|
دعــــوة لادراجها في المناهج الدراسية .. العولمة تهدد اللغة النوبية
|
لخرطوم الخليج يعتري غالبية عظمي من السودانيين احساس عارم بأن كل شئ في حياتهم يتغير ويتسرب رويداً رويداً الي الضياع ليس بسبب العولمة وتبعاتها من صراع حضارات لأن ذلك واقع له جوانبه التي يتأثر بها العالم بأسره فالسودان أرض خصبة منذ قديم الزمان لتلاقح الحضارات وتمازجها وتبعاً لذلك تبدو اللغة النوبية التي تمتد جزورها لأكثر من ثلاثة الاف سنة وانتشرت ما بين جنوب مصر الي داخل السودان حتي أواسطه في مدينة سنار مهددة حالياً بالاندثار والفناء كغيرها منالتغيرات التي ضربت حتي الخارطة القبلية التي كانت متماسكة حتي وقت قريب . وضمن موجة التغيير التي تجتاح البلد الكبير ظلت اللغة النوبية التي يتحدث بها الملايين في مناطق ممتدة علي شريط النيل في المساحة ما بين وادي حلفا أقصي الشمال ودنقلا في الجنوب فضلاً عن المتحدثين بها من الأسر النوبية المنتشرة في كل مدن السودان بلا استثناء تدفع عنها عوامل كثيرة ومركبة تعمل لاضعافها وحصرها في أركان قصية ليس أقلها العولمة والمدنية ومسايرة التقدم العلمي عبر اللغات التي تدون بها الكتب . لكن النوبيين الذين بدأوا يستشعرون قوة الموجة العاتية التي تستهدف اررثهم الثقافي استعدوا لخوض معركة "الكرامة" من أجل المحافظة علي أغني ارث حضاري حتي تبقي هذه اللغة التي تميزهم حية مع الأجيال ، فأقاموا لالمنتديات والجمعيات الثقافية والدروس المكثفة لمن فاتهم تعلم اللغة من شباب وأطفال القبيلة الذين نشأول في المدن والحضر . يقول البروفيسور هيرمان بيل وهو عالم لغة وآثار ضليع جاء الي السودان منذ العام 1962 لانقاذ آثار النوبة ، أن المحافظة علي اللغة النوبية واجب ليس علي النوبيين فقط انما هو واجب الدولة وكل المهتمين بتاريخ السودان لما لهذه اللغة من دلالات ثقافية عميقة ، لمجتمعات كبيرة ويضيف أن الاهتمام بتاريخ النوبيين ولغتهم يجب أن لا يكون الموضوع أثري فقط وانما يجب أن يكون بمنطلق الحفاظ علي لغة أعظم الحضارات وأغناها . وأشار بيل الي الأخطار التي تحدق باللغة النوبية من أن أبناء النوبيين في المدن لا يتحدثون باللغة النوبية ، كما أن شريحة كبيرة تتمثل في الشباب من الجنسين والأطفال تفرض عليهم ظروف الدراسة وطلب العلم تعلم اللغتين العربية والانجليزية مما يضعف من اهتمامهم بلغتهم الأم ، ويري بيل أنه اذا كانت هناك مناهج وكتب باللغة النوبية مثلاً لاستطاع الجيل الجديد أن يتواصل مع لغته والكتابة بها ومن ثم المحافظة علي هذه اللغة من الاندثار . ويكشف بيل أن اللغة النوبية رغم أنها أسرة واحدة لكنها بعدة فروع ، الفرع الشمالي يتحدث به أهل النوبي في حلفا السكوت وحتي دنقلا والفرع الآخر في جبال النوبة ، ويقول أنم ثقافة النوبة انتقلت في مناطق متفرقة بما فيها مصر وتجد كثيراً مكن العادات المتشابهة والثقافات وطرائق الحياة بين النوبيين في شمال السودان وجنوب مصر ومناطق جبال النوبة بجانب الانتشار في معظم أنحاء السودان والتي تأثرت بالثقافة النوبية ولغتها . ويرفض بيل الاتهام الموجه للغة العربية بأنها قد تكون أحد أسباب انحسار اللغة النوبية ويقول لا يمكن الجزم بأن اللغة النوبية تصبح أداة لاندثار لغات أخري وهذا فهم يصبح قبوله بالنسبة لي ، ولكن من الأفضل أن يعرف الانسان أكثر من لغة واحدة وهذا أفضل للتفكير .
|
|
|
|
|
|
|
|
|