أراء سودانية حول زيارة مبارك للسودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 06:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2003, 12:16 PM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أراء سودانية حول زيارة مبارك للسودان


    سودانايل 13/5/2003
    ====

    زِيارَةُ السَّاعاتِ الثَّلاث
    كُلُّ الصَّيْدِ فى جَوْفِ الفَرَا

    كمال الجزولى

    [email protected]


    (1)


    (1/1) دهشتان حقَّ وقوعهما ، بالفعل ، لغالب التقديرات الصحفية الأولية ، بإزاء الانفراجين النوعيين اللذين تزامنا ، بغتة ، على مسارين متساوقين فى "عنق الزجاجة" السودانية أواخر شهر أبريل المنصرم

    أ/ ففى المسار الأول وقعت الزيارة المفاجئة ، غير المسبوقة منذ نحو من ثلاثة عشر عاماً ، والتى قام بها الرئيس مبارك إلى الخرطوم ظهر الأربعاء (30/4/03) ، ومباحثاته مع الفريق البشير التى أفضت ، خلال ساعات ثلاث ، إلى جملة اتفاقات لم يكن من الممكن بلوغ أىٍّ منها منذ استيلاء الاسلامويين السودانيين على السلطة بانقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989م ، واكتمال تردى علاقات البلدين فى عقابيل محاولة الاغتيال التى تعرض لها الرئيس المصرى فى أديس أبابا عام 1995م ، والتى امتدت أصابع الاتهام فيها إلى النظام السودانى. من تلك الاتفاقات إحياء العمل "بميثاق التكامل" و"برلمان وادى النيل" ، بأشكال وأساليب مُعَدَّلة ، بعد ثمانية عشر عاماً من إلغائهما فى أعقاب انتفاضة أبريل 1985م التى أطاحت بنظام المشير جعفر نميرى ، والتى عدَّتهما من ثمرات العلائق الفوقية للنظامين ، أوان ذاك ، بمعزل عن الإرادة الشعبية. وإلى ذلك أيضاً استعادة مصر لبعض مؤسساتها فى السودان ، والتى كانت حكومة البشير إما قد صادرتها أو عطلتها ، فى سياق العدائيات المتبادلة طوال ما يربو على العقد من الزمن ، كجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، ومدارس البعثة التعليمية المصرية ، وغيرها

    ب/ أما فى المسار الثانى فقد عقد التجمع الوطنى الديموقراطى اجتماع هيئة قيادته بالعاصمة الاريتريَّة فى 24/4/03 ، وأصدر ، فى ما يتعلق بالحل السياسىِّ الشامل ، جملة قرارات لا تتقيَّد بأىِّ شروط مسبقة للتفاوض مع النظام ، لأوَّل مرة منذ تكوينه فى أعقاب انقلاب 1989م ، الأمر الذى عدَّه المراقبون مفاجأة أخرى ، حيث لم يقتصر على محض التثمين لنتائج المفاوضات "الثنائية" بين أحد أعمدته الرئيسة ، الحزب الاتحادى الديموقراطى ، وبين الحكومة ، خلال الفترة السابقة على الاجتماع ، أو مجرَّد الترحيب بعرض الحكومة لإجراء المفاوضات المباشرة ، بل قام ، أكثر من ذلك ، بتفويض رئيسه الذى نقل إليه العرض ، والذى هو رئيس الحزب الاتحادى نفسه ، لإجراء الاتصالات اللازمة لبحث ترتيبات وأجندة اللقاء ، وتكليف لجنته "لمبادرات الحل السياسي الشامل" ببلورة موقفه التفاوضى (الشرق الأوسط ، 25/4/03). ويمكننا ، أيضاً ، إدراج الدعوة التى طرحها الحزب الشيوعى لعودة المعارضة لممارسة نشاطها فى الداخل ، ضمن هذا السياق ، وإلى ذلك المشاورات غير المسبوقة التى أجرتها ، على هامش الاجتماع ، أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية ، والتى انتهت باتفاقها على ضرورة التنسيق بينها وبين قوي المعارضة الأخرى داخل وخارج التجمع باتجاه الحل السياسى الشامل

    (1/2) غير أن قراءة الحدثين من منظور ما يمكن تسميته بمناخ ما بعد "الصدمة والترويع" اللتين تعرَّضت لهما المنطقة بأسرها ، جراء الحرب الأمريكية البريطانية على العراق ، سرعان ما تبدِّد الدهشة ، ليحُلَّ محلها التدبُّر المنطقى ، من حيث المعطيات والاحتمالات المختلفة ، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن هذه "الرحابة المباغتة" قد غضَّت الطرف ، من جهة العلاقة بين الحكومتين ، عن استضافة القاهرة للتجمع المعارض برموزه ومكاتبه ، ولم تتطرَّق "لاتفاقية الدفاع المشترك" التى ألغتها انتفاضة 1985م هى الأخرى ، رغم ما تردَّد عن أن الجانب السودانى فى المباحثات قد طلب إحياءها ، كما وأنها قد تمظهرت ، من جهة العلاقة بين الحكومة والمعارضة ، فى ذلك القدر الكبير جداً من المرونة التى وَسَمَت استراتيجية التجمع للمرحلة القادمة ، وثمَّنت بعين الرضا المفاوضات "الثنائية" بين النظام وبين الحزب الاتحادى ، بعد أن كانت مثل هذه المفاوضات "الثنائية" ضرباً من "المُحرَّمات" فى شِرعة التجمع السابقة


    (2)
    (2/1) أسطع المعطيات التى قد تساعد على سبر غور الحدثين أن هدف الحرب الحقيقى الذى فشلت فى إخفائه كل ذرائع الغزاة ، يتعدَّى مجرَّد إخضاع العراق ، ليشمل ، تحت عنوان "عسكرة العولمة" ، كلَّ بلدان المنطقة ، بغرض إعادة إخضاعها ، لا بترتيبات الاستعمار "الحديث" ، حداثة ما بعد الحرب العالمية الثانية التى خبرناها فى عمليات الاستتباع الاقتصادى والسياسى والثقافى والأيديولوجى وإنتاج العملاء وزرع الأنظمة "الصديقة" ، بل بمواصفات "ما بعد الاستعمار الحديث" التى تشكل ، للمفارقة التاريخية العبثية ، والتاريخ قد يعبث أحياناً ، إستدارة تامَّة إلى الاستعمار "القديم" نفسه ، القائم فى الاحتلال العسكرى المباشر ، والقهر المادى للشعوب ، ونهب الثروات على المكشوف ، ضمن خطة متكاملة لتفكيك المنطقة ، على ما هى عليه من تفكك ، إلى كانتونات عرقية وقبلية "شرقأوسطية" متفرقة ، لا تشتغل فيها ، حسب خالد الحَرُّوب ، أية آليات "للاستقواء المتبادل" ، أو أية "نتوءات" تعيق "سلاسة" الحركة الأمريكية بأى اتجاه شاءت ، فى محيط "امبراطورية الروم" الاسرائيلية الجديدة الممتدَّة من الماء إلى الماء ، ومن ثمَّ فرض الهيمنة "الأنجلوسكسونية" على بقية العالم من أوربا إلى اليابان

    (2/2) ولئن كان البعض "يأمل" فى أن يُستثنى من هذا المشروع "بفضل" أيادٍ "بيضاء" كان "يُسديها" لهذه القوى ، أو "جمايل" ظلَّ يطوِّق بها عنقها ، فإن عدة إفادات أمريكية رسمية ، كإفادة كولن باول ، مثلاً ، أمام مجلس الشيوخ فى 6/2/03 عن "إعادة تشكيل المنطقة بعد الحرب" ، قد تكفلت بفضح المسكوت عنه ، ولم تترك وَهْماً لمن يريد الاستمرار فى توهَّم احتياج أمريكا لأيَّة "جمايل" أو "أيادٍ بيضاء" بعد الآن ، فبات الجميع ، أو هكذا ينبغى ، متيقنين، ولو بينهم وبين أنفسهم ، بانهم مُدرَجون فى "جدول الأعمال" ، لا محالة ، شعوباً وقبائل وعشائر وبطوناً وأفخاذاً ، سوداناً وبيضاناً ، وأنظمة أوتوقراطيَّة و"ديموقراطيَّة" ، عسكريَّة ومدنيَّة ، ونخباً ومُعارَضات ليبراليَّة وقوميَّة وإسلاميَّة وماركسيَّة وبعثيَّة وغيرها ، بلا أىِّ استثناء! وها هى أمريكا قد شرعت ، بالفعل، فى "التعامل" مع "قوس النتوء" الأبرز ، نسبياً ، فى المنطقة: العراق وسوريا وإيران ، والذى ظل يسمح لبقية دولها ، على حدِّ تعبير الحَرُّوب أيضاً ، بسقف أعلى من "التمنع" الوطنى تجاه مطالب واشنطن. وما من شكٍّ فى أن الآلة الأمريكية، بعد الفراغ من تسوية "قوس النتوء" هذا بالأرض ، سوف تتجه لتسوية "سقوفات التمنع" فى مصر وغيرها بالأرض هى الأخرى


    (3)

    (3/1) توقيت زيارة الرئيس المصرى للخرطوم ، إذن ، على خلفية هذ الوضع المُزرى ، قد يشى بضرب من "القلق الذكى" المرغوب فيه وطنياً ، والقائم على قراءة صحيحة لمعطيات الواقع ، ومتغيراته الراهنة ، ومقتضياته المُلحَّة ، بحيث يكون أوَّل ما يُتوقع أن تفعله مصر، بحكم غريزة "حُب البقاء السياسى" على الأقل، وهى غريزة مشروعة على أيَّة حال، أن تتجَّه جنوباً .. إلى عمقها الاستراتيجى: السودان

    (3/2) فإن جاز هذا التحليل ، وصحَّ المُضى فى النظر إلى الزيارة من هذه الزاوية ، فإن ثمة مقتضيات كثيرة يتوجب استيفاؤها قبل التفكير فى جَنى أىِّ ثمر حلو ، خاصة مع نزوع المعارضة السودانية ، كما سنرى ، لرفع سقف استعدادها للاعانة على ذلك. ونركِّز هنا على اثنين من هذه المقتضيات

    أ/ أولهما إخراج علاقات البلدين من أسر "الملفات الاستخبارية" إلى ساحات التعبير الديموقراطى الحر عن الارادة الشعبية الفعلية ، آلية "الدفاع المشترك" الحقيقية ، والحاضنة الوطنية الطبيعية لاستقرار هذه العلاقات وازدهارها ، فلا تبعث على الاطمئنان ، هنا ، مداخلة سفير مصر بالخرطوم فى ندوة مجلس الاعلام الخارجى فى اليوم السابق على الزيارة، عن أهمية "الأجهزة الرسمية" فى تطوير هذه العلاقات ، وعدم تركها لمنظمات "المجتمع المدنى" (!) فلكأنَّ هذه "الأجهزة" لم تجُرَّب من قبل ، وبخاصة تحت نظامى عبود ونميرى ، فلم تحسِن سوى الأبنية والقرارات الفوقية التى أساءت لمفاهيم "الخصوصية" فى "العلاقات التاريخية بين البلدين" ، ولدلالاتها الخيِّرة فى الذهنية والوجدان الوطنيين ، حتى أتى حين من الدهر أضحى فيه "التكامل" ، للعجب ، محل سخط الجماهير السودانية ومطالبتها "بإلغائه" فى انتفاضة أبريل 1985م (!) مهما يكن من أمر ، وعلى ما ينبغى أن تحاط به هذه العلاقات من خصوصيَّة حقيقيَّة ، لا محض تلهِّيات شعاريَّة ، ومع أنه ما من عاقل يستطيع أن يتصوَّر إمكانية نموها وازدهارها بمعزل عن الترتيبات الحكومية فى البلدين ، إلا أن أثقال الخبرة التاريخية تفرض ضرورة استقصاء ما تفضل به السيد السفير من حديث ، حتى لا يكون حمَّال أوجه يغلب شرُّه على خيره فى ذاكرة الشعبين

    ب/ أما المقتضى الثانى فيتمثل ، فى سياق متصل ، فى الدور شديد الأهمية الذى ما يزال يُنتظر أن تلعبه مصر فى "سلام السودان" ، من منظور إلمامها المفترض بالمطالب الديموقراطية للأغلبية الساحقة من الشعب السودانى فى الشمال والجنوب. فلم يكن مفيداً لها ولا للسودان ابتعادها عن المفاوضات الجارية ، منذ حين ، فى منبر "الإيقاد" بكينيا ، أو تجميدها لمبادرتها التى تفوق مبادرة "الإيقاد" شمولاً للقضايا الخلافية ولأطرافها السياسية كافة وما تمثل من أوزان فعلية. ينبغى أن تطوِّر مصر منهجها فى التعاطى مع قضية "الوحدة" السودانية من محض "ملف استخبارى" يتعلق بأمنها فى مياه النيل ، مع كونه حقاً لها ، إلى إحاطة جدلية تسمح بقراءة هذا "الأمن" فقط فى مرآة "الوحدة السودانية" كخيار طوعىٍّ لا يتحقق إلا حال توفر أشراطه القائمة فى الديموقراطية والحريات والمساواة والمشاركة العادلة فى السلطة والثروة ، لا كمحض "إجراءٍ" قسرىٍّ "يضمنه" نظام شمولىٍّ ما فى الخرطوم. ويقيناً إن لمصر من الخبرة مع هذا النوع من "الضمانات" ما يكفى لأن يقيها أىَّ زلل فى التدبير السياسى ، حاضراً ومستقبلاً

