الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: إصدارات جديدة (Re: nassar elhaj)
|
وصلتني الكتابة المدونةأدناه، بالبريد الالكتروني من الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت وربما كتبها الناشر بمناسبة صدور ديوانها الجديد الذي أخذ عنوان " قطاع طولي من الذاكرة " فلنقرأها معا وفي انتظار مساهمات الجميع في هذا البورد وليس لي وحدي
نصار الصادق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطاع طوليّ في ذاكرة "ناعوت "
يوتوبياي التي لم أرَها " تلك هي الجملة المفتاحية التي تُصدِّر بها الشاعرة المصرية الشابة فاطمة ناعوت ديوانها الثالث "قطاعٌ طوليّ في الذاكرة " الصادر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب . وكان قد صدر للشاعرة في العامين الماضيين ديوانان هما " نقرة إصبع "عن سلسلة كتابات جديدة و "على بُعد سنتيمتر واحد من الأرض" طبعة أولى عن دار ميريت وطبعته الثانية عن دار كاف نون.
و من الواضح أن فاطمة ناعوت التي تنتمي شعريًا إلى جيل التسعينيات تسعى حثيثًا إلى رأب صدع الفجوة التي نجمت عن سنوات طويلة من الصمت ظلّت تكتب فيها الشعر وتلقيه في الأدراج بغير أن يخرج إلى نور النشر ، مستغرقةً في العمل كمهندسةٍ معمارية ، وفي الأسفار.
تتوزع نصوص الديوان على أربعة أقسام رئيسية :
قبل أن يضيق حذاءُ المدرسة ، بقعة فوق هذا الكوكب ، تحت قوس الباب الوحيد ، وخامس لا يتكلم . والديوان استمرار لتجربة الشاعرة المتميزة في سياق قصيدة النثر المصرية والعربية ، ويصل الصوت الشعري إلى درجة عالية من الصفاء والنضج التشكيلي، تقول في قصيدتها " رقعة صفراء " : أخلع حدقتيّ كلّ مساء / أمسح العدسات برقعةٍ من جلد ظبيٍ / طارده قنّاصٌ / قبل شهورٍ ثمانية / حتى الدغل الكثيف / إصراره على الفرار / تحوّره ليحاكي لونَ الشجر / لم يخدع منظارا / تمرّسَ القنصَ / مذ كان ذرّةَ رمل " . تسعى الشاعرة جاهدة لحذف كل ما هو زائد عن ضرورة اللحظة الشعرية وتُبقي فقط ما هو جوهري ، مثلما تلتقط عينُها برهافة بالغة تفاصيل العالم ، وجغرافية مفرداته وعناصره وتاريخها مما يضفي على الديوان بُعدا إنسانيا بليغا. وقد نجحت ناعوت – كما يقول الشاعر حلمي سالم -عبر دواوينها الثلاثة – في بلورة ملامح خاصة لتجربتها الشعرية الشابة ، تتجلى في :
الابتعاد عن العاطفة المفرطة في سبيل خلق مسافة( ولو سنتيمتر واحد) بين النصِّ والشخص، معاجلةً القضايا الكبيرة أو المعاني الكليّة عبر مداخل صغيرة وزوايا جزئية ، الانتباه إلى نثريات الحياة اليومية عبر لغةٍ تمزج بين المجازي والعيني ، الشعبي والعلمي، المفارقة التي تضيء القصد أو تسخر منه أو تقلبه ليتأكد عبر ضدّه : " أنتظرُ صامتةً /ريثما ينتهي جامعُ الفراشات من تثبيتِ جناحيّ في ألبومِه/ حتى أطير." ولأن القطاع طوليّ في ذاكرة فاطمة ناعوت ، فهو يجاور بين ما لا يتجاور( عكس القطاع العرضيّ ) ويلضم ما لا يُلضم، وفي ذلك نبع الشعر.
" يوتوبياي التي لم أرها " تشير عبر قصائد الديوان كلها أن ثمة حُلما كبيرًا قد أُجهض ،و أن ثمة عالَما مأمولاً قد حُجِب ، و أن ثمة فَقْدًا مؤلمًا قد حدث . ولأن هناك يوتوبيا لم تُعَش ، فلابد أن تكون هناك غربةٌ طاغية تطحن الإنسان. وهي غربة متعددة الوجوه: اجتماعية ووجودية ووجدانية، وفي مثل تلك الغربة يمكن أن يهيمن المنظور الرياضيّ الهندسي الإحداثيّ على رؤية الواقع والموجودات ، ليس لأن الشاعرة مهندسة معمارية فحسب، بل لأن الغربة تُحيل العلاقة بين الرائي والمرئيّ إلى أرقام مئوية وخطوط طول وعرض، وفي مثل تلك الغربة يصبح الشعر "عورةً" نسعى إلى سترها عن الآخرين :" أبوابٌ عالية/ أغلقناها على قصائدَ/ أكل الصدأ أوزانَها "
ويقول د.صلاح فضل في مقالة له عن الديوان نُشرت في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 9 مايو الحالي:" شاعرتنا تحترف الهندسة المعمارية، وتكتب بالعربية والإنجليزية ، فتخترق حواجز اللغات والثقافات ، كي تتواصل مع ذاتها في لحظات صدقٍ حميم وموجع، تترجم رؤيتها إلى كلمات لم يسبق لها الدخول في قاموس الشعر من قبل ، تطمح إلى أن تتحقق فيه وتبطل المطمور المخزون في ذاكرة الأسلاف، ترقص على الحافة الخطرة بين شعرية الائتلاف والاختلاف ، وتلعب في تلك المسافة الحرجة بين حرية الإبداع وعقوبات التلقي .لا تريد أن تفصل بين منضدة التصميم الهندسي ولوحة التشكيل الشعري، تختار لديوانها عنوانا مهنيا طريفا ،لتنطلق في محاولة تشعير هذا الموقف واستعارة مفردات عالمه لتقديم تكويناتها الإبداعية المتخيلة فتقول مثلا:" يسقط الضوء على وجهي مرتين في العام/ المقطع الطولي يكشف/ أن سمك الجدار ثلاثون عاما/ بعدما تشرب يومان خلسةً عبر عوازل الرطوبة والحرارة/لابد من فواصل هبوطٍ وتمدد لجدارٍ بهذا الطول والصمت/طبقات الأرض الافتراضية يحتلها بالتتابع:/ صخرٌ/رصاصٌ/نورٌ/ماءٌ/ترقب/ماءٌ/وموت./ لذا لم يجد البنّاء بدًّا/من زرع أوتادٍ/بعمق الخيبة الزاحفة على وجهي في العام الأخير/ ومدِّ فرشةٍ من الأسمنت /تضمن ثبات البناية في الزلازل ."
"قطاعٌ طوليّ في الذاكرة " خطوة جديدة تخطوها فاطمة ناعوت في مشوارها الشاق الشيّق، باتجاه يوتوبيا أخرى يمكن أن نراها وأن نعيشها حين تنتفي الغربة ويزول الاغتراب صوب الشعر وبالشعر و حين تخلو الحيطان الأربعة من "خامس لا يتكلم" .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إصدارات جديدة | nassar elhaj | 05-31-03, 06:00 PM |
Re: إصدارات جديدة | فتحي البحيري | 05-31-03, 06:20 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 05-31-03, 07:42 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 06-01-03, 05:36 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 06-02-03, 06:51 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 06-03-03, 07:06 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 06-06-03, 04:43 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 06-12-03, 09:42 AM |
Re: إصدارات جديدة | Elmosley | 06-13-03, 02:27 PM |
Re: إصدارات جديدة | nassar elhaj | 06-14-03, 04:18 PM |
|
|
|