|
Re: رغم تحالف الميرغني مع النظام .. قيادات ووزير سابق من حزبه ينضمون للمؤتمر غير الوطني (Re: فخرالدين عوض حسن)
|
Quote: بشفافية ستة آلاف .... الكترااابة!
حيدر المكاشفي
صحيح ان أجزاء واسعة من العاصمة والولايات تعاني شحاً بيّناً في خدمات المياه، والكهرباء ساعة آه وساعة لا، والجو كل يوم أسخن من السابق، والخريف ما معروف إذ لم يكشف بعد عن «بشّتو» لنعرف ما إذا كان سيتنزل علينا أمطار خير وبركة تنزل معها أسعار الطماطم أم أن السماء «ستغرز» فيصيبنا نقص في الأنفس والثمرات بسبب جفاف الزرع والضرع، وصحيح أنك أينما تلفت فثمّ قضية ومشكلة أية واحدة منها في خطورة القنبلة الزمنية الموقوتة، إما أُحبطت فسلمت البلاد أو إنفجرت فتمزقت، كل هذا صحيح وكان ينبغي أن لا يترك مجالاً لتناول أي قضية انصرافية من شاكلة انشقاق فلان وانضمام علان أو إقالة فلتكان وتعيين هذا وحردان ذاك، ولكن حين يتجاوز الأمر الانصرافي خانة الآحاد والعشرات ويبلغ مرحلة الالاف لابد أن ينصرف الذهن إليه للتفكر في «صروف» الدهر التي جعلت أمراً دقيقاً يفترض أن يوزن بميزان الذهب لدقته وحساسيته إذا به عندنا يُكال بالكيلة ويُحسب بالكوتة، فلا يمر شهر أو شهران إلا وتسمع وتقرأ عن انشقاق من هنا وانضمام إلى هناك بالعشرات، هؤلاء ينشقون بـ «ربطة المعلم» وأولئك ينضمون دفعةً واحدة مثل «حزمة الجرجير»، وهذا مالم نعهده أو نسمع به إلا على خشبة مسرح العبث السياسي في السودان، ولعلكم تابعتم مجريات الانتخابات اللبنانية الساخنة ولاشك أنكم ترصدون وقائع الانتخابات الرئاسية الايرانية الوشيكة وتتسقطون أخبار الانتخابات المغربية المزمعة، فهل قرأتم في الصحف أو سمعتم من الفضائيات والإذاعات مثل هذا الذي يحدث بين أحزابنا، المؤكد أنكم لن تسمعوا او تقرأوا مثلاً عن انسلاخ أهل «قم» من التيار المناصر لأحمدي نجاد وإعلان انضمامهم لجبهة مهدي خروبي هكذا جملةً واحدة «صرة في خيط»، كما لم تسمعوا وتقرأوا عن تخلي طائفة الموارنة عن بكرة أبيها عن ولاءات أفرادها المختلفة وإعلان توحدهم على قلب رجل واحد خلف المعارضة أو الموالاة، صحيح أن القوى الانتخابية التصويتية غير المنضوية حزبياً وغير الملتزمة سياسياً وهي كتلة أكبر بكثير من كل عضوية الاحزاب مجتمعة، لها تأثير واضح بـ «موقفها التصويتي» وليس وقفتها الحزبية، في مناصرتها لهذا الحزب أو ذاك أو هذه الكتلة أو تلك، وهو موقف عفوي فردي يتم بشكل تلقائى بلا اتفاق أو تخطيط، وعادة ما تنتهي المناصرة بانتهاء الحدث، سواء كان انتخابات أو غيرها وأقرب مثال سوداني على ذلك هو مناصرة شرائح وفئات اجتماعية وسياسية وجماهيرية مختلفة للرئيس البشير في قضيته مع المحكمة الجنائية رغم اختلافها معه سياسياً، أما أن يعلن ستة آلاف كانوا ملتزمين سياسياً صف أحد الاحزاب هكذا دفعةً واحدة وفي توقيت واحد انسلاخهم عن حزبهم وانضمامهم لحزب آخر فهذا لا عهد للناس به إلا عند القطعان التي يحكمها وتتحكم فيها روح القطيع، تخرج دفعة وتعود دفعة ... أما من حيث الشكل فهناك إشكالية في معرفة الكيفية الحسابية التي تم بها عد هؤلاء الستة آلاف، هل كانت على طريقة الجمع العسكري و «نمرة كاملة عد»، أم أنها عضوية معروفة ومحسوبة سلفاً بإحدي المناطق أو المحليات لم تكن تحتاج إلا لاعلان الرقم، ثم لماذا هم ستة آلاف «طق طرق» وليسوا مثلا ستة آلاف وواحد، هذا أمر محير يدعو للحيرة في الذي يجري داخل وبين أحزابنا السياسية وهو على كل حال لا يبشر بحسن المآل .... |
جريدة الصحافة 11 يونيو 2009
|
|
|
|
|
|
|
|
|