هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة تراجي مصطفى(Tragie Mustafa)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2006, 11:42 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Tragie Mustafa)

    ويتواصل عطاء ابناء النوبه في موضوع الهويه

    وهنا تجدون مشاركة آخرى بقلم الدكتور/ تية كمارا كوبى:

    Quote:



    حسن مكى .... عصفورٌ ساقطٌ وأخلاقٌ هابطة (1 من 5)

    بقلم الدكتور/ تية كمارا كوبى

    [email protected]

    رد على مقال حسن مكي: القومية السودانية وعصبيات الهامش والشحن العرقي والجهوي.



    مقال حسن مكى المنشور فى جريدة الرأى العام الإلكترونية بتاريخ 21 مايو 2006م، يحتاج لتشريح تفصيلى دقيق لتفنيد مهاتراته وهفواته التى لا تسوى المداد الذى كُتِبْت بها. فى إعتراضنا لذلك العرض المخزى والمتهور، إتخذنا نهج الرد على كل جملة أو كلمة – إن إستدعى الأمر - وذلك للخلل والفوضى الفكرية فى المقال. وبما أن تعليقنا يعنى بإدحاض خزعبلات حسن مكى المريضة والمسرودة بضعفِ عقلٍ وسقوطِ خُلقٍ فقد نقلنا المقال بكامله فى أجزاءٍ حسبما جاء ردنا عليه. فى إعتراضنا على هيفات المقال كررنا جدالنا وما كنا لنفعل ذلك لولا صرخات حسن مكى المكرورة لذات الموضوع. فى بعض الأحيان أسهبنا كيلا يكون لحسن مكى أملاً وتأملاً فى الخروج من الشِباك التى نسجها حول نفسه.

    ما كانت لنا النية البتة فى الرد أو التعليق لما للمقال مضيعة للوقت وطاقة - يجدر بنا إستخدامهما فيما ينفعنا وينفع غيرنا أو يوفر لهم من الزمن ما يفيد – عملاً بقوله تعالى ﴿إذا خاطبهم الجهلاء قالوا سلاماً﴾ (الفرقان 63/25)، إلا أننا إرتأينا أنه لحقٌ وواجبٌ علينا – فالحق يعلو ولا يُعلى عليه - الردُ على باطلِ الكلمِ وذرب اللسان وسوء الأدب من أدعياء العلم والمعرفة طمعاً فى الفلاح ﴿ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ (آل عمران 3/104). فى الردِ، النذرُ بنهى النفس عن العصبية والهوى وخلع جلباب الهامش الذى ألبستنا إياه الجغرافيا السياسية "السودانية" عنها؛ وكما أفرغنا النفس اللوامة والأمارة بالسوء من الشحنات العرقية والجهوية لنقول الحقائق المجردة نقداً لحسن مكى حتى يفكَر فيما يكتب، ولماذا يكتبه وكيف يكتبه لعله يرجع إلى الصراط المستقيم بإتباع نشر "ثقافة" الوحدة بين السودانيين بغض النظر عن إنتماءاتهم. فإن رجع إلى الغى رجعنا لترويضه ليسلك طريق الحق حتى يتروض (Be used to it). الأسباب التى إستفزتنا دعتنا للرد كثيرة نذكر منها:

    (1) الهجوم العنيف على العقل السودانى، الإنسان الافريقى وعقله وإتهامه بالخمول وفقدانه المقدرة على القيادة والريادة، وتنكره مساهمات الأفارقة فى إنشاء حضارات.

    (2) التحايل والتضليل بإستعمال "مصطلحات" مبهمة كاللسان السودانى، الحرف القرآنى و"الثقافة الإسلامية" تارةً أُخرى محاولاً الإستنجاد بتحريك العاطفة الدينية والعرقية لبيع أفكاره المضللة المضطربة.

    (3) الدعوة الباطلة الهِفة والمضللة التى وجهها حسن مكى لإستخدام الرمزية الدينية كخير أداة لفك ما وصفه ﺒ شِفْرة العقل السودانى، وإزدرائه الشديد والمكرور بالإنسان الافريقى عامة والهامش السودانى على وجه الخصوص.

