|
(عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل
|
لا أقصد ترويع أفراد قبيلتنا رجال البورد بهذا العنوان الإنهزامي و بقصص تنتهي بمثل نهاية قصة تلك المصرية الجزارة الماهرة التي ذبحت زوجها من الوريد إلى الوريد بعد أن سقته من إيديها الحلوة ( اللي تتلف في حرير ) عصيرا ممزوج بالمخدر ، ثم راحت تقطعه بكل هدوء دون أن يرمش لها جفن ، اللحمة في جهة ، و العضام في جهة ، و المصارين في كيس براهو ، ( و أظنها خرطت الشحم في كيس براهو ) و بما أنها كان لديها ساطور ( سنين و حاد ) فقد إستطاعت أن تقوم بتكسير كل عظام فخذه و أضلاعه بحرفنة لا يجاريها فيها عم دياب الجزار الفنان الذي كان يكسر اللحمة و السيجارة في فمه و هو يتونس معاك دون أن ينظر لخشبة التكسير. ( تماما كما يفعل البعض مع الكي البورد و الآلة الكاتبة ). ثم قامت المصرية بتوزيع كل الأكياس التي بها أجزاء زوجها و شريك حياتها ، كل كيس في برميل زبالة في حي من أحياء القاهرة ( حتى يضيع دمه بين قبائل الأمن و المباحث ). و سبب الذبح و التكسير و التوزيع هو أنها سمعت بأنه يحب واحدة و سيتزوج عليها. و عند التحقيق تبين أنها إشاعة من واحدة ( عاوزة تغيظها و تفش غبينتها فيها. ) يعني الراجل راح فطيس. لا تخافوا فنساءنا و الحمد و الشكر لله وحده ، قلوبهن رهيفة رهافة الحرير و الرقيبة قزازة مناكير و ما بيحملن شيل ربطة الجرجير. و لكن و الحق يقال ، رأيت بعضا من نساءنا ، إن كشرن عن أنيابهن ، فما تقولوا الليث بيبتسم ولا تقولوا الغضنفر عاوز يهجم ولا الكلب سعران ، زعلهن و تكشيرتهن من صنف تاني لا مثيل له بين نساء الفرنجة و بلاد ما بين النهرين، أحسن منو الساطور و الأكياس و براميل الزبالة. زعلة معاها ( نترة ) لي قدام ، و بعدين حركة إرتداد مع ضم السبابة و الإبهام في حركة مشابهة لدعاية تلاجات كالفينيتور ، و لوية بوز ، أجعص زردية ما ترجعها مكانها. ثم يتغير الصوت تماما فيتحول الصوت الحنين إلى زخات من الجبخانة الحية التي لا تنفع معها ساتر. و لكن الذي أقلق منامي ، أن بنت الجيران الصغيرة وجدتها تحكي لإبنتي و هي مبهورة : أمبارح أنا و أمي شفنا ليك جنس فيلم ، بالله في واحدة تتزوج الراجل الغنيان ، و تقتلو و تورث قروشو و تتزوج واحد تاني ، و البوليس أصلو ما قدر يعرف القاتل منو. فحمدت الله أنني ليس بالغنيان لدرجة الذبح ، و رغم ذلك أنتهرت الشافعة : تاني ما تشوفي أفلام زى دي و كان شفتيها ما تجي تحكيها عندنا. حكى أحد السودانيين العاملين بالرياض ، فقال أنه كان يسكن في ( كمباوند ) مجمع سكني به عدة جنسيات بعوائلهم ، و جاره ( حيطة بالحيطة ) فلبيني ، مهندس أليكترونيات لا يشق له غبار ، زوجته أضخم جثة منه ، لها وجه كما الجاموس البقري ، يمكن لشخصين صفعها على نفس الخد في وقت واحد ( من شدة ضخامة وجهها ) ، و هو رقيق و نحيف ، يقول السوداني أنه ليليا يسمع المهندس ( يكورك ) كالتلميذ الذي يعاقب بالجلد ( أربعة كبار ) ، كواريك و جعير و صوت إرتطام أشياء بأشياء أخرى ، و أنات و تأوهات ، و توسل و ضربات مكتومة ( يبدو أنها تحت الحزام ) هي تشتم و ترغي و تزبد. ثم يهدأ كل شيء ، و في الصباح ، يأتينا و وجهه مليئ بالكدمات ( الخضراء و الحمراء و المائلة إلى السواد ) و يمارس المسكين عمله و كأن شيئا لم يكن ، و بالليل الساقبة تدور تاني ، و نفس الفيلم ، لا بيزيد و لا بينقص. قلت له ربما كان المهندس من صنف ذلك الوزير البريطاني الذي يحب ضرب النساء له و يتلذذ به ، و لا يجد متعة إلا في ذلك.. فقال : لذة شنو و متعة شنو ؟ البيحصل مع الفلبيني دة ( فش غبينة ) عديل. طيب الفلبيني ليه ساكت ؟ قال : يمكن عندها ( مستمسكات ) ضدو. و الله أعلم.
المستمسكات هذه هي بيت القصيد و البيت الذي بناه الجاك و لم يسكن فيه. فكثير من الأزواج تكون زوجاتهم ماسكات عليهم أمور و مكتمات عليها ، يمرقنو وقت الحاجة ( كالكرت الأصفر للتهديد ) و ثم كالكرت الأحمر عندما الحكاية تولع و تلهلب. شاهدت منظرا فريدا من نوعه ، و تمنيت أن لا أرى مثله مرة أخرى ، منظر إستفز النساء قبل الرجال ، منظر وقف له شعر رأسي و أظافر كل الأصابع ، و نفرت عروقي و توترت أعصابي ، فقد كنا نقف في مطار الخرطوم في طابور طويل ، و عند آخر بوابة و منها للباص الذي سيقلنا للطائرة، إحتد النقاش بين زوجة و زوجها ، و فجأة سمعنا صوت ( كف ) يطرقع على خد الزوج ( كصوت شبشب يضرب ضبا ملصوقا بالجدار ). نعم و الله ، ناولته صفعة و قالت له: أنا بعرف شغلك هناك في الرياض. قلت في سري : طيب قدام الناس سويتي كدة ، أمال بين أربعة جدران في الرياض حتسوي شنو. ( أظن الرجل أحد ورثة حماد ، فهاهو الرماد يطاله في عقر داره قبل أن يلفه ظلام الغربة بسجمه و سكنه الأسود. ). لم ينطق الهزبر ببنت شفة. لو الشنطة الفي إيدو نطقت هو ينطق. و ران صمت رهيب و خيم سكون مطبق على كل الواقفين في الطابور. و هي كأنها قد تعاملت مع طفلها الواقف قدامها. و همهم الناس بين مستغرب و مندهش و مستنكر. غلى الدم في عروقي و بحركة لا إرادية تقدمت منهما ثم تراجعت، و قرأت المعوذتين لأهدأ ، و تمنيت أن آخذه على جنب و أسأله ما هي الحكاية. ترددت كثيرا ، و لولا خوفي من الإحراج لتقدمت إليه بالسؤال ، و هممت أن أناولها حركة الجودو الوحيدة التي أجيدها . و هو كأن شيئا لم يكن. و أقنعت نفسي بالمثل ( الزول راضي ، شن دخَل القاضي ؟ ).
يا أخي لو الزوجة دي ماسكة عليك ذلة ، فأيهما أحسن : أن تعيش على هذه البهدلة طول عمرك أمام الناس و أمام أطفالك ، أم تجيب عاليها واطيها و يحصل اللي يحصل و تتمرد و تطلق النار ثم بعدها تواصل بشروط جديدة و يقوم بنيان زواجك على أساسات أخرى متينة ؟ مهما كان الثمن فإن الخيار الثاني هو الأهون. بعض الأمهات و أخوات الرجل ، يجعلن الرجل يدخل في أضافريهو ، فهن يستمتعن بأن يعطين الزوج تعليمات و أوامر أمام زوجته بحيث تكون هذه التعليمات تطلق شحنات سالبة عند الزوجة ، و تجعلها في حالة إستنفار قصوى لصد الهجمات من نسيباتها اللائي هن في حالة هجوم دائم و منصات إطلاق صواريخهن دايما ( مزيتة و جاهزة بالذخيرة ) ، قتقوم الزوجة برد فعل إنتكاسي ، فتطلب منه مثلا عند حضور والدته و إخواته أن يذهب لإحضار أمها من الكلاكلة لتشاركهن الأكلة الدسمة عمايل إيدها، ( ولاحظ إن الزوجة دي ساكنة في أمبدة ). فتلوي الأم بوزها ، و تتجرأ الأخوات قائلات : في الحر دة ؟ أضربي ليها تجي بي أمجاد. أمي تجي بي أمجاد ؟ عربيتنا قالت شنو ؟ لاكين بالغت يا دي ، دة وكت يمشوا فيهو لغاية الكلاكلة ؟ يكون وكت الغدا فات. يفوت ولا يموت. أمي لازم تجي. أنتو لو جعانين أكلو. أنا بستناها. يختي نحن ما جعانين ، نحن من بيت شبعان نحمدك يا رب ، شوفي الكان جعان منو و لما شبع قام يتبطر. تقصدي شنو ؟ بقصد البقصدو.
