرة وبقية معظم سكان السودان وقتها حيث يمتهن غالبيتهم الزراعة الموسميه المطرية وتربية المواشى والتى يكثر فيها الماعز والضأن وتقل فيها الابقار وتنعدم فيها الابل ، وقد عرفت منطقة طابت الحالية قبل العام 1878 م بام دبيب وعفانه وذلك لطبيعة المنطقة فهى غابة كثيرة الاشجار والثعابيين وتوجد بعض الحيوانات المتوحشة كالثعالب والضباع والغزلان وعفانة نسبة لمن ارتاد المنطقة وهم العفاناب. تميزت هذه المنطقة بخصوبة عالية فى التربة وغزارة فى الحشائش خصوصا بعد الخريف مما شجع بعض القبائل بارتيادها عبر رحلات موسمية طلبا للكلا والماكل والاحتطاب حيث يزرع محصول الذرة الغذاء الوحيد لسكان المنطقة وغذاء معظم اهل السودان وقتها و تكثر الرحلات اليها بعد انتهاء موسم الامطار ويرتحل عنها تدريجيا بشح المياة المخزنة بواسطة حفره كبيره تسمى ( حفير يعقوب ). وقد عرف ان بعض القبائل كانت تسكن بالقرب منها وهم العولاب( ام دليبه ) والابراهيميه (الفريجاب ) والسروراب (ام طرفايه ) واليعقوباب(منطقة قوز الرهيد ) والاحامده (ام تريبات وام دوانه ) لمسافات تتفاوت مابين الاربعة كيلو مترات الى الثمانية كيلو مترات ، وايضا كان يفد مع هولاء الى المنطقة وبصورة مستمرة وباعداد كبيرة قبيلة الخشوماب(جمعه وكمبو الضوء ) من منطقة جبل اولياء الواقعة على النيل الابيض والتى تبعد حوالى سبعون كيلو مترا، ولبعد هذه المسافة كانوا يتواجدون معظم شهور السنة بعوائلهم ومواشيهم لصعوبة التنقل والحركه وبعد المسافة بين جبل اولياء وعفانه وام دبيب . اتفقت الروايات على ان قبيلة العفاناب والتى لا تسكن حاليا بالمنطقه هم اول من ارتاد المنطقه وعرفها وتردد عليها بكثرة ويمكن ان نقول هم من اكتشفوها وذلك لتوفر العشب والغذاء والماء الذى هو عصب الحياة والذى تم حفر حفرة كبيرة لحفظه خلال موسم الامطار بواسطة ( الحاج ابوسن الاحمدى ) نسبةً الى قبيلة الاحامده فهو اول من حفر الحفير وقد قام بتوسيع الحفير بعده جد اليعقوباب (الحاج يعقوب ود حسن ) ويحكى انه قام باشاعة خبر مفادة ان منطقة الحفير بها كنز اوذهب مدفون وقد بدأ وقتها توافد الناس بكثرة لطابت وكذلك حوجتهم للتراب (الطين ) لبناء منازلهم الطينية المتواضعة مما زاد من كثافة الحفر حتى توسعت الحفرة تماشيا مع ازدياد توافد الانسان والحيوان للمنطقة ليزداد مخزون المياة وهذا من ذكاء ودهاء يعقوب . وقد سميت المنطقة قبل العام 1878 بعفانه وام دبيب نسبة للعفاناب وكثرة الثعابين كما اسلفنا وقد اطلق على الترعة الشمالية عند قيام مشروع الجزيرة اسم ترعة عفانه تخليدا لهم والراجح ان العفاناب هم من قبائل رفاعة المنتشرة بالمنطقه وايضا كانوا يرتادون المنطقه بانتظام واستمرار. جاء العام 1878 يحمل فى طياته مولد مدينة طابت الشيخ عبدالمحمود الحالية ،فقد جاء الاستاذ الشيخ عبدالمحمود الشيخ نورالدائم الشيخ احمد الطيب اليها من قرية ام طرفاية التى تبعد اربعة كيلومترات عن طابت والتى يسكنها ابناء عمومته السروراب بعد ان نشأة بعض الخلافات بينه وبين بعضهم وكان قبلها مع والدته وشقيقيه الشيخ عبدالجبار والشيخ عبدالنور فى قرية طيبة الشيخ القرشى ود الزين حيث استضافهما الشيخ القرشى لاكثر من عشرون عاما طلابا للعلم اجاز فيها الاستاذ الشيخ عبدالمحمود ونصحه بالرحيل الى ام طرفاية برفقة ابناء عمومته السروراب بام طرفايه . بعدها اثر الشيخ الانتقال الى ام دبيب وعفانه وقد تزامن ميعاد قدومه وجود كل المجموعات التى ترتاد المنطقة فرحبوا جميعا بمقدمه واستقر معه بصفة دائمة من استقر وقتها ولحقه الاخرون بعد فترة بسيطة لترتيب اوضاعهم ونقل ممتلكاتهم . وقامالشيخ بحفر بئر للمياة العذبة الصالحة فورا وبناء مسجده مع ملحقات الخلاوى لتتحول المنطقة الى منطقة جاذبة للعلم والسكن الدائم بتوفر المياه واشرف بنفسه الشيخ عبدالمحمود على تعليم الناس من فيض علومه الربانية من قرآن وحديث وفقه ولغة وتفسير وتوحيد وسيرة وتجويد ليزيع صيت طابت بفضله ويفد الناس اليها من مختلف انحاء السودان زرافات ووحدانا بفضل هذا الشيخ العالم الكريم صاحب الاقداح فى الافراح والاتراح من دون منٍ او حساب ليبارك الله فى طابت واهلها ويعلى من شأنها ومكانها وتعلو فيها نيران القرآن ويرتفع صوت الاذان. رحم الله الاستاذ وجزاه خير الجزاء ورحم الله الاجداد من الخشوماب والعولاب والابراهيميه واليعقوباب الذين اوجدوا لنا هذه الطابت الطابه وطيب الله نفوسهم بالمسك وزوجهم الحور كواعب اترابا حيث ساهموا جميعا فى وجود طابه فقد طابت بهم مطابا . فكانوا اخوانا متحابين جمعهم ما جمع الانصار (جميعهم ) والمهاجرين (الشيخ عبدالمحمود وصحبه ) كانوا اخوانا متحابين فى الله عرف عنهم احترامهم وتقديرهم لبعض يقودهم ربان ماهر وعالم فذ جليل كريم امين خلوق متواضع لا يعرف عنه الا كل خير ولم يرد من وقف ببابه مما اوغر صدور الحساد والحكام عليه ولم ينالوا غير الاثام.