|
|
 في جالية الشرقية........وأخيراً تمخض الجبل فولد فأراً
|
كتب الإستاذ طارق علي إدربس
وأخيراً
تمخض الجبل فولد فأراً
في اجتماع باهت لا يشبه السودان وأبناء السودان المميزين المقيمين بالمنطقة الشرقية ، لم تراعى في الدعوة اليه ما هو منصوص عليه في النظام الأساسي للجالية ( الإعلان عن موعد الاجتماع وأجندته قبل (7) أيام على الأقل من تاريخ انعقاده ) كما لم يُحسن الإعداد والترتيب الجيد له على النحو الذي يليق بأهميته ، بل ربما تعمد القائمين أمر الدعوة اليه تجاهل بعض الأعضاء عن عمد لمآرب أخرى يعلمونها وندركها،وإثباتا لما ذكرت فأنني لم اعلم بهذا الاجتماع إلا قبل نصف ساعة فقط من موعده المقرر عن طريق الهاتف وربما يكون باقي أعضاء المجلس الغائبين لم يتم إخطارهم أيضا بتاريخ ووقت انعقاده 0
وبعد مخاض عسير استمر لأكثر من خمس أشهر متتالية لم يكن لها أي مبرر في تقديري وفي قاعة ضيقة مزدحمة وجو خانق مكتوم اختلطت فيه الأنفاس بحرارة الطقس انعقد مساء الخميس 28/5/2009 بفندق الدمام اجتماع المجلس العام للجالية السودانية بالمنطقة الشرقية 0
كان الاجتماع هزيلا والنصاب القانوني ليس بالمستوى المطلوب لمثل هذا النوع من الاجتماعات إذ أنه اجتماع من المفترض أن يحضره جميع الأعضاء لاسيما انه انعقد بعد لأي وجهد ومداولات متعددة وخلافات كادت أن تعصف بالجالية أي أن العدد الذي كان موجوداً هو عدد بالكاد يكفي لتمرير القرارات والأجندة المتفق عليها سابقا والمعدّة والمجهزة من وقت ليس بالقصير0
سبق الاجتماع اجتماعات أخرى ولغط وأقاويل وتصريحات كثيرة وكانت العلامة البارزة والشعار المرفوع من قبل اللجنة التي أشرفت على الانتخابات وتحديد الكيانات المنضوية تحت لواء الجالية هو الحرص على الوفاق بين أبناء الجالية ومنع تشتتهم وتفرقهم بينما كان الوفاق بعيدا جدا عن الواقع وعن الخطط والاجتماعات التي تنفض وتنعقد ولا تزال تراوح مكانها وحدث ما كان متوقعا بالفعل وما خُطط له بدون أي تغيير يذكر سوى تعديل في الأسماء وتغيير في الوجوه وتبديل في المناصب 0
كان الاجتماع باهتا كما ذكرت سادته الفوضى المُرتبة المعدّ لها مسبقا ، وبعض المناوشات من على المنصة الرئيسة وتهديد بعضهم بالانسحاب وتدخل الآخرين لإثنائه عن توجهه ، وبدأ الاجتماع بأي من الذكر الحكيم ، ثم مداخلة لأحد الحضور اعترض فيها على إسقاط اسمه وعدم تبليغه بالقرار وطعن في عدم حياد اللجنة وبطلان جميع إجراءاتها إلا أنه لم يتم الالتفات لما ذكره لأن النية كانت معقودة أصلا للانتهاء من ما هو معد ومرتب له سابقا 0
كثرت نقاط النظام وساد الهرج والمرج حتى وصل إلى مستوى التلاسن بالألفاظ بين بعض الأعضاء وكاد الاجتماع أن يتحول إلى معركة حقيقية وتشابك بالأيدي لولا مبادرة من قام بالإساءة للجميع عندما وصفهم بعدم الفهم بالاعتذار وحينما امتنّ نفس العضو على الكافة بأنه من احضر القنصل بصورة شخصية مجردة وقبول اعتذاره بالأدب والسماحة السودانية المعهودة بالإضافة إلى ارتفاع صوت النعرة القبلية والجهوية داخل الاجتماع 0
نعم تمخض الجبل فولد فأرا بعد طول ترقب وانتظار حيث غابت في هذا الاجتماع كل قيم المرحلة ، وحين خبت شمس السودان وهموم أبنائه المقيمين بالمنطقة ، وأصبح الشغل الشاغل هو تمرير الأجندة المتفق عليها بأسلوب التحزب والتكتل وغض النظر عن ما سواها وان ليس لأعضاء المجلس الموجودين من دور سوى إجازة الأجندة المتفق عليها وهذا ما حدث بالفعل 0
كنت أعتقد أن أجندة الاجتماع ستتضمن بالضرورة القصوى وبصورة واضحة خطة عمل تبرز فيها : ( معايير المواطنة كأساس للحقوق، وتتجلى بموجبها ضرورات الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ، ونبذ الخلافات والتكتلات ومواجهة التحديات التي تعصف بالوطن والاستمرار في نهج التنمية والبناء وإشاعة ثقافة التسامح بين أبنائه ، والاستعداد للتحول الديمقراطي والانتقال السلس للسلطة والاهتمام بشئون أبناء السودان بالمنطقة ، وبذل جهد مقدر في تنفيذ ما عجز عنه مجلس ومكتب الجالية السابق ومعالجة السلبيات ودعم الايجابيات ، وترجمة روح الوفاق والوحدة التي تسود الوطن إلى واقع معاش وتعميق معاني الهوية والانتماء ، والعمل على رفاهية أبناء الوطن بالداخل والخارج ، وغيرها من شعارات ومبادئ اتفقت وأجمعت عليها القيادة والشعب ) وهذا ما حرص سعادة القنصل إلى تنبيه الجميع اليه في كلمته لدى مخاطبته الأعضاء الحاضرين 0
