فـي مـثل هـذا الشهر ( مايو ) وقبل 40 عامآ... ودعنا العلم القديـم...والشعار ( الخرتيت )!!

Quote: في البدء قال الواهمون : يا للسعادة بيت صاحبنا القرنفل .. ثم قال الواهمون - أيضا و أيضا - سقفه الغيم الحنون . و رددنا من بعدهم في صيغة " أفعل " التفضيلية : أحسن بلد .. و ناس .. / أول / أكبر/ أهم / أخطر / أصدق / أخضر / أخصب / أكرم / أقيف / أسخن / أسرع / أطول / أر ......... طيب .. ما بطال , كارنا و صنعة كبارنا هو هذا التطبيل الأعمى و العصبية . فنحنا البنريدو بنسميهو بخيت .. و البناباهو ..... !! برضو نسميهو بخيت . قاموا منحونا ( و ركّز معي على منحونا هذي ) رمزا عجبا : خرتيت !!! أي و الله .. جمهورية السودان ( المعرّفة بالديمقراطية .. و بغيرها ) : الرمز الخرتيت . ( أتذكر كيف أن أهل حفير مشو - قريتي الأم المنسية شمال الهامش - أتذكرهم كيف كانوا في موسمِ من مواسم إنتخاباتنا يغنون على غفلتهم و ماسكاهم أم فريحانة , لابن الدائرة يغنون - تأمل إبن الدائرة هذه .. كأنها سبٌ و قذف - يغنون بالطبل و المزامير و الطنابير : ( الحفير تظرّط الفيل ) , و قد كان ذاك الفيل فالت العيار شعار إبن " دايرة " أخرى . و الحملة الإنتخابية حالها " أم فكّو " . بلدٌ بديع يعلم الله .. المهم .. خرتتونا بذاك الخرتيت , و تسيّد سيادته زمناً كل مراسم حضورنا السيادي محلياً و قارياً و دولياً . إنقرض ذاك الكائن في مراعيه الأفريقية أو كاد , من بعد ما برطع فينا .. مرةً في البزة العسكرية .. و مراتً في القفطان الطائفي . لكن .. و الحق يقال , أنه لم يهنأ كثيرا بقبعة العسكر أو بعروة بدلات السموكنج و العمائم و الملافح الحزبية . فقامت العسكرتاريا الثانية ظبطت لينا السيد الطائر السكرتير ( و نحن يا كافي البلاء دائمي حالة التلقي تلك , هم " يعملوا لينا " , و نحن نصفق لهم و نغني , و نعلفهم ليل نهار بآي التمجيد و قناطير الولاءات ) . صقر جديان !! , أنا شخصيا لم أعرفه إلا من بعد أن ظبطوه لنا و كالوا له المدح غصباً عن أبو عين أهلنا , و خلقوا منه طائراً أسطوريا على شاكلة العنقاء و الفينيق و السمندل . فقمت يا مؤمن يا مصدق بالدعاء لطائرنا السكرتير - ولا عزاء للمنظمة الدولية و السيد بان كيمون و أسلافه - و لأني مشاتر خلقة الله , فقد نقنقت في شناة الطائر ذاك ذو الكرعين الخلاقة . فساقاه طويلان و distorted .. لا تتناسبان مع جسده الجميل المنساب .. ثم تلك الرويشات على رأسه !! .. كأنه كان مليء الرأس بها فأصابه " هيم " فانمعط .. فصرن ثلاثا . على أن ذاك الطير ما يزال عني غريباً . أزعم أني عارفٌ بكافة طيورنا المحلية , و تلك التي تعبرنا ناشدة دفئاً جنوبيا .. لكن صقر الجديان هذا أقلها حضورا في ثقافاتنا المحلية .. و أفقرها صيتاً , و ما بيعمل شي غير يخطف الحملان و السخلان الصغيرة و الأرانب و السحالى .. و شوية ضفادع . على أي حال ليس بشأننا مناقشة الحكومات عن شعاراتنا و رموزنا .. يعني نحنا بنعرف أحسن من الحكومة ؟؟ تذكرت هذا و أنا أقرأ ما خطته الدكتورة سعاد في حضرة أكتوبر .. ( لو تعرفين أيّ حزنٍ يبعثُ المطر .. يا دكتورة ) . و حزنت للخرتيت و فرحت له معاً . فمن نعم الله علينا ان لم يكن للخرتيت جناحان و إلا كانت بشتنة شديدة خلاص .. إذ كيف كنا سنشتح مخلوقاً ضخماً مثله في منتصف دائرة محاطة بأوراق الغار ؟ .. من قانون الشعارات و فقهها أن يتشتح المخلوق التعيس المُنتخَب شعارا لأقصى مدى ساقيه .. و ما بطال لو وضعوا في قبضة قدميه رمحاً و في الأخرى طبنجة او رشاشاً مصيبة أو أيٍ من معدات الحرابة ( جهدت لأعرف لي مغزىً لأوراق الغار حول كل شعارات دول العالم .. فما أفلحتُ , اللهم إلا الرومان و الإغريق .. فتلك من موروثات ثقافتهم , و الغار عندهم نبتٌ له صنوف دخوله في صميم ممارساتهم الحياتية , و ينبت عندهم كما النيم عندنا . المهم .. أنني لو كنت حكومة السودان لجعلت شعارنا السيادي الرسمي محاطاً بأزهار ( الجهنمية الحمراء ) هكذا ! . فمنذ عهد مملكة سوبا و هم يختنوننا مزينين بالجهنمية , و بها نعرس , و تنتصر بها فرقنا الكروية , و في حولية الأسياد فهي الزينة حول سيدي , و تسير بها النفساء إلى البحر , و نحيط بها صور الرئيس القائد في مهرجانات الكواريك و الولاء ) . الشاهد أني حزنت للطائر السكرتير و هو مشنوقٌ لا أيدو لا كراعو سنين عددا يبرطع فوق الأوراق الكضابة و التواقيع الهبطرش تحت المعاهدات و الإتفاقات و التفاهمات و كل ما تأتي به الأمزجة و الأهواء و المقاصد و المصالح . و هو ذات الصقر مقنقن فوق العملة أم كُراعاً برّه , و ذاته ذاته يصنقر ختما كبيراُ يزين إيصالات الجباية من نفايات و رسوم طرق و عوايد و ضرايب حقت الطالب و حقت الشهيد و حقت الخيران و حقت الكحة و حقت التنفس ...إلى حقت صمّ الخشم . مصمصت شفاهي شفقةً لحال الطيور المسكينة التي بهدلها البني آدمين .. مرة في أقفاص للفرجة , و أخرى محمرةٌ بالسم الهاري فوق موائد الكانزين .. و ثالثة متعة صيد للسادة بالأرقام الزرقاء الإستثمارية , و رابعة لله في الله - كده بس - .