|
على فراش الموت
|
>>لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت >>سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . >> >>و قال لعائشة : >> >>انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد >>من الميت . >> >>و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : >> >>إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا >>يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا >>يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه >>في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان >>يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في >>الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع >>فيه الباطل أن يكون خفيفا. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>ولما طعن عمربن الخطاب رضى الله عنه >> >>.. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر >>الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و >>قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و >>سلم و هو عنك راض . >> >>فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و >>الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع . >> >>و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . >> >>فقال : ضع رأسي على الأرض . >> >>فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! >> >>فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض . >> >>فقال عبدالله : فوضعته على الأرض . >> >>فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه >> >>قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : >> >>لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . >> >>اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي >>. >> >>ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا >>فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان) >> >>بسم الله الرحمن الرحيم . >> >>عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا >>عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا >>ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها >>يبعث إن شاء الله . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه >> >>بعد أن طعن علي رضي الله عنه >> >>قال : ما فعل بضاربي ؟ >> >>قالو : أخذناه >> >>قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه >>رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . >> >>ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول >>الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا >>سريعا >> >>و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان >>خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه >> >>الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة .. >> >>و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. : >> >>يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما >>كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ >>الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم >>. >> >>ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ... >> >>روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل >>معاذ بن جبل >> >>و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس >>بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه >> >>حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه .. >> >>فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه >>, و قولي وا فرحاه >> >>ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه >> >>لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟ >> >>قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا >>... >> >>فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول >>لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من >>المؤمنين >> >>و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي >>أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق >> >>قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق >> >>فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا >>أمة الله ؟ >> >>قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه .. >> >>فقالوا : من هو ؟ >> >>قالت : أبو ذر >> >>قالوا : صاحب رسول الله >> >>ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث >> >>و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا >> >>فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين >>لذلك الفتى >> >>و صلى عليه عبدالله بن مسعود >> >>فكان في ذلك القوم >> >>رضي الله عنهم أجمعين. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه >> >>لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال : >> >>ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ >> >>ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ >> >>ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ >> >>ثم قبض رحمه الله. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه >> >>بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟ >> >>فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا >>كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد . >> >>و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة ! >> >>الإجانة : إناء يجمع فيه الماء >> >>الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام >> >>المطهرة : إناء يتطهر فيه. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه >> >>لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن >>عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني : >> >>أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل . >> >>و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر . >> >>و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به . >> >>و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل . >> >>و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه >> >>لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال : >> >>أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال : >> >>اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه >> >>قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني .. >> >>فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : >> >>الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان >>هذا و غض الشباب نضير ريان ؟! >> >>ثم بكى و قال : >> >>يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل >>العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد >>سواك ... >> >>ثم فاضت رضي الله عنه. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه >> >>حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار >>, فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله .... >> >>فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... >>شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله .. >> >>إني كنت على أطباق ثلاث .. >> >>لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و >>لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال >>لكنت من أهل النار..... >> >>فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت >>: إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي .. >> >>فقال : ما لك يا عمرو ؟ >> >>قلت : أردت أن أشترط >> >>فقال : تشترط ماذا ؟ >> >>قلت : أن يغفر لي . >> >>فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما >>كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ >> >>و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في >>عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي >>صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه , >> >>و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة , >> >>ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ >> >>فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي >>التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى >>أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟ >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضى الله عنه >> >>لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم >>: >> >>إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ... >> >>ففعلوا .. >> >>فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما >>ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من >>أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد >>الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة >>مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث . >> >>و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون >>أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى >>مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء >>, ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني >>من سمومها و حميمها حتى أبعث . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>سعد بن الربيع رضي الله عنه >> >>لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب >>فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ >> >>فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض >>روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ >> >>فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟ >> >>فقال سعد : >> >>إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و >>أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و >>إقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى >>رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف ... >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>عبدالله بن عمر رضي الله عنهما >> >>قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه : >> >>ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : >> >>ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل , >> >>و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت >> >>(و لعله يقصد الحجاج و من معه). >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>عبادة بن الصامت رضي الله عنه و أرضاه >> >>لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال : >> >>أخرجوا فراشي إلى الصحن >> >>ثم قال : >> >>اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي >> >>فجمعوا له .... فقال : >> >>إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من >>الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و >>هو والذي نفس عبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم >>في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي . >> >>فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا . >> >>فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ >> >>قالوا : نعم . >> >>فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... >> >>أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا >>الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و >>لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها >>لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني >>بنار . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الإمام الشافعي رضي الله عنه >> >>دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه >> >>فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! >> >>فقال الشافعي : >> >>أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و >>لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى >>الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول : >> >>و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي >> >>جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما >> >>تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه >> >>بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما >> >>فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل >> >>تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الحسن البصري رضي الله عنه و أرضاه >> >>حينما حضرت الحسن البصري المنية >> >>حرك يديه و قال : >> >>هذه منزلة صبر و إستسلام ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>عبدالله بن المبارك >> >>العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته >>الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت >> >>ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا : >> >>لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله .... >> >>ثم فاضت روحه. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الفضيل بن عياض >> >>العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين >> >>لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال : >> >>وا بعد سفراه ... >> >>وا قلة زاداه ...! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الإمام العالم محمد بن سيرين >> >>روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ >> >>فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما >>ينجيني من النار الحامية. >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه >> >>لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان >>مسلمة بن عبدالملك حاضرا : >> >>يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل >>ذمتهم إلا رأو لكم حقا . >> >>يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أو >>تفتقروا و أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قوموا >>عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ... >> >>قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس >>.. >> >>قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : >>تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و >>العاقبة للمتقين >> >>ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه الله >> >>حينما حضر المأمون الموت قال : >> >>أنزلوني من على السرير. >> >>فأنزلوه على الأرض ... >> >>فوضع خده على التراب و قال : >> >>يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه الله >> >>يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف , >>ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال : >> >>يا دنيا ما أطيبك ! >> >>إن طويلك لقصير ... >> >>و إن كثيرك لحقير ... >> >>و إن كنا منك لفي غرور ... ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>هشام بن عبدالملك رحمه الله >> >>لما أحتضر هشام بن عبدالملك , نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاء >>هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمع و تركتم له ما >>حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله . >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه الله >> >>قال المعتصم عند موته : >> >>لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه الله >> >>لما مرض هارون الرشيد و يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنو أجله .. >>قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..فقال : >> >>احفروا لي قبرا ... >> >>فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال : >> >>ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... ! >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >>محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم >> >>الحمد لله الواحد العلام >> >>و على النبي الكريم الصلاة و السلام >> >>أما بعد .. >> >>فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت .. >> >>جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر >>حقيقة هذه الدنيا ... >> >>و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه >>أفضل الصلاة و أزكى السلام ... >> >>في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة >> >>كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباء مرضه >>بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلى الله عليه >>و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور >>إلى الصلاة . >> >>و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون >>إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف >>الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه >>و سلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم >>المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم >> >>فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر >>ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله >>إلى حجرته ، و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله >>صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ... >> >>و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا >>فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، >>فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت ... >> >>و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... >>فقالت فاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على >>أبيك بعد اليوم >> >>و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش >>موته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة و ما >>ملكت أيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ...... >> >>و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، >>قالت عائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... >>فقالت عائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ... >> >>و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، >>فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات >>... >> >>و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت >>شفتاه قائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و >>الشهداء و الصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقني بالرفيق >>الأعلى اللهم الرفيق الأعلى >> >>اللهم الرفيق الأعلى >> >>اللهم الرفيق الأعلى >> >>و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح >>من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما. >> >> >> >> >>-------------------------------------------------------------------------------- >> >> واللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم >
|
|
|
|
|
|