محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 11:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2009, 11:52 PM

عبدالباقى الظافر
<aعبدالباقى الظافر
تاريخ التسجيل: 11-16-2008
مجموع المشاركات: 367

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re:دكتور كرار التهامى يكتب عن محمد طه محمد احمد!! (Re: عبدالباقى الظافر)

    د.كرار التهامى















    دكتور كرار التهامى يكتب عن محمد طه


    أخيرا غطتك العدالة بثوب ابيض لتنام قرير العين..







    د. كرار التهامى



    لازلت اذكرها يا محمد طه ، كانت سنوات قاسية تركت ظلالا ثقيلة في وجدان تلك البنت المدللة، البنت الجميلة ومستحيلة كما كان يصفها المولهون من احبابها وعشاقها والذين كانوا يحلمون بأن يناموا في احضانها الدفيئة في نهاية مشوار السنين الرائعة وهم يتصعدون أعلى التل بأجنحة أشواقهم الخفاقة حتى يلجوا اليها وهي في عليائها الاسطورية كأميرة ساحرة تغطي جسدها بشعاع القمر وتسبح في الغيوم وتغتسل بألوان قوس قزح كانت تلك هي جامعة الخرطوم التي عاش أبناؤها وعشاقها في رحابها الواسع الجميل يفصلهم من واقع الحياة خارج اسوارها حائط سميك وسراب من الاماني والاحلام مثل جزيرة افتراضية تسبح حولها الاسماك الملونة وتتجول فيها بنات الحور والامنيات النضرة والف ليلة وليلة لأن الفرق بين جامعة الخرطوم وبين المجتمع الذي تتقطع انفاسه في الخارج كان فرقا هائلا في طبيعة الحياة وطبيعة الامنيات فالطالب في الجامعة يجد نفسه منذ ان تفتح له ابواب تلك المدينة الفاضلة المستنسخة من اسوار كامبردج البريطانية اشبه بأمير أسطوري يتبختر في ردهاتها ويتجول بين أزهارها وزهراتها ويتكلم في الحكم والمجتمع وينصب نفسه قاضيا في اشكالات السياسة والعلم والمعرفة رغم ميعة الصبا الذهني والفكري وعدم النضج وليونة العود ليعيش خارج زمانه ووراء امكاناته غارقا في الاحلام الجامعية التي يدرك الطالب انها مجرد اضغاث وسراب عندما تنزلق قدماه خارج هذا الأرخبيل الاكاديمي تصيبه صدمة الفصام المر بين الصورة الكبيرة التي رسمها لنفسه وبين حجمه الصغير في زحام المناكب في الشارع العريض و بين حلاوة سنوات الحياة الطالبية وشقاوة السنوات القادمة حيث تخيب الامنيات وتذوي الاحلام النضرة وتتلاشى الآمال وتتقاطع دروب الخيبة بين الشوارع الملونة التي سار فيها الطالب داخل المدينة الفاضلة والشوارع الغبراء خارج تلك المدينة التي تمتد امامه ليمشي فيها بقية حياته مهدودا مكدودا..



    لم تكن ليالي جامعة الخرطوم كلها مقمرة ولابساتينها كلها نضرة اذ مرت عليها اعاصير و عكرت صفوها اقدار السياسة التي اخذت من شبابها الغض وذاكرتها العلمية واهابها العالمي الفكتوري فأصابتها الشيخوخة المبكرة في مظهرها وجوهرها وبقدر ما تسيبت الجامعة على دورها الاكاديمي المعرفي وتحولت الى غول سياسي بقدر ما جارت عليها الايام وامتدت اليها الايادي لتخنقها



    كان منتصف السبعينيات يشهد ذروة المدافعة بين الواقع السياسي المحيط في السودان وبين الحراك السياسي في الجامعة تلك الجزيرة المعزولة و لم تكن الجامعة لتعزل نفسها او تصمد طويلا امام الحصار السياسي المبرمج من السلطة الحاكمة التي احكمت قبضتها على الدولة والمجتمع و في تلك المرحلة من التطور الفكري والسياسي دخلت القوانين السياسية القابضة الى ساحات جامعة الخرطوم بفعل طاقة الوضع التي حققتها في الخارج فتم تكميم الافواه وتعطيل النشاط السياسي ومنعت الصحف الحائطية التي كانت تزين عنق الجامعة وتعطيها تميزها وجاذبيتها وسحرها الفكري والسياسي وتلاشت الاصوات الطالبية التي كان يتردد صداها داخل وخارج اسوارها ورغم نضالات الطلاب واصطبارهم على العسف والتشريد والتضحيات الجسيمة التي قدمتها اتحاداتهم وتياراتهم الفكرية وعلى رأسها التيارات الاسلامية التي كانت تمسك بمفاصل العمل النقابي الطلابي في اكثر من منبر وتمارس حرب العصابات الطلابية وافانين العمل السري مع الحكومة استطاعت السلطة الحاكمة انذاك ان تغلق كل النوافذ المضيئة والتي كان يشع منها النور الخافت على الشارع المعتم خارج الجامعة حيث يتخبط السابلة في كل الطرقات في وطن اعمى و(اطرق ) ومصاب بانيمياء سياسة حادة ،،، مقهى النشاط الذي كان محفلا فكريا وساحة للتمرينات الثورية للطلاب المشرئبين لدور اكبر من لحظاتهم الجامعية تم تفكيكه واشعال النار في منابره واعمدته ومظلاته الخشبية التي كانت سوقا رائجا







    للمنتجات الفكرية المتنافسة داخل الجامعة بامتداداتها الخفية خارج اسوار الجامعة، الجامعة المثقلة بالهموم و التي وضع المجتمع السياسي احباطاته فوق كتفها وحملها فوق طاقتها وفرض عليها اهدافا وراء اهدافها الاصيلة مما حدا بمجتمعها المصطنع يغالي في توصيف دوره المرسوم ويبالغ في تضخيم دوره في الحياة العامة ليكون



    رد الفعل مزيدا من التكميم والملاحقة



    فتضاءلت مساحات الحرية السياسية ولم يعد امام الطالب غير كتبه واقلامه واحلامه ومدرجات الدراسة والثرثرة في الداخليات بعد غروب الشمس و اكتفت جامعة الخرطوم بالصمت الحزين حتى اصبح العابرون لايحسون بوجودها الامن خلال حركة بناتها وابنائها في غدوهم ورواحهم بين المدرجات والمختبرات في انشطتهم الصفية الرتيبة او في السمر تحت ظلال الاشجاريتبادلون الاحاديث الناعمة والمشروبات الغازية



    النشاط السياسي اصبح مكتوما وحذرا ،، الثقافة الجامعية تحولت الي افرازات مشوهة وانشغالات سطحية مثل الادب الحلمنتيشي الذي استهوى طلاب الجامعة واصبح متنفسا لهم واصبح يضمهم ويلمهم ويلهمهم اكثر من اي ابداع جاد



    صحيفة واحدة ابت ان تموت كان صاحبها يحملها ويتسلل بها بين المباني والاشجار ويقف قبالة اللوحات الخشبية الفارغة ثم يرصها صفحة صفحة كان ثابت الجنان لايختلج ولايتردد وبعد ان يفرغ من تفخييخ تلك المظلة نهرع من بعده لنقرأ مقالاته وافكاره الممنوعة ،،، اشعث اغبر تبدو على سيماه ملامح الغلظة والقوة والتصميم والعزيمة كان يتحرك وحيدا مندفعا بطاقة مقاومة ورفض يصعب لجمها نامت كل نواطير الجامعة والاحزاب السياسية وبقي ذلك الفتى وصحيفته يسبحان في ثبج الممنوع ويركبان المخاطر ،،، الصحيفة الشقية كان اسمها اشواك ومحررها الذي كان يستنسخها من وجدانه وقلبه المعذب وصبره وشقاوته كان اسمه محمد طه محمد احمد طالب القانون الذي



    لا يعرف عنه الناس غير انه الفتى الشقي محرر جريدة (اشواك) كان الاسم من صميم تجربته ومن نبض ضميره الحي الرافض للحياد والمهادنة كأنه-اي الاسم - خرج عن قصد من وعيه وفهمه للحياة على انها نضال وعقيدة وشقاوة فكرية تنتهي بالموت دفاعا عن فكرة وخرج دون قصد من لاوعيه حيث يختزن في وجدانه عواصف الرفض والتحدي للقوة التي تحيط به وتريد ان ترغمه على الانكسار لاختار محمد طه ان يسير في طريق الاشواك التي وضع منها إكليلا على رأسه ومشى به كالمسيح في درب الالام والمعاناة اعتلت عليه الكثير من السيوف والحراب والالسنة لانه كان مسكونا بالحقيقة ،،كان معها ضد الجميع فاستهدفه الجميع حتى تفرقت عذاباته بين القبائل اخيرا مات بالطريقة التي اراد ان يعيش بها فحافة الحقيقة وحافة الخنجر سيان الاثنان يجرحان والاثنان يقطران بالدم مشى عليهما عمره كله دون ان يفقد توازنه وخلقه الوعر حتى بعد موته كانت ارادته اكبر من ان يترك قاتليه يهربون بجرمهم تركهم مطأطئي الرؤوس تحت نطع الخيبة والجريمة وحلَّق إلى ربه راضيا مرضيا.

    (عدل بواسطة عبدالباقى الظافر on 04-24-2009, 11:58 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-19-09, 06:03 PM
  Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! د.كرار التهامي04-19-09, 10:35 PM
    Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-20-09, 01:58 AM
      Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عز الدين بيلو04-20-09, 06:19 AM
        Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! أبوالقاسم مضوي أحمد04-20-09, 09:31 AM
          Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! dardiri satti04-20-09, 10:13 AM
            Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! jini04-20-09, 10:36 AM
            Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! على تاج الدين على04-20-09, 10:58 AM
              Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-20-09, 02:27 PM
                Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-20-09, 07:18 PM
  Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عاطف عمر04-20-09, 09:55 PM
    Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-20-09, 11:48 PM
      Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-21-09, 03:13 AM
        Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عز الدين بيلو04-21-09, 06:28 AM
          Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-21-09, 07:35 PM
            Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-22-09, 03:26 PM
              Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبد الغفار عبد الله المهدى04-22-09, 04:51 PM
                Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-22-09, 06:42 PM
                  Re: محمد طه محمد أحمد ..حكاية وحكايات !! عبدالباقى الظافر04-22-09, 06:55 PM
                    Re:دكتور كرار التهامى يكتب عن محمد طه محمد احمد!! عبدالباقى الظافر04-24-09, 11:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de