|
Re: نتائج اصرار الحركة على الخطأ - بقلم الزميلة نور تاور (Re: فدوى الشريف)
|
نتائج إصرار الحركة الشعبية على الخطأ بقلم : نور تاور
ما من حركة تحررية سودانية تعرضت للنقد مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان. ولو أنها تقرأ هذا النقد وتأخذه مأخذ الجد، لتحول مسار السياسة السودانية تسعين درجة نحو الافضل من اخطائها المميتة هو مفهومها لكلمة نضال (فالنضال بالنسبة للحركة هو حمل البندقية او المناضل هو من حمل البندقية حصرياً. وأي شخص خارج هذا التعريف لا يحق له الاقتراب أو التصوير) ، والمسألة بكل بساطتها هي أن من يحمل البندقية يحملها طواعية ولا يأتي عن طريق الانتخاب. وحمل البندقية تعبير صارخ عن الظلم ومعناه أن السيل قد بلغ الزبى هذه الخطوة لطلب الحقوق وإن كانت ترتبط بالقتل والدمار الا انها أساسية لنيل الحقوق في قارة مثل أفريقيا وبلد مثل السودان، اكثر من نصف نضالاته تتم بالبندقية، كل ما ذكرناه بديهي وطبيعي ومتواتر في تاريخ نضالات البشرية ضد الظلم وطلباً للعدل. وهذا السلوك لا يخرج عن طبيعة البشر. ولكن الخطأ المميت هو إدارة الحياة المدنية والسياسية بقوة الحديد والنار. فبعد أن تضع الحرب أوزارها يجب على المتمردين وضع السلاح والعودة الى الحياة المدنية والسياسية. ولكن هذا لا يحدث في السودان نسبة للموروث الهائل من عدم الثقة في المركز. أذكر أنه بعد انتهاء حرب الخليج وخروج صدام حسين من الكويت عام 1991م قامت المقاومة الكويتية بتسليم كل ما لديها من سلاح وعتاد وعادت الى حياتها الطبيعية في هدوء. ذلك لان شعب الكويت في انسجام وتناغم وثقة مع حكومته الامر الذي يختلف مع الحركة الشعبية لانها لا تثق في احد. لا نستطيع أن نلومها في هذه الجزئية، ولكن بالمقابل هي مطالبة برسم وتنفيذ سياسات لمعالجة اوضاع حملة السلاح الذين وضعوه أرضاً بعد اتفاقية نيفاشا عام 2005م. هذا ما لم تفعله الحركة الشعبية وهذا هو بيت القصيدة خمسة بليون دولار أمريكي لم ترصف طريقاً واحداً في الجنوب ولم تساوي أوضاع منتسبيها من جبال النوبة. في فترة الحرب الأهلية لم تستطيع أو بالأحرى لم تتمكن الحركة من تدريب كوادرها على العمل المدني والسياسي وهذا نفهمه جيداً . ولكنها تعالج هذه المشكلات الخطيرة بسذاجة وعنجهية .
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|