إن الوفاق الذي أعلنته اللجنة التي أشرفت على إدارة الأزمة كمبرر لمهامها وما تمخض لاحقا لايعني بالضرورة إقامة وزن أو اعتبار للصراع والتناحر حول المناصب أو لمن تكون رئاسة الجالية أو مجلسها العام ؟ بل هو بالدرجة الأولى وفاق لا يقيم وزنا للأشخاص والمسميات بل ينصب على الأهداف ويركز على الغايات الرئيسة والأغراض المنوط بالجالية تحقيقها وهذا ما فشلت اللجنة في إنفاذه وتحقيقه وحشد التعبئة المطلوبة له لأن الجالية ومجلسها العام ليس حكرا على احد أو ملك لمجموعة أو أشخاص دون غيرهم ، وأنه في العمل العام لا مكان لمثل هذه الشعارات البالية، وإن كل من يأنس في نفسه المقدرة والكفاية والرغبة لخدمة السودان وأبنائه المقيمين بالمنطقة جدير بحمل عبء أمانة التكليف وكنت أتمنى أن تقتصر مهمة اللجنة فقط على الانتهاء من حصر عضوية المجلس وإعداد الكشف النهائي وحفز الطاقات والهمم وحشد التعبئة المطلوبة لجالية تضع السودان وأبنائه في حدقات عيونها
من الأمور المخزية والمؤسفة بالفعل في تقديري أن يكون بعض أعضاء المجلس العام للجالية عبارة عن أصوات تردد فقط ما يقال لها وتنفذ وتجيز وتجير أجندة وقرارات لا اعتبار فيها للمصلحة العامة بل لاعتبارات معينة ، علما أن واقعنا الحالي وواقع بلادنا لم يعد يستوعب مثل هذه الممارسة غير الراشدة في العمل العام المتعلق بقضايا الوطن وهموم أبنائه ، ولعل هذا ما عبرت عنه القيادة الحالية بكل وضوح وصراحة ومما وجد تجاوبا منقطع النظير من قبل كافة قطاعات الأمة وهذا المسلك بالطبع يتعارض مع مقتضيات الثقة وأمانة التكليف التي كُلف هولاء الأعضاء بتحمل أعبائها من قبل القواعد التي قامت بترشيحهم لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ومكتسباتها 0
إن واقع وطننا ومجتمعنا الجديد ليس فيه مجال للتمييز بين الكفاءة السياسية والانتماء السياسي وبين غيره ولم يعد فيه من متسع للعصبية والتكتلات والتحزب والتشرذم فنحن نعيش في مرحلة هامة من تاريخنا الغلبة والسيادة فيها للسودان وشعبه هكذا مجردا بلا أي تحفظات وهذا هو الشعار السائد الآن رسميا وشعبيا 0
على المجلس العام والمكتب التنفيذي للجالية العمل فورا على إزالة الصورة الكالحة التي سادت هذا الاجتماع ، وإصلاح العيوب التي سادت الممارسة السابقة وتنقيتها من الأخطاء ورتقها من العيوب التي شوهت منظر المجلس والجالية كثيرا في تقديري فالمجلس بصفته صاحب السلطة العليا والممثل للقاعدة العريضة من السودانيين المقيمين بالمنطقة الشرقية يقع عليه عبء القيام بدوره في تحقيق أهداف وأغراض الجالية الحقيقية فأما أن تكون هناك جالية حقيقية تخدم السودان وقضاياه المصيرية وتعكس صورته المشرقة وترعى هموم عضويتها أو لا تكون وهنا مربط الفرس حيث لا مكان للتفاخر والتحزب والتكتل وما لا يفيد بل العبرة بالانجاز وما تحقق 0
إنني أطالب وأناشد المجلس العام والمكتب التنفيذي للجالية للقيام بدورهما الحقيقي وفقا للنظام الأساسي، وعمل ما يلزم من تعديلات تقتضيها طبيعة المرحلة وتتفق مع دورهما في الممارسة الراشدة والقيام بواجباتهما وتحمل مسئوليتهما كاملة إننا لا نريد للمجلس العام والمكتب التنفيذي الجالية أن ينفض ويجتمع أعضائه للتصويت لفلان أو علان ، أو للإعلان عن أمور لاتسمن ولا تغني من جوع فالأسماء أصبحت لا تهم ولا تعني أحد والمناصب لا اعتبار لها في القاموس الحالي، والمظاهر الاحتفالية لا طعم لها و رائحة وان ما يعني الجميع بالفعل هو العمل الجاد المثمر وتحقيق مكاسب وانجازات لأبناء الجالية ورفع اسم السودان عاليا خفاقا والقائمة حبلى بالكثير مما يحتاج لمعالجات سريعة وفورية وناجزه
والله الموفق والمستعان
عضو المجلس العام للجالية
طارق الأمين علي إدريس
0506801831جوال
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست