|
|
 Re: مصادرة جوازه الدبلوماسي وإرجاع الترابي من المطار (Re: Elawad)
|
احكمت الولايات المتحده –الى الان - سيطرتها على الملف السودانى , ويظهر ذلك فى التصريحات التى اطلقها السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجيه بالكونقرس , أمس الاول فى الخرطوم , وهى ملف اتفاق السلام الشامل , والأزمة فى دارفور .
وبجهة اتفاق نيفاشا نجد أن كيرى كشف عن تشكيل لجنة ثلاثية تضم المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية , والادارة الامريكيه , يقول كيرى " من الضرورة بمكان المضي قدما في تنفيذ اتفاق السلام الشامل باعتبار انه صمام امان لمستقبل السودان كما ان تنفيذ الاتفاقية امر مهم للغاية وسيعمل علي تحسين العلاقات الثنائية بين بلدينا وانا ممتن لموافقة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني للدخول في مباحثات ثلاثية الاطراف للنظر في مسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل" وكان دينق الور وزير الخارجيه عقب لقائه مع كيرى ,أوضح أن اللجنة ممهمتها الاساسيه تتمثل فى رصد نقاط الضعف فى اتفاق نيفاشا وتحديد الطرف المماطل من شريكى الاتفاق .
ومن هنا يتضح أن الادارة الامريكييه دخلت بقوة فى ملف نيفاشا الذى يشهد تعثرا فى ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب الذى فات اوانه بحوالى عام , والانتخابات التى يبدو انها هى الاخرى ستكون فى موعدها الجديد فى فبراير .
الاختراق الاكبر كان بجهة السلام فى دارفور حيث نجد ان كيرى طالب الحركات بالجلوس الى طاولة المفاوضات بعد ان قال انه لمس استعداد الحكومة لها عندما قال " ما يشجعني هو انني تلقيت تأكيدات من المسؤولين الذي التقيتهم باستعداد الحكومة للجلوس في طاولة المفاوضات وعلى المتمردين الجلوس حول مائدة الحوار للوصول الي تسوية شاملة بشأن القضية" .ليرسل بعدها شارات الاطمئنان الى دول الجوار والاقليم التى دخلت فى سباق احتضان الحركات , بانها ستكون حاضرة عند التسويه السياسيه وهو يقول " ان تحقيق السلام في دارفور يتطلب دعم الولايات المتحدة الامريكية ودول الجوار مثل مصر وليبيا وتشاد بجانب القوي الاقليمية الاخري" جاء ذلك عقب لقائه نائب الرئيس على عثمان طه وكانت مصادر مؤثوقة كشفت للشرق الاوسط ان الولايات المتحده متجهة الى رعاية محادثات سلام فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا , وانها ستاتى على غرار مبادرة الايقاد . ويقول كيرى :الى الان لم تتضح الصورة التى ستشارك بها القوى الاقليميه فى مفاوضات السلام
ونجد أن كيرى الذى سبق له أن وصف مايحدث فى دارفور بالاباده الجماعيه , أوضح بصوره جلية أنه أصبح فى معسكر السلام , وابتعد خطوات كبيره عن معسكر العداله وهو يقول للصحفيين امس الاول "ما حدث في اثناء قمة الصراع في دارفور كان قبيحا وغير مقبول ولكن الان في عام 2009 ان الاوان للوصول الي سلام في دارفور للعمل علي منع المزيد من سفك الدماء والقتال وان الطريق الوحيد لتفادي هذه الامور هو في العمل علي تحقيق السلام " ليضيف بعدها : بدون سلام في دارفور فقد يكون للأمر خطورته في احداث صراعات دموية في المنطقة وانه حان الاوان ان تكون علي قدر المسؤولية ونتخذ خطوات لتفادي وفوع مثل هذا السيناريو في المنطقة , وحديث كيرى الاخير يكشف أن الولايات المتحده باتت قلقة للغايه من تطور الاوضاع التى بدات تلوح فى الافق عبر الحشود العسكرية الغير مسبوقه فى الحدود بين السودان وتشاد , عندما رصدت الاخيره 800 عربه محملة باسلحه ثقيله تخص المعارضة التشاديه التى قالت انها فى طريقها لانهاء حكم ديبى . وسط تذايد عمليات خطف موظفى الاغاثة الدوليين , وظهور جماعات جديده لم تكن تنشط فى دارفور سابقا .
