|
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو (Re: Frankly)
|
الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان وآفاق تحسين العلاقات ... بقلم: عبد العظيم عبيدي- سويسرا الخميس, 09 أبريل 2009 21:02
سودانايل
عشرون عاماً مضت منذ وصول الحكومة الحالية لسدة الحكم في السودان في الثلاثين من يونيو 1989، بلغت خلالها العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية أدنى مستوياتها ووصلت حد الجمود والقطيعة التامة رغم تعاقب أربع إدارات على أمريكا .. من بوش الأب إلى كلينتون إلى بوش الابن وأخيراً أوباما الذي فضّل أن يختار لنفسه طريقاً آخر غير الذي سلكه من سبقوه على رئاسة أمريكا، للتعامل مع الحكومة السودانية وذلك بالمبادرة برمي حجر في مياه العلاقات الراكدة بين البلدين لعقدين كاملين، وإطلاق استراتيجية لتحسينها والمساهمة في حل مشاكل السودان وعلى رأسها أزمة دارفور من خلال رعاية محادثات سلام بين الحكومة السودانية والحركات التي ما زالت تحمل السلاح للوصول إلى اتفاق سلام ينهي الحرب ويؤدي إلى السلام والأمن والاستقرار في الإقليم المطرب. وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إدارة الرئيس أوباما بإطلاق مبادرات من هذا القبيل لتغيير سياسة الولايات المتحدة وتحسين صورتها التي شوهتها الإدارات السابقة في كثير من أنحاء العالم. فقد سبقتها مبادرات أخرى في عدة اتجاها فكانت البداية في قرارها بسحب القوات الأمريكية من العراق وأخرى للتفاهم مع إيران حول برنامجها النووي وثالثة لمحاورة الأطراف المعتدلة في حركة طالبان الأفغانية لتعبيد الطريق بينها وبين حكومة كرزاي. وأخيراً استراتيجيتها التي أطلقتها قبل أيام تجاه السودان لتحسين علاقاتها معه وللمساهمة في حل مشاكله حسب ما جاء في حيثيات الاستراتيجية. ويلاحظ أن الإدارة الأمريكية وقبل إطلاق استراتيجيتها الحالية للتقارب مع السودان، قد سكتت تماماً في الآونة الأخيرة عن أي إشارة من جانبها لموضوع المحكمة الجنائية مع السودان في أحاديث وتصريحات مسئوليها بينما تكرر حديثهم كثيراً عن قرار إبعاد المنظمات التطوعية من دارفور ومطالبة الحكومة بإعادة النظر في ذلك القرار. وربما كان ذلك تطوراً في موقفها من قرار المحكمة الجنائية في حق الرئيس البشير خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار تصريحات الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بعد الزيارة الأخيرة لمدعي المحكمة الجنائية الدولية إلى واشنطون، والتي ذكر فيها الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية عدم وجود أي التزام قانوني على أمريكا لتوقيف الرئيس البشير، كما أن المبعوث الأمريكي نفسه بالطبع لم يذكر شيئاً في أول حديثه للإعلاميين عند وصوله للخرطوم، وهو ما يمكن اعتباره نوعاً من إبداء حسن النوايا من الجانب الأمريكي ومحاولة منه لتوفير المناخ المناسب لإزالة الكثير من العقبات التي تعتري طريق تحسين العلاقات بين البلدين، فضلاً عن إزالة الشكوك والهواجس لدى الجانب السوداني لاسيما وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ظلت طوال السنين الماضية على معاداة الحكومة السودانية ومحاربتها بشتى الوسائل للقضاء عليها تارة بفرض العقوبات الاقتصادية عليها وتارة أخرى بوضعها في قائمة الأنظمة الراعية للإرهاب في العالم وفرض طوق من العزلة الدولية عليها، وثالثة بتوجيه ضربة صاروخية لها ممثلة في مصنع الشفاء للأدوية واتهامها بإنتاج مواد تدخل في صناعة الأسلحة الكيمائية. بيد أن هذه السياسات الأمريكية العدائية تجاه الحكومة السودانية لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة طبيعية لسياسات المتطرفة للحكومة السودانية خصوصاً في أعوامها الأولى تجاه الولايات المتحدة حيث دأبت في تلك الفترة على المجاهرة بمعاداتها لأمريكا متوعدة إياها بالويل والثبور وعظائم الأمور من خلال الشعارات التي كانت تبثها أجهزة الإعلام السودانية المرئية منها والمسموعة والمقروءة من شاكلة (أمريكا – روسيا قد دنا عذابها) وما إلى ذلك من الشعارات العدائية. وقد بلغ تدهور العلاقات بين البلدين مداه عندما منحت الحكومة السودانية الجزء الأكبر من الاستمارات الأجنبية في مجال النفط في السودان للصين ودول آسيوية أخرى وتجاهلت الشركات الأمريكية، الأمر الذي أثار حفيظة الأمريكيين وأدى إلى تردي العلاقات بين البلدين بصورة واضحة خاصة وأن الأمريكيين يعتبرون أنفسهم أحق من غيرهم في الاستثمار في النفط السوداني باعتبارهم أول من اكتشف هذا النفط وانفق في سبيل ذلك ما يزيد على المليار دولار إبان حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري. لا يختلف اثنان بأن الولايات المتحدة الأمريكية بغض النظر عن رأي البعض فيها وفي سياساتها ومعاييرها المزدوجة في التعامل مع مختلف القضايا في العالم، فإنها هي الدولة العظمى ذات القوة الاقتصادية والعسكرية في عالم اليوم وبالتالي فهي القوة الأوحد الأكثر تأثيراً في العالم، وبهذا الوصف فهي صاحبة الباع الطويل القادر على