و تتقارب الوجوه ، و تقع التيبان من على الكتوف ، و النقاش يسخن ، و زولنا واقف يطقطق في أصابعو ، يعاين لي مرتو مرة و مرة لأخواته ( كأنو بيتفرج على فيلم مترجم ، مرة الترجمة و مرة الفيلم ). و ترمي أمه قنبلة : يلا يا بنات ، الظاهر هم متفقين على كدة. فيلحقها الولد : طيب أوصلكم. فتنتهره الزوجة قائلة و قد إحمرت عيناها و هي تنقل بصرها بين الأم و البنات متحفزة للرد على أي كلمة : روح جيب أمي بالأول و بعدين وصل الداير توصلو.
لماذا ترضى بعض الزوجات أن يظهر أزواجهن بمظهر الرجل الذي لا حول له و لا كلمة له ، و بدون شخصية ؟ أعتقد جازما بأن الزوج المحترم يعني زوجة محترمة و بالتالي أسرة محترمة. أضعف الإيمان ( إذا بليتم فأستتروا ). فلماذا نشر الغسيل الوسخ على حبل مكشوف برة البيت ليراه الجميع ؟ قبلت دعوة أحد الأصدقاء للسفر في الإجازة الصيفية عن طريق جدة ـ بورتسودان ، حيث إشترى باصا فاخرا و قرر العودة النهائية للسودان ضمن مشاريع أخرى ( للأسف كتب لها الفشل الذريع ). كانت الرحلة تضم صاحب الباص و عائلته و ثلاث عوائل أخرى بالإضافة لشخصي و كنت بدون أسرتي التي سبقتني بالطائرة لحضور مناسبة زواج بالحصاحيصا. إنسابت الرحلة جميلة من الرياض ، وسط حماس الأطفال ، و حلل الأكل الطازة ، و كل واحدة تتباهى بالأكلة التي من صنعها. تكهرب الجو بواسطة زوجة ، عرفت من أول الرحلة أنها حتكون شوكة الحوت التي لن تتبلع و لا حتفوت. فقد نسي زوجها العزيز شنطة مهمة بها بعض هدايا أهلها في المنزل بالرياض. لازم ترجع تجيب الشنطة. و حاولنا إقناعها بأننا قطعنا ربع المسافة لجدة ، و يمكن إرسالها في أي وقت آخر بالشحن ، فكانت تخاطب زوجها و كأننا غير موجودين أو أشباح : إنت ما سامعني ، أرجع جيب الشنطة ، ولا بنرجع كلنا و ما في داعي للسفر. و المسكين ينظر إلينا مستنجدا بتوسلاتنا لأسد الله البضرع. و هي بالفعل كالأسد وسطنا تضرع ، و هو كلما زمجرت ، ( ينخ ) إلى أن وافق على الرجوع و اللحاق بنا في جدة لو ربنا هون و سهل له طريقة ذهاب و لإياب سريعة من و إلى الرياض. المهم ، راح و حصلنا في جدة و الضيق بادي على وجهه ، و بالرغم من تعبه ، و بدلا من أن تشكره ، عنفته قائلة : يعني كان تتصرف و تشتري البلوزات القلت ليك عليها و نسينا ما إشتريناها في السوق. فقلت لها و أنا ( أتقلقل ) من الغيظ : يعني يخش السوق و نحن ننتظر هنا و الباخرة تفوتنا ؟ و كأنها لم تسمعني ، و واصلت الحديث مع زوجها : يعني ديل لو كانوا أهلك كنت جريت و جبتهم. و هو يبتسم إبتسامة لا مغزى لها ، خليط من الإستسلام و الإمتعاض و الإعتياد على تلقي الضربات فوق البردعة. واصلنا الرحلة ، و أنا نادم على هذه الرفقة التي ( ترفع ضغط الدم و تفقع المرارة ). وصلنا بورتسودان ، و حمدت الله أنني في الباخرة لم أقابل تلك الحية الرقطاء و ذلك السنجاب المنتوف. و تحركنا من بورتسودان صوب الخرطوم بعد أن إنتهينا من كل الإجراءات و إشترينا ما نحتاجه ، و تماما عند تلك الطلعة المخيفة وسط جبال الشرق،و الباص يئن و يطقطق من حمولته في ذلك المنعرج الضيق ، شق الصمت صوت الحيزبون : سجمي أنا نسيت البامبرز كلو. لم يرد عليها أحد ، فالكل يركز على الطريق و على الهاوية على يميننا. ثم كررت جملتها. فقلت لها و أنا أقدح شررا من عيني : إستعملي دلاقين ولا توبك لو لزم الأمر ، و بعدين إشتري ليهو في كسلا. قالت : إنت من الرياض مصاقرني مالك ؟. أنا بتكلم معاهو هو. ثم وجهت كلامها للسنجاب الوديع : إنت بقيت تنسى مالك ؟ بتحب واحدة تانية ولا شنو؟ و الله إستعمل قمصانك الفي الهاندباق دة. فنظر إليها بوداعة الطفل الغرير و إبتسم إبتسامة تعني أن لا مانع يا حبي الكبير. و توالت مواقف رفع ضغط الدم ، و أنا إستغرب مثل عينة هذا الرجل. بعد كل كم كيلو متر ، نجد الزوجة إياها تتفنن في إذلال صاحبنا الرافع إيدو لي فوق طول الوقت ، مسلم أمرو لهذه الزوجة التي لا ترعوي. كل الأسر تنزل عند كل محطة وقوف ، إلا هي ، تجلس و تصدر الأوامر له ، حتى الأطفال هو الذي يقوم بتوصيلهم للحمام و عمل اللازم نحوهم. و هي مستلقية على الكراسي الخلفية تبحلق في نقشة الحنة و تستمتع بموسيقى الأصفر الرنان الذي يملأ تضاريس جسدها. قالت واحدة معنا : أريتو راجل السرور. أهو الراجل ولا بلاش. قالت الأخرى : بري. دة لو راجلي بطلقو في يوم واحد. فقلت للأولى : يعني البسوي كدة يا هو الراجل التمام ؟ قالت بعد أن تراجعت عن موقفها قليلا : لا مش كدة مية بالمية ، بس أنا عاجبني فيهو الهدوء. فقلت لها : هذا هو الهدوء الذي لن يسبق العاصفة أبدا. فعواصف زوجته تملأ خياشيمه و رئتيه و قصبته الهوائية . هو ميت حى و لا يدري ذلك. كان الله في عونه و عون من كان على شاكلته. عندما وصلنا الخرطوم بالسلامة ، و بصوت سمعناه كلنا ، قالت الزوجة لا فض فوها و لا فض حساب زوجها في البنك : أنا بمشي أعزي بت خالتي في أبوها ، باخد لي تاكسي من هنا ، إنت روح البيت عند ناس أمي و خد معاك الأولاد و العفش لغاية ما أجيكم. و دون مناقشة ، بدأ في تنفيذ الأمر بآلية يحسده عليها ( الروبوت ).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-23-03, 01:46 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | maia | 07-23-03, 02:23 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-23-03, 02:56 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ودقاسم | 07-23-03, 03:08 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-23-03, 03:19 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | HOPELESS | 07-23-03, 04:05 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-26-03, 09:03 AM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | almulaomar | 07-23-03, 04:55 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | كبسيبة | 07-23-03, 06:48 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-26-03, 09:06 AM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-26-03, 09:07 AM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | Yassir7anna | 07-24-03, 10:36 AM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-24-03, 02:38 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | maia | 07-24-03, 09:13 PM |
Re: (عاجل ) الما بيخاف من مرتو ما راجل | ابو جهينة | 07-26-03, 09:12 AM |
|
|
|