عزيزي جمال ..
نعم الثوابت .. مثل أن يكون هناك وطن اسمه السودان .. هذا ثابت، وأن يكون فيه نيل .. هذا ثابت، رغم أنه ثبات نسبي، بمعنى أنه هو أيضاً قابل للزوال.
ولكن أن نفترض أن د. جون قرنق هو عميل .. فهذا يا جمال غير ثابت، هذا نسبي، لا يمكنك ان ترتكز عليه كثابت وتقول أن ما عداه هو النسبي، وابسط مثال لذلك، حينما تحدث الرئيس السوداني عمر البشير عن جون قرنق وقال أنه شخص وحدوي، فبالله أين الثبات هنا ؟
حينما تتحدث عن د. منصور خالد، ونقول أنه عميل، هكذا !! ونعتبر هذا هو الثابت الذي يجب أن يتفق عليه جميع الناس، فهذا أيضاً خطأ، لأن هذه الفكرة نسبية، فمن تراه انت عميلاً، حتماً سيراه غيرك وطنياً مخلصاً، لأن فكرتك عن ما هية العمالة هي فكرة تخصك، وليست شيئاً من ثوابت الكون.
حين تتحدث عن الانقاذ وتقول أنها هي الأفضل من غيرها، فهذا نسبي أيضاً فهناك الكثير من الناس لا يتفقون معك حول هذا الموضوع، هناك من يراها أسوأ حكومة مرت على تاريخ السودان القديم منه والمعاصر.
لذا يا صديقي جمال، ليست الثوابت هي ما نتمنى، بل هي ما يجمع الناس عليه، وليست هي ما تحبه أنت بل هي ما يحبه كل الناس. إذا وصل شيءٌ ما إلى مرحلة إجماع الناس عليه، حينها سيصير ثابتاً، أما إن كان هناك خلاف حوله، ولو بين شخصين، فهو سينتقل تلقائياً من خانة الثابت إلى خانة النسبي.
ولك جميل المحبة.
علاء
.
.
(عدل بواسطة ود شاموق on 08-19-2003, 00:29 AM)