    تعليقات
    ثنائية القومية السودانية

    إبتدر حسن مكى مقاله بمجموعة أسئلة مشروعة – بغض النظر عن عنوان المقال الذى يذرف قيحاً – تضمنت:

    ماذا نعني بالقومية السودانية؟! وهل هناك قومية سودانية؟!

    أم أن ذاك مجرد مصطلح مصطنع ولكنه فارغ من المضمون؟!

    ماهي الخصائص الروحية والنفسية والاجتماعية المشتركة بين الجامعة السودانية؟!.

    كادت الغبضة تقتلنى حينما وقعت عيناى – وأحسب كثيراً من السودانيين – على هذه الأسئلة أننا فى آخر المطاف وجدنا معناً وتعريفاً دقيقاً "للقومية السودانية" وخصائصها وأن القومية التى عشنا غيابها طيلة هذه السنين موجودة "هناك"، إلا أننا أُصبنا بخيبة الأمل فى المأمول لأن البروفيسور لم يفشل فقط فى الإدلاء بما يعرف من معانٍ "للقومية السودانية" كإجابة لسؤاله بل لم يفِ، ففاقد الشئ لا يعطيه وترك قلوبنا فارغة كقلب أمِ موسى! الذى يتفوه - كالعارف - بأسئلة عارية ثم لا يتبع سوأته هذه بإجابة أو غطاء فهو جاهل ناقص العلم والمعرفة وكذيب اللسان وأعوجه. لا نشك أن حسن مكى أستوفى وإحتل مكاناً علياً على قائمة هؤلاء "الجهال"؛ ذلك لأنه لم يعرَِف ولا يعرف ما يعنيه بالقومية السودانية أو معنى مصطلح القومية المطلقة (Absolute Nationalism). فالقومية، يا حسن مكى، بالمعنى الأعم والعريض ودون الخوض فى التاريخ والرؤى الفلسفية الأنثربولوجية والإجتماعية، تعنى الإنتماء والولاء المطلق بواسطة حزمة أقوام متباينة إثنياً، دينياً، ثقافياً لإقليم محدد أو دولة/سلطة ذات سيادة كاملة وقوانين نافذة تعبر عن المناشط الإنسانية (الثقافة بمعنها اللغوى والدينى، العادات والتقاليد) وخصائص المجموعات المكونة لذلك الإقليم أو تلك الدولة لتعكس إرادتهم ومصالحهم المشتركة لتحقيق إستقرار ونهضة تلك القومية.(1) دولة أو إقليم كالسودان ذاخرٌ بالتعدد "القومى" المتباين وغنى بمقومات القومية ولكن ينقص أهله الولاء المطلق له لأن ولاءات وإنتماءات بعض مكوناته متجهة إلى قِبلات أخرى. قوانين السودان نافذة ضد شريحة كبيرة من مواطنيه بحكم خصوصية ثقافتها – سنعرفها فيما بعد - ومكوناتها اللغوية والإعتقاد الدينى، العادات والتقاليد. ثُمَ، أن "القلة" الطاغية والمستحكمة فى القوانين النافذة تمردت على "الأغلبية" المستضعفة بالإستحواذ على كل شئ لا تشارك ولا تقبل حتى بمبدأ مشاركة المجموعات الأخرى لها أو السماح لها بممارسة حرياتها. الأستحواذ والطمع فى جمع المال وإكتنازه ثم الإستبداد كلها عوامل تهديد لإستقرار القومية السودانية التى يتظاهر حسن مكى بالحديث عنها.