    (4)

    (4/1) من جهة الانفراج الآخر الذى تبدَّى جليَّاً فى المرونة غير المسبوقة التى وَسَمت مقررات الاجتماع الأخير لهيئة قيادة التجمع المعارض بأسمرا ، فى اتجاه تيسير الحل السلمى "بالمغامرة" بتقديم تنازلات واضحة عن الشروط القديمة للتفاوض السياسى، فإن من وجوه الخطأ الفادح ، وسوء التقدير البيِّن، بل وربما الغفلة غير المرغوب فيها ، قراءة ذلك بانفصال عن الظروف الجديدة التى رتبتها الحرب فى المنطقة ، والمآلات التى أفضت إليها مواقف وخيارات المعارضة العراقية. ذلك أن مثل هذه القراءة الخاطئة لا تنتج سوى التيئيس الذى يعود بالأوضاع، لا محالة، إلى المربَّع الأول ، مربع التصلب فى الموقف، والحزازة فى المواجهة


    (4/2) وربما لا نحتاج لتكبُّد مشقة تذكر لتأكيد صحة هذا المنحى فى التحليل ، إذ قد تكفينا مجرَّد نظرة ، ولو عجلى ، للافادات الصحفيَّة التى قدَّمها ، بهذا الشأن ، غير ما واحد من قيادات التجمع أنفسهم. فقد فسَّر السيد ياسر عرمان ، الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية ، تلك المرونة بالتطورات التي تمر بها البلاد ، والمسؤولية الوطنية التى تستوجب توفير "الاجماع الوطني الذي تحتاجه البلاد في هذه الظروف" (الايام 1/5/03). وتذهب إلى أبعد من ذلك فى الافصاح الجهير إفادة السيد فاروق أبو عيسى ، أحد أكثر صقور التجمع تشدُّداً ، يقول: " ورقة الخط الاستراتيجي للتجمع .. تمثل برنامجاً عملياً للنضال على أرض الواقع ، مراعية كل تضاريس الوضع السياسي الراهن داخلياً وإقليمياً ودولياً .. قرار هيئة القيادة بقبول العرض المقدم لها عبر رئيس التجمع للحوار مع الحكومة يمثل سلوكاً وطنياً مسؤولاً جاء تقديراً منها للمخاطر السياسية التي تهدد وحدة البلاد ومستقبلها ، خصوصاً في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية المعروفة بعد غزو العراق .. تخلينا عن أي شروط خاصة في ما يتعلق بتهيئة المناخ وخلافه من أجل الحفاظ على السودان وتحقيق مصالح شعبنا في الوحدة والاستقرار والسلام .. ولعل المسؤولين في الخرطوم يقرأون خريطة الاوضاع داخلياً وإقليمياً ودولياً كما قرأها التجمع الوطني ، و.. يقدمون على حوار بناء من أجل سودان ديمقراطي جديد يقوم على سيادة حكم القانون والتعددية وتداول السلطة في ظل القضاء المستقل واحترام حقوق الانسان .. عدم استذكار دروس غزو العراق سيعرض وطننا لمزيد من الآلام .. نحن على ثقة من أن العقلاء في حكومة الخرطوم يعرفون كل هذا .. ولعلهم يتصرفون بموجبه" (سودانايل ، 6/5/03)

    4/3) ولعل مما يكتسى مغزى خاصاً ، فى هذا السياق ، إشارة أبو عيسى إلى أن "علاقة التجمع والحكومة المصرية علاقة حميمة قائمة على التشاور والتفاكر المتبادل والشفافية" ، وأن الرئيس المصري حسني مبارك بشكل خاص "مع وحدة الشعب السوداني وحقه في السلام والديمقراطية والاستقرار" (المصدر)


    (5)
    (5/1) ثمة فرصة تلوح ، إذن ، لتجاوز مأزقنا الوطنىِّ الراهن ، فكل الصيد فى جوف الفرا ، وما كان يُعشى عيون السلطة عن رؤية القدر الهائل من الرفض الشعبى للاستمرار فى السير بالطريق القديم ينبغى أن ينقشع الآن بالانتباه إلى مايتهدَّد الوطن من مخاطر ، وفتح البصيرة على آخرها للتعجيل بترميم شروخات الجبهة الداخلية. وهذا لا يكون بغير الاقدام على مصالحة جسورة مع الشعب ، وإبرام تسوية تاريخية مع قواه المعارضة ، بما يسمح بالتطوير اللازم لأىِّ اتفاق يمكن التوصل إليه ، فى إطار مشاكوس الراهنة ، كون هذا الاتفاق ، أيَّاً كان، سوف يظلُّ قاصِراً ما لم يُستكمل بعقد المؤتمر الدستورىِّ الجامع ، بمشاركة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى كافة ، لتنفتح الأبواب ، من ثمَّ ، على مصاريعها أمام الحل السياسىِّ الشامل والمأمول


    (5/2) "السوق الشرقأوسطية" و"النفوذ الاقليمى الاسرائيلى" و"الدويلات منزوعة الارادة والسيادة" هى العناوين الرئيسة للاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة. والجميع ، حكومات ومعارضات ، هم الآن فى دائرة الحصار. على أنه ما من شكٍّ فى أن النصيب الأوفر من مسئولية التصدِّى لهذا الخطر الماثل إنما يقع ، بالأساس ، على عاتق النخب الحاكمة. وثمة طريقان أمامها لا ثالث لهما ، ولتنظر أى نهجيها تنهج: فإما تقديم التنازلات "الداخلية" المرموقة ، والتى تمكن من الاسراع فى إجراء الاصلاحات المطلوبة لهذا النظام العربىِّ المُهترئ ، الأمر الذى ربما بدا ، على أيَّة حال ، من قبيل "المعجزة" فى هذه الساعة الخامسة والعشرين (!) أو الانتحار بالاصرار على جرجرة الأقدام ، والتثاقل فى السير بالطريق القديم المُفضى ، لا محالة ، للانبطاح النهائىِّ تحت الاملاءات الأمريكية ، توهُّماً أن ذلك قد يشكل "طوق نجاة" ما بالنسبة لها ، وهذا أوَّل الوهن .. بل هو ، بالقطع ، آخره

    (5/3) الرضا الأمريكىُّ قد يُبطِر ، وضجيج حلقات القوى الاجتماعية الداعمة للنظام والمستفيدة من منافعه قد يغوى ، ولكن ما من حاكِم يمكن أن يبلغ فى الركون لمثل هذا الاغواء وذلك البطر مبلغ صدَّام ، والعاقل من اتعظ بغيره (!) فقد سلخ عُمراً بأكمله يعيث فى شعبه سحقاً وسحلاً وتعذيباً وتقتيلاً ودفناً فى القبور الجماعية باسم التقدم والوحدة والاشتراكية، بينما كان يرتع ، فى الواقع ، فى أكناف رضا أمريكا خلف الحُجُب ، ويتمتع بدعمها المادىِّ والسياسىِّ من تحت الموائد ، حتى انقلب الرضا سحقاً ، واستحال الدعم محقاً ، فإذا بالظهر ينكشف ، داخلياً وخارجياً ، وإذا بالاجداث تخرج ، عظاماً وجماجم ، من أعماق أعماق "أرض السواد" ، تطارده من "حِلةٍ" لحِلة ، ومن "موصِلٍ" لآخر ، مثلما ظلَّ سادراً فى غيبوبة الهتاف: "بالروح .. بالدم" ، يُشنشِن ، لآخر نفس ، بمآثر "النشامى" الذين لطالما استغنى بهم عن شعبه ، حتى حَزَبَ الأمر "يومَ الكريهة" ، فإذا "بالنشامى" يفرُّون من حوله ، وينكرونه قبل صياح الديك مرَّتين

    (إنتهى)
    ===

    Sudan for all the Sudanese ..السودان لكل السودانيين

    (عدل بواسطة sultan on 05-14-2003, 11:29 AM)
    (عدل بواسطة sultan on 05-14-2003, 12:16 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
أراء سودانية حول زيارة مبارك للسودان sultan05-13-03, 12:16 PM
  Re: أراء سودانية حول زيارة مبارك للسودان sultan05-13-03, 12:22 PM
    Re: أراء سودانية حول زيارة مبارك للسودان sultan05-13-03, 12:29 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de