|
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)
|
هذه الخلفية النظرية البسيطة القصد منها شرح إمكانية تحول عوامل الضعف داخل الحركة الشعبية إلى عوامل قوة. فعند تطبيق هذه القاعدة(النفسية ـ الاجتماعية)، نرى أن هنا مبررات موضوعية، لإمكانية حدوث هذا السيناريو. فالخلفية الأيديولوجية موجودة، والمصالح أيضاً، والمحنة تتمثل في رحيل د. قرنق بكل رمزيته في العقل السياسي للحركة الشعبية وإنسان الجنوب. يفجر حدث موت قرنق داخل عقل قواعد وقيادة الحركة مشاعر مختلطة، منها الخوف المتولد لدى الكثير من المستفيدين من بقاء الحركة كجسم وتاريخ، والمرتبط بضياع كل تلك المكاسب جراء تفتت الحركة الشعبية. لذلك ستنبعث لديهم قوة إضافية تأتي كما الطفرة، ويحدث التفاف حول المبادئ التي رسمها الراحل، وسلسلة المكاسب ـ سياسية، اجتماعية، اقتصادية وغيرها ـ للحفاظ عليها. هذه الطاقة، ستلتفت انتباه قاعدة وقيادة الحركة إلى نقطة هامة، وهي الاتجاه نحو بناء المؤسسة حفاظاً على هذه المكاسب. وفي هذه الحالة ستمر الحركة بمرحلة ضعف حتمي، لكنها ستتجاوزه فيما بعد.
الوجهة السياسية للحركة خلال هذه المرحلة لن تكون بالوضوح الكافي، لأن من السمات الأساسية لمثل هذه الحالات من التحولات الداخلية في أي منظومة سياسية، أن الصراع سيكون محتدماً في الحفاظ على الحركة داخلياً وتماسكها أكثر من الانفعال بالقضايا على الساحة الخارجية. التيارات التي تميز مرحلة الصراعات التي من هذه الشاكلة، هي صراعات ما بين انتهازية تريد الحفاظ على جسد التنظيم من أجل مكاسبها، وتيارات تريد الحفاظ على حزمة قيم ومبادئ حاربت من أجلها. مظاهر الصراع داخل الحركة قد يتخذ أشكال ظاهرية مختلفة، لكنه يظل في نهاية التحليل صراع "مكاسب" ضد "مبادئ". قد يتجلى في شكل صراعات ما بين قوميين جنوبيين ووحدويين، أو شماليين بالحركة وجنوبيين، أو الحرس القديم والحرس الجديد، أو حركة إصلاح داعية لتجديد هيكل الحركة وأساليبها، أو من يريدون الحفاظ على نمط القيادة القديم، أو قد تكون كل هذه الأنماط متزامنة. لكن وفي كل الأحوال فإن المحصلة النهائية هي أن "الفاعلية السياسية" للحركة الشعبية ستقل بدرجة ملحوظة، وهو ما يمكن قياسه من خلال درجة إيجابية تفاعلها مع القضايا السياسية الحرجة المطروحة على الساحة(ملف السودان الجديد، الوحدة الوطنية، العلاقات مع التجمع الوطني، الشرق والغرب).
