بورداب الرياض متعة اللقاء وجمال الإحتفاء بالأستاذة نادية عثمان مختار

Quote: أهنئك بل أشكرك أخي إسحاق ، فبحصافة الألمعي الفرد أشهدتنا ما فاتنا ، وحسناً فعلت إذ لم تدع ما فاتنا يفوتنا بالكلية. وكان لقاؤكم مفضٍ إلى غايات ومرامٍ بعيدة التصيد والتقدير، نظمها ذكاء اجتماعي يعبر عن دواخل مليئة بالحياة والألق والحبور.. ومن قُدِّر له أن يرى نخبة بورداب سودانيز أون لاين بالرياض لا يعجب من صنائعهم الفريدة وهي تلون الحياة بلون صافٍ يعبر عن الرضا وحسن الخلق وجميل العرفان ، وكأنّ العناية الإلهية قد أتت بهم لمهمة كسر الجمود، وبعث الحياة في وسط يخلو من الهناءة والسلوان تماماً، ولا يقدر على ذلك إلا من كان ذا خلق مطبوع على السماحة والنبل والبشاشة وحسن الاستقبال، بل من كان متخففاً عن الحظوظ والأغراض والأعراض، متناسٍ للجراح، سامٍ فوق عطن الواقع، مستلهماً من الحياة خلاصة ثمار الوفاء للآخرين وإنزالهم المكانة التي يستحقونها. نعم الوفاء، ونعم عطاء الأنفس الكبيرة وهي تحتفي بالإعلامية الموسومة بالإجادة والتمكن والرصانة، الأستاذة/ نادية عثمان ولكم تمنيت لو كنت من ضمن الحضور آنئذٍ. ولكم تمنيت لو كنت مستمعاً للأستاذة الإعلامية نادية وهي تحكي تجربتها في عالم الصحافة والإعلام، خاصة وأن الذي كان يحاورها أستاذ بارع مقتدر هو الأخ صديق الموج، الذي تعود على قيادة حوارات ممتعة جداً، يغذيها بذكاء مفطور وروح ماتع غلاب. وأذكر موقفاً يؤيد ما ذهبت إليه، وذلك لما كانت الرياض تحتفل بمهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية، بفندق القصر الأبيض، فقد أحست أستاذة مشاركة جاءت للمناسبة من مدينة الخرج أن حقها قد هضم بطريقة لم ترضها، وصاحب الموقف نوع من الجلبة على منصة الاحتفال وأمام أعين الجمهور، وما كان للحرج أن تتم السيطرة عليه لولا ذكاء الصديق ...، أكاد أجزم أن دقة التعبير في رصد الشوارد بعمق التفاعل الفوري والوصول بالمعاني وإلى غاياتها، تكاد تكون من نعم المولى الظاهرة والباطنة التي وهِبُها الأخ الصدِّيق ..، فتلك موهبة أو هبة أراها تتماهى في مخيلتي كلما تذكرت موقفاً بالغ الحرج، مثل ذاك الموقف، إلا أن صاحبنا خرج به وكلنا غير مصدق، أو كلما رأيت الرجل يجري لقاءً أو يقود عناناً، لكن العارفين ذكروا أن الحديث من وحي مستمعه. لذا، فالصديق وصحبه قد فطنوا وتنبهوا لأمر ذلك، فلا يجرون لقاء إلا وقد قدَّروا النتائج سلفاً. وحري بلقاء وحوار كهذا أن يكون ساحراً ومعبراً ومفضياً لمسارات ممتعة وشائقة داخل أروقة الإعلام وشجونه وشؤونه. وتمنيت لو كنت مستمعاً لابنة الدكتور الراحل محمد عبد الحي، وهي ترجعنا إلى منابع الشعور ومنابت الأمل ومتعة العودة إلى سنار. خبرني – من لا أشك في معرفته- أن الفقيد الراحل كان من أجل العارفين باللغة الإنجليزية بمختلف ضروبها ومجالاتها، وأنه لم يتعرف إلى الإنجليزية فحسب بل عرفها بذاته في مهده فشربها في حليب الرضاعة، وتزود منها كمن سقي لبن الجنة أو ندى العسل. ألا أن فقد الراحل ليعظم حيناً بعد حين وقد قامت بين الناس الحجب وتكسرت الآمال وجفت ينابيع الشعور، ولعل ابنة الفقيد الراحل ماضية إلى درب مستطاب لتواصل ما انقطع علنا غفلة أو جهلاً، أعينوها – إخوتي – فإنها ماضية إلى حيث تروم ، وإنها ستصل بلا شك، أو كما يخيل إليَ. وجمعني لقاء عرضي بالأخوين: أبو جهينة، وتمبس منذ عام أو عامين، ولا أحسبه إلا كلقاء مونيك ومحمد الواثق في دسكرة وبين حقول الرون : " تلقاك مونيك في أفيائها عرضاً غضّ الإيهاب وفم باغم نضر من صبح غرتها حيك الضياء لنا ........... فليرجع للقصيدة في أم درمان تُحتضر ) ، ولا أدرى لم أنشأت للقاءين صورة واحدة؟ كأن شيئاً ما سوف يتولد ؟ لا أدري. أما معتصم دفع الله فهو عمدتنا ومرآتنا ووجوهنا فيها كالغر الميامين... ما أعذبه من رجل، يعطى ولا يأخذ!! ولا أحسب أن من كان يقوم بمهمة الخروج من ربقة الرياض (مدينة الحديد والأسفلت والحجر، وكأن لندن السياب بضعة منها) إلى كونها مدينة الوفاء والاحتفاء والاحتفال، كان يقود مهمة يسيرة، ولكنهم الرجال أمثال بورداب الرياض ولا غرو. وقد حملوا الفكر الثقافي عقيدة وعملاً اجتماعيا يقود على دعائم راسخة ويؤسس إلى قيم إنسانية عظيمة. وكأني بهم في ورش عمل من طراز فريد. أزجي التحية لجمعكم الكريم مصحوبة بخالص الأمنيات للجميع بالتوفيق والمضي قدماً. وتحية خاصة للأستاذ إسحاق وهو لا يألو جهداً في إشراك الجميع وإطلاعهم على ما كان من لقاء عذب طروب سمح، ويتحفنا وصحبه بنسخة رائعة. فياليتني كنت ضمن الحضور. ولات من بعد الآن غياب. محمد حسن خضر الرياض 7 أبريل 2009م