الوصول إلى أي بقعة في العالم. وما من مشكلة أو أزمة في أي جزء من العالم سياسية كانت أو عسكرية أو اقتصادية إلا وكان لها دور فاعل في حلها أو تأزمها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ومهما كانت المقدمات أو حتى الاشتراطات التي وضعتها أمريكا للتقارب مع السودان والمساهمة في حل مشاكله، فلا يختلف اثنان في أن الخطوة في حد ذاتها وبغض النظر عن النوايا غير المنظورة من وراءها فإنها تعتبر ايجابية وفرصة ينبغي على الحكومة السودانية اغتنامها لوضع كل الأمور الخلافية على الطاولة أمام المبعوث الأمريكي الذي ذكر في أول تصريح له أنه لا يحمل أي أفكار محددة ولا شروط مسبقة فقط إنهم يمدون أيديهم إلى السودان ويأملون أن يتعامل معهم السودان بالايجابية المنشودة للوصول إلى نقاط مشتركة لتحسين العلاقات بين البلدين وبالتالي المساهمة في حل المشاكل السودانية وعلى رأسها أزمة دارفور. والحال هذا فالمطلوب من الجانب السوداني عدم إغفال الوزن الكبير للولايات المتحدة وعدم الاستهانة بحجم تأثيرها على مجريات الأحداث في العالم وأن يضعوا ذلك نصب أعينهم وهم يحاورون المبعوث الأمريكي الذي يزور السودان هذه الأيام لتلمس السبل الممكنة لتحسين العلاقات مع السودان وبالتالي المساهمة في حل ألازمة السودانية في دارفور على النحو الذي جاء في مضامين الاستراتيجية حسبما أوردته وسائل الإعلام المختلفة. وبالطبع فليس سهلاً أن يذوب جبل الجليد بين البلدين من خلال زيارة واحدة للمبعوث الأمريكي، وليس سهلاً أن يتغير كل شيء وتعود المياه إلى مجاريها بين يوم وليلة إلا إذا كانت هناك جدية لدى الطرفين لتحسين العلاقات بينهما ويتجاوب كل طرف مع مطالب الطرف الآخر، فما علق بالنفوس طوال هذه الفترة لا يمكن إزالتها إلا إذا تمت إزالة الأسباب التي أدت إليها.. ولا يمكن إزالة تلك الأسباب إلا إذا توفرت الثقة بين الطرفين وحسنت النوايا لطي صفحة الماضي لمصلحة البلدين والشعبين. فالسودان قد عاني كثيراً من سياسة العقوبات الاقتصادية التي تمارسها عليه الولايات المتحدة بضغطها على الشركات الأمريكية والمؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي على عدم التعامل مع السودان ووضع عدد من المؤسسات الاقتصادية السودانية في القائمة السودانية فضلاً عن تأثيرها على الدول الأخرى لتحذو حذوها بوضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب. ومع ذلك فالفرصة مواتية الآن للحكومة السودانية للخروج من هذه الدائرة المغلقة.. كما ينبغي على الإدارة الأمريكية المبادرة بالعمل على إزالة أسباب التوتر في العلاقات بين البلدين وتأزمها بسبب سياسات اتبعتها الإدارات السابقة لعزل السودان عن العالم سياسياً واقتصادياً وخلخلة الأمن الداخلي فيه بدعم الحركات المسلحة مادياً ومعنوياً سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في دارفور وفي الجنوب حتى بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل. عموماً الكل ينتظر ما سيسفر عنه التحرك الأمريكي الحالي تجاه السودان.. والكل يتمنى أن يتجاوز الطرفان هذه المرحلة من القطيعة إلى آفاق أرحب في العلاقات بين البلدين .. ولعل مما يزيد الشعور بالتفاؤل أيضاً التحرك الروسي الأخير من الجانب الآخر للمساهمة في حل مشكلة دارفور خلال الفترة القادمة. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم،،،،،،،،،، عبد العظيم عبيدي ســــويسرا [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان | Frankly | 06-11-09, 03:25 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | د.نجاة محمود | 06-11-09, 03:35 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | أبو عبيدة البصاص | 06-11-09, 06:57 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | أنور أدم | 06-11-09, 03:21 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | أنور أدم | 06-11-09, 03:37 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-11-09, 08:17 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-11-09, 08:05 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-11-09, 04:55 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-11-09, 08:21 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-12-09, 00:00 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-12-09, 07:58 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | أنور أدم | 06-12-09, 08:13 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Deng | 06-12-09, 01:26 PM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-13-09, 09:25 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-14-09, 08:44 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Frankly | 06-18-09, 09:58 AM |
Re: TRNS: إدارة أوباما تنتهج سياسة خارجية جديدة تهدف لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسو | Hisham Amin | 06-18-09, 11:37 AM |
|
|
|