|
نســــاء أكثر جمالاً ورجــال ......
|
ظاهرة غريبة لفتت أنظار العلماء ، قد تسعد النساء ، ولكنها لا تسعد الرجال قطعاً هي: أن النساء أصبحن أكثر جمالاً ، والرجال أصبحوا أكثر قبحاً وتشوهاً. ولا يعرف العلماء هل تعود هذه الظاهرة لأسباب نفسية ، باعتبار ان المرأة تجد ألف من يقول لها "أنت جميلة" في اليوم ،، مما يعزز ثقتها بنفسها ، بينما يندر أن يجد الرجل من يقول له كلمة من هذا النوع ، وإذا قيلت له فإنه يعتبرها استخفافاً به.
وفي الماضي كان علماء الجمال يقولون ان جسم الرجل هو النموذج الحقيقي للجمال ، باعتباره أكثر تناسقاً وانسياباً من جسم المرأة الحافل بالتكورات والأورام ، وكان الرجال في العصور القديمة ، من الفراعنة إلى الرومان والإغريق بما في ذلك فرسان العصور الوسطى ، يرتدون ملابس ضيقة تكشف تناسق أجسامهم على عكس المرأة التي كانت ترتدي جلباباً فضفاضاً يبدو أن الهدف منه هو إخفاء عيوب الجسم ، واللوحات الفنية التي تركها لها فنانو عصر النهضة تصور نساء بأجسام ترهقها الشحوم هي قطعاً ليست الصورة المثالية للجمال الأنثوي الذي تجسده منذ أقدم العصور ، فينوس وأفروديت ، والاثنتان بجسم نحيل متناسق خالٍ من الأورام.
ويقول البروفيسور هنري كوبر أستاذ علم الوراثة الأمريكي المعروف إن أجزاء كثيرة من جسم الرجل تعرضت للتشوه خلال القرون القليلة الماضية ، وأجزاء كثيرة من جسم المرأة أصبحت أكثر جمالاً ، فجسم الأنثى بات يميل إلى التناسق والرشاقة ، بينما أجسام بعض الرجال أصبحت كالبالون ، منفوخة من كل اتجاه ، أو كالأجاصة ، رفيعة عند الرأس وعريضة عند الورك ، والتناسق غائب كلياً في ذلك كله. . دعك عن التشوهات في الملامح أو التفاصيل الصغيرة ، مثل شكل اليد والأصابع والأقدام ، ولا يملك العلماء تفسير لهذه الطاهرة ، ويقولون "ربما كانت ظاهرة طبيعية من ظواهر تطور الأجسام الرجالية والأنثوية ، ولو رجعنا الى الصور التي خلفها فنانو عصر النهضة وما تلاه من عصور لوجدنا أن جسم المرأة كان يتطور باستمرار نحو الأفضل ، ويصبح أكثر أناقة وانسجاما ، بينما جسم الرجل حافظ طوال ما يزيد على 100 ألف سنة على نمط الانسان النيندرثالي ، ثم بدأ ينحدر خلال القرون الثلاثة الماضية". ويقول العلماء أن المرأة لأسباب لا تزال غير معروفة ، أصبحت أكثر لياقة وذكاء من الرجل ، وتقاطيعها أكثر حدة ، كما أنها تعيش أطول ، ومتاعبها الصحية أخف بكثير ، ولذلك فإنها أكثر كفاءة من الرجل من الناحبتين الجسمانية والعقلية ، لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بما في ذلك التوترات والضغوط وارتياد الفضاء السحيــق واستعمار الفضاء وقيادة الحروب الحديثة.
ويقول البروفيسور هنري كوبر ان هذه الظاهرة لا تقتصر على مجتمع معين أو دوله معينة وإنما تشمل كل المجتمعات دون استثناء من الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى والجنوبية الى أوروبا وأفريقيا والشرق الأقصى وأسيا ، وقبل مدة أرسلت الحكومة البريطانية تعميماً على الجامعات ومراكز الأبحاث ذكرت فيه أن المرأة متفوقة بما يزيد على 11 مليون سنة على سلم التطور عن الرجل ، وحثت العلماء على محاولة اكتشاف السبب. ويبدو القلق واضحاً في لهجة التعميم ، فقد جاء فيه "في الوقت الذي أصبح جسم الأنثى أكثر قوة وأكثر جمالاً لم ينعكس ذلك على جسم الرجل ، وحكومة صاحبة الجلالة تشعر بالقلق لأنه في الوقت الذي يستمر فيه جسم الأنثى في التقدم على سلم التطور ، يبدو أن جسم الرجل لا يتقدم بسرعة مماثلة ، هذا إذا لم يقل انه يتراجع ، وإذا استمرت هذه الظاهرة ، فإن النتائج التي ستجرها على امتنا ستكون رهيبة بالفعل ، إذ ان المزيد من النساء سيتولى زمام الأمور في كل مجال ، ويتراجع الرجال ويصبح دورهم ثانوياً".
ويميل العلماء في الولايات المتحدة الى الاعتقاد أن المرأة كانت دائماً أقوى من الرجل من الناحيتين الجسدية والعقلية ، ولكن الرجل كان طوال العصور الماضية يمارس نوعاً من الاستلاب عليها ، ولم يسمح لها بالمشاركة بدور رئيسي في الحكومة والسياسة والصناعة إلا في الآونة الأخيرة.
*جريدة الخليج العربي – فنجان قهوة (أبو خلدون) 21/1/2003
|
|
|
|
|
|
|
|
|