كتيبة الفرقان تضم غازى سليمان و كمال الجزولى الى قائمة المهدرة دماؤهم

تنظيم (حق) يتهم الموساد والحكومة بمساندتها، محامون سودانيون يجمعون توقيعات لتصعيد الحملة ضد جماعة تكفيرية

في الوقت الذي أصدرت فيه إحدى الجماعات الدينية المتطرفة المسماة جماعة المسلمين - كتيبة الفرقان - بياناً ضمت فيه الى قائمة المهدرة دماؤهم اثنين من المحامين السودانيين هما غازي سليمان و كمال الجزولي ليرتفع العدد الى احد عشر من الشخصيات العامة،


تصدت حركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق) المنشقة عن الحزب الشيوعي السوداني والتي تم إهدار دم امينها العام الحاج وراق ضمن تسعة آخرين - لفضح الجماعات التكفيرية متهمةً المخابرات الاسرائيلية (الموساد) بالوقوف خلفها، كما اتهمت الحكومة السودانية بمساندة هذه الجماعة.


وقالت (حق ) في بيان لها ان من بين الذين تم إهدار دمهم شيخ عبد الله أزرق طيبة رئيس السجادة القادرية - إحدى الطرق الصوفية بالسودان - والدكتور فاروق كدودة المحاضر بجامعة ام درمان الاهلية، والنيل ابو قرون وعصمت الدسيس والطاهر حسن التوم.


واضاف البيان انه قد تأكد لحركة (حق) بناءً على معلومات موثوقة بان التهديد المعني تهديد جدى وخطير فهذه الجماعة (أي جماعة المسلمين كتيبة الفرقان ) وهي واحدة من بين سبع على الاقل من جماعات التكفير هي التي فرخت الخيلفي وعباس الباقر واللذان فتحا النار وبلا رحمة على العزل والابرياء بما في ذلك النساء والأطفال، حيث قام الاول بالهجوم على مسجد انصار السنة بأم درمان وهم يؤدون صلاة الجمعة، فيما نفذ عباس الباقر هجوماً مماثلاً على مسجد انصار السنة بالجرافة بأم درمان أثناء صلاة التراويح في رمضان.


واتهم البيان هذه الجماعات التكفيرية بأنها نفذت لاحقاً عدة اعتداءات كالسطو على محال تجارية لهنود واقباط وفض أحد الاعراس بالخرطوم باستخدام القرنيت ومضايقة السياح الاجانب أمام هيلتون الخرطوم وقالت (حق) ان الجماعة تضم عديداً من المهووسين الذين يقتلون بدم بارد دون فحص ودون تساءل، كما تمتلك التأهيل اللازم للقتل ومن بينها عناصر مدربة مرتبطة بشبكات الارهاب الدولي وتلقت تدريباً في افغانستان.


وكشف البيان ان المدعو ابو وليد يتولى حالياً مسئولية الجناح العسكري للجماعة وهو الذي وزع البيان على الصحف وهو من أبناء سنار في العشرينيات من عمره وعاش فترة في الدمازين وتلقى تدريباً في افغانستان وتتلمذ على يد محمد مصطفى (من قادة انصار السنة) ثم تتلمذ على يد محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف والتحق بجماعة ابي ايوب البرقوي وهو كويتي يقيم في لندن ثم قام بتكفير ابي ايوب وانتمى الى الجماعة التي يقودها ابو اسحق الجزائري. وهو موجود الآن بالسودان ويسكن في مرزوق بام درمان وكان في افغانستان، ومن قادتهم الآخرين صالح محمد ابراهيم المكنى بأبي الحسن وهو من سنجة وكان يعمل بالقوات المسلحة السودانية.


وذكرت «حق» ان الجماعة « تمتلك السلاح الناري ولها مخازن اسلحة جنوب شرق محافظة بحري وفي ام دخن غرب نيالا ومن مناطق بابرص وخور ابوسيفين وارو على الحدود الاثيوبية السودانية ولها اوكار سرية تدبر منها انشطتها الظلامية أهمها الموجود في مرزوق (احد احياء ام درمان) واحدها منزل يوجد في الشجرة (احد احياء جنوب الخرطوم). و اوضحت حركة القوى الحديثة الديمقراطية في بيانها ان لديها معلومات موثوقة بأن الجماعة تخطط بالاضافة الى الاعتداء على القائمة المعلنة للاعتداء على الكنائس واختطاف بعض الرموز السياسية واستخدامها كرهائن لاطلاق سراح مسجونيهم.


واتهم البيان هذه الجماعات بانها ترتبط باجهزة استخباراتية عالمية عديدة من بينها جهاز (الموساد) الاسرائيلي والذي كثيراً ما يستخدم انغلاق ذهن اعضائها واستسهالها للقتل في تنفيذ المهام القذرة وتسعير الفتن وتشويه صورة الاسلام والمسلمين لدى الرأي العام العالمي. واتهمت » حق« السلطة بان لها دوراً في تغذية افكار هذه الجماعات وقال البيان ان هذه الجماعة تجد سنداً من سياسات السلطة القائمة في البلاد وسنداً في البنية الراكدة التي يتولاها القمع فتفرخ كل ما هو ضار وسنداً من السياسات الاقتصادية الاجتماعية التي تعتمدها الانقاذ والتي زلزلت البلاد وسدت المنافذ والافاق امام الشباب اضافة الى مناخ الانحطاط والبؤس الفكري والثقافي الذي يفرخ الهوس والانغلاق من جانب، ومن الجانب الآخر الانفلات والتفسخ الاخلاقي وكلاهما يغذيان بعضهما البعض وكلاهما معاديان للعقلانية والرشد».


واتهم البيان هذه الجماعات بأنها « تجد تواطؤاً من الاجهزة الامنية والتي تعتقد بانها تستطيع ادارة هذه الجماعات لتحقيق اجندتها الخاصة دونما مسئولية مباشرة وهذه سياسة مجربة اعتمدتها كثير من الاجهزة الامنية سابقاً لكن نتائجها لا تشجع عاقل على اعادة تكرارها، وكان من نتائجها ما حاق بالمرحوم أنور السادات الذي اطلق ايدي هذه الجماعات ترياقاً للقوى الديمقراطية واليسار وما حاق بجعفر نميري والمخابرات الاميركية التي خططت ومولت ودربت ما سمى بالجهاد الافغاني. وقالت «حق» في ختام بيانها انها تورد هذه الحقائق لتنبيه القوى الديمقراطية بمقدار المخاطر الماثلة ولتنبيه الرأي العام العالمي ولتأكيد أن حركة القوى الحديثة الديمقراطية تتحمل المسئولية القانونية والاخلاقية ليس فقط لهذه الجماعة وانما كذلك للسلطة القائمة.


وعلى صعيد متصل شرع اعداد من المحامين السودانيين في جمع عدد من التوقيعات بغية التقدم بها للسلطات لحثها على العمل للحد من ظاهرة المتطرفين فيما قام ثلاثة من الذين أهدرت المجموعة دمهم وهم دكتور فاروق كدودة والحاج وراق وعصمت الدسيس بفتح بلاغ ضد الجماعة المذكورة.





الخرطوم ـ ابراهيم علي سليمان :