ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 03:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2003, 06:12 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    في بيت البروفسيور عبد الله الطيب


    افــــــادات حرمــــه الاستـــــاذة جريزلـــدا الطيـــــب

    توثيق طاهر محمد علي طاهر




    عندما شرعت في اختيار اسم الاستاذة جريزلدا الطيب كشخصية محورية لحلقات اوراق العمر كنت اضع في ذهني الدور الذي لعبته في حياة البروفسيور عبد الطيب، ذلك الاديب، الاريب، العالم المتفقه، العلامة، واستاذ الاساتيذ كما يقول احد اصدقائه.

    في بيت عبد الطيب يتنادى العديد من الاحباب والاصدقاء والتلامذة صباح ومساء، ووسط هذا الكم تجد جريزلدا تستقبل هذا وتودع ذاك، مما اوحى لي بظروف غير متاحة لمحاورتها بشكل كبير، ومتكامل.. ولكن للاستاذة جريزلدا الطيب جوانب مهمة تخص مراحل البروفيسور العلمية في تأسيسه لكلية عبد الله باييرو بنيجيريا وعمله كاستاذ بجامعة محمد بن عبد الله بفاس بالمملكة المغربية، وقصة اسلامها الذي جاء عن قناعات، ومشاهدة لما رأته في شمال نيجيريا وانطباعاتها عن التصوف، وحركات الاسلام السياسي وصورة العربي المسلم في اوروبا وآسيا في السابق، وكيف ان الارهاب قد ساعد على طمس هذه الصورة النبيلة للمسلمين في اوروبا... كما تتضمن العديد من التشريحات للسلوكيات الاسلامية، والسودانية. وقد شاركنا في هذه الحلقات د. عبد الله محمد احمد رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وهو احد تلامذة البروفيسور عبد الله الطيب وفي السبعينات بالجامعة نفسها وظل ملاصقاً له، وحافظاً للعديد من المواقف، وقد ساعد في صبغ هذه الحلقة، ودفعها في الاتجاه التوثيقي للمعلومات الخاصة باستاذه عبد الله الطيب وترجمته لعدد من المصطلحات الانجليزية التي تستخدمها الاستاذة جريزلدا في قاموسها اللغوي، ولا تستطيع وجود ترجمة عربية لها فكانت هذه الحلقة اشبه بالمناقشة وطرح الرؤى والمعلومات التاريخية المهمة نطمح في اضافة توثيقية لشخصياتنا السودانية لاسيما وان عبد الله الطيب وجريزلدا رفيقا درب، ومسيرة ومواقف وتجارب اثمرت عن عالم وعلامة ومن خلفه امرأة تعرف كيف تصنع نجاحاتها ونجاحات زوجها.
    - استاذة جريزلدا بداية نرحب بك ضيفة على حلقات اوراق العمر التي نجوب فيها عبر تجاربك في الحياة، ولنبدأ بالسؤال عن الميلاد والنشأة والاسرة؟
    üاولا انا شاكرة لكم، وميلادي كان في لندن عاصمة المملكة المتحدة في العام 1925م من القرن الماضي، والدي هو وليم ادوارد ووالدتي هيلدا وينيفيد، وهما من المعلمين الذين اشتغلوا بمهنة التدريس، ولدي اخوان واخوات توفوا جميعا ما عدا اثنين احدهما مدرس للغة الفرنسية والاخرى استاذة تعمل في المستشفيات لتدريس الاشغال اليدوية. بعد ثلاث سنوات ارسلني والدي للدراسة في المدرسة وكنت اصطحب والدي الى مدرسته، ولكن عند نشوب الحرب العالمية الثانية ذهب كل واحد من اخواتي مع مدرسته خارج لندن، ومن ثم مرت الايام حتى تدرجت في الدراسة لالتحق بالمدرسة الثانية التي كانت تقبع شمال لندن وتسمى (palement. hiqh. school) ومنها دخلت (شلسي ارت سكوول) ومنها الى جامعة لندن قسم التربية مع نهاية الحرب العالمية الثانية. -استاذة جريزلدا كيف كان نظام الدراسة في انجلترا؟؟
    üزمان كان السلم التعليمي في انجلترا على ثلاث مراحل يبدأ بالابتدائية ثم الوسطى فالثانوي وهي نفس المراحل التي عمل بها نظام التعليم في السودان في السابق. التعرف بالطالب عبد الله الطيب:-
    -لعلك تعرفت بعبد الله الطيب في وقت باكر في انجلترا؟
    üنعم فقد كانت آخر سنة لي في كلية التربية بجامعة لندن حيث تعرفت به وقد كان احد زملائي من السودان عبد الرازق عبد الغفار الذي جاء لعمل كورس في التربية وعرفني بزملائه من القسم الثاني للتربية ومنهم المرحوم احمد الطيب احمد وعبد الله الطيب ورجعوا الى السودان ما عدا عبد الله الذي اختاروه لعمل كورس للبكلوريا «البكلاريوس» ولما وجدوه فوق المستوى سجلوه للدكتوراة، وفي اثناء بدايته مع مرحلة الدكتوراة تزوجنا في عام 1948م وانتظرنا حتى اكماله لها، وقد ساعدته في رسالته حول الاسلوب وقد اتم اكمالها في سنة 1950م، وكان يفترض ان يرجع للسودان لكن الحكومة وقتها كانت من الانجليز فتم تعيينه مساعد محاضر في كلية غردون، فلم يقبل هذا التعيين ليقدم استقالته، لكن في نفس الوقت عين محاضرا في جامعة لندن ( SCHOOL OF ARTIN AFRICAN STUDIES ) وعدنا الى لندن بعد زيارة ثلاثة اشهر للسودان وكانت زيارة السودان في سنة 1950م مهمة بالنسبة لي خاصة وانها اول مرة حيث سافرنا بالباخرة من ليفربول حتى ميناء بورتسودان، وامتدت الرحلة لـ(14 يوما) ومررنا بقنال السويس وبورسعيد وعندما نزلنا في بورسعيد لاول مرة بدأت وكأنني اشتم رائحة الشرق الاوسط، وعند وصولنا لبورتسودان لم ننزل على طول حيث كانت السفينة مليئة بالبضائع، والنصف الآخر بالركاب، وفي لحظة انتظارنا على الشاطئ شاهدت مجموعات من الهدندوة الذين يعملون في الميناء لانزال البضائع من على السفن فاندهشت، وتملكني الفزع حيث خطرلي خاطر بانهم متوحشون وعند اطلاق الصافرة دخلوا الى السفينة فهرعت الى غرفتي ووجدت نفس الناس يأخذون امتعتنا وينزلونها ، المهم في الامر نزلنا في فندق البحر الاحمر (REDSEA HOTEL) وكان الطقس سخنا، حيث لم يمر علي طقس كهذا... بعد ذلك اخذ عبد الله يبحث عن اصدقائه من سكان بورتسودان ومن ضمنهم تاجر اسمه علي كرارفأخذنا لمنزله بديوم سواكن، وكانت في ذلك الوقت مبنية بالخشب، وبعد تناول الغداء منحوني بعض الهدايااذكر من ضمنها «غوايش» من فضة فتركت لدي انطباعا جيدا عن اهل السودان، وكنا في انتظار القطرالا ان الامطار التي هطلت على بورتسودان يومها اضطرتنا للسفر بالطائرة ولاول مرة اركب الطائرة من بورتسودان الى الخرطوم وانا التي كنت اخاف من ركوبها في لندن الى السودان. التعود على الاجواء السودانية والعادات:-
    -استاذة جريزلدا.. كيف استطعت ان تتلاءمي وتتكيفي مع عادات جديدة وتقاليد ودين جديد خاصة وانت انجليزية المنشأ والميلاد؟؟
    üاظن الحكاية دي حدثت تدريجياً... فاول مرة وصلنا فيها للخرطوم استضافنا احد اقرباء عبد الله الطيب يسكن بودنوباوي بام درمان، وقد كان يعمل باشكاتب واستغربت على تقسيم النزل لجزئين احدهما للرجال والآخر للنساء وطبعا كان بالنسبة لي امرا شاذا والاغرب من ذلك نزلنا في وسط المنزل، وعندما دخلت «الحمام» لفت نظري شكله فهوعبارة عن مخزن ملئ «بالكراتين» وعندما عدت وجدت عبد الله يلبس جلباباً ويؤدي الصلاة وكان منظرا غريبا ايضا فاصبحت ابكي كذلك صدمت لشكل الغرفة التي استقليناها فهي متعددة النوافذ، بحيث يدخلها ويخرج منها العديد من الناس فتنتفي الخصوصية وحقيقة كل هذه المناظر والمشاهد اثارت انتباهي لمساكن السودان واهله. كذلك الاكل الذي يجهز عبر «صينية» كبيرة وبه اصناف متعددة لكن «المطبخ» به شئ من الفوضى حيث تجلس النساء على «بنابر» واحيانا يوضع الاكل على الارض فاعتبرته شيئاً من «الهمجية» اما بالنسبة للاكل بالايدي فهو امر غير غريب علي حيث تعودت عليه في لندن عندما كان عبد الله يأتي بضيوفه لمنزلنا هناك. الاسرة ترفض الزواج... ولكن الوالد يتراجع اخيرا:-
    -ارجو ان تحكي لي عن قصة تعرف عبد الله الطيب باسرتك وهل وجد زواجكما معارضة من قبل الاسرة؟
    üعندما حدثت والدي ووالدتي بالزواج من عبد الله اصيبا بصدمة جعلتهما لا يذهبان الى عملهما لمدة يومين، وفي اليوم الثالث ذهب والدي الي مكتب وكالة السودان بلندن، مشتكيا لوكيل السودان انذاك مستر (هاردلي) حول كيفية زواج السودانيين من بنات الانجليز وهوامر غير مسموح به ،فرد عليه الوكيل بقوله: هؤلاء الطلبة السودانيون يعتبرون من احسن ابناء الطبقات السودانية، وهم من الطلاب المتفوقين ولهم مستقبل مشرق وان الطالب عبد الله الطيب من اسرة محترمة جدا، تربى في كنفها احسن تربية وهي اسرة المجاذيب الشهيرة بمدينة الدامر شمال السودان وكان دوما يحرز المرتبة الاولى في دراسته... هذا الحديث هدأ من روع والدي مما جعله يبعث بخطاب لي يبدي فيه تأسفه وعدم معرفته بعبد الله واشار الى ان لقاءه بوكيل السودان اعطاه الامل وطمأنه على مستقبل ابنته. -هل سبق لوالدك ووالدتك زيارة السودان؟
    üبعد ان جئنا انا وعبد الله الى السودان عام 1950م ذهبنا الى بخت الرضا وقضينا فيها ثلاثة اعوام وعند رجوعنا الى الخرطوم ، عمل عبد الله في جامعة الخرطوم زارونا في عام 1960م بمنزل الجامعة الذي كان في حي المطار، ورأوا بانفسهم مستوى حياتنا واعجبا بالسودان واهله الذين تنادوا لاكرامهم بالذبائح وتمت دعوتهما في القراند هوتيل.
    - استاذة جريزلدا... لابد ان تكوين الشخصية تؤثر فيه معطيات بعينها... فما هي المؤثرات الفكرية التي كونت شخصية الاستاذة جريزلدا؟؟
    üهذا سؤال كبير ووافي فقد كان من اهدافي الاولى في حياتي حب السفر وتمنيت لوكنت «بحارة» امخرعباب البحار عبر السفن والمحيطات، وان اصبح كالاولاد يتخيرون سبل حياتهم، فكان مزاجي في السفروالاطلاع على ما يدور في بلاد الدنيا وقد تم هذا الامر بزواجي من عبد الله حيث اتيحت لي فرص عديدة، كما جاء تأثير الفن وحبه عبر المدرسة الثانوية، وكنت اتمنى ان استمر كطالبة وودت نيل شهادة جامعية من الجامعة الفرنسية، والتخصص في مجال الفن، وفعلا تم ذلك بالتخصص الذي يتيح لي التدريس في اي بلد، فدرست الفن في السودان، وفي نيجيريا وحقيقة الفن ليس لديه حدود ولا مشكلة لغة فاستمتعت بدراسته وتدريسه وانتاجه مستفيدة منه طوال حياتي.
    - هل كانت لديك ميول نحو المسرح والموسيقى والادب؟
    üوالدي كان يحب المسرح مما اتاح لنا الاشتراك كاسرة في جمعية التمثيل في المنطقة ولما جئت الى السودان اشتغلت مع عبد الله في الاخراج المسرحي لطلاب جامعة الخرطوم وفي ديكور المسرح وسافرت الى «ستفورد» موطن شكسبير واشتركنا في اداء عدد من المسرحيات وكان الطلاب يذهبون الى المسرح حيث نقف ضمن الصفوف الطويلة لدخول ارخص مكان بالمسارح في لندن، ولك ان تعلم بان لندن كانت بها فرص عديدة للثقافة والموسيقى الكلاسيكية واشتركت مع اصدقائي في عدد من الحفلات الموسيقية الكلاسيكية.
    السفر الى فرنسا:-
    üعند بلوغي سن الثامنة من العمر تم ارسالي الى فرنسا لدى بعض الاسر بحيث يجئ ابنهم الى انجلترا للمكوث مع اسرتي وكان ذلك سنة 1933م وابنهم هذا اسمه ماكس وشقيقه كلود الذي نشأ معنا في الصغر، ومن حسن الصدف ان كلود هذا ابنه باتريس ماري الذي انتج عددا من المسرحيات وتزوج من الممثلة السودانية تحية زروق وزارني في السودان وهذا التحول لفرنسا ساعدني على تعلم اللغة واعطاني حب المسرح والسفر. قصة تعلم اللغة العربية والاطلاع على ادب الطيب صالح:-
    üاستاذة جريزلدا الم تطلعي على الادب السوداني خاصة بعض الروايات والروائيين السودانيين؟
    ü أية كتابات باللغة العربية انا كنت على الهامش، حيث ان قراءاتي ضعيفة جداً في هذا الجانب.
    - حتى رواية موسم الهجرة الى الشمال التي ترجمت لعدد من اللغات؟
    ü قرأت كل قصص الطيب صالح بالانجليزية كما ان عبد الله الطيب ألف كثيراً من المسرحيات في مقدمتها (نكبة البرامكة) و(زواج السمر).
    - قصة تعلم اللغة العربية وهل واجهتك بعض المشاكل؟
    ü لم يكن تعلم اللغة العربية صعباً لا سيما وانني تعلمتها من خلال الناس، والاحتكاك بهم ولم اتعلمها بالطريقة الاكاديمية البحتة والتدريس ففي سنة 1950م عند زيارتي للسودان تعلمت اللغة مجبرة نسبة لانني ساعايش اهلها الذين يتكلمون اللغة العربية الفصحى والدارجة وهو امر شبيه بتعليم السباحة حيث يرمي الطفل الى حوض السباحة ولابد له من تعلمها.
    دامر المجذوب .. قصص وحكايات
    - كيف تأقلمت مع مجتمع السودان؟
    ü بالتدرج حيث بدأت بالدامر فهي قرية او بندر نموذجي بشمال السودان، اما التميراب فهي موطن عبد الله في الناحية الغربية للدامر ولم نكن نزورها إلا في الاعياد لحضور الصلاة تحت الشجرة الكبيرة ونحضر الحولية ونرجع بالمعدية التي تسمى (سفينة نوح) كما يحلو لاهلها التسمية.
    أما الدامر فهي موطن المجاذيب اسرة عبد الله الطيب وهي اسرة متشابكة وقد وجدت لعبد الله ثلاث اخوات ووالدة لم يكن لديه اخوان وكان كل شخص يقول انه خال عبد الله او عمه او عمته فيستعملون هذه الصفات بطريقة واسعة مما يدل على تشابكهم، وفي الدامر يوجد بيت الشيخ الطيب (منزل الأسرة) وكان الشيخ الطيب يعمل معلماً فاتيح له شراء هذا المنزل من الحكومة بالاقساط ولما توفى فجأة جاءت جدتهم وقادت كل الاطفال وذهبت الى المدير الانجليزي قائلة،: ان هؤلاء اولاد حاج الطيب ويرغبون في اعفاء ما على والدهم من اقساط متبقية وتسجيل البيت باسمهم وفعلاً وافق المدير الانجليزي وسجل البيت باسم شيخ الطيب لما كنا في زيارة عام 1954م قام عبد الله بشراء المنزل الذي يجاور منزل والده ثم اشترى منزل ناس شيخ ازرق مفتش التعليم فقامت ارملته ببيعه لتكون عدد البيوت ثلاثة بيوت كبيرة في منطقة القوز مقابل مسجد الشيخ السهيلي، وهي من اقدم المناطق في الدامر وعرفت البيوت باسم آل الطيب.
    المجاذيب سلطة الدين والأرض، وحل المشكلات
    ü المجاذيب في الدامر لديهم سلطة في الدين، وفي ادارة ما يتصل بملك الاراضي الزراعية، والبيوت وحل المشكلات التي تحدث وهناك الحولية السنوية وذكر الدرويش ليلة كل خميس، والشيء الذي اعرفه عن المجاذيب ان لهم افرعاً في انحاء السودان المختلفة خاصة في شرق السودان، في «وقر»، و«اروما» و«اركويت» و«سواكن»، وللمجاذيب في اركويت خلاوى اميزها خلاوى البنات.
    - استاذة جريزلدا ألم يلفت نظرك طريقة حياتهم، وتصوفهم وعاداتهم؟
    ü نعم.. لاحظت ان حياتهم الاجتماعية تميزها تقسيمهم الى طبقتين الاولى طبقة الفقراء الذين لابد ان يعيشوا لذلك يعملون في زراعة الجزر، والاحتطاب، والاخرى طبقة من الفقراء لكنها احسن حالاً ويمكن ان تسميهم «مبسوطين شوية» ويتزاوجون فيما بينهم، ومن اشهر الشخصيات عند المجاذيب اصحاب السلطة الشيخ البشير الذي توفى الاسبوع الماضي، والشيخ المجذوب «المشهور جداً»، وله مكانة سامية وكبيرة في اوساط المجاذيب، ولدي علماء السودان لا سيما وهو دارس في الازهر الشريف، وقد كان احد اعضاء نادي الخريجين، ومؤتمر الخريجين ابان الحركة الوطنية..
    زرت المجاذيب في سنة 1950م لدى زيارتي للدامر، ودخلت كل بيوتهم فلمست محافظتهم والانغلاق، وعدم الحركة الواسعة فهم لا يرون بعضهم بشكل كبير، ولك ان تعلم انني خلال اجازة الشهر تحركت في كل شبر، فذهبت الى التميراب غرب الدامر، والى الاسواق، والى مدينة عطبرة، لكن نساء المجاذيب لا يفعلن ذلك فهن نساء - «محافظات ومستورات» - وفي مرة من المرات سافرت مع اسرة الشيخ المجذوب بالقطار فوجدت ان النساء يجلسن في غرفة محجوزة بكاملها، لا يختلطن بالرجال، ويلبسن جوارب بيضاء، انظر منذ ذلك الزمن كنّ محافظات الى ذلك الحد. التصوف عند عبد الله الطيب
    - سألت جريزلدا عن التصوف في حياة البروفيسور عبد الله الطيب إلا انها ردت بان البروفيسور لم يكن يستعمل هذه الكلمة كثيراً.. اما الدكتور عبد الله محمد احمد فكان له رأي آخر يتمثل في ان للبروفيسور اشياء صوفية، وهو يعترف بذلك، ومن هذه الصفات بذله للعلم، ولا يطلب في مقابله مادة، وهو على استعداد للاجابة في أي وقت على مسألة علمية، ويمكن ان تقف معه في أي مكان مادام سؤالك في العلم، ويعطي كتبه لمن اراد استلافها بدون اية ضمانات، ويسعد بذلك، وحين يدعى الى اية ندوة يلبي الدعوة، واذكر اننا ذهبنا الى كنانة لاكثر من ست مرات، وهذه بالطبع ميزة صوفية.. «وهنا التقطت جريزلدا القفاز لتتحدث في الاطار نفسه».
    اتفق مع ما جاء في حديث د. عبد الله محمد احمد، ولعلني نشأت في اسرة جلّ افرادها عملوا في مجال التدريس، وكانوا يعتبرون ان من امتلك علماً عليه ان يعلمه للاجيال التي بعده، وانا شخصياً لم اعرف الحسد في مجال الفن، فهو بحر واسع لا مجال فيه للانانية، وهكذا فان عبد الله الطيب نفسه يرى ان الأدب العربي بحر لا ساحل له، ويتحمس له اشد الحماس، ويتمنى من الاجيال القادمة ان تكون متحمسة له ايضاً.
    الشعر الانجليزي، وصدور ديوان «أصداء النيل»
    - أستاذة جريزلدا.. انت زوجة لأديب وشاعر فهل يجد الشعر مساحة عندك؟ خاصة شعر البروفيسور عبد الله الطيب او غيره من الشعر في السودان، او الشعر العامي؟
    ü أنا احب الشعر الانجليزي، ويشاركني في ذلك البروفيسور ويفضل في الغالب ان اقرأ له. وعندما اصدر ديوانه «اصداء النيل» وكانت اول «مجازفة» له مع النشر، كان يركب دراجته ويقوم بالتوزيع للمكتبات بنفسه..
