فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 11:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-31-2003, 10:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الصفحة الرئيسية
    Popular Congress






    بسم الله الرحمن الرحيم

    الشمولية والتمحور القضيبي نـحو الذات

    بقلم : محمد أحمد عثمان

    اصدر المفكر والشاعر والأديب المكسيكي( أوكتافيو باث) الحائز علي جائزة نوبل للآداب كتابه (القرد النَّحوَي) عقب زيارته لمعبد إحدي القري الهندية العامرة بالقرود. ويعد هذا الكتاب مزيجاً من السرد الروائي والتأمل الفلسفي. وفيه يقول مؤلفه أن أحد أعمق الانطباعات التي بقيت عالقة في ذهنه تلك المسيرة التي جاب بها أنحاء عاصمة الهند (نيودلهي) سيراً علي الأقدام (لقد ظللت أمشي لمسافات طويلة علي أقدامي حتى بلغت مسجداً عتيقاً مهجورا. دخلته وبقيت هناك وحيداً أتأمل لساعات كل منافذ المسجد المفتوحة والسماء الواسعة من حوله .فأدركت آنئذٍ أن الإسلام عَالَم يقوم علي تأمل المطلق وسط بحارٍ من الضوء). ولكن الشمولية القابضة المطلقة في هذا البلد المنكوب لا تملك القدرة علي التأمل الإ وسط لُجِّية الكم الهائل من البحار الظلامية المسكونة التي يغشاها موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه ركام من السحب الكثيفة المرتطمة والظُلمات المكتظَّة. والذي يمر في زماننا هذا بالمساجد الكليمة ذات النظرة المحزونة في زمان القهر الجارف ويدلف إلي ساحاتها ربما تجتاحه مأساة (المنبر) ويغمره ثُكل (المحراب). وربما اقتحمته علي وجهٍ آخر الحالة الماسة لترديد مشاعر وأنفعالات الشاعر الحلبي ( تَنكَّرَ المسجدُ المحزونُ/ واختلفت علي المنابِرِ أحرارٌ وعُبدانُ) (فلا الأذانُ أذانٌ في منارته/ إذا تعالي ولا الآذانُ آذانُ). وهكذا وعند( أوكتافيو باث) يقوم الإسلام (علي تأمل المطلق وسط بحارٍ من الضوء) الساطع. والحرية الحمراء اكثر الأضواء إشعاعاً في وجدان البشر وكما يقول أبو القاسم الشابي (وللحريةِ الحمراءُ بابٌ بكلِ يدٍ مضَّرجةٍ يُدَّقُ). ولهذا (ُتؤخذ) الحرية كاملةً غير منقوصة عنوةً واقتداراً لا مِنَّةً وتكرُما وأبتسارا .ومن هنا بدأ الصراع والسجال بين الشمولية المسيطرة والمنغلقة و(المنتفخة) والقوي الليبرالية الحرة المتفتحة و(المنفتحة) . الأولي تريد المصادرة والاستعباد والأخرى تريد الحرية والإنعتاق. الأخرى تريد التأمل (المطلق) وسط بحارٍ من الضوء الساطع والأولى تريد التأمل (المطبق) وسط رمال ممتدة من الظلامية الدامسة وكما يقول (أوكتافيو باث)من هنا يكمن عقم السجال حول النجاعة الشمولية للإرهاب السياسي المعاصر).
