|
Re: آمنه مختار تكتب عن ملف الشرق وابوجا الآخرى باسمرا!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
كتب الاستاذ ابو فاطمه احمد اونور
Quote:
اشترك في: 21 اغسطس 2006 مشاركات: 87 المكان: بورتسودان ارسل: الاثنين اكتوبر 09, 2006 3:48 am موضوع الرسالة:
-------------------------------------------------------------------------------- كان من الأفضل أن تقام مفاوضات الشرق داخل السودان!!
الأستاذ/ أبو فاطمة احمد اونور محمود
ولد منبر مفوضات الشرق كسيحا ومفرغ من المضمون الاستراتيجي لاغترابه خارج البلاد لان المفاوضات خلت من كل العناصر التي تجعلها تقام في موقع محايد بين الطرفين إذ تنكر الوسيط الاريتري لضرورة الرقابة الدولية وشطب كل الملفات المهمة لدى مفاوضي الشرق مثل مجزرة الثغر وحلايب والفشقة وهذه تعتبر من اكثر الملفات حساسية بالطبع لدى الحكومة السودانية واكثرها تسبيبا لها حرجا وعليه كان من الممكن أن تساوم بها جبهة الشرق مع الحكومة لحصاد مكاسب وتنازلات معتبرة في جوانب السلطة والثروة. لذلك نعتقد انه ما كان ينبغي أن يتفاوض الفرقاء السودانيين في اسمرا لعدم وجود ضرورة وخاصة بعد أن ارتضت جبهة الشرق أن تتحاوز مناقشة الملفات الحساسة مما قرب الهوة كثيرا لان الحكومة كانت مقنعة سلفا بضرورة جبر خاطر الشرق بتقديم تنازلات ما في التنمية كما اقرها مؤتمر الحزب الحاكم في مدينة كسلا ذلك المؤتمر الذي كنا ننظر إليه في وقته بأنه تقزيم لتطلعات أبناء الشرق وتسفيه احلامهم لدرجة أن الجناح المسلح رد عليه حينها بعملية اختطاف نواب المجلس التشريعي لولاية البحر الأحمر كنوع من الاستنكار لمقرراته!! مع العلم أن مؤتمر كسلا اقر مبدئيا أن تتم تسوية ما بالنسبة لمجزرة بورتسودان متفوقا بذلك على المفاوضات الحالية!! الذي لم تتناول موضوع المجزرة بتاتا كما وعدت به قيادة الجناح المسلح في بادئ الأمر!! لذلك كان لنا شرف السبق بالمناداة بإقامة هذه المفوضات داخل الأرض السودانية وخاصة بعد أن اطلعنا على ديباجة المبادئ الأساسية للمفاوضات لاننا ادركنا أن اجندتها لا تتطلب البتة مشقة الاحرام من اسمرا !! وكان افضل واشرف وضع للمفاوضات أن تقام بضاحية اركويت بشرق البلاد جوار مرقد أمير الشرق عثمان دقنة وهي لا تقل ارتفاعا واعتدالا في المناخ عن اسمرا وفضلا على أن الحكومة قد تقبل حينها الرقابة الدولية في هذا الوضع مع تواجد فريق الوسيط الاريتري مع بقاء قيادة وقوات الجناح المسلح في الأراضي الإريترية وان يتم التفاوض بواسطة خبراء التنظيم من داخل وخارج السودان باعتبارهم الأدرى بتفاصيل وواقع الحال في الداخل بالمعايشة اللصيقة على مدار الساعة اكثر من الاخوة المحاربين الذين اغتربوا عن الواقع اكثر من عقد من الزمان وعليه كان من الأفضل أن يتم تفويض معارضي الداخل لصدارة التفاوض مع وجود اتصال دائم مع القيادة في الخارج لاطلاعهم باستمرار على مجريات التفاوض بواسطة الوسيط الاريتري ولا ننسى أن قيادة وجمهور الداخل سبق أن فوض قيادة الخارج بالتفاوض نيابة عنهم اعتقادا منهم بفتح تلك الملفات الحمراء في ارض محايدة وعليه ما دامت قيادة الخارج ارتضت عدم مناقشتها كان ينبغي عليها بالمثل أن تترك الأمر لقيادات الداخل كما ذكرنا وتقف هي خارج الحدود بكل سلاحها وعتادها حتى تسوى كل نقاط الخلاف. وبالطبع ما كانت الحكومة لترفض أن تصرف على