    قومية عربية أم القومية السودانية؟

    القراءة المتأنية والحصيفة للمقال توحى - بما لا يدع مجالاً للشك - بتشكيك حسن مكى فى وجود القومية السودانية أصلاً كما يحمل ويوضح سؤاله الثانى فى طرحه العارى من الإجابة مما يعنى ضمناً أن القومية السودانية المعنية هى القومية "السودانية" الإسلامية العربية أو العكس. فإذا كان حسن مكى يعنى القومية العربية، فثمة أسئلة يجب الرد عليها وهى: ما هى فكرة القومية العربية؟ متى ولماذا نشأت وما هو الفِكْر الذى قامت عليه هذه القومية؟

    قامت الفكرة لأول مرة فى سوريا العظمى بواسطة مفكرين سوريين وكان بطرس البستانى (مسيحى الديانة) الب الروحى لهذه الفكرة والتى أنشأ لها جريدة نفير سوريا (Nafir Suria) بعد الإضطرابات الإقطاعية التى وقعت فى جبل لبنان (Mount Lebanon) فى العام 1860م. (2) كان البستانى ينادى بفصل الدين عن السياسة ورفع شعار: حب أرض الأباء عقيدة (Love of the Fatherland is Faith). نحسب ونعتقد أن هذه هى أول محاولة يقوم بها شخص غير عربى وغير مسلم لمحاربة الإقطاعية الإسلامية العربية التى أرسى أعمدتها قادة الدولة الأموية العربية الإسلامية فى أرض غير عربية منذ القرن السابع بقيادة معاوية بن أبو سفيان (3). الذى اميل إليه وأرجحه وأظنه يقيناً أن بطرس مال إلى فكرة "القومية العربية" لكى يدرء عن نفسه الشبهة من أصحاب الإقطاع الإسلاموعروبيين، ولكيما يقرَب نفسه إليهم ويقى أهله شر الوسواس الخناس. تبع خطوات بطرس البستانى روابط سرية كجمعية بيروت السرية (Beirut Secret Society) فى عام 1875 فى كلٍ من دمشق، طرابلس (الشرق)، سيدون. كان أهم قادة حركة القومية العربية أمين الريحانى، قنسطنطين زريق، زكى الأرسوزى، أنطون سعده، ميشيل عفلق و ساتى الحصرى ومعظمهم مسيحيين مما يؤكد ميلنا أن منشأ هذه "القومية" عبارة عن غطاء المغلوبيين غير العرب وغير المسلمين فى بحثهم عن "شمسية" تقيهم مرارة الإستعلاء العرقى والدينى.

    شهد العام 1913م ميلاد أول تجمهر لبعض المفكرين والسياسيين العرب فى باريس فى أول مؤتمر عربى، أصدروا فيه مشروع قرارت ضمنت: (i) المطالبة بالإصلاح العام فى المنطقة العربية (ii) حكم ذاتى أوسع تحت الإمبراطورية العثمانية (iii) عدم مطالبة المجنديين العرب فى جيش الإمبراطورية للخدمة فى أى منقطة خارج المنطقة العربية إلا فى حالات الحرب و (iv) إستخدام اللغة العربية بصورة اوسع فى التعليم. لم تر هذه التوصيات النور لأن غالبية العرب أعطت ولاءها للدين او المذهب أو العشيرة مما أدى لتنافس وتصادم طموحات الإمبراطورية العثمانية والمطامح العروبية. ولكن سرعان ما ظهر التعصب للعروبة ضد الأتراك العثمانيين عقب تصفية جمال باشا العثمانى لقادة الجمعيات السرية فى بيروت ودمشق فى 1915م و1916م.(4)

    فمهما يكن من الأمر وإن كان حسن مكى لا يدرى ولا يكلف نفسه لينهل العلم، فقد بدأت خطوات العملية القومية العربية المترددة – خطوة للأمام وثلاثة خطوات للوراء – فى ما بين عام 1918م وعام 1919م بقيادة شريف مكة الحسين بن على بعد ما رفض العثمانيون تحقيق مطالبه للحصول على ملكية وراثية فى الحجاز (5) حينما شجعت بريطانيا الشريف الحسين بن على للقيام بثورة عربية ضد العثمانيين خلال الحرب العالمية الاولى ودخلت القوات الموالية لإبنه الشريف "فيصل بن عبدالله" دمشق فى العام 1918م، وبالتالى قامت أول محاولة فاشلة للوحدة العربية بتأسيس المملكة السورية تحت فيصل بن عبدالله. كذلك لعبت المعاهدة السرية (سيكس- بيكوتSykes-Picot Agreement) بين فرنسا وبريطانيا دوراً محورياً فى تقسيم المنطقة بينهما كقوى إستعمارية وبالتالى عجَلت بحركات المعارضة ضد الحكم البريطانى. إذن، "فكرة" القومية العربية التى يتبجح فى الحديث عنها ما هى إلا حركة فارغة المحتوى والأهداف وفكرة فطيرة لم ولن يتفق القائمون بأمرها.

    كما إن فكرة القومية العربية قامت مستمدة جذوتها من فكرة القومية الألمانية القائمة على وجود قومية ثقافية أساسها اللغة العربية، وما أن إنتهت الحرب العالمية الأولى إلا لتبرز دعوات ودعاة إصلاحيون إسلاميون مثل محمد عبده وجمال الدين الافغانى اللذان ركَزا دعواتهما لقيام حكم عربى مستقل تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية لآن "القومية العربية" كانت في نظرهم مفهوما تقسيميا أجنبيا وكل ما يمكن أن يعثر عليه من إشارات إلى العروبة في كتاباتهم كان مرتبطاً إرتباطاً شديداً بإحياء الإسلام والأمة الإسلامية وكما لم يخطر على بالهم أبدا تقديم قضية العروبة على قضية التضامن الإسلامي الأوسع.(6)

    مهما يكن من مجادلات القوميون العرب فى تلك الفترة أو اليوم، فإن حال الإسلام آنذاك – وربما اليوم- والمذهبية والقبلية والعشائرية العربية المحلية تعد عوائق ضد مد هذه الفكرة (الحمد لله). ما زاد الطين بلاً وعمَق غرق القوميين العرب فى الوحل، مواقف كلٍ من الدكتور طه حسين وتوفيق الحكيم الداعية لأنتساب مصر إلى أوروبا (نسبة لتفوقها الفكرى والحضارى قبل دخول "العرب" إليها وموقعها الإستراتيجى فى افريقيا) بدلاً من جيرانها العرب "المتخلفين"؛ (7) إلا أن جمال عبدالناصر - المستعرب - لم يمهلهم طويلاً حيث وثب كالقط على الفأر وإستولى على الحكم القائم فى مصر آنذاك لينزلق إلى ميدان القومية العربية من باب معاداته "للإستعمار" وكل ما هو غير عربى. القومية العربية بمفهومها هذا أتخذت اللغة العربية أساساً و"الدين الإسلامى" نهجاً لها منتهكة بذلك حقوق كل من يشاطرهم العيش فى نفس الأرض ولا يشاركونهم اللغة أو المعتقد. ومنها عانى أهل المشرق "العربى" (العراق، سوريا، لبنان، فلسطين إلخ....) وبها إنتهت أمم أفريقيا من المحيط إلى المحيط! القومية السودانية الحقيقية – أو كما يجب أن تكون- بريئة وبعيدة عن تلك التى يعنيها حسن مكى فى الخفاء أو العلن (القومية العربية).

    فما قدمناه من تعريف للقومية المجردة وسرد مختصر للعروبة هو أبسط تعريف وسيرة توقعناهما من حسن مكى، مهرج –لا منظَِر - الإنقاذ الاول ولكن خواء والفراغ الذهنى لهذا الرجل حالا دون المحاولة لتعريف معنى القومية، أية قومية، سواء أكانت سودانية أو عربية وعدم وجع رؤوسنا بمصطلح أجوف. الخلاصة أنه لن ينصهر السودان ليصبح دولة ذات ثقافة جامعة لشعبه المتعدد الأعراق والديانات ما لم تتلاشى الحواجز الزجاجية التى بناها أهل المركز النافذ . وليهجر هذا المركز النظر إلى الأغيار بإستعلاء ودونية شديدين. فإن لم يغير حسن مكى وأمثاله مفهومهم للقومية السودانية التى يغطون بها حقيقة ما يؤمنون به فى دواخلهم فسيستمر السودان فى الدوران فى حلقة مفرغة كما سارت وتدور الدول العربية فيها الآن.