    وفي ذات السجال وكما تمتص البيروقراطية المهنية المُستعبِدة الحياة السياسية والثقافية تحاول الشمولية من جهة مصادرة الحالة السياسية وتدجين الحالة الثقافية للمجتمع وإعادة تشكيل وصياغة المثقفين كما تحاول من الجهة الأخرى تقمُص شخوص السياسيين (الفالصو) والمفكرين (المزيفين) .ولأن مساحة (التنافس العقلي) في ساحات الحرية ضرورة مُلِّحة لتعزيز خطوط الإحاطة والنظر تعمد القوي الشمولية الظلامية الانعزالية إلي خنقها وتجريدها من (قواها العقلية) عبر آلية سياسة (العصا) و(الجزره) وفقه (الترغيب)و(الترهيب) وأساليب القمع (وفن ترقيص القمل) كما يصفها الروائي المكسيكي(أوكتافيو باث). ولا يقع في هذا (الفخ الشمولي) سوي (حثالة المثقفين). وفي هذا المساق نحو الحرية يقول الحق عز وجل لمن (قالوا كنا مستضعفين في الأرض) ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها. ولهذا هاجر (الميرغني) و(الصادق المهدي) و(علي الحاج محمد) وآثر (نقد) البقاء تحت الأرض لأن باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها وفي ذات السياق يقول أبن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين للشموليين والطغاة (متي أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتُهم أحراراً ؟!). وفي كتابه ذائع الصيت (خيانة المثقفين) يقول جوليان بندا (علي المثقف برسالته الروحية الخالدة أن يوالي الحقَ والعدلَ والحرية حتى الموت). ورغم أن الغطاء الخارجي للسلطة القمعية الشمولية المطلقة في بلادنا يخفي وراءه التجاوز العنيف والفظ في ممارسة السلطة عندما يضحي الإنسان الآدمي رقماً إحصائياً تمثل وبالمقابل دولة القانون بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والثقافية في العالم الغربي الحديث إحدي أهم مكتسبات الإنسان الغربي في الحرية والأمن القضائي ومجريات العدالة. ولتأكيد النظرة المسئولة للمثقف الغربي تجاه قضايا الحرية كحقوق مكتسبة وقيم ذات محتوي مصيري لا منحة رئاسية وصدقة مقدمة من الفتات الساقط من مائدة الجهالة الشمولية يقول الأديب الأمريكي (بول دي مان) في كتابه (القراءات البلاغية): (لا شئ يقهر مقاومة الحرية ما دامت الحرية نفسها هي المقاومة).ولإن كانت هنالك ظاهرتان أساسيتان في تاريخ النهضة الأوروبية تمثلتا في لحظة (مارتن لوثر) والإصلاح الديني عام 1517م ولحظة التنوير (لجان جاك روسو)و(أمانويل كانط) في الفترة 1760-1781م عندما تحررت اروبا من عقالها وأغلالها وإكليروسها وخرجت بكلياتها من (القصور العقلي) إلي (سن النضج) فهنالك لحظتان أساسيتان في تاريخ النهضة الإسلامية سبقتا النهضة الأوربية بأكثر من سبعة قرون لحظة ( الهجرة) نحو الحرية والخروج لله ورسوله من ربقة القهر والظلم وحب المال والولد وقبلية وجهوية موقف القرية والعشيرة ولحظة (كمال الدين) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) كمال الدين بكلياته ومقاصده لا بشكلياته و(وبعضياته) وجزئياته ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) ولهذا أضحت قضية الحرية وفق نمطية النسق الإسلامي منذ الهجرة من مكة إلي المدينة ومنذ لحظات (النضوج العقلي) الإسلامي بكمال الدين حالة ذهنية متفتقة لمجابهة إشكالية التمحور القضيبي نحو الذات Phallogocentrism ولمواجهة إشكالية أنظمة الطاغوت الشمولية الحاكمة كحالة إفراط وأختزال.
    ويُعَّرِف المحلل السياسي(داريو روبيو) في كتابه (فوضي اللغة في أمريكا اللاتينية) الأنظمة الشمولية الاستبدادية الطاغية (بالأنظمة الصامتة الباطنية المراوغة التي تحيك في السر ووراء الكواليس المخططات الظلامية الدامسة ) . ولمناقشة تعريف (الظاهرة الشمولية) المتنامية في الأوساط (الباطنية) لنظام الإنقاذ وفي حواره مع جريدة (الأنباء) الحكومية في 31/يوليو المنصرم وصف الدكتور نافع علي نافع نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني ووزير ديوان الحكم الاتحادي(إعلان القاهرة) بأنه (نقض للميثاق مع الله سبحانه وتعالي ورفض لتطبيق الشريعة الإسلامية) وفي تأويله لمفردات (قومية العاصمة) لجأ الدكتور نافع إلي التفسير الباطني والتعقيد المتعمد لقوي الدلالات المتجانسة داخل نصوص إعلان القاهرة. وتعد ظاهرة تفكيك النص وتحويره عن مساره ومقاصده من القومية إلي العلمانية ونقض الميثاق ورفض الشريعة والخروج عن الملة أحد أنماط وأدوات الشمولية (العوراء) ( صاحبة العين الواحدة) والتي تشبه عين المسيح الدجال. كما يقول كوهين في كتابه (بنتهام في فلسفة جون إستيوارت ميل) : (إن أصحاب العين الواحدة لا يقدمون في أفضل الأحوال سوي الكسور العشرية من الحقيقة).
    وفي الوقت الذي تسعي فيه القوي السياسية وبعض العناصر الوطنية الحادبة علي مصالح البلاد والعباد لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لتحقيق الحد الأدنى من الإجماع والوفاق الوطني بهدف إجراء حوار مفتوح بشفافية لمصالحة الوعي بالواقع السياسي والاجتماعي تعبيراً عن الحالة الماسة للقفز فوق جدار الشمولية بغية إيجاد (هوية نظرية) للإعتراف بالآخر وليس مصادرته. ورغم تحفظاتنا علي البعض ممن تبدوا علي سيماهم شخوص (الخصم والحكم) ولكن هاجس الشمولية القابضة ووسواس معادلة البقاء الصعبة في ظل الظروف الراهنة والتي تشكل أبعادها من جهة السيوف المشرعة لمشروع سلام السودان وسط تهديدات (جون برندر قاست) مستشار مجموعة السلام الدولية (بأنه إذا كانت الحكومة هي السبب في عرقلة السلام فان أمريكا ستحرك الإجراءات المنصوص عليها في قانون سلام السودان) كما جاء بجريدة الصحافة بتاريخ 18 أغسطس الجاري.ولإضفاء المزيد من الضغوط علي الحفنة المتحكمة للنظام الحاكم يقول قاست (سنعمل علي أن تطال العقوبات المسئولين في الحكومة عبر ملاحقة تحركاتهم وفرض حظر علي تنقلاتهم والنظر في الجرائم التي ربما يكونوا قد ارتكبوها خلال السنوات الماضية ومعاقبة مرتكبيها). ويشكل من الجهة الأخرى اتحاد القوي السياسية المعارضة بكافة أشكالها وتوجهاتها لمجابهة النظام مركزية الهاجس الآخر للنظام الحاكم.ودعي هذا الوضع المتفاقم والمحاصِر للوضع القائم والقاتم أمين حسن عمر الشمولي (صاحب العين الواحدة) إلي القول في مقاله المتعالي الصادر بجريدة الصحافة في 11أغسطس الجاري بعنوان (الوفاق الوطني الممكن والمستحيل) والمُوجَّه كخطاب تنويري لمنتسبي المؤتمر الوطني بهدف (سلامة بعض العقول من الغاشيات) بأنه ينبغي( ألا يرتجي الناس الإجماع الوطني فان ذلك بعيد المنال) وذلك لأنه (لا تزال روح المصالحة الوطنية الحقيقية غائبة) ولا يزال المناخ العام والتضاريس السائدة تبرح مكانها (وتسودها البضاعة الرائجة المتمثلة في إعادة إنتاج المواقف القديمة بمفردات جديدة وعناوين جديدة). ولإيجاد المبررات والمُسوِّغات بين فرضيتي (مراد إيقاف الحرب) و(لجم العنف في التعاطي السياسي) علي حد تعبيره يستبيح الدكتور أمين (فكرة الإقصاء السياسي للآخرين) وبالعدم الاكتفاء بنغبة من ماء (الإباحة المشروطة التي تسمح بالتعددية السياسية) ولتأكيد سيرورة المفاصلة بين (الأنا) و(الآخر) لنمطية الشكل الشمولي وهواية المصادرة والإباحة يقول بعنجهية سافرة (وعلي الآخرين أن يرعوا بقيدهم). ولعله وبعد قراءته المتأنية لكتاب (الأمير) لميكافيلي وعبارات التهديد الجزافية المتهورة يعكس الدكتور أمين النبرات المحتدة بالتحرش والإستبداد بجبروت السلطان والسطوة كما فعل من قبل الشاعر الجاهلي أوس بن حَجَر (معِي مارِنٌ يُحَليِ طريقه/ سِنانٌ كنبراسِ النهامي مِنْجَلُ). وتأكيدا لمقولة (ريكان إبراهيم) في كتابه (ظاهرة العدوان البشري): (يري الشموليون في (الأنا) وحدتهم المرعبة ولا صديق لهم سوي بسالتهم).
    وفي اكتوبر من عام 1988كان(ستيفن هيث) يُلقي محاضرته حول (منهاج النظرية الأدبية الحديثة) بكلية اللغات بجامعة كيمبردج والمنشورة بمجلة (Critical Quarterly) المجلد رقم 31 عندما أستهل حديثه بكلمات ت.س. إليوت ((أن تُنَظِّر مسألة تحتاج إلي (عبقرية هائلة) وأن تتجنب التنظير مسالة تحتاج إلي (نزاهة هائلة)). ولأن الدكتور أمين يقف علي طرفي نقيض من (العبقرية الهائلة) و(النزاهة الهائلة) ويتثاءب بين السِنهَ والنوم الثقيل وأحلام اليقظة يقول (علي أهل السياسة أن يدركوا ما كانوا يطلبونه عبر العمل العسكري المضاد لن يتحقق من خلال مائدة التفاوض). ولأن الحرب تجعل من بقاء الذات مُرادفاً لفناء الآخر ولحظة قاسية يندمج فيها الموت مع الحياة يلجأ الفرقاء دائماً للحوار لإيقاف نزيف الدم ولإيقاف اختيار الحصول علي شهادة أحقية البقاء. وفي ذلك يقول الأديب الناقد علي احمد سعيد الشهير (بأدونيس) في كتابه (مقدمة للشعر العربي): (ليس القتال لعباً كيفياً بل هو حاجة يفرضها قدر الحياة للتسلح ضد قدر الموت). ولتأجيج نيران الفتك بمعادلة(إقنومي الكون: (ألحياه والموت) وصب الزيت علي النار يتقمص أمين حسن عمر شخوص تُجَّار الحروب التي تقوم علي الربحية واقتصاديات السوق علي حساب دماء الشعوب. فمعادلة الوفاق في بورصة البيع والشراء بالنسبه له(أن تتوازن الكفتان الحكومة والمعارضة ليربح هذا ويربح هذا) وتعني الديمقراطية الليبرالية القائمة علي أوزان القوي السياسية والتنافس الحر في قاموس موازنة أمين حسن عمر سلعة خاضعة للتبادل والمقايضة Barter exchange وفي ذلك يقول (تعني المباراة الديمقراطية الحرة رفع الأحكام العرفية (الطوارئ) تماماً بالمقايضة مع إعلان المعارضة وضع السلاح تماما بغير عودة) علماً بان الأحزاب التاريخية الكبرى الأمة والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي لا تحمل سلاحاً في وجه النظام. والتزمت الحركة الشعبية منذ الاتفاق الاطاري لمشاكوس قبل اكثر من عام بوقف العدائيات ولكنه وكما يقول المتنبئ (إذا خلا الجبانُ بأرضٍ/ طلب الطعنَ وحده والنزالا)
    وفي التناقض الظاهري لمفارقات (فقه الضرورة والموافقات) وأدلجة (دجلية) لا (جدلية) (التوافق علي تنظيم الاختلاف) يرسم أمين حسن عمر الملامح الرئيسية salient features لتشكيل الخارطة السياسية في مملكة حمورابي من التحالفات السياسية الحقيقية مما أسماه ( المسعى الجاد نحو بناء تحالفات سياسية حقيقية) ولعله يريد الخروج من دائرة تحالفات النظام مع أحزاب اللافتات الكرتونية التي لا وزن لها ولا قيمة ولكنه في تناقض ظاهري جريح يصف مسعى الفرقاء للإجماع الوطني (بالتراكمات السياسية التي تمليها الضرورة الآنية) ليسوِّغ عدم حاجة النظام الشمولي الذي يمثله للقوى السياسية الحقيقية والأحزاب التاريخية ذات البعد الجماهيري والتمدد الشعبي لأنها لا تحركها سوى (الضرورة الآنية) ليؤكد من جديد مقولة الشاعر الجاهلي أوس بن حَجَر (وما أنا ممن يستنيحُ بشجوةِ / يمدُ له غرباً جزورٌ وجدولُ). ولأنه وكل إناءٍ بما فيه ينضح فان القوى الشمولية ووفقاً لأسطورة (صندوق باندورا) Pandora’s box الإغريقية وحتى لا تتكشف شرورها وآثامها وفسادها لا تستطيع أن تتخلى عن الاستبداد حتى لو اضطرت كما فعل أمين حسن عمر إلي لَي عنق اللغة والكناية والتعريض ونصب المرفوع وفي ذلك تقول نبوءة الفيلسوف (بريخت) الشهيرة ( يخالون أنهم تخلصوا من الإستبداد وما تخلصوا سوى من النحو) وفي صيحة مرتدة لتبرير الخلاف والتجذر والدياسبورا والشتات يقول أمين حسن عمر للأحزاب السياسية الكبرى والقوى الأخرى الساعية لتفعيل المقولة الخالدة (وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وبلا حياء وبخطل مفضوح (إن الدعوة إلى توحيد الناس بصبهم في قالب واحد دعوة غير واقعية ومخالفة للرؤية الإسلامية الصحيحة). وصدق الأديب الروائي الفذ الطيب صالح أمد الله في عمره عندما قال (من أين أتى هؤلاء الناس؟؟). ولم ينسى أمين حسن عمر في مقالة المتناقض أن يُنحى باللائمة حول أحداث رمضان تعريضاً وتلميحاً وتجريحاً برجل القرن زعيم الحركة الإسلامية الأمين العام للمؤتمر الشعبي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير العدل الأسبق الشيخ الدكتور حسن الترابي سجين الرأي الذي يتحفظ عليه نظام الإنقاذ الغاشم بقوانين شريعة الغاب عندما (يُقِر) وزير عدل النظام ونائبه العام كما جاء بجريدة الصحافة العدد 3680 والصادرة في 19 أغسطس الجاري (بأن الترابي لا يواجه أية اتهامات جنائية ضده ولا هو مطلوب من العدالة). وفي كتابه (المراقبة والعقاب) الصادر عام 1975م يقول الفيلسوف الألماني ( ميشيل فوكو) معلقاً علي إلغاء نظام التعذيب الوحشي بالغرب منذ نهاية القرن الثامن عشر ( لقد تم استبداله بنظام ترويض الأجساد والذي يشكل السجن أحد أدواته لتطويع الأجساد وتطبيع البشر حتى يصبحوا مثل القطيع المبرمج والمدجَّن). ولهذا عمد النظام الخائب للسعي إلي تطويع المناضلين الدكتور الحاج آدم والمهندس آدم الطاهر حمدون وآخرين من فتية الإسلام القابعين خلف سجون النظام لترويضهم وتدجينهم وفي تطور مفاجئ جدد النظام الشمولي الآحادي حبس الدكتور الترابي لمدة ستة اشهر أخرى بدأت منذ الخامس عشر من الشهر الجاري كما جاء بجريدة الحياة السودانية الصادرة في 20أغسطس من الشهر الجاري وكما يقول (آلان بيشوب) في كتابه (السلاح السري للاستعمار الثقافي): (يقول الشموليون وهم يَعُبون أقداح أوهامهم أن الحديث الممجوج عن الحرية قد إنتهى زمنه) يقول وفي نفس الاتجاه الشمولي ابراهيم احمد عمر (الأمين العام للمؤتمر الوطني) حزب النظام الديكتاتوري الآحادي الحاكم لتبرير مصادرة الحريات وأنتهاك حقوق الإنسان باسم الدين والفلسفة وضيق الأفق كما جاء بجريدة الأنباء الحكومية (البرش بي قرش) (إن تجديد حبس الترابي لستة أشهر قصد منه توفير الغطاء القانوني للايام التي سيمكثها الترابي في الحبس بعد 15أغسطس الجاري كثرت أو قلت). وعلي رئيس الجمهورية أن (يموص ويشرب) قراراته التي أصدرها قبل اسبوعين وأذاعها علي الملأ والتي قال فيها (أن الناس أحرار ولن يحدث الاعتقال إلا بسلطة القضاء) و(كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) ولا شك أن إستمرار حبس الترابي سيؤثر سلباً علي الساحة السياسية) كما يقول المحامي علي السيد القيادي البارز بالاتحادي الديمقراطي كما جاء بجريدة الحياة السودانية الصادرة في 21أغسطس الحالي. وكان علي النظام الحاكم ان يقدمه للمحاكمة أو يطلق سراحه كما يقول الصادق المهدي زعيم حزب الأمة غير المزيف وإمام الانصار لصحيفة الأيام الصادرة في 21أغسطس الجاري. ولكن الشمولية الباطشة والتي يقول لسان حالها (لقد بنيت هذه المدينة لنفسي لكي أمارس فيها الديكتاتورية) والتي وضعت القانون والدستور تحت قدميها لن تفعل.وسوف تظل القوي السياسية بكافة أشكالها النضالية الحية جاهدة وبكل قوة كما يقول (هربرت ماركيوز) في كتابه (الرفض المطلق) إلي السعي بأن (تحيا دون قلق وأن تمارس المجابهة ضد القهر وتناضل بأسنانها وأظافرها من أجل الحرية).
    ويصف أمين حسن عمر في جرأة منفلتة الدكتور الترابي زلفى منه وتقرباً من أولياء نعمته أزلام النظام البغيض (بمواقفه المعادية المتطرفة نحو الآخرين). ولعله حتى تلاميذ المدارس ورياض الأطفال يعلمون أن الشمولية بكامل أبعادها تشكل قمة التطرف المعادي للإنسانية. وفي مزايدة مكشوفة يتحدث أمين حسن عمر عن ضغوط الترابي علي (بعض قادة الحزب الحاكم) بهدف (إحراجها أو لدفعها لاتخاذ مواقف استعراضية لا تتناسب مع القراءة الصحيحة للواقع السياسي) والذي يقرأ الواقع السياسي بدقة يعلم من هم الاستعراضيين والذين لا يجيدون سوي فنون (العَرْضه) والاهتزاز الفاضح علي إيقاعات الطبول والذي يقرأ الساحة السياسية لا يصف (مطالب الأحزاب السياسية الكبرى بضمهم لوفد التفاوض الحكومي بالعبث وعدم الجدية والحوار البيزنطي) كما جاء في تصريح مدعي القراءة أمين حسن عمر لجريدة الحياة السودانية في 31 يوليو المنصرم .والذي يقرأ الساحة السياسية جيداً لابد أن ينتبه لحديث الدكتور توني مادوت رئيس (جاد) لجريدة الأيام الصادرة في 12أغسطس الجاري: (إذا كان السلام سيُبقي بالإنقاذ في الحكم فلا نريده والوحدة لا تتم إلا مع التنوع والسلام والديمقراطية). والذي يفقه أبجديات السياسة لابد أن يفوق من سُكرته عندما تتحدث القوي السياسية المعارضة بملتقى السلام السوداني المنعقد في 11أغسطس الجاري بان طرح الحكومة لمبادرة الإجماع الوطني (تكتيك لإيجاد سند في مفاوضات جبل السحره بكينيا) كما جاء في نفس عدد جريدة الأيام أعلاه. وفي ذلك يقول الدكتور فاروق كدودة ممثل الحزب الشيوعي متهماً الحكومة (بأنها تريد أن تستقوي بالأحزاب والتنظيمات المعارضة لدعمها في التفاوض.وتريد تأليب الرأي العام الشمالي علي الرأي العام الجنوبي) وفي وصفه للقاء الرئيس بالأحزاب السياسية يقول (كدودة) مرةً أخري (كنا نتوقع أن ُتترجم الأحاديث والقرارات إلي أفعال بدلاً عن الاستمرار في إلقاء الخطب) وفي ذلك المنحي وفي اتساق تام يصف الدكتور عبد النبي علي أحمد الأمين العام لحزب الأمة مبادرة الحكومة للإجماع الوطني (بأنها مجرد تكتيك). وفي ذات السياق يقول القطب الاتحادي ووزير الداخلية الأسبق سيد أحمد الحسين للصحافة الصادرة في 12أغسطس الجاري (إن الحكومة الحالية وحزبها الحاكم غير مؤهلين لقيادة مسيرة السودانيين في المرحلة المقبلة) وذلك حسب تعبير الحسين (لأن الحكومة الحالية وحزبها الحاكم فشلا في إحداث تغيير إلا نحو الأسوأ وفي كل المجالات الأمر الذي يستدعي عدم منحها أية فرصة في المرحلة المقبلة للحفاظ علي ما تبقي للسودانيين ). أما عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي وكما جاء في(عدد) جريدة الأيام (سالف) الذكر طالب النظام الحاكم ودون مراوغة (برفع الرقابة عن الصحف وإلغاء القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات العامة) وهكذا وعند أمين حسن عمر في مقاله الشمولي فان (الحقائق تموت أيضاً) كما يقول (كارل جاسبيرز) في كتابه (مدخل إلي فلسفة نيتشة). ولعله ومن فرط حب (نيتشة) للحقيقة كاد أن يقضي عليها ومن فرط حب (أمين) للتضليل والخداع ولي عنق الحقيقة كاد بالفعل أن يصيح كالمريب خذوني. ولعل محادثات (جبل السحره) بكينيا ومداولات (حوار الطرشان) سوف تثبت دون جدال مقولة (بطل السحر علي الساحر) لتذهب الإنقاذ علي حد تعبير أمين حسن عمر(حيري ُتطأطئ الرأس في انتظار أن يفسح لها الآخرون في المجلس). وعندما تتسع الهوة ويتعذر التواؤم بين النظرية والتطبيق تصبح (أية هُوَّة فاصلة بين النظرية والتطبيق قابلة للردم بواسطة التفكيك) كما يقول (جيوفري هارتمان) في كتابه ذائع الصيت (النص الآخر). وكما تفكك الاتحاد السوفيتي الشمولي العقيم عندما سقط جدار برلين بسقوط نظرية التفسير المادي للتاريخ فلا بد أن يتفكك نظام الإنقاذ الشمولي السقيم لاتساع الهوة الفاصلة بين نظرية المشروع الحضاري والتطبيق والتي لا يمكن ردمها إلا بواسطة التفكيك.
    والقارئ الحصيف للساحة السياسية لا يستخف بالشعوب لأنه يملك آلية القمع والمصادرة والتأميم وذلك لأن الشعوب مثل الحية الرقطاء ملمسها لين ولكن لسعتها قاتلة. والشمولية مهما تفرعنت وأشرأبت يمكن إستبدالها وتجزأتها ونزعها إن تعذر ذلك. وحتى إذا انتمت الشمولية الطاغوتية إلي مدرسة جاهلية عمرو بن كلثوم (إذا بلغَ الرضيعُ لنا فِطاماً/ تَخِرُ له الجبابر ساجدينا) فان مدرسة الشعوب الساعية نحو التحرر والأنعتاق تنتمي منذ الأذل لمدرسة أوس بن حَجَر(تري الناشئَ المجهول منا كسيدٍ/ تبحبح في أعراضهِ وتأثلا) وان قال أمين في مقاله آنف الذكر الرافض لمبادرة وفاق القوي السياسية الحية والتاريخية في خطلٍ سافر وتهديد أرعن (ولكن علي الآخرين أن يرعوا بقيدهم) فلا نملك إلا أن نجيبه بتهديد الوليد بن يزيد للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (فان تَكُ قد مللت القرب مني/ فسوف تري ُمجانبتي وُبعدي). ولإن أصابت (الفكي) أمين الدلالات المسكونة بالحزن والأسي والإحباط وإدمان الفشل وتعاطي (عبقرية الإخفاق) حتى أضحي مثل (كُثَّير عزه) في انتظاره للخروج من الأزمة والفرج القادم من كجور (جبل السحره) ومن خلف مقيل (ضل الضحي) (لكالمرتجي ظِلَّ الغمامةِ كلما/ تبَّوأ منها للمقيل إضمحَّلت) ولعله وبدلاً من إدمانه لقراءة كتاب (الأمير) لميكافيلي (وتاجر البندقية) لشكسبير عليه بالتوجه بكلياته نحو كتاب( نقد العقل الخالص) لإيمانويل كانط الصادر عام 1781م والذي يعد قمة الإنتاج الفلسفي للخروج من (القصور العقلي) إستعداداً للدخول في (سن الرشد) وفيه يقول المؤلف (يجب علي الإنسان أن يتسم بالجرأة في الاعتماد علي الذات والتخلص من أسر الخرافة والخنوع للاستبداد).
    وفي الختام ولأنه (ولكُلِ طاغيةٍ أجل) كما يقول الشهيد (سيد قطب) في قصيدته (هُبَلْ) رمز السخافة والبلاهة والدجل يقول (أبن عبد ربه) في (العقد الفريد) كان الطاغية (زياد بن أبيه) قد أهدر دم الشاعر الفحل (الفرزدق) وأعمل مطاردته في الفيافي والفلوات والمفاوز والآكام وأحكم حصاره بكل أدوات القمع المستبدة وعندما (هلك زياد) قبل أن ُيشفِي غليله بالانتقام وبعد أن أستنشق (الفرزدق) عبير الحرية وبزوغ فجرها من ظلامية القهر والاستبداد وبعد خروجه من مخبئه المظلم ألي ضوء الشمس الساطع قال في سخرية لاذعة (أبلغ زياداً إذا لاقيت جِيفَته/ أنَّ الحَماَمة قد طارت من الحَرَمِ).
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك08-13-03, 07:20 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك08-31-03, 07:08 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك08-31-03, 10:14 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-03-03, 10:04 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-06-03, 06:58 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-08-03, 06:08 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-09-03, 11:48 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-09-03, 11:50 AM
    Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان adil amin09-09-03, 12:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de