استضافة هذا السيناريو إلا أنها وجدت مالم تضعه في الحسبان واحرزت أهداف كثيرة وسهلة جدا وبل تمكنت من انزال كل مقررات مؤتمر كسلا بحذافيره بعد أن املت شروطها على الوسيط بتحجيم المفاوضين القادمين من الداخل والخارج ووضعهم بعيدا عن غرفة التفاوض وانفردت بفريق قيادة الجناح المسلح!! وبل بلغ الحال بالفريق الحكومي إنهاء كثير من الجلسات على مزاجه وعودة افراده إلى البلاد مرات كثيرة وخاصة رئيس الوفد الدكتور مصطفى اسماعيل وكأنهم في مسامرات اختبارية وليسوا في مفاوضات مصيرية!! وبالطبع ما كانت لتتم المفاوضات بهذه الهزلية لو لا أنها مبيوعة تماما من قبل الوسيط الارتيري!! وحتى لا يعتقد القارئ الكريم بان مفردة (مبيوعة) مجرّد خمة تحليل سطحي من شخص قانط من رحمة الوسيط الاريتري!! نورد قرينتين تؤيدان ما ذهبا إليه. القرينة الأولى تمت في المانيا عندما اجتمع بعض من الاخوة من جبهة الشرق مع مسؤول حكومي (نافذ جدا) على هامش المؤتمر الذي جمعهم وكان الغرض من لقائهم للمسؤول تحسس ومعرفة وقراءة الحكومة تجاه المفاوضات المرتقبة، فإذا بكلمات المسؤول المعني جاءت كالصاعقة خالية من أي التفاف أو دوران في ابانة المضمون إذ قال ما قل ودل قائلا (اننا فترنا من السعي خلفكم ويئسنا من الوصول معكم لامر جاد حتى عرفنا أنه ليس بيدكم قرار!! فنفذنا مباشرة لكي نطعن في الفيل (اريتريا) وسألناها ماذا تريد!؟ فقدم لنا الاريتريون طلباتهم مرقمة ومحددة في تسهيلات بترولية وحدود مفتوحة للتبادل التجاري وغيره من الطلبات السوقية الأخرى!! انتهى حديث المسؤول الحكومي موضحا كيفية تخديرهم للفيل حتى انهارت معه ظله (جبهة الشرق)!! القرينة الثانية اذكر إنني كنت في نقاش مع الدكتورة امنة ضرار أمينة امانة الخرطوم وقتذاك بضرورة مشاركة امانتنا بفعالية في مفاوضات طرابلس المقترحة حينها فذكرت لي أن جلسة المبادئ الأساسية سوف تكون قاصرة فقط على القيادة الخارجية بالإضافة لشخصها بالطبع لأنها كانت داخلة في اللعبة بعيدا عنا!! وهذا يؤكد لنا بأثر رجعي بأن الحكومة اتفقت سلفا مع إريتريا لتحديد مسارات واجندة التفاوض (المبادئ الاساسية) ويمكن بعدها استجلاب شحنات من كمبارس الخبراء كحشوة ديكورية كما جرى الأمر بالنسبة لكل الاخوة الذين تواجدوا بالقرب من هذه المفاوضات وتم ارجاعهم عندما اقترب موعد الاسقاط المتسارع للملفات!! الملف تلو الآخر لتزيين وجه الحكومة بأنها استكملت سلام آخر البور المتلهبة في السودان وخاصة في الظرف الحالي الذي توصف فيه بالارهاب والابادة الجماعية في دارفور!! ما هو المخرج يمكن القول أن نتائج هذه المفاوضات لا تعدو كونها زواج المكره بالنسبة لجماهير وقيادة جبهة الشرق لان المأزون الاريتري قبض عمولته المغلظة ولم يبق إلا الزفاف القسري والرسمي لعطية المزين الحكومية!! وعليه نرى ضرورة إقامة مؤتمر التنظيم بأركويت لجبر الكسور وتضميد الجراح والأهم من ذلك فتح وتوزيع شيلة المكاسب (على علاتها) داخل البلاد بعيدا عن اعين وجشاعة الوسيط السمسار. وهذا المقترح يعتبر الفرصة الأخيرة للتنظيم لاكساب مفاوضاته رضى الحد الادنى من الشرعية لدى الجمهور العريض للجبهة الداخلية!! وعلى الحكومة السودانية أن تدعم هذا الاتجاه حتى تتجنب إفرازات تمرد داخلي بين جماهير الشرق!!
المصدر السابق. _________________ Blogger:a-mukhtar.blogspot.com |
|
|
|
|
|
|
|
|
|