ما هكذا تورد الابل ياحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور بخصوص (العلاقات مع اسرائيل)!!

Quote: على خلفية اعلان حركة تحرير السودان هل تفتح حركة العدل والمساواة مكتب لها في اسرائيل..؟؟ خالد ابواحمد [email protected] المتابع والراصد يعلم أن حركة العدل والمساواة تحمل أفكاراً إسلامية وان قادتها ومؤيدوها من التيار الاسلامي العريض في السودان، وفي حملة الرد على (الأمطار الغزيرة) في جنوب السودان التي قادتها الحركة الشعبية لاسقاط مدينة جوبا في نوفمبر من العام 1995م شاركنا في هذه العمليات على تخوم الحدود مع يوغندا على طريق نمولي وكان برفقتنا الاخ د.خليل ابراهيم والمئات من أبناء دارفور في كل المستويات وقد اشتهروا بالحنكة في الحرب والدهاء، وجاءت الأعوام الأخيرة لأكتشف أن غالبية الذين كانوا معنا في جنوب السودان هم الآن أعضاء في حركة العدل والمساواة، الأمر الذي يؤكد أن الغالبية العظمي من هذه الحركة هم أصحاب توجهات إسلامية، فلا يمكن ألبته ان يقعوا في المحظور، بالتعاون مع اسرائيل. أن حركة تحرير السودان فغالبيتهم من قبيلة اليسار ولا يجدون غضاضة في التحالف مع أي كائن من كان لتحقيق اهداف حركتهم، وهكذا هي لعبة السياسة والحرب وذلك على خلفية الاعلان عن فتح حركة تحرير السودان مكتباً لها في اسرائيل سواء صدق الخبر أو كذب، وقد تعودت الحكومة السودانية من حين لآخر ان تعمم اتهامها للحركات المسلحة بالتعاون مع دولة اسرائيل، لكنني أؤكد أن حركة العدل والمساواة بعيدة كل البعد عن هذا المسار بالمعايشة والمنطق والتحليل والرصد والمتابعة، فالحكومة بالتأكيد من مصلحتها تصفية الحركة سياسياً بهدف إضعافها معنوياً، و منع كل أنواع الدعم عنها من الداخل المتمثل في المعنوي والسياسي، ولذلك تواصل تكرير الاتهام بالموالاة لإسرائيل والتعاون معها، وهذا ليس حقيقة وإذا كان حقيقة لا أرى أن قيادة الحركة لديها ما يمنعها من الاعلان عن هذا الامر فكل شئ في الحرب جائز، لكن الاتهام له اغراض كلنا نعرفها، فإن الالتفاف الجماهيري من أبناء دارفور حول الحركة وقائدها الاخ د. خليل ابراهيم يؤكد أن التوجهات اسلامية ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغير هذه الوجهة، وإذا تغيرت سينفض السامر عن الحركة، فقد شاهدت تقريباً كل مؤتمرات الحركة من خلال موقع (سودان جيم) وكان البُعد الاسلامي واضح لا يحتاج إلى ذكاء من المحلل لكي يدرك ان توجهات الحركة اسلامية أو غير ذلك،فعندما كان قائد الحركة د.خليل ابراهيم في مؤتمر الحركة الآخير يتحدث كانت الجماهير تصطف بالآلاف وكنت أرى رؤوس الناس على مدى الأفق والتفاعل القوي والتمسك بقضيتهم العادل. الآن الحكومة سوف تستثمر اعتراف حركة تحرير السودان بفتح مكتب لها في دولة الكيان (إذا صدق الخبر) وسوف تلعب على هذا الوتر كثيراً ستنسج قصصاً وحكايات وستلفق اتهامات كثيرة على (العدل والمساواة) وسيجد المنافقين والمرتزقة فرصتهم للإرتزاق، لكن المتابع الحصيف يدرك بعين البصيرة أن اللعبة واضحة المعالم، وأنا شخصياً أعرف العشرات من الأخوة في الحركة عشت معهم في دارفور ايام صدور (صحيفة دارفور الجديدة 1993-1996) وقد كنت مسئول الأخبار فيها، ودخلت بيوت الكثيرين منهم وتوطدت لي علاقات مع رموز المجتمع هناك أمثال المرحوم العم أبوحمد حسب الله (زميل الرئيس الامريكي جيمي كارتر في إحدى الجامعات العريقة) والفقيد الاخ العزيز يعقوب حسين الذي إغتالته إيادي سودانية ومثلت بجثته عندما محافظ لمدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق، والاخ الاستاذ جبريل عبدالله والاستاذ موسى مادبو ناظر الرزيقات (خريج جامعة اكسفورد في الستينات وقد زامل عدد من زعماء العالم) والعشرات من أبناء دارفور الكرام ومن بينهم د.خليل ابراهيم وشقيقه د.جبريل ابراهيم، والاخ العزيز عبدالعزيز عُشر، وأما الاخ العزيز أحمد آدم بخيت عندما كان مسئولاً رفيعاً بإدارة الخدمة الوطنية ذهبت إليه لحل مشكلة أحد أقربائي وقبل أن يستمع الى المشكلة طلب مني الذهاب الى القنوات الرسمية مع المواطنين بالصف حتى يأتي دوري وقال لي بالحرف الواحد ' نعم انا أخوك وانت اخوي لكن المسئولية تقتضي أن تاتي مثل الآخرين' علماً كانت بيننا علاقة اخوية متميزة وكنا نسكن في مدينة أركويت بالخرطوم، ولم نكن نتقابل كل منا في زحمة عمله. لم أزعل من هذا التصرف لأنه فعلاً موقف الانسان المسئول المؤمن، وهكذا جل أبناء دارفور ويمكنني أن أُعدد أسماؤهم بالعشرات منهم الاعلاميين والسياسيين والدبلوماسيين، وبمناسبة الدبلوماسيين هذه في صيف 1998م كنت في زيارة العاصمة الإيرانية طهران وكان حينها سفير السودان هناك الاخ الاستاذ الشفيع أحمد محمد وهو شخصية معروفة للجميع، هو أحد أبرز القيادات في المؤتمر الوطني ومن المؤسسين له، وذات يوم دعاني لزيارة المركز الثقافي السوداني وكان هناك حلقة تلاوة لعدد من السفراء العرب وايضاً كان بمناسبة وداع السفير القطري في طهران بانتهاء مهمته هناك، فجلست وحضرت التلاوة وبعد التلاوة تعرفت على السفير القطري وكانت علامات الحزن تكسو وجهه وترقرت العيون بالدموع وقال لي هامساً ' هذا السفير (ويعني الاخ الشفيع) هو سيدنا بلال بالنسبة ليّ، فعمري لم أجلس في تلاوة قرآن ولم أكن أعرف شيئاً عن اصول التلاوة، لكن الله سخر لي أخونا الشفيع فتعارفت عليه والآن الحمدلله عرفت الكثير الذي ما كنت اتوقع يوماً أن أعرفه'. هذه نماذج قليلة مما عرفته عن اهل دارفور ولا زلت اتعلم منهم جميل الخصال. وللقًراء أن يتابعوا من اليوم انفعالات الحكومة حول بيان حركة تحرير السودان الذي كشفت فيه فتح مكتب لها في اسرائيل، وسيضحك الكثير من الناس للتناول الفج والاسطوانة المشروخة، حتماً سيجد الكثير من أصحاب الاقلام الموالية للحكومة فرصتهم في زيادة رصيدهم، وسنشاهد البرامج التلفزيونية التي بلا شك ستخصص مساحات واسعة لهذا الحدث، لتؤكد ما كانت تقوله، إلا أن حركة العدل والمساواة بعيدة كل البعد عن التوجه بالتعاون مع إسرائيل. فالحركة ظلت منذ تأسيسها وانا من المتابعين لها من لحظة الميلاد وقد تنبأت بقيام حركات مسلحة من خلال صحيفة (الوسط) البحرينية، وكانت الحركة ولا زالت تقود دولاب العمل في اجهزتها بكفاءة غير معهودة لدى الكيانات السياسية السودانية بحكمة وبتخطيط وتحليل ودراسة لمعطيات الاحداث الراهنة، وقد كسبت الحركة دبلوماسياً كثيراً من نتيجة للعمل المؤسسي وقد انتشر أعضاؤها في كل عواصم العالم يُديرون أعمالها في هدوء تام، وإن لم يكن للحركة أعمال عسكرية (بطبيعة الحال أنا ضد الاعمال العسكرية وخاصة ان الضحية دائما تكون المدنيين الأبرياء) فقد كفتها الانجازات التي حققتها على المسار الدبلوماسي العالمي، ولو أنني اعتب على الحركة عدم اهتمامها الشديد بالجانب الإنساني البحت، نعم أسست منظمة تطوعية للإغاثة وقامت بجهود لكنها متواضعة، وقد ركزت كل جهودها لمحاصرة (الحكومة) في مكان ضيق وقد نجحت في ذلك كثيراً وبشهادة الكثيرين والحكومة نفسها. وخلاصة القول أن الاتهامات يمكن ان تطلق بكل سهولة ويمكن بذات السرعة ان تنتشر بين الناس لكل الحقيقة تختلف تماماً عن الاتهام، وأن الرجرجة وحدهم هم الذين يُصدقُون كل ما تأتي به الشبكة العنكبوتية لكن القارئ المتابع والراصد لا يمكن أبداً وقوعه في هذه المصيدة.