رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خالــد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة غادة عبدالعزيز خالد(غادة عبدالعزيز خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2007, 07:24 PM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال (Re: هاشم أحمد خلف الله)

    الثلاثاء:

    وبدأ العام الجديد. البرد قارس. الجليد يتساقط ، نديفاً أول أمره ، ثم ما يلبث أن يتهاوى كثيفاً على الرؤوس والأكتاف. أغلبه يسقط فوق أسقف البنايات ، وسطوح المركبات ، قبل أن يغطي الأرض ، يحيل لونها إلى أبيض ناصع ، ويوارى سواد أسفلت الشوارع ويندس تحته.

    (ويسلى اوترى) يهتف بابنتيه الصغيرتين أن تسرعا. ينزلون درجات السلم قفزاً لئلا يفوتهم قطار الأنفاق الذي سيحملهم إلى حيث الدفء الحقيقي في البيت ، فالجاكيتات والمعاطف في برد نيويورك لا تدفئ ، مهما ثَقلت.

    وصل (ويسلى) وطفلتاه إلى الرصيف ، ووقفوا ينتظرون القطار كما تعودوا أن يفعلوا كل يوم. فجأة ، أبصروا شاباً صغيراً لم يتجاوز التاسعة عشر يترنح. يجهد ليمسك بعمود إلى جانبه ، لكنه ما يزال يترنح. أنوار قطار الأنفاق بدأت تظهر ، وصوت صفارته بدأ يعلو ويعلو ، وجسد الشاب ما زال يترنح ويترنح أكثر فأكثر. كان واضحاً أنه بدأ يفقد وعيه وتوازنه. و .. في ثانيةٍ زلت قدماه. سقط على القضبان أمام القطار القادم منطلقاً بعيونه المُشعة ، وصفارته المتعالية ، تماماً مثل وحش كاسر. رأى الجميع المنظر لينفجر الصراخ!

    في جزء من الثانية التالية ، نفض (ويسلي) يدى ابنتيه الصغيرتين ، وقفز خلف الشاب ليستقر إلى جواره على القضبان. لم يعُد يفصل بينهما وبين الوحش المندفع بأقصى قوته غير ثوان معدودات. إستحال صراخ الجموع إلى شئ كالهستيريا. بدأ البعض يلوح للسائق ، لكن كان واضحاً أنه لن يتمكن من التوقف قبل أن يبلغ مكان الرجلين. أيقن الجميع من أنه سيدهسهما لا محالة. أسرعت سيدة متوسطة العمر تدفع الطفلتين بعيداً عن الرصيف لتجنبهما رؤية القطار وهو يمزق جسد والدهما!

    ما بين غمضة عين وانتباهتها كان القطار ـ الوحش يمُر ، بهدير يصُم الآذان ، فوق الرجلين ، ويتعداهما بثلثيه ، قبل أن يتوقف مُخفياً الرجلين تحته بالثلث المتبقي! ساد الهرج والمرج. البعض انخرط في عويل جنوني ، والبعض الآخر أفقدته الصدمة النطق ، فتجمد مذهولاً. إكتظت المحطة فجأة بقوات الشرطة وعربات الاسعاف. وأخذ الجميع يتدافعون لإخراج ما قد يكون التصق بالقضبان والعجلات من مِزَق لحم الرجلين وشظايا عظامهما! لكن ، وفي ما يشبه المعجزة ، ووسط دهشة الجمهور الذي ألجمته المفاجأة ، خرج (ويسلي) سليماً معافى ، بل وساعد في إخراج الشاب الصغير الذي كان قد أصيب ببعض الجروح فنقل من فوره إلى المستشفى ، حيث أجريت له بعض الاسعافات!

    وكما تسري النار في الهشيم ، تناقل الناس في نيويورك ، خلال الأيام التالية ، خبر (كامرون هوليبتر) ، الطالب بأكاديمية السينما بالمدينة ، والذي كان في انتظار القطار عندما أغمي عليه ، ثم لم يدر بما حدث له بعد ذلك ، أو كيف أنقذه (ويسلي) ، إلا بعد أن أفاق بالمستشفى! أما (ويسلي) نفسه فقد تحول إلى بطل ، ولم يعُد للناس من شغل سوى اجترار مأثرته في كل مكان. وأصبح ، بين ليلة وضحاها ، نجماً كثيف الحضور في أكثر من قناة ، تتبارى كاميرات التلفزيون لتفوز بشريط له ، ويتنافس أكبر المذيعين ومقدمي البرامج على تصريحاته وأحاديثه. وكان مما قال بعد الحادثة ، وببساطة آسرة:

