|
سقط إسحق أحمد فضل الله كعادته.. وظل قوش في مكانه
|
منقول من منتديات الراكوبة
بسم الله الرحمن الرحيم تراسيم. سقط اسحق .. ولم ينجح قوش !!.
عبدالباقى الظافر [email protected]
قبيل نحو عقد من الزمان ..اصدر مدير جامعة الخرطوم (وقتها) البروفسور الزبير بشير قرارا بتكوين لجنة فنية لإصدار كتاب عن الشهيد الزبير محمد صالح ..ترأس هذه اللجنة الروائي والصحافي اسحق أحمد فضل الله وكنت أنا (الفقير إلى الله) مقررا لها ..خصصت لنا عربة حكومية لانجاز المهمة ..كما تقتضى أعراف (الميرى) كان من المفترض ان يستمتع بن فضل الله( بالفارهة ) بعد انتهاء أوقات الدوام ..ولكن اسحق (الزاهد) أثار دهشتنا وإعجابنا وهو يفضل بص العيلفون الشعبي على فارهة السلطان .
في ساحات الفداء .. التي كانت تجيش الشعب في المعركة ضد الحركة الشعبية .. هذه المؤسسة التي بلغت منعتها أن تتجاوز الرتب وتنسب نفسها مباشرة إلى رئاسة الجمهورية ..كان المجاهد اسحق يعمل ..اختار اسحق ان يكون( بندقجى) ..جنديا لا جنرالا .. يبدع اسحق والثناء لأنصاف الموهوبين.
اسحق( حالة خاصة) مهندس الطرق والجسور ..ترك مهنته الناعمة ليعيش على مهنة البحث عن المتاعب ..رفض فكرة الزواج ورأى فيها قيد من حرير ..لم يتنازل عن الأمر إلا بعد إلحاح حميم من إخوة كرام فتزوج على كبر .. اسحق يكتب لنفسه أولا.. يمتع ذاته قبل قراءه ..ترى بين السطور جنون الكاتب وتمرد الأديب .
عدت إلى بلدي بعد غربة سنوات ..انقطع الوصال بيني وبين اسحق أحمد فضل الله .. في فجر أحد الأيام كنت على عجل للحاق بطائرة سد مروى ..وأهل السد لهم حكمة غريبة ..فقد أرادت إدارة السد ان يرى جميع أهل السودان وزواره انجازهم مرأى العين ..فأعدت لهذا الأمر فيما( احسب) مطار كبير وطائرات رشيقة وبصات أنيقة وقصور فخيمة .. أتحسس طريقي في ردهات مطار الخرطوم ..لمحت اسحقا .. يترجل من عربة بيضاء تسر الناظرين .. عبر جهاز التحكم عن بعد (الريموت ) يحكم إغلاق السيارة ..هرعت بدهشة إلى اسحق ما بعد المفاصلة والسلام ..انكرنى وأنا له عارف ..بصعوبة تذكرني .. سألني أين أنت من زمن طويل لم أراك ؟ ..قلت له( سرا) بل أين أنت يا شيخ اسحق ؟ .
حبنا السابق ودهشتنا اللاحقة لا تمنعنا ان نقول ان اسحق ..هو اكتب من يمشى على ارض السودان اليوم ..ولكنه سقط في مقاله الأخير .. الذى استحق عليه الطرد من الملعب إلى حين ..كيف لأديب ان يهدر دم سياسي وليس بينهما إلا اختلاف الرؤى؟ وكيف لروائي ان يصف خصمه بالكلب .. وكيف لرجل منضبط ان يدعو للخروج على القانون في الدولة التي يحكمها ويتحكم فيها حزبه.
منح اسحق من حيث لا يحتسب فرصة للأجهزة المختصة .. ان تبنى على مقاله( النتن) جسرا من التواصل مع الخصوم ..من يدافع عن إيقاف الوفاق اليوم ليس عبد الرحمن الزومة بل هو( داعية الحريات ) ياسر عرمان .. كسب الجنرال صلاح قوش جولة بإرساله رسالة لأصدقائه قبل خصومة .. ان لا معقب على حكمه.. وان بيده الأمر ..يقتل بفرمان ألوان صوت الحق والجمال .. ويوقف بقرار صحيفة الوفاق التي يجد فيها الإسلاميون بعض من ريح أديبهم الراحل محمد طه .. وقبلها بتوجيه يحجر على الشيخ حسن الترابي السفر ..وكل هؤلاء وهؤلاء من أخوة الأمس واليوم !!
ولكن الجنرال صلاح قوش خسر معركة ..لأنه اثبت ان البلد تسير فقط ( بالتقديرات الأمنية) والدستور في إجازة طويلة .. مخالفة اسحق لم تكن تستحق معالجة استثنائية سوى القانون .
|
|
|
|
|
|
|
|
|