الإنفاق على البحث العلمي في السودان، لا يتجاوز ال 0.03% من الدخل القومي!!!

Quote: ميزانيات ضعيفة ومعينات متهالكة: د. أسعد خالد محمد علي الباحث بمعهد أبحاث النباتات الطبية والعطرية والفائز بجائزة الأكاديمية الباكستانية للعلوم الطبية لأفضل بحث علمي في عام 2006م يري أن ميزانيات البحث العلمي في السودان ضعيفة جداً ويضيف قائلاً: مازالت الإمكانيات المادية لاتفي بحاجة البحث العلمي وهذا من واقع (معايشتي) لما توفّره واحدة من دول العالم الثالث وهي باكستان وأنا درست بها حيث أنها تنفق مايعادل 3% من الناتج المحلي علي البحث العلمي وتسعي الي أن يصل حجم الدعم الي 5% خلال الخمس سنوات القادمة ونري ما تحققه الآن من تطور في مجال العلوم والتكنولوجيا وبالمقارنة يصرف السودان علي البحث العلمي أقل من 0.02% حيث مازال البحث العلمي خارج إهتمام صُناع القرار في البعد وهو لن يبارح مكانه مالم يكن مستنداً بقرار وإرادة سياسية والاّ فهو مجرد مجهود فردي من باحث (يتسول) التمويل حيث أنه من الأولويات التي يصرف عليها في الدول المتقدمة وعلينا أن لا ننسي أن البحث العلمي أصبح استثماراً ناجحاً وكثيراً من الدول لم يزدهر اقتصادها بفضل مواردها الطبيعية فقط ومايحدث في الخليج مثلاً يسمي استهلاكاً إقتصادياً وليس نمواً فهو يعتمد علي البترول فقط ولا يتبع ذلك بحثاً علمياً فإذا ما نفذ هذا المورد إنهار الإقتصاد خلاف مايحدث في كوريا واليابان وماليزيا التي قام اقتصادها ونما ليس بفضل مواردها الطبيعية بل بفضل جهودها في مجال البحث العلمي ودولة مثل كندا تُعدُّ من أكبر الدول المصدّرة للحبوب علماً بأنها تزرع أربعة أشهر فقط في العام حيث يغطي الجليد كل أراضيها في باقي الشهور فاعتمدت علي البحث العلمي في مسألة زيادة انتاجية الفدان ونحن في السودان مازالت البحوث الزراعية متدهورة وانتاجية الفدان ضعيفة. جامعاتنا والبحث العلمي: ويري البروفيسور أسامة عوض الكريم أن سياسة التوسّع في التعليم العالي ليست كلها أخطاء ويقول الجامعات في السودان يمكن أن تتطور فقط علي الدولة أن تعينها للسير قدماً في مجال البحث العلمي وفتح آفاق التدريب والتأهيل ومن يبدع ويبتكر علي الدولة أن تحفّزه وتشجّعه ويعطي معينات لتطوير بحوثه حتي يصبح نتاجاً واقعاً وفي أمريكا هناك نظام يسمي (SPIR) وهو نظام يرعي أبحاث المشاريع الصغيرة حيث يقوم الباحث بتقديم أفكاره البحثية وتقوم الحكومة علي الفور بدعمه بشيك بمبلغ 400ألف دولاراً ويبدأون في رعاية المشروع حتي يري النور ويستفاد منه وأنا أوافق الرأي القائل أن مالدينا من موارد طبيعية من نحاس أو بترول وخلافه مهم جداً ولكن لن يكون الحل في اعتمادنا عليه داخل الأرض لا بد من وجود بحث علمي يخرج هذه الكنوز وقناعتي أن العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي هو الحل الأفضل لنمو الإقتصاد حتي وإن لم نكن نملك موارداً طبيعية ويأتي ذلك بدعم الجامعات وطلابها وتوفير المعينات البحثية. فقر علمي: د. مبارك الصديق الأمين مدير إدارة بحوث الصناعات الكيميائية بمركز البحوث والإستشارات الصناعية يعلّق علي فقر البيئة الجامعية في المجالات البحثية ويقول أن كثير من جامعاتنا التي أُنشأت حديثاً تفتقر الي الموارد والمعينات الضرورية اللازمة لإجراء البحوث العلمية والكادر البحثي الموجود يحتاج الي الكثير من التدريب والتأهيل والتمويل والقرار الأخير الذي اتخذته الدولة بتخصيص نسبة من الدخل القومي لصالح البحث العلمي قرار صائب وكنا ننتظره من زمن طويل ونأمل أن ينفذ هذا القرار كما نأمل أن تُدعم هذه الجامعات حتي يصبح الخريج في مستوي يمكّنه من الإلتحاق بمراكز البحوث والإنخراط فيها دون عناء وتوفير المعينات الحديثة له حيث أنها مفقودة تماماً في مؤسسات التعليم العالي ويأتي الطالب إلينا في المراكز البحثية وخاصة من هم علي أعتاب التخرج دون أن تكون لديهم معرفة حتي بشكل الأجهزة وكيفية استخدامها لأنهم لم يروها أصلاً في جامعاتهم لذا يكون الإعتماد علينا كثيراً لإجراء البحث وتطبيقه ونحن نحتاج الي علاقات مع مؤسسات بحثية داخل وخارج السودان ومزيد من التلاقح معها لنقل التجارب والوقوف علي آخر ماتوصل اليه البحث العلمي.

(عدل بواسطة AnwarKing on 04-03-2009, 05:58 PM)
(عدل بواسطة AnwarKing on 04-03-2009, 06:02 PM)