|
Re: احمد الجار الله والحقد على الشعوب (Re: قرشـــو)
|
دمشق في مهب بغداد
الضغط تحول الى دمشق الان بعد ان تم إنجاز مهمة »حرية العراق«, وبما يوحي ان الخطوة التالية ستكون »حرية سورية«.
الضغط المستجد هذا يثير القلق, ويداهم رجال السلطة السورية بالكوابيس المزعجة, لكن هذا الافتراض ممكن نفيه اذا انتهج هؤلاء الرجال نهجا سياسيا مغايرا للنهج الذي اتبعه صدام حسين وأدى الى سقوطه وزوال نظامه. والخشية الان ان تشكل مفاهيم »البعث« ذات المواقف العراقية في سورية, وساعتها سنقع في المحظور نفسه, وسندعو الله بحسن الخاتمة.
لانريد من رجال النظام السوري الان ان يعودوا الى المنابع البعثية الحزبية, وان يمتشقوا قصائد المعلقات, وان يلوحوا بالسيوف اللامعة في وجه حقائق دولية تتعامل بالمعرفة والتكنولوجيا, ولاتكاد السيوف تبدو في معاجمها ومفرداتها.
ومايخيفنا ان رجال السلطة السورية تعاملوا مع الضغوط الاميركية عليهم بردات الفعل وبلغة النفي, وبكلمات التهديد. رأينا في هذا المجال فاروق الشرع يهدد بان اسرائيل ستدفع الثمن لو تعرضت بلاده لما تعرض اليه العراق, وينصح اسرائيل بان تقنع حليفها الاميركي بالامتناع عن هذه المغامرة.
لايجب ان يلجأ الشرع الى إحياء الخطاب الصدامي الخاطئ في سورية.. وسورية لايجب ان تكون قيادتها نسخة عن القيادة العراقية البائدة, فلا تستصغر عدوها, اذا كانت تعتبر الاميركيين والبريطانيين اعداء, ولاتهدد بامكانات ليست في متناول اليد, ولا تتعامى عن حقيقة الاوضاع الدولية, لان التعامي لن ينفيها, ولن يمنع إقرارها في سورية اذا قررت التحرك.
وعلى السوريين ان يأخذوا الدرس من العراق وماجرى فيه.فالعرب الذين راهنوا على قوة صدام حسين, وعلى جيوشه الجرارة التي تبدأ جحافلها في بغداد وتنتهي في القدس, أصيبوا بالخيبة وبالخذلان, وشعروا انهم ذهبوا ضحية الدعاية الصدامية, ومخادعة الشعارات, واكتشفوا ان حاجة الشعب العراقي للحرية هي التي دفعته الى استقبال قوات التحالف بالورود.
نرجو من الوزير الشرع ان يكف عن التعنتر في التصريحات وردود الفعل هذه الايام, وألا يقع بما وقع فيه صدام حسين وأزلامه من اخطاء, ومبالغات في الاستعراض الشفهي للقوة, فهو اول من يعرف ان هناك مآخذ كثيرة على مسارات السياسة السورية, وربما تم إثباتها بالادلة والبراهين.
من باب النصيحة , نصيحة كل العرب المحبين لسورية, والتي لايريدونها ان تغرق بما غرق به عراق صدام حسين, نقول ان عليها من الان ان تبعد عنها كل المحاربين بحناجرهم, وكل الذين يأكلون من اقلامهم, سواء في بيروت , او في بعض الدول العربية, وان لاتعتبر هؤلاء انصارا لها تلتزم بحمايتهم, والاستهداء بحناجرهم واقلامهم..فهؤلاء سيجرونها الى مالا تحمد عقباه, وسينفضون يدهم منها عندما تقع, وسيقولون كما قالوا في صدام حسين : لقد خدعنا واستسلم ولم نكن نتوقع استسلامه وهزيمته. على سورية في هذه الايام الحرجة, والمستجدة بكامل ظروفها, ان تتكيف مع الحقائق الدولية, وان تخرج من أسر المواقف, والشعارات , والادبيات البعثية, والتباهي بالقصائد وأبيات الشعر وبالزجليات الفولكلورية, حتى لاتقع في اخطاء صدام حسين وتعيد ارتكابها.
على سورية ان لاتتصور قدراتها وامكاناتها كما تشتهي وتتمنى, بل ان تنظر الى هذه الامكانات بقناعة, وتتعامل بها مهما كانت متواضعة وقديمة, وفاتتها مواعيد الحداثة والتطوير.. وان تصغي الى مايقوله لها العقلاء, وتفتح آذانها لنصائحهم , وإلا فانها ستغرق.
ان قوات التحالف الدولي التي حررت الكويت سنة ,1991 اخطأت عندما توقفت عن إكمال المهمة وهي تحرير الشعب العراقي بمواصلة الزحف على بغداد.. القوات هذه المرة ,وفي سنة ,2003 لن تكرر هذه الغلطة, وسيأتي من يذكرها ويقول: لقد حررتم الشعب العراقي, فلماذا لاتكملوا المهمة وتحرروا الشعب السوري?!
هذا الاحتمال وارد جدا هذه الايام, ونرجو الله ان تكون عقلية الرئيس السوري الشاب الدكتور بشار الاسد فاهمة لهذا الوضع الخطر , وقادرة على احتوائه وامتصاص مخاطره دونما شعور منها بحرج المساس بالعفة الوطنية والقومية والحزبية. صحيح ان حزب البعث واحد وكان يحلق بجناحيه العراقي والسوري, لكن لابد وان نظرة الرئيس السوري قد اختلفت الان, بعد ان انكسر جناح في بغداد, وممكن ألا ينكسر الجناح الثاني في دمشق.
وكلمة اخيرة نضعها في اذن الدكتورة بثينة شعبان, صوت الاعلام الخارجي السوري الان: انك بحاجة, وانت تتحملين عبء المناقشة مع الدولة الاعظم في العالم, الى اشباع ذاكرتك, واستعادة ما افاد به التاريخ وهو ان الكلام يطرب لكنه لايشبع, وان تلاوة القصائد لاتستر عورات الانظمة وتجمل بشاعتها.
أحمد الجارالله
|
|
|
|
|
|