|
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)
|
الزيارة الثالثة من "السودان" مباشرة و صل "مانديلا" الى "إثيوبيا", فماذا يقول عنها: ( "إثيوبيا", التي كانت تعرف قديما "بالحبشة", وجدت على وجه الأرض قبل ميلاد المسيح بقرون طويلة, على الأرجح حسب روايات التراث, بواسطة ابن سليمان وملكة سبأ. ورغم أنها هزمت عشرات المرات, فإنها ظلت دوما موطن القومية الأفريقية. لقد حاربت الاستعمار فى كل منعطف, بصورة لم تتكرر فى كثير من الدول الأفريقية. "منليك" استطاع أن يصد الإيطاليين فى القرن الماضي, رغم أن الأثيوبيين لم يتمكنوا من إيقافهم هذه المرة. و فى الف و تسعمائة وثلاثين أصبح "هيلاسىلاسى" الإمبراطور والقوة المجسدة والموجه لتاريخ "إثيوبيا" الحديث. كنت فى السابعة عشر عندما غزا "موسولينى" "إثيوبيا", الغزو الذي لم يحفزني و يثير كراهيتي لذاك الاستبداد فقط, بل و للفاشية بصورة عامة. و رغم أن "سيلاسى" أجبر على الهروب عندما هزمت "إيطاليا""إثيوبيا" فى الف و تسعمائة و ستة وثلاثين, فقد عاد بعد دحر القوات المتحالفة للإيطاليين فى 1941. احتلت "إثيوبيا" دوما فى مخيلتي مكانة خاصة, و الرغبة فى زيارتها كانت تستهويني بصورة أكبر بكثير عن رحلة لكل من فرنسا وإنجلترا وأمريكا مجتمعين. كنت أحس و كأنما لو أنني أسجل زيارة الى جيناتى المكونة لذاتي, أنقب عن الجذور التي تجعل من ذاتي إفريقيا. لا سيما و أن مجرد مصافحة الإمبراطور بلحمه و دمه, ستكون بمثابة مصافحة التاريخ نفسه). فى "أديس" يجتمع "مانديلا" بوفود الدول الأفريقية فى المؤتمر ,و يحاول معهم تصحيح الفكرة الخاطئة التي نجح فى تثبيتها "المؤتمر القومي الأفريقي" فى أذهان السياسيين الأفارقة عن "المؤتمر الوطني الأفريقي". و وجد خطابه فى المؤتمر أمام الوفود الأفريقية, الذي أعلن فيه انه سيعود الى جنوب أفريقيا للعمل من تحت الأرض, إعجاب وحماس المؤتمرين. و بعد المؤتمر بدأ بصحبة "أوليفر تامبو" و "روبرت ريشا" جولة حول الدول الأفريقية, بحثا عن الدعم و التأييد اللازمين لجناح "المؤتمر الوطني الأفريقي" العسكري.
|
|
|
|
|
|