ها أنا قد عدت من فجِ السنين.. متثاقلاً يضمخني الأسى والحنين. لأصارع الأشواق في مدن اليباب.. أتوسل اللقيا السراب. وفي زحاماتِ المدينة.. إشرأبت هامتي.. وتحورت عيناي.. تسابق النظرات.. أبحث فيها عنك .. وعن وجهي الذي غاب.. علني ألقاه .. قد ترنح.. أو تاه في الطرقات. أبحث عنك اليوم في العتمة .. وطيات السكون. وفي وطأة الماضي السحيق.. وفي الظنون.. وأحس سحرك في حياتي.. ولا تكون.. سألقي على عاتقيك .. خطايا أمسي.. لتبقي شهيد بؤسي.. لعلك ترثيني أو تبكِ جرحي المؤسِ.. وأنا هنا .. تكبلني القيود.. وتزجرني عواصف الشوق.. لترفضني الملاجيء.. وتلفظني الشوارع.. بالأمس كانت تدغدغ سامعي الحكايات.. في أماسٍ حالكات، عن البطولات.. وعن غلامٍ يافعٍ ليس يلهيه صباه، قد شب مغموراً في حب مولاه، دونما يراه أو يراه.. فصلاته ذكرٌ وشكوى.. ليس يدركها سواه.. بلى إنها أسرار دنياه، إنها ثورة الروح في حناياه، إنعتاقٌ من سراديب الحياة.. هذا مبتغاه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة