المخابرات الأمريكية أخطأت تقدير قوة العراق

تقرير عسكري روسي : تكتيك عراقي جديد يربك القيادة الأمريكية

نيوز أرشيف : أكد تقرير عسكري روسي عن الوضع العسكرى في العراق حتى مساء أمس الثلاثاء أن الهدوء ساد كافة الجبهات العراقية عدا منطقتي الناصرية ، وما حول البصرة ظلت المعارك فيها شدة بين القوات العراقية والقوات الأمريكية والبريطانية المنهكة بالرغم من الدعم المستمر عن طريق الوحدات القتالية الغربية القادمة من القواعد الأمريكية في الكويت بأكثر من لواء من المارينز ، ولواء دبابات ، من القسم المدرع الأول (كل هذا قدم من احتياطات قيادة قوات "التحالف" ) ، كما تم تعزيزهم كذلك بعناصر من لواء الدبابات السابع البريطاني.

وعن العواصف الرملية ذكر التقرير أن العواصف الرملية تحولت إلى سلاح عسكري فعال ضد القوات والمعدات الأمريكية والبريطانية فقد تعطلت 100 مركبة ومدرعة تابعة لقوات ""التحالف"" . ولهذا أوقفت الغارات الجوية في محاولة لإعادة صيانة هذه المدرعات التي توقفت عن العمل بفعل العواصف الرملية .
كما أكد التقرير أن الدبابات من طراز ( M1A2 ABRAMS ) توقفت جميعها وتعطلت عن العمل بفعل العواصف الرملية أيضاً وحتي الأن فشلت كل محاولات صيانتها .

وفي الناصرية أكد التقرير أن القوات العراقية تمكنت من تدعيم المقاومة في الناصرية بعدد من الأسلحة والمدفعية الثقيلة وخاصة الأسلحة المضادة للدبابات هذا بالإضافة إلى نشر وزرع الألغام قرب وحول الناصرية .
وعلى كل حال القتال متوقف والقوات لأمريكية والبريطانية تأثرت بالعواصف الرملية والطقس السيئ والذي من المتوقع أن يستمر حتى مساء اليوم ، ويذكر التقرير أن قيادة ""التحالف"" تؤمن بأن الهجوم الليلي سيمكنها من إحراز عنصر المفاجأة ، وسيمكنها من استغلال تفوقها في معدات القتال الليلة وأعلن التقرير الروسي أنه لا يوجد أي تقارير عن خسائر خلال العشر ساعات الماضية إلا أن المؤكد والثابت وفق ما أورده التقرير هو تدمير مركبتين تابعة لقوات الحلف بواسطة الألغام الأرضية وإصابة ثلاث جنود على الأقل ومصرع جندي أمريكي .

أما عن الوضع في البصرة أكد التقرير العسكري الروسي الوضع القتالي استمر بالقرب من البصرة ، وقوات "التحالف" في هذه المنطقة غير كافية للاستمرار في الهجوم ، والشيء الرئيسي والمؤكد أنهم مستمرون في القصف المدفعي والجوي ، والمدينة تحت القصف المستمر ، والذي يعتبر غير مؤثر مع الاستعداد القتالي للوحدات العراقية . وقيم التقرير الوضع العسكرى لقوات "التحالف"هناك يؤشر بأنها غير كافية ومنهكة ولا تكفى لاستمرار العدوان خاصة مع ازدياد شراسة المقاومة العراقية .
وأشار التقرير أن القوات العراقية نجحت الليلة الماضية في تعزيز وحداتها داخل البصرة بمضادات الدبابات المتقدمة وخاصة حول مطار البصرة الدولي وبعد تلك التحصينات تراجعت القوات الأمريكية والبريطانية مسافة كيلو ونصف كيلو متر مربع بعيداً عن المطار وقد دمرت في هذه المعارك ، طائرتي هيليوكبتر ودبابة واحدة خلال هذه المواجهة وحاملتي جنود وقد قتل جنديين أمريكيين وجرح 6 جنود تابعة لقوات "التحالف" .

وعن التطورات في أم قصر أفاد التقرير العسكري أن القوات الأمريكية والبريطانية لم تكمل دخولها الكامل بعد أم قصر ، فهي فقط تحكمت في الطرق الرئيسية فقط داخل أم قصر حيث مازالت القوات العراقية تقاوم وتقاتل عير جيوبها في أم قصر وقد قتل جنديين بريطانيين في أم قصر برصاص قناص عراقي خلال الـ 24 ساعة الماضية . وأكد التقرير تنامي المقاومة العراقية عبر أسلوب جديد وه ما يقلق القيادة الأمريكية خاصة التحركات العراقية المضادة في مؤخرة القوات البريطانية والأمريكية المتقدمة حيث قامت 20 وحدة من الوحدات الاستكشافية العراقية والتي تنشط ليلاً مستخدمة أسلحة وأدوات ليلية ثم تقوم بنشر وزرع الألغام الأرضية خلف وحول القوات الأمريكية والبريطانية المتقدمة .

أما في الناصرية فقد ذكر التقرير أن القوات الاستكشافية العراقية تقوم بدعم القرى حول الناصرية بأسلحة حديثة تساعده في القيام بهجمات عراقية مضادة وقد بالغت الخسائر في القوات الأمريكية والبريطانية خلا الـ 24 ساعة الماضية في معارك الناصرية تدمير 30 مدرعة ومركبة عسكرية بنيران القوات العراقية كما فقد 7 جنود بريطانيين وقتل ثلاث جنود تابعين لقوات "التحالف" وأصيب 10 أخرون .

وقد أبرز التقرير قلق الجنرال تومي فرانكس من المقاومة العراقية في خلف القوات الأمريكية والبريطانية حيث أمر على الفور بحماية وتطهير الجبهة الخلفية لقوات "التحالف" من الجيوب العراقية المقاومة في أقصر وقت ممكن ، وستقوم الوحدات البريطانية (الفرقة 22 SAS ) بدعم الفرق الأمريكية (12 ، 14 ، 15) والت تحوي جنود أمريكان ذوي أصول أسياوية ومترجمين للقيام بهذه المهمة .

بينما في كركوك أكد التقرير العسكرى الروسي إن العمليات الأمريكية والبريطانية في منطقة كركوك فاشلة حتي الأن وأنها تلقي أمل كبير علة مساعدة العناصر الكردية هناك ، ولكن الأخيرة رفضت حتي الأن تقديم أي مساعدات للقوات الأمريكية والبريطانية .
هذا وقد قيم التقرير الوضع العسكرى لقوات "التحالف" في كركوك بأنه ضعيف للغاية متأثراً بتقص وقلة الأسلحة الثقيلة ويبقى الدعم الجوى أيضاً غير كافي ، ولهذا طلبت القوات الأمريكية في الشمال بقيادة (بيرج جي أوسمان) دعم من المدفعية الثقيلة والعربات المصفحة وهذا يؤكد أن الحالة العسكرية الأمريكية في شمال العراق غير قادرة حتي الأن عن لعب اى دور فعال وستبقى هجماتها بلا تأثير في هذه المنطقة .

وعن الوضع في بغداد ذكر التقرير أن لقصف الجوى على بغداد بلا أي تأثير وفشل حتي الأن في تحقيق أي من النتائج التي كان مخطط لها قبل الغزو ، فقد وضعت الخطة أن المدى الكافي لتحقيق الهدف من القصف الجوى لبغداد يكفيه ( 3 - 7 ) طلعات جوية حتى الأن فإن كل هذه الغارات بلا أي نتائج عسكرية خاصة مع ظل شراسة المقاومة العراقية .
وقد أورد التقرير أن الخطط المعدة من فبل للغزو كانت تعتمد على الضربة الأولى التي سيعقبها تغير في الظروف لتكون مواتية لتحقيق السيطرة على منطقة وسط العراق .
ومن جانبهم أكد الخبراء الروس في هذه التقرير أن هذه الخطط تنطوي على خطأ إستراتيجي فادح في المعلومات والبيانات التي وضعت وفقها الخطط ، خاصة وأن الغارات والقصف الجوي فشل حتى الأن في ضرب شبكة الاتصالات الخاصة بالقادة العراقيين التي على ما يبدو ذات تكنولوجيا معقدة والتي كانت الهدف الأول للضربة الأولي .

وقد أبرز التقرير قلق القيادة الأمريكية المتزايد من الاستخدام المستمر للقذائف الموجهة وصواريخ كروز والتي إن ظل استخدامها بهذا المعدل لمدة ثلاث أسابيع فقط من شأنه أن يحدث خسائر فادحة في الوضع الإستراتيجي العسكري للتحالف ، وأورد التقرير قول ريتشارد مايرز رئيس الأركان الأمريكي في البنتاجون أمس نقلاً عن مصادر روسية قوله " نحن كمن يرمي الذهب في الطين " ، قال الجنرال ستانلي مككريستال أثناء نفس اجتماع البنتاغون : ( الخبراء الأمريكيون سموا هذه الحرب بـ "الأزمة" ) .
وقال أيضاً : ( كان كافيا للعدو أن يبدي القليل من المقاومة و القليل من التفكير المبتكر في حين بدأ تفوقنا التكنولوجي يفقد كل معانيه ، مصاريفنا ليست مبررة إذا أخذنا النتائج بعين الاعتبار) . وقال أيضاً : ( العدو يستخذم ببراعة أسلحة أرخص و يصلون إلى نفس النتائج التي تكلفنا البلايين بناءً على الخرافات التكنولوجية من الصناعة الدفاعية ).
وقال أن الطريق الذي تجري فيه الأمور الأن يعتبر"غير مؤثر وسيؤدي الى مصيبة"
وقد فرض هذا القلق نفسه علة القيادة الأمريكية العليا في قطر والت ظلت حتي وقت بالكر من صباح اليوم في مؤتمر مفتوح عبر الإنترنت مع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي والرئيس جورج بوش والذي ظل في حالة طوارىء لإيجاد مخرج للقوات الأمريكية والبريطانية في العراق خاصة مع تحذير وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من عدم بقاء هذه الوضع في العراق لمدة أقصاها شهر فقط لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على الأوضاع الدولية وستكون العواقب وخيمة .
وأشار التقرير أيضاً إلى إنتقاد الرئيس الأمريكي جورج بوش لـ أثناء اجتماع اليوم عبر الانترنت في مركز قيادة "التحالف" تم انتقاد الجنرال فرانكس بسبب قيادته الضعيفة لجنوده وعدم قدرته في تركيز القوات الموجودة على المهام الرئيسية.
وأكد التقرير أنه طوال يوميين كاملين من المؤتمرات على الهواء عبر الإنترنت بين القادة الأمريكيين في قطر و أمريكا وخاصة مع فرانكس لبحث الدعم العسكرى للقوات الأمريكية والبريطانية والتي تم الاتفاق على أن تكون كالأتي :
سيقوم البنتاجون بدعم قوات "التحالف" في العراق خلال أسبوعين القادمين بـ 50 ألف جندي ومالا يقل عن 500 دبابة ستكون متاحة عبر القواعد الأمريكية في ألمانيا وألبانيا ، ومع نهاية ابريل سيكون هناك أكثر من 120 ألف جندي أمريكي بالإضافة إلى 1200 دبابة أخرى لدعم الحرب.
وأكد التقرير أن القيادة قيادة ""التحالف"" أمرت بإمداد القواعد الجوية المستخدمة في الحرب ضد العراق بإمدادت تكفي لأسبوعين من قنابل زنة ( طن ) فما فوق بالإضافة إلى القنابل الحارقة والقنابل شديدة التدمير ، مما يدل كل هذا على ان واشنطن ستعتمد الان على سياسة الارض المحروقة .


مصدر الخبر : نيوز أرشيف