لكننا نتسال ماهو الثمن الذى تطلبه الولايات المتحده من الخرطوم , لتقوم بضخ الدماء فى سائر الجسد السودانى بعد صار محتقن بفعل مذكرة اوكامبو التى تطالب بتوقيف الرئيس البشير, خاصة وأن كيرى ابدى استعدادا لاستئناف المباحثات الثنائيه بين الخرطوم وواشنطون وهى التى سبق لها وان جمدت بينهم بعد أن ربط المبعوث الامريكى السابق ويليامسون باحداث تقدم فى ملف ابيي , وفى شان المباحثات الثنائيه يقول كيرى " تلقينا وعودا من الخرطوم , واستعدادا لفتح ومناقشة المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية وفي اطار هذا الحديث وفي الوقت الملائم قد يصبح رفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعي الارهاب ورفع الحصار الاقتصادي جزءا من هذه المباحثات بين الخرطوم وواشنطن. كما انها ستكون ثنائية وليست من طرف واحد وان الجانبيين السوداني والامريكي يفهمان هذه المسألة جيدا هذه العملية قد تحددها الاجراءات التي سوف تتخذ خلال الاسابيع القادمة في السودان حيال عدد من القضايا بما يشمل من بين امور اخري الجهود الانسانية لمساعدة المتضرريين من النزاع في دارفور وماهي الخطوات التي يمكن اتخاذها وأن ما تطلبه الولايات المتحدة هو بناء قدرات الانسانية بدرجة مائة بالمائة وليس خمسين او ستين بالمائة في الجهود الانسانية خاصة وان القياس في هذه المسألة ليس سياسيا بل انسانيا في الاساس " انتهى نص حديث كيرى .
ومن هنا يتضح لنا بصورة جلية ان عودة المنظمات هى احدى المطلوبات الامريكيه الموضوعة على طاولة الحكومة السودانية , لكن فى المقابل نجد السودان مازال متمترسا فى رفضه لعودة المنظمات وهو مايظهر فى تصريحات سفير السودان للامم المتحده عبدالمحمود عبدالحليم فى تصريحات له عبر الهاتف لرويترز ."المنظمات المطرودة في نظرنا ملف معلق. ولا رجعة لها." لكننا نجد أن كيرى يقول "بفضل قيادة المبعوث الخاص للرئيس (الامريكي باراك اوباما) الجنرال سكوت جريشن وبفضل استعداد الحكومة هنا للدخول في حوار جديد معنا سيتم استعادة بعض من تلك القدرة على تقديم المساعدة الانسانية." ويرد السفير عبدالمحمود على هذا القول بالاتى "ناقشنا مع سكوت جريشن وجون كيري ان الحكومة قد تقبل (منظمات) اغاثة انسانية جديدة - منظمات تلتزم بالمثل الانسانية." حسنا من هنا تثبت حقيقة أن الخرطوم أبدت موافقتها على دخول منظمات أغاثه جديده , وهو مايدعم التسريبات التى تقول أن الحكومة وافقت على اعطاء أمتياز العمل فى مجال الاغاثة الى منظمات امريكيه .
لكننا اذا اعدنا راسنا قليلا الى الخلف , نجد أن كيرى لحظة وصوله مطار الخرطوم للصحفيين " أتطلع إلى مباحثات ونقاش عميق مع المسؤولين في الدولة حول الموضوعات والقضايا التي بدأ الحديث حولها العام الماضي بين البلدين" وما يجعلنا نقول بصوت كله ثقة أن موافقة الخرطوم على عودة المنظمات , ليس من فتح شهية الادارة الامريكيه للحوار مع الخرطوم , لان التصريح اعلاه يكشف بوضوح أن الرجل اتى لمناقشه مواضيع انقطع الحديث حولها العام الماضى , اى قبل نشوء ازمة طرد المنظمات فى دارفور , كما أن الرجل قال بوضوح انه تلقى وعودا من الخرطوم , فماهى الوعود التى بذلتها حكومة الخرطوم , لتجعل شهية الرجل مفتوحه على الاخر بهذا الشكل مما جعله يلوح برفع أسم السودان من لائحة الدول الداعمه للارهاب , بجانب رفع العقوبات الاقتصاديه .
