|
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)
|
صلاح كرار يكتب عن الإنقاذ وهي تبلغ سن الحلم اليوم تكمل الانقاذ عامها الرابع عشر ، وهي سنوات ليست بالقليلة من عمر الشعب السوداني الذي عرف بالصبر والتفاؤل بغدٍ يحمل معه العيش الهنئ ، الذي لم يتحقق له حتي الان ، وما زال صابرا متفائلا متطلعا · ويحق لنا نحن الذين نتحمل مسؤولية انقلاب 30 يونيو 1989 واسميه باسمه انقلاب وليس بكنيته الانقاذ امعانا في التجرد والوضوح · اقول يحق لنا في هذا اليوم ان نتحدث نحن وحدنا وليوم واحد ونترك للاخرين 364 يوما يقولون فيها ما يشاءون ·· ومن حقنا عليهم ان يقبلوا كل ما نقوله حتي وان كان جارحا وصريحا لان مسؤولية ما حدث في ليلة 30 يونيو 1989م يقع علي عاتق من قاموا بالتغيير العسكري ويتحملون مسؤوليته امام الله والتاريخ والشعب السوداني ، حتي بعد ان اصبحوا خارج السلطة · مما لا شك فيه ان للانقاذ انجازات كبري يعرفها معارضيها قبل مؤيديها وفي ذات الوقت لها كثير من الاخفاقات والمسالب وهو امر طبيعي ، ولكن يحاول الكثيرون عدم الاعتراف به او مجرد قبوله كمبدأ لذا سأقتصر حديثي في هذه الذكري عن بعض اخفاقات الانقاذ ليس حديث الشامت فالانسان لا يشمت من نفسه ، لكنها وقفة للذكري ومراجعة النفس لان الظرف الذي يمر به السودان الآن ، دقيق وحرج للغاية وقد لا يتكرر هذا الاحتفال العام القادم بثورة الانقاذ او قد يحتفل بها المؤتمر الوطني فقط ولوحده · اول اخفاقات الانقاذ انها لم تستطع ان تترجم نظرية الدولة الاسلامية الفاضلة الي واقع يمشي علي الارض فقد اعجب الشعب السوداني بطرح الحركة الاسلامية في فترة الديمقراطية الثالثة ، وما كانت تبشر به من نموذج عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وغيرهم من اصحاب الرسول (ص) ولكنهم احبطوا عندما لم يتنزل ذلك الي واقع بعد قيام دولة المشروع الحضاري بل ما عايشه الناس بعد 1989م كان اقرب الي نموذج الدولة الاموية والدولة العباسية منه الي دولة المدينة الفاضلة · ثاني اخفاقات الانقاذ انها ما زالت تعيش حتي اليوم وكأن زمام الامر بيد غيرها وتتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق وتنسي انها اصبحت دولة مسؤولة عن من يؤيدها ومن يعارضها، بل مسؤوليتها عن اعدائها اوجب منها عن اصدقائها فمثلا عمليات الاحالة للصالح العام لم تكن سوي تصفية حسابات قديمة بين كثير من قيادات الحركة الاسلامية الطلابية والنقابية في عهود سابقة وكان الاجدر والاوفق هو تنزيل نموذج فتح مكة ودخول الرسول (ص)اليها مطأطأً رأسه وهو علي ناقته ، بل لم تكتف بذلك فاصبح الولاء مقدما علي الكفاءة بصورة اكثر من المطلوب مما اضعف كثيرا من المرافق وهز هيبة الخدمة العامة وادي بالقلة غير الموالية او الملتزمة التي افلتت من الاحالة الي الصالح العام الي الانزواء وبعضها الي مجاراة وارضاء حتي من هم دونهم في الهيكل الاداري من الملتزمين حفاظا علي مواقعهم وانعدمت بذلك المبادرة والمبادئة · ثالث الاخفاقات انها كغيرها من الانظمة الشمولية وكلمة الشمولية ليست سُبة< التي سبقت في السودان او غيره واعتقدت انها تستطيع ان تتمادي في حكم السودان منفردة ، وتجاهلت الاخر ، وهو امر في غاية الخطورة بعد اربعة عشر عاما لانه يؤدي الي نهايات شهد عليها التاريخ القديم والحديث وكان آخرها نظام صدام حسين في العراق · هذه نماذج للتذكرة والعبرة ويمكن ان نسوق الكثير الذي قد يغضب البعض في هذه المناسبة السعيدة وكما قلت فان ذلك لا يقلل من انجازات الانقاذ ولكن تبقي الانقاذ تقاس بما بشرت به وما عابته علي الاخرين في اول ايامها وما طبقته عليهم من قوانين وقيم اسلامية استمدت شرعيتها منها خلال الاربعة عشر عاما وكان يعبر عن ذلك الشعارات الاسلامية التي كانت تملأ الساحة خاصة في اعوامها الاولي · اختم حديثي هذا الذي اردت ان اساهم به في عيد الانقاذ الرابع عشر بطرفة وتعليق اما الطرفة فيحكي ان اثنين كانا يجريان خلف القطار للحاق به فركب احدهما ولم يستطع الاخر فجلس علي الارض ينظر للقطار وهو يتلاشي في الافق ويضحك بشدة فتعجب الناس من ضحكه وسألوه عن السبب فقال : اضحك لان الذي لحق بالقطار هو مودعي وانا المسافر · واهدي هذه الطرفة للاخ الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير الذي نأمل في عهده ان يعاد لاعضاء مجلس قيادة الثورة اعتبارهم وعلي الاقل ان يوضعوا ضمن القائمة الرسمية للدولة فهل يصدق القارئ الكريم ان اعضاء مجلس قيادة ثورة الانقاذ غير موجودين في القائمة الرسمية للدولة طيلة الاربعة عشر عاما الماضية وهذا هو سر عدم دعوتهم في كثير من احتفالات اعياد ثورتهم واذكر انني في عيد الاضحي الماضي عندما اردت ان ادخل الي القصر الجمهوري للمعايدة علي السيد النائب الاول حيث كان السيد الرئيس يؤدي فريضة الحج لم يتعرف عليّ حرس البوابة الشرقية وسألني في اي فقرة من فقرات المعايدة انت ، فقلت له فقرة رجال الدين الاسلامي والمسيحي فسمح لي بالدخول · ارجو ان يجد طلبي هذا قبولا عند الاخ الدكتور الطيب وإلا اخشي ان يستجيب له آخرون في مرحلة ما بعد السلام · والسلام ختام ·
عميد ركن بحري صلاح الدين كرار عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ المحلول هل يقبلون عاصمة ديموقراطية
|
|
|
|
|
|
|
|
|