    ـ ''لا أعرف لماذا الجميع مندهشون ، فأنا لا أشعر بأنني فعلت شيئاً غير عادى! لقد كان ثمة شخص يحتاج مساعدتي ، وقد قدمتها له! لقد كان قراراً سريعاً لم يأخذ مني وقتاً. إن عملي في مجال البناء أكسبني خبرة واسعة في سرعة تقدير الأمور. لذا ، وعندما رأيت (كامرون) يهوى على القضبان قفزت خلفه آملاً في إخراجه قبل وصول القطار! لكن ، وعندما أدركت أن الوقت لن يتسع لذلك ، قررت أن أحمي جسد كامرون بجسدي ، وبقيت مُخفِضاً رأسي والقطار يمر من فوقي وكامرون تحتي ، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من مفارم القطار. وقد وجدت أن بعضاً من زيت القطار قد تساقط على قبعتي''!

    لم يكتف (ويسلى) بذلك ، بل ذهب إلى المستشفى ليزور (كامرون) ، حيث التقى بأسرته التي كان لسانها يلهج بالشكر له. وأثنى والد (كامرون) عليه قائلاً إنه لولا ما أبدى من شجاعة منقطعة النظير ، لكان ابنه في خبر كان! وعلى مدى أيام طوال ظل (ويسلي) يتلقى آلاف المحادثات والرسائل. وتقديراً لإنسانيته وبسالته نفحه الثرى الأمريكي (دونالد ترامب) خمسة آلاف دولار ، كما تلقى مثلهم من مدير أكاديمية السينما التي يدرس فيها (كامرون). كذلك حصل (ويسلي) على كمبيوتر جديد لبنتيه ، وإجازة مدفوعة التكاليف له ولأسرته ليستمتعوا بزيارة حدائق والت ديزنى العالمية ، و كرمه عمدة نيويورك بأن قلده ميدالية برونزية هي أعلى ما يُمنح للمواطنين على قيامهم بأعمال بطولية ، أو تحقيقهم لإنجازات عالية. بل ، وفوق ذلك كله ، تمت استضافته من جانب الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى في مناسبة الخطاب السنوي التقليدي للرئيس ، وشكره على مسمع ومرأى من العالم أجمع. هذا بالإضافة إلى عربة ، وتأمين مدفوع عليها لمدة عام ، والكثير ، إلى ذلك ، من الهدايا والجوائز.

    بقدر ما تغيرت حياة (ويسلي) بسبب قراره ، الذي لم يأخذ التفكير فيه من وقته الكثير ، بالمخاطرة بحياته وأسرته من أجل شاب لم يره ، ولا مرة واحدة ، من قبل ، وتدخله السريع لإنقاذه من موت محقق تحت عجلات قطار مسرع ، بقدر ما عزز الثقة ، وسط كل الاعتبارات العرقية والطبقية ، في طيبة قلب الانسان ، من حيث هو إنسان ، و .. هل فاتني أن أخبركم بأن (ويسلي) أمريكي أسود ، بينما (كامرون) أمريكي أبيض؟

    .
    .
    .
                  

العنوان الكاتب Date
رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خالــد معاوية كرفس05-24-07, 09:38 AM
  Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال معتصم دفع الله05-24-07, 10:26 AM
    Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 04:52 PM
  Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال esam gabralla05-24-07, 05:02 PM
    Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال ود الباوقة05-24-07, 05:29 PM
      Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال نهال الطيب05-24-07, 06:40 PM
        Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال هاشم أحمد خلف الله05-24-07, 06:49 PM
          Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:24 PM
            Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:27 PM
              Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:28 PM
                Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:29 PM
                  Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:32 PM
                    Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:33 PM
                      Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:34 PM
                        Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-24-07, 07:35 PM
                          Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال HAYDER GASIM05-24-07, 08:27 PM
                            Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-25-07, 04:01 AM
                              Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال غادة عبدالعزيز خالد05-25-07, 12:05 PM
  Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال معاوية كرفس05-25-07, 08:28 PM
  Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال Shams eldin Alsanosi05-25-07, 11:03 PM
  Re: رزنـامة الإسبـوع - أخجـل أن أقـول هذا لأطفالــي - غـادة عبد العزيــز خال أبو ساندرا05-27-07, 12:11 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de