للاجابة على هذا السؤال , علينا ان نستحضر مصالح امريكا القديمة والجديده فى المنطقه, سنجد ان أمن اسرائيل ياتى على قمة هذه المصالح , ونجد ان الخرطوم أصبحت بعلمها أو بغير علمها , أحدى ممهددات الامن الاسرائيلي , والا لما تجشمت اسرائيل عناء ارسال اكثر من عشرة طائرات , فى اول عملية للطيران الاسرائيلى خارج محيطها الاقليمى , منذ قصفها للمفاعل النووى العراقى فى ثمانينات القرن الماضى , لتقصف ماقيل انه رتل من العربات المشحونة بالاسلحه شرق السودان قيل انها كانت فى طريقها الى غزة . وليس بعيدا عن هذا كله زيارة الرئيس البشير التى قام بها الى سوريا , بعد أن وضعت الحرب اوزارها فى غزة , بايام عديده وتصريحه المثير الذى وضع امكانيات السودان امام حركة حماس والمقاومة , ليزور بعدها مشعل الخرطوم ويستقبل استقبال الابطال فى الخرطوم , وفى اقل من شهر , وبعد تقدم اوكامبو بطلبه لتوقيف البشير , بيوم واحد فقط , احتشدت الخرطوم برجالات المقاومة المزعجين لامريكا , على راسهم الايرانى على لاريجانى وموسى ابو مرزوق من حماس .
وتعد الصومال هى احدى المناطق التى باتت مهددا رئيسا للولايات المتحده , امنيا باعتبارها صارت ملاذا للجماعات الارهابيه , واقتصاديا , فى ظل فوضى عمليات القرصنة التى تسير بمتوالية هندسيه يوما بعد يوم , وليس حادثة تحرير السفينة الامريكيه وقبطانها , التى شدت الشارع الامريكى , ببعيده , لكن ماهى الملفات الموجوده بحوزة حكومة الخرطوم , التى أسالت لعاب الولايات المتحده للدرجة التى جعلتها تلوح برفع اسم السودان من لائحة الدول الراعيه للارهاب , نجد أن السودان هو احد اللاعبين الاساسيين فى المشهد الصومالى وما تنصيب شيخ شريف احمد رئيسا على الصومال فى مؤتمر جيبوتى ببعيد , وبحسب الرواية التى رواها (عمار السجاد ) فى حوار منشور , اجرته معه صحيفة الراى العام جاء فى صفحة كاملة , وماادراك ماعمار السجاد –سودانى يقيم فى الصومال- ,: عندما احتدم التنافس فى مؤتمر جيبوتى , دعى القنصل السودانى فى جيبوتى المرشحين الى تناول وجبة الغذاء فى منزله , لينسحب الجميع بعدها مفسحين المجال لشيخ شريف احمد الذى كانت الخرطوم اولى محطاته الخارجيه , لكن الخرطوم لم تكتفى بشيخ شريف احمد , ولكنها اتت بشيخ ضاهر عويس احد الرافضين لتنصيب شيخ شريف الى الخرطوم , من ارتريا التى كانت تحتفظ به لسنوات فى اسمرا , ولكن تسير الركبان بان زيارة البشير لاسمرا , فتحت الطريق لرحيل شيخ عويس ذى العلاقة الوطيده بحركة الشباب المجاهد فى الصومال , التى تزعزع الامن فى الصومال وتحارب حكومة شيخ شريف .
ونتسال نحن بدورنا هل كانت هذه المواضيع حاضرة فى طاولة المتفاوضين من الجانب السودانى , والامريكى , أم أن الامر اقتصر على أحاديث مجامله بين الطرفين , هو ماستكشفه الايام القادمات بلا شك وهو ليس قولى ولكنه قول السيناتور كير عندما قال " هذه العملية قد تحددها الاجراءات التي سوف تتخذ خلال الاسابيع القادمة في السودان حيال عدد من القضايا بما يشمل من بين امور اخري الجهود الانسانية لمساعدة المتضرريين من النزاع في دارفور " .
وقعوا هنا لمناصرة إصلاح مشروع قانون الصحافة الجديد
(عدل بواسطة jini on 04-19-2009, 05:32 PM)
|
|
 
|
|
|
|
jini
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست