وللحديث بقية
ثم نجد أنهم يحملون الأحاديث والآيات مالا تحتمل، بمعنى أنهم إذا وجدو آية تمنع لعب القمار، فإنهم تلقائياً يمنعون لعب الورق، يعني بمعنى آخر، أنهم يحاولون الاحتياط بصورة تجعل (الحيشان أكبر من البيوت)، وإذا وجدو آية أو دليل يمنع أي شيء فإنهم يضمون إليه (كوتة) من الأشياء الأخرى على سبيل الاحتياط، وكأنهم بذلك يظنون أن الله كان غافلاً عنها - تعالى الله - وأنهم بذلك يفعلون الصواب.
فمثلاً هناك حديث ينهى عن تسمية شخص بملك الملوك، واجتهد سفيان الثوري رحمه الله وقال أن كلمة (شاهين شاه) ينطبق عليها نفس الوصف، والسبب بسيط أن شاهين شاه تعني ملك الملوك باللغة الفارسية، وبالتالي كان اجتهاد سفيان في نفس مدار الحديث، فجاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحرم تسمية قاضي القضاة، باعتبار أن قاضي القضاة هو الله، رغم ان هذه التسمية كانت شائعة وأن عدداً من التابعين سمي (قاضي القضاة) وأن هذه التسمية كانت تسمية شائعة جداً في القرون الثلاثة الولى من الإسلام، والتي كثيراً ما يستشهدون بها للتدليل على صحة الشيء من عدمه، بناء على حدوثه في تلك القرون أو لا.
يقول محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد
Quote: باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله ) ، قال سفيان: مثل ( شاهان شاه ) ، وفي رواية : ( أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه) ، قوله ( أخنع ) يعني أوضع.
فيه مسائل :
الأولى : النهي عن التسمي بملك الأملاك. الثانية : أن ما في معناه مثله، كما قال سفيان. الثالثة : التفطن للتغليظ في هذا ونحوه، مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه. الرابعة : التفطن أن هذا لإجلال الله سبحانه. |
وفي هذا استدلال واضح بما هو ليس في محله، فالتحريم للفظة معينة، فيما يسوقون هم التحريم على كل ما شابه هذه اللفظة، بمعنى أن أي لفظ يأتي من (فاعل الفعلاء) هو محرم أيضاً، وهذا تنطع نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، حينما قال (هلك المتنطعون) والمتنطعون معنها : المتشددون في الدين.
.