    ويحك يا كرمة ...لن يدم غدر الاعداء

    "إذا كانت أمريكا التي صاغت عقدها الاجتماعي مع الثورة الأمريكية في عام 1765م هي سيدة العالم اليوم وتتحدث عن الشخصية الأمريكية والحضارة العولمية، الا يجوز للسودان الذي انجب كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور، أن يقول أنه يملك شيئاً يسمي الذاتية السودانية والشخصية السودانية، وجماع ذلك القومية السودانية؟"

    حسن مكى وحكومته التى تحدث ويتحدث بلسانها هما ألدَ أعداء أمريكا. فهما يحملان لأمريكا الحنق والحقد على ما أنجزه الشعب الأمريكى، وإنه من الإفلاس المعرفى وتخمة الجهل وعدم الموضوعية أن يأتى حسن مكى بأكذوبة مدح الشخصية الأمريكية و"الحضارة العولمية" التى كال لها وأفرغ فيها – إلى هذه اللحظة – كل غيظه، كمعيار لصياغة العقد الإجتماعى. الثورة الأمريكية ضد الإستعمار الإنجليزى قامت بعد 1113 سنة من غزو "العرب" للسودان – بعد سقوط مصر أولاً على أيديهم – تحت مسمى تبليغ رسالة دينية بينما هدف الغزو هو البحث عن المال والرجال، ( وليس من أجل الماء والكلأ أو الدين كما يظن أو يحلو لبعض الناس وما نتج من ذلك البحث من غنى فاحش. أجاد الدكتور طه حسين وصف الفراغ الذى تولد من الغنى الفاحش وإستجلاب العبيد إلى الحجاز والشام - فى عهد الخليفة عثمان بن عفان بواسطة بطانته الوالمة - بما أسماه "بالإستقراطية الفارغة التى لا تعمل شيئاً وإنما يعمل لها ما جلبت من الرقيق".(9) إذن، كان للإستيلاء على مصر وتأمير عمرو بن العاص عليها ثم عزله – لخوف الأمويين من مطامحه الخاصة ودهاؤه المعروف – وتعيين مكانه عبدالله بن سعد بن أبى سرح مطمعاً ومطمحاً عربياً أوعج قلوب أفارقة شمال السودان خاصة(10).

    طيلة هذه الفترة – فترة ما بعد الغزو - وما تلاها من فترات، كرَس الغزاة كل جهدهم فى هدم ممالك كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور – كما نضيف مملكة تقلى التى غض حسن مكى طرفه عن ذكرها تهميشاً لها - وما شيَدته وما أقامته تلك الممالك من حضارات. فبدلاً من أن يغوص حسن مكى فى التاريخ القديم ليتعلم الماضى بكل إيجابياته وسلبياته، التى عكف العرب جهدهم لهدم كل ما هو قائم وتعتيم على ما تبقى من آثار الحضارات، أثر التحريف والإخفاء. قبل دخول العرب السودان كان شعوبه يعيشون فى أمن وسلام إلا من بعض الإضطرابات الداخلية المحلية ولم تحجبهم تلك المناوشات من التقدم والإزدهار فى بناء أقدم واخلد الحضارات الإنسانية إلخ...

    نعود للحديث عن أمريكا الفتية ونذكَر حسن مكى أنه فى خلال 241 سنة (1765-2006) أصبحت أمريكا "سيدة العالم". هل سأل البروفيسور نفسه لماذا أنجزت الولايات المتحدة هذا العمل العملاق فى الزمن الخرافى ووصلت إلى قمة الحضارة العولمية؟ لا نخال أن حسن مكى لا يشغل "دماغه" بمثل هذه الاشياء وبالتأكيد لم يهتم القزم المنتفخ فى التفكير! ليعلم حسن مكى أن الإنجاز الذى تمَ لم يكن بالكلام الفارغ أو الإستقراطية الفارغة أوالتشبث بصغائر الأمور. نعم، وصلت أمريكا إلى القمة بالعمل الجاد لبناء مجدها مستغلة التعدد الإثنى والدينى، الحرية، العدالة إلخ.... أدبيات أهل الهامش التى يصفها حسن مكى بالعصبيات ثم كال السباب عليهم وعلى الإنسان الافريقى لا تخلو من المناