|
Re: من أساء للإسلام؟! (Re: degna)
|
اعمدة: مسارب الضي
الحاج وراق
من أساء للإسلام؟! (2/2) إنني على قناعة بأنه من قواعد الإسلام الحض على كرامة - الإنسان - مطلق إنسان (ولقد كرمنا بني آدم.. ) ، فهل في هذا الإساءة للإسلام أم في اشادة قواعد نظام للإذلال اليومي للمواطن السوداني: إذلال أن يصفعك في وجهك حامل بطاقة ما، وإذلال أن تصفع كرامتك فاتورة حليب الأولاد أو فاتورة الدواء، أو تصفع إنسانيتك باستجداء حقوقك أمام أي مسؤول وفي أي ديوان حكومة وأمام أية بوابة ، وتُصفع في المستشفى وفي المدرسة وتُصفع أمام الضرائب والجمارك والكهرباء والمياه ،وتُصفع حتى أمام باب الترفيه الوحيد في البلاد - فالسياط في انتظارك حتى في صف تذاكر السينما ! نمط الإذلال اليومي هذا والقائم على فكرة العبودية حيث الدولة هي السيد والشعب هو الخادم، هذا الإذلال يعلقون عليه شعار الإسلام، وندفع نحن بأنه منه بُراء ، فمن يسيء ومن يصد؟!. وأعتقد بأن معيار الإسلام الأخلاقي: (خيركم خيركم للناس) و (لا ضرر ولا ضرار) أما اسحق ورهطه فان قواعد أخلاقهم تقوم على المخاوف والمحارم الجنسية لا غير، فيعتقدون بان (النظام العام) قد أُرسى و (الآداب العامة)، قد تحققت حينما يتأكدون من طول فستان الفتيات! يستفزهم مرأى امرأة تلبس زياً غير محتشم ولا يستفزهم مرأى امرأة تتضور جوعاً كما لا يستفزهم القهر والطغيان ، ولا سوء الإدارة العامة، ولا سوء الادارة السياسية ، كما لا يستفزهم نهب المال العام، ! هؤلاء لا يشوهون الإسلام وحسب، وإنما يعانون كذلك من خلل أخلاقي كبير !. ويعتقد الحاج وراق بأن الإسلام دين العقل والاعتدال والتوسط، ولذا لا تستهويه همجية (فليقم للدين مجده أو ترق كل الدماء)، كما لا يستسيغ لوثات الخوارج العقائدية قديماً وحديثاً - قديماً ولغوا في التكفير وإراقة الدماء حتى انهم لم يشكوا لحظة في إغتيال من لا يشك في إيمانه، الإمام علي كرم الله وجهه ! وحديثاً ضربوا برجين ليأخذ الأمويون الجدد في المقابل دولتين!. ولأنه دين عقل فإنه من الإساءة له أن يتحدد بحدود أدمغة العصافير: منهم من لا يزال في القرن الحادي والعشرين يساوي بين المرأة والكلب العقور ، ومنهم من يعينها وزيرة ومع ذلك يتحاججون عن حكم حقها في السفر دون محرم !! ومنهم من لايزال يبحث في وجوه الرق واحكام الجزية، وطرائق عن يد وهم صاغرون ، ومنهم من يمضي على وثيقة دولة المواطنة بقلمه بينما بعقله ووجدانه مايزال يجتر في مدونات أحكام، أهل الذمة !! ومنهم من غالب همه ليس في شروط التبادل والتجارة الدوليين ولا في اسعار منتجات العالم الاسلامي وانما في اطوال ومقاسات الجلاليب والفساتين !!... وكلهم جميعا ما يزالون حين يتحدثون عن (العلماء) لا يعنون علماء الهندسة والفيزياء النووية أو الكيمياء الحيوية أو علم النفس الاجتماعي وانما يعنون الحاذقين في ترديد المحفوظات، أولئك الذين جعل منهم أي كمببيوتر متواضع به برنامج لفتاوى ابن حنبل وابن تيمية وبن باز، جعل منهم نافلين بلاجدوى وبلاطائل. ! ولسنا بحاجة اليوم الى ترديد الببغاوات أو تقليد القرود ، وإنما بحاجة الى الإبداع والإجتهاد والتجديد، فهذه هي الكفيلة بتوطين وتحقيق ومواءمة ما في رسالة الاسلام من كرامة وحرية وعدالة ومساواة على واقع ارض السودان.،، والذين مازالوا يقاربون مثل هذه المهمة العظيمة والمعقدة والشاقة بعقلية النقل والتقليد المملوكية إنما يشوهون الإسلام ويسيئون اليهم، عن وعي أو بغير وعي.. ولكن مما يطمئن ان للإسلام رباً يحميه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|