    ومجهوداته لم تقف عند هذا الحد فقد كان ينوي ان ينقل مسرحية «زواج السمر» لعرضها في المغرب ابان الموسم المسرحي هناك وبعد ان اخذ موافقة وزير الثقافة تدخلت بعض الايدي ممثلة في بعض مسؤولي الثقافة لمنعها، وللاسف بحجج واهية!! ولعل الدراما الآن في السودان مبنية على الكوميديا اكثر من التناول التراجيدي، واعتقد ان الموازنة بينهما مهمة لان الاضحاك لوحده غير مفيد للدراما..
    جريزلدا تقف خلف نجاحات البروفيسور عبد الله الطيب
    - ما هي الاشياء التي وقفت خلفها جريزلدا، وكانت تمثل نجاحات البروفيسور عبد الله الطيب من واقع المثل القائل «وراء كل رجل عظيم امرأة»؟؟
    ü كنت ادفعه كثيراً لتشجيع المرأة على التعليم، واحس بالفخر بان هناك ثلاث نساء كن قد درسن على يديه، واصبحن عميدات، وهن سعاد الفاتح، وزكية ساتي، ود. محاسن عبد القادر حاج الصافي، وهي تلميذته في العربي عندما كانت في كلية الآداب وهو عميدها، وهي درست تاريخ، كذلك فاطمة الامين، وبتول، وغيرهن... وهذا مشروع في رأيي ناجح جداً.
    الدكتور عبد الله محمد احمد شارك باضافة معلومات مهمة في هذا الجانب مفادها:
    ان قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم به حوالي سبع نساء من الاساتذة وكلهن من تلميذات البروفيسور عبد الله الطيب، ومقارنة بالاقسام الاخرى فهن قليلات، وتعتبر هذه ظاهرة ويمثلن اكثر من نصف عدد القسم.. وبعد حديث الدكتور محمد احمد تواصل جريزلدا رصد النجاحات التي كانت خلفها حيث تقول: عند تأسيس القسم الفرنسي بجامعة الخرطوم اصر عبد الله الطيب على ان تكون اول واحدة لتأسيس القسم والتدريس فيه من النساء.. وفي كلية عبد الله باييرو بنيجيريا ايضاً حدث نفس الشيء من البروفيسور حيث اوكل مهمة التدريس وبداية القسم الى احدى الاستاذات الفرنسيات.. وفي الجوانب الاخرى فقد سعيت لتهيئة الاجواء المناسبة لان يكون لعبد الله الطيب خصوصية تتيح له الاطلاع، والتأليف، والمراجع لتكون له مكتبة لوحده.. وظروفه كان فيها بعض التداخل.. وفي وجهة نظري فوضى تحتاج للترتيب، والهدوء وبعض الاوقات لنفسه حتى ينتج اكثر في المجال العلمي..

    ---------

    تكملة المقال في البوست التالي


    - المصدر

    http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...file=article&sid=361
                  

العنوان الكاتب Date
ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-19-03, 04:15 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ 3bdo06-19-03, 04:20 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ altahir_206-19-03, 04:25 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ ABUHUSSEIN06-19-03, 04:29 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ Zaydoon06-19-03, 04:59 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ ABUHUSSEIN06-19-03, 05:34 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ 3bdo06-19-03, 05:39 PM
      Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ BousH06-19-03, 07:36 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ ابو ساجدة06-22-03, 09:47 AM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ obay_uk06-19-03, 11:18 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ أبنوسة06-19-03, 11:43 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ Zaydoon06-20-03, 04:35 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-20-03, 09:13 PM
      Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-21-03, 04:43 PM
        Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-21-03, 04:52 PM
        Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-24-03, 05:42 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ ghariba06-21-03, 05:08 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ wa7shny06-21-03, 05:47 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ AnwarKing06-22-03, 00:15 AM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-26-03, 12:38 PM
      Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico06-27-03, 00:06 AM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ AnwarKing07-07-03, 03:31 AM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico07-15-03, 06:09 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ AnwarKing07-15-03, 07:50 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico07-15-03, 08:19 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ Tabaldina07-15-03, 08:21 PM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico07-16-03, 06:51 PM
      Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico07-16-03, 06:53 PM
        Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico07-22-03, 06:12 PM
          Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico07-22-03, 06:22 PM
            Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ manubia07-23-03, 08:13 AM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ Ahmed Elsharif07-23-03, 12:13 PM
  Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ AnwarKing07-24-03, 01:42 AM
    Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico08-29-03, 02:33 PM
      Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ sympatico08-29-03, 02:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de