المخابرات الأمريكية أخطأت تقدير قوة العراق

الحرب ترفع سعر برنت الى 68،26 دولارا

لندن - وكالات :
25\03\2003
واصل سعر برميل برنت النفط المرجعي لبحر الشمال ارتفاعه اليوم الثلاثاء بينما تخشى السوق خللا في الامدادات بسبب الصعوبات التي تواجهها القوات الاميركية والبريطانية في الحرب في العراق والاضطرابات الاتنية في نيجيريا.
وسجل برميل نفط برنت المرجعي لبحر الشمال تسليم اقرب الاجال في ايار/مايو في سوق لندن الدولية زيادة من 62 سنتا مقارنة بسعر الاغلاق امس الاثنين وبلغ 71،26 دولارا.
وفي نيويورك، ارتفع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف (لايت سويت كرود) اقرب تسليم في ايار/مايو 70 سنتا ليصل الى 36،29 دولارا، في التعاملات عبر الانترت قبل ان تفتح السوق رسميا، بعد ان سجل زيادة كبيرة من 75،1 دولارا امس الاثنين ليصل الى 66،28 دولارا.
وقال آدم سيمنسكي المحلل في "دوتشيه بانك" مقدما تفسيرا لارتفاع الاسعار ان "السوق النفطية قلقة ازاء الوضع في نيجيريا فيما يبدو ان المعارك في العراق ممتدة لفترة طويلة".
وكانت منطقة دلتا النيجر (جنوب نيجيريا) مسرحا لمواجهات خلال الايام العشرة الماضية بين القوات الامنية وناشطين من اتنية ايجاو الذين كانوا يحتجون على التلوث الذي يخلفه على حد قولهم استغلال النفط في المنطقة.
وارغمت الشركات النفطية على اغلاق العديد من المنشآت ما ادى الى تراجع الانتاج بمعدل 770 الف برميل في اليوم اي اكثر من ثلث الانتاج اليومي لاول منتج افريقي وسادس منتج عالمي.
واكد سيمنسكي ان "القلق حيال موضوع تراجع الصادرات في هذا البلد شديد لدرجة ان الوضع قد لا يتحسن قبل الانتخابات المرتقبة في 19 نيسان/ابريل".
وبدأ المستثمرون يخشون ايضا الخلل في الامدادات فيما لا تزال القوات الاميركية والبريطانية تواجه مقاومة اشد مما كان متوقعا في العراق.
وقال روبرت لوغلين المتعامل في شركة "جي ان اي" للسمسرة ان "الاسعار ستسجل ارتفاعا اكثر لان مقاومة القوات العراقية تزداد شدة فيما تقترب القوات الحليفة من بغداد".
وفي واشنطن، قال مسؤول اميركي ان العراقيين قد يستخدمون اسلحة كيميائية حين يقترب الاميركيون والبريطانيون من بغداد. ورأى روبرت لوغلين ان مثل هذه المعلومات تؤثر سلبا على السوق.
ويتابع المستثمرون عن كثب وضع حقول النفط العراقية خشية ان يتم احراقها بامر من الرئيس العراقي صدام حسين.
واعتبر آدم سيمنسكي ان "آبار النفط في جنوب العراق باتت الى حد كبير في مأمن، لكن المنطقة ليست تحت السيطرة تماما وهناك معلومات حول وجود قنابل في المياه القريبة من مرافىء التحميل، سيلزم بعض الوقت لاستئناف الصادرات".
واضاف المحلل انه "في الشمال، لا يزال تقدم القوات محدودا بسبب رفض تركيا مرور قوات في اراضيها، لكن آبار النفط في كركوك والموصل لم تصب".
وتابع الخبير ان انبوب النفط المتجه نحو تركيا كان لا يزال يعمل قبل ايام، لكن هناك احتمالات ان يتم اغلاقه كاجراء امني. وقد قصفت القوات الاميركية كركوك ليلا، ما يشير الى احتمال فتح جبهة ثانية قريبا.
وحتى الان، لا تزال امدادات النفط مؤمنة عبر زيادة انتاج فنزويلا وزيادة العرض من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) كما يقول المحللون.
وبلغ السعر الرسمي لسلة اوبك، التي تضم سبعة انواع عالمية من النفط الخام، امس الاثنين 70،25 دولارا للبرميل مقابل 81،24 دولارا الجمعة كما افادت وكالة انباء اوبك.