الافتراض الثالث: إذا كنا في التصورات السابقة اعتمدنا بالكامل على العوامل الداخلية للحركة(تيارات الصراع، اجندة التوجهات السياسية، حالات الضعف التنظيمي)، فهذه في جملتها، عوامل خاصة بالحركة الشعبية، وجزء من أزمتها كما ذكرنا، وتظل إحتمالات تجاوزها قائمة بصورة من الصور، أو الوصول إلى نقطة الانهيار الكامل. ففي الافتراض الثالث الذي نحاول التكهن به، تلعب العوامل الخارجية دوراً أساسياً في تشكيله. من هذه العوامل نشاط شريك الحركة الشعبية الأساسي في سلطة الانتقال(المؤتمر الوطني)، وبدرجة أكثر عمومية قوى السودان القديم. فهذه القوى همها الأساسي القضاء المبرم على الحركة الشعبية، وهذا يمثل سقفها الأعلى. وفي أدنى الاحتمالات قد تقبل باستيعاب الحركة الشعبية في منظومة الدولة التي رسمتها منذ الاستقلال(الدولة التي تهيمن هي على مفاصلها). وستستغل هذه القوى كافة إمكانيات الدولة التي بحوزتها وعلاقاتها في اضعاف الحركة الشعبية للحد الذي يجعل منها مؤسسة غير فاعلة في مواجهة الأجندة التي تدعو لها(دعوة التغيير والسودان الجديد). الأساليب المعروفة في هذه الحالة، هي الإغراق في الإشكاليات اليومية للجهاز البيروقراطي للدولة، شراء الذمم، ضرب تحالفات الحركة مع قوى التغيير. نجاح هذه الخطة يعني بقاء الحركة الشعبية كجسد سياسي فاقد الفاعلية، يدور في فلك الدولة القائمة. وبالتالي تكون عملية الاستيعاب قد تمت. الخيار المطروح أمام النظام الآن ليس هو ضرب الحركة الشعبية وتفتيتها وإنما استيعابها بالصورة التي تحدثنا عنها، والسبب الرئيسي، وهو أن النظام يحتاج للحركة الشعبية كشريك في تنفيذ اتفاقية السلام، ودرع يحميه من قرارات المجتمع الدولي. وبالتالي يجب أن يكون هذا الشريك موجوداً وعلى قيد الحياة، ولكن ليس فاعلاً حتى لا يهدد مصالحه الحيوية.
الافتراض الرابع: يوضح النقاش أعلاه أن رحيل قرنق شكّل ـ ضمن عوامل أخرى ـ غياب العدو الأول لبعض فصائل القوى التقليدية، وعلى الأخص المؤتمر الوطني. ومن بعد الحدث، بدأت عمليات إعادة ترتيب المواقف على امتداد الساحة الداخلية للسودان، وتفتحت مجالات لتشكيل لتحالفات جديدة. تأسيساً على هذا ومن منظور بعض القوى التقليدية مثل حزب الأمة، المؤتمر الشعبي، الحزب الاتحادي الديمقراطي، والحزب الشيوعي، أن الحائل الوحيد الذي يمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي في تحديد، توجه البلاد والتنافس على إدارتها، هو نظام المؤتمر الوطني الحاكم. ففي وجود قرنق تشكلت مواقف فرقت بين هذه القوى بدرجات متفاوتة، وكما هو معلوم، إدعى البعض "شراكه خفية" مع الحركة أو التحكم عن بعد بواسطة كوادر مغروسة (غواصات) توجه سياسات الحركة العامة. بينما أكتفي الشعبي بالاتفاق حول مذكرات تفاهم وبرامج مستقبيلة مشتركة، والكثير من النوايا الطيبة. أما حزب الأمة فإن الذات المتضخمة (Inflated Ego) لقائد الحزب عطلت أي تقارب بين التنظيمين.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:45 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:46 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:47 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:48 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:49 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:50 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:51 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:51 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:52 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:53 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-04-09, 05:54 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | shahto | 04-04-09, 08:08 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-05-09, 01:24 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | يحي ابن عوف | 04-05-09, 08:48 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-05-09, 09:44 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-05-09, 11:07 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-06-09, 02:18 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-06-09, 07:30 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-06-09, 07:49 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-08-09, 11:43 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-08-09, 11:51 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-10-09, 09:40 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-13-09, 12:20 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 04-23-09, 09:29 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 06-04-09, 06:00 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 06-28-09, 01:23 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 06-29-09, 10:50 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 06-30-09, 07:30 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | shahto | 06-30-09, 08:47 AM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | خليل عيسى خليل | 06-30-09, 12:38 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 06-30-09, 10:51 PM |
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم | Nazar Yousif | 07-01-09, 07:28 AM |
|
|
|