رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد: فمنذ أمد ليس بالقريب وبعض الصحف المحلية والإذاعات المشبوهة تطالعنا وتسمعنا كتابات ولقاءات للمدعو/ حسن بن فرحان المالكي ، والرجل - أعاذنا الله من شره - قد ارتقى مرتقاً صعباً، حين كان ينفث سمومه وأحقاده وضغائنه مبتدئاً بعلماء هذا البلد الأمين وعلى مناهج التوحيد فيه، مثنياً بعلماء السلف الأوائل وكتبهم – بل حتى الصحابة لم يسلموا منه – إما تصريحاً أو تلميحاً، وثالثة الأثافي ثناؤه على أهل البدع والضلالات، كل ذلك تحت ستار الموضوعية والنقد العلمي، والمنهجية المزعومة. والرجل أحقر من أن ينفرد بقول أو بدعة ، وإنما غاية ما عنده السطو على بدع من سبقه، ومن ثم يسوقها مساقاً واحداً على اختلافها واختلاف الفرق التي عُرفت بها إمعاناً منه في التشكيك والجدل والمراء، وهذا يؤكد أن الدافع له – والعلم عند الله – الحقد على أهل هذا البلد والدعوة السلفية المباركة التي ينتسب لها علماؤه وحكومته وسائر شعبه. فكلامه على الصحابة وما شجر بينهم أصله مأخوذ من كتب الروافض والزيدية، وكلامه في الأسماء والصفات مأخوذ من كتب الأشاعره والمعتزلة – على ما بين الفرقتين من الاختلاف – وكلامه في أئمة السلف وقدحه فيهم مأخوذ من كتب الكوثري وأضرابه وكلامه في أئمة الدعوة النجدية وكتبهم والأوصاف القبيحة التي قالها فيهم أخذها من كتب علماء القبورية كابن جرجبيس وغيره ، وكلامه في أحاديث الصحيحين وتشكيكه فيها مأخوذ من كتب المستشرقين. هذا على سبيل الاجمال، وبشيء من التفصيل عن سمات مقالاته نقول : أولاً / المتأمل لطروحاته وقوتها وشمولها لمحاور عديدة يداخله شعور قوي بوجود صلة بينه وبين جهات خارج المملكة ويؤكد ذلك قوله في مذكرته (قراءة نقدية لمقررات التوحيد) : " أنني أرى أن من المناسب أن يتم تكليف جهة ( إسلامية ) خارجية لتأليف ( مقررات التوحيد ) لعدم قدرة المجتمع المحلي على وضع المقرر المناسب طيلة هذه السنوات - لأسباب سنذكرها - وأن يتم ذلك التكليف من جهات عليا ( بقرار سياسي من أعلى سلطة في البلاد )، لأن الوزارة والقائمون على المناهج من الواضح أنه لا اختيار لهم في مادة هذا المقرر ولا صياغته ولا تحقيقه لمطالب الطالب فكيف يمتلكون صلاحية مثل هذا القرار؟!.". ثانياً / الطعن في الصحابة ، وحصره الصحبة في المهاجرين والأنصار فقط وأنهم الذين هاجروا قبل الحديبية وبيعة الرضوان ، وقوله بعدم عدالتهم بالجمله وزعمه أن ما قرره – مما نقل آنفاً – هو قول جمهرة من المحدثين وأكثر الصحابة فـقال في تعريف الصحبة الشرعية: " أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – الصحبة الشرعية ليسوا إلا المهاجرين والأنصار وقد يدخل فيهم من كان في حكمهم ممن أسلم وهاجر إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وعاد إلى بلده قبل فتح الحديبية " ، وقال : " قد يقول قائل : كيف تناقش مسألة عدالة الصحابة وهي مسألة إجماع ؟! ثم من نحن حتى نعرف هل الصحابة عدول أم لا ؟! ثم ماذا تفعل بتعديل الله لهم في كتابه؟! هل لك اعتراض على ذلك ؟! أقول – والقول موصول لهذا المبتور - : أولاً : هذه مسألة مكابرة وليست أسئلة باحث عن الحقيقة وللأسف فإن هذا النمط من الأسئلة منتشرة اليوم وهي ممقوته عند العقلاء ... فيقال كيف تخصون الصحابة بالعدالة مع أن هذا التخصيص لم يرد عليه دليل لا من كتاب ولا سنة ..." ص61 من رسالة العقائد . ثالثاً / تشكيكه في بيعة الصديق – رضي الله عنه – وإشارته أن علياً أولى بالخلافة، يقول في ذلك : " بل تبين أن معظم الأنصار كانوا يميلون مع علي أكثر من ميلهم مع أبي بكر ..." رسالة العقائد ص31. ويقول أيضاً في معرض الحديث عن بيعة الصديق: " إنهم نظروا – يعني المهاجرين والأنصار – للمسألة من جهة أخرى ، فقد رأوا أن بيعة أبي بكر أصبحت خياراً لا مندوحة عنه " رسالة العقائد ص33. رابعاً / مخالفته لأهل السنة والجماعة في عدم إمساكه عما شجر بين الصحابة - رضوان الله عليهم - وذهب إلى أنه لا يجوز أن يطالب الناس بالإمساك عما شجر بين الصحابة قال: " والأمر الذي لم يمسك عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يجوز أن نطالب الناس بالإمساك عنه " نحو إنقاذ التاريخ ص276. خامساً / قدحه في كتب العقيدة عند أهل السنة، وقوله إن فيها من الحق قليلاً، وهي كتب الفساد والإفساد، وما هُزم المسلمون إلا بأثر كتب العقائد ، لأن فيها تكفيراً للمسلمين ، وغلواً في المشايخ ، وفيها كذب وقسوة وشتم وظلم ، وفيها تجسيم وتشبيه صريح ، والتأويل الباطل للنصوص ، وإرهاب المتسائلين وتفضيل الكفار على المسلمين ، وتفضيل الظلمة والفسقة على الصالحين ، والانتصار والمغالطة بالأساطير والأحلام ، وتجويز قتل الخصوم ، وروايات للإسرائيليات والتناقض والكذب على الخصوم ، وزرع الكراهية الشديدة مع عدم معرفة حق المسلم واستشارة العوام والغوغاء ، والتزهيد من العودة إلى القرآن الكريم مع المبالغة في نشر أقوال العلماء الشاذة والتركيز على الجزئيات وترك الأصول ، وإطلاق دعاوى الإجماع ودعاوى الاتفاق كذباً وزوراً ، وأنها كتب متناقضة ( راجع فيما سبق وزيادة قراءة في كتب العقائد ص11-24،ص21،17، 144، 143، 71. 1- وفي مذكرته ( قراءة نقدية لمقررات التوحيد ) يقول : " كل مقرر التوحيد للصف الثاني الثانوي لا علاقة له بالتوحيد إلا في 13صفحة من أصل 126صفحة " قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص14. 2- ويقول أيضاً : " الجذر الثاني الذي كان له أثره السلبي على التعليم عندنا وعلى المقررات التوحيدية بشكل خاص، هي كتب وفتاوى الشيخ محمد بن عبدلوهاب - رحمه الله - الذي وقع – مع أثره العظيم - في بعض الأخطاء التي تكررت في المقررات واتخذها الغلاة في تثبيت الغلو في المقررات " قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص44. 3- ويقول : " فالقاعدة ( الصحابه كلهم عدول ) مع عدم التفريق بين السابقين و الأعراب وبين المهاجرين والطلقاء وبين من حسنة سيرته ومن ساءت سيرته، خلل كبير في المنهج العلمي ، ولم تختص الدعوة السلفية ولا المقرر بهذا (الغلو في الصحابة) فقط وإنما تبعت غلاة الحنابلة الذين كان لهم الغلو نفسه" قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص26. 4- والخلاصة التي توصل إليها بعد استعراض سريع لمقررات التوحيد هي : " أن نحو نصف مقرر التوحيد في مراحل التعليم العام لا علاقة له بالتوحيد!! والغريب أن هذا استمر عبر هذه السنوات ( نحو خمسين عاماً )!! وهذا دليل على فقر ( الثقافة المحلية ) على اكتشاف مثل هذه الأمور الواضحة " قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص16. سادساً / تعرضه لأئمة السلف وأهل السنة والجماعة، وذلك عن طريق طعنه في المذهب الحنبلي وأعلامه، لأن ذلك في نظره بوابة أكثر أمناً من الطعن مباشرة في السلف ، يقول: "إن الكتب التي مزقت المسلمين وعوّل عليها الحنابلة سواء من تأليفهم أو تأليف غيرهم هي : السنة لعبدالله ابن الإمام أحمد ، النقض للإمام الدارمي ، التوحيد لابن خزيمة، شرح السنة للبربهاري ، الإيمان والتوحيد لابن مندة، الشريعة للآجري ، السنة للخلال ، الإبانة لابن بطة، شرح أصول الاعتقاد للالكائي ... ثم انتهى إلى كتب ابن تيمية وابن القيم ص80-81. وقال بعد أن ذكر المؤلفات مرة أخرى: "وقد انتشر تقليد هؤلاء بين علماء الدعوة السلفية سواء عندنا في المملكة أو في الهند أو في جماعة أنصار السنة في مصر" هامش ص82. ومما يبين دخيلته الفاسدة على علماء هذا البلاد المباركة قوله: "فالحنابلة في الجملة أصحاب طاعة لولاة الأمر لكنها غالباً ما تتداخل مع ما فيه مصلحة خاصة لهم سواء كانت هذه المصلحة دينية مذهبية أو مادية أو وجاهة للعلو في الأرض وفي أحسن الأحوال فهي طاعة دون فاعلية أو ايجابية، فإن السلطات إن احتاجتهم في حوار مع الآخرين أو بحوث تنفع الأمة أو مناظرة علمية مع مخالفين لا تجد منهم من يصلح منهم لهذا الأمر أو ذاك، هذا في الجملة لأنهم يخشون من الحوار والمناظرات. ويقول أيضاً: "والشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء الدعوة لايقصدون بالشرك والمشركين في جميع كتبهم ومؤلفاتهم إلاّ المخالفين لهم من المسلمين" قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص17. ويقول: "وعلماؤنا في المملكة هم جزء من المجتمع وهم عائق كبير من عوائق تطوير المناهج، والغريب أننا ننسى أن لهم مواقف سلبية من التعليم بشكل عام فلماذا تم تجاوزها ولم يتم تجاوز تحفظاتهم في مسألة تطوير المناهج" قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص41. ويقول في مذكرته (قراءة نقدية لمقررات التوحيد)، في موضوع الشفاعة: وأنها إنما تكون لمن رضي الله عنه من أهل توحيده وأنها تنتفي عن أهل الشرك: "وعلى هذا لن يدخل الجنة إلاّ غلاة السلفية فهم يتهمون بقية المسلمين بالشرك ويدّعون حرمانهم من الشفاعة" قراءة نقدية لمقررات التوحيد ص35. سابعاً/ دفاعه عن أهل البدع والضلال كالرافضة والقرامطة والمعتزلة والجهمية والمتفلسفة وعدهم من جمهور المسلمين ، بل ويدافع عن أئمة الضلال – المعروفين بتعديهم على الصحابة - كعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وابن المطهر والجهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان الدمشقي وغيرهم ممن يسميهم العلماء في زعمه كقوله أن قتل الجعد كان سياسياً وأن السبب الحقيقي لقتله قوله بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رسالة العقائد ص69-70. وقد تأسف على سنوات أضاعها في بغض ولعن الجهمية والقدرية ولم ينبه إلى براءتها.رسالة العقائد ص71 ،88، 93. ويقول: "فكل مسلم أرجوا لي وله الجنة وأخشى عليه وعلى نفسي من النار، سواء كان هذا المسلم سنياً أو غير سني فالمقاييس عندي ليست في مضائق الاعتقادات. رسالة العقائد ص145. وأخيراً ما نقل في هذه الوريقات قليل من كثير ولكن يكفي لبيان انحراف منهجه بما ذكر وليس المقام مقام نصح له فإنه قد خوطب ونصح مراراً، ودَعَى إلى المناظرة ولم يبرز لها ولا يخفى أن كتاباته لا تزيد العارفين إلاّ معرفة بسوئه وفساد طويته، وهزاله العلمي وبناءاً على ذلك فإنه لابد من الأخذ على يديه وكسر قلمه دفعاً لصائلته عن المسلمين حتى لا يغتر عوام المسلمين به، خاصة وأنه يتستر بالموضوعية والنقد العلمي، وأنه يدين بما يدين به أهل هذه البلاد زوراً وبهتانا. وعلى من ولاّه الله أمر العباد والبلاد أن يمنعه من الكتابة بجميع أشكالها ويصادر ما كتب، ويُبعد عن التعليم، وأن يحاكم أمام القضاء، حتى يرتدع شره ويخنس غيره من كتّاب السوء .. والله الهادي إلى سواء السبيل.