|
مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جميعا
|
من أيام الرماد
الخرطوم تزداد نظافة وحداثة تليق بمدينة رأسمالية في القرن الواحد والعشرين بينما يزداد الناس فقرًا. جامعة القاهرة بالخرطوم مكتظة بالطلبة كالعادة . الضجيع يملأ المكان، أحد الأركان السياسية مزدحم بالفتيات والفتيان يجلسون غير مهتمين بمظهرهم وغير مكترثين بمكان جلوسهم، يتبادلون الأحاديث بأصوات مرتفعة، بالقرب منهم جلس مصطفى ذو اللحية الكثة ونظراته التي تشبه نظرات ذئب في لحظة قنص يتبادل مع أمل الحديث، أمل مثقفة تنظر كثيراً في كل شيء. وهي تبحث عن واقع وصلت إليه بعقلها ولا تجده في وجوده المادي، في مكان ليس بعيد جلس أحمد يرمق الكل بشك هو جزء من شكه في الوجود بأكمله هم جميعاً أصدقاء أعزاء . كنت جالسة والأصدقاء انتصار سلمى وسنهوري وعبد الله نتبادل الحديث كالمعتاد وفي يدي مجموعة من الكتب برزت من بينها مجلة الصغار " ميكي" التي ظلت أحد ما تبقى لي من طفولتي . بالقرب منا كانت تجلس مجموعة بينهم طفل في حوالي العاشرة من عمره. كان صوتنا يعلو بالجدل حول قناعات المثقف حين تصطدم بثوابت المجتمع هل يتوجب عليه أن يحارب من أجلها أم يهادن المجتمع ؟ . انتبهت إلى أن المجموعة التي بالقرب مني ترمقني بنظرات فاحصة وما أن التفت إليها حتى تعود لمواصلة حديثها، دخلني القلق وبدأت أرقبهم من طرف خفي ، كانوا أربعة، شابين وفتاة وطفل بدأ أكثرهم إصرارًا على التحديق بي ومتابعة ما يدور من حديث بيني وأصدقائي ، عدت أسرح بأفكاري هل هؤلاء هم مرة أخرى ؟ هل هذا يا ترى أسلوب جديد للمتابعة ؟ بمساندة طفل ! . الطفل كان بين الحين والآخر يلكز أحد الذين قربه ويتحدث إليه همسا ثم ينظرون إليّ بإلحاح . ازدادت دقات قلبي ، جف ريقي . ترى ماذا يريدون مني ثانية ألا يكفيهم أن الخوف أصبح رفيقاً دائما لي ؟ .. عدت أنظر إليهم ، الصبي يلفت نظر الفتاة ، الفتاة ترمقني ثم تستدير نحو الرجلين . عدت أفكر ماذا أفعل الآن هل أنقل مخاوفي لمن معي ؟ وماذا أقول لهم ؟ سأصبح فقط موضع سخرية وتندر . أحسست بأنني ابتعدت بفكري كثيراً عن الذين معي حاولت أن أجاريهم لكنني فشلت . سامية أين أنت ؟.. عبد الله يسألك عن رأيك . أفقت على صوت انتصار . - آه رأيي إن المثقف عندما تتعارض قناعاته والمجتمع ينبغي أن يهادن نعم يهادن " وإلا حيروح في ستين داهية " … نظرت إليهم . الطفل ينظر إلي ثم يعود للهمس للآخرين . المكان ضاق بي على سعته . كل الذين حولي تلاشت أجسادهم ليصيروا فقط عيونا .. عيونا .. عيون مرعبة ، ترمقني من كل اتجاه لم أطق صبراً حملت حقيبتي وذهبت باتجاههم سألتهم عن الساعة ، أجابني أحدهم بأنها الواحدة ظهراً . الطفل كان يبتسم وهو ينظر إليّ ، داعبته ، في رأسه بيدي قائلة : هل أشبه أحداً تعرفه . أجابت الفتاة . - هو فقط يرغب في مجلة ميكي التي بيدك وخجل في أن يطلبها منك لذلك يحاول أن يوسطنا لهذا الأمر . أعطيته المجلة وأنا أقهقه ضاحكة بسخرية من نفسي .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جميعا | أبنوسة | 03-12-03, 06:42 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | شرير والبرتقاله | 03-12-03, 07:05 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | solara | 03-12-03, 07:18 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | woroorrook | 03-12-03, 08:01 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | Tumadir | 03-12-03, 11:14 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | Tumadir | 03-12-03, 11:14 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | أبنوسة | 03-12-03, 01:43 PM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | Bushra Elfadil | 03-12-03, 02:21 PM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | hero | 03-13-03, 02:42 PM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | الجندرية | 03-13-03, 08:14 PM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | هدهد | 03-14-03, 09:54 AM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | Yahya Fadlalla | 03-15-03, 08:47 PM |
Re: مهداة لبشرى الفاضل ويحيى فضل الله الجندرية وتماضر وإشراقة وهيرو ولكم جم | فى حافة الغياب | 04-27-03, 11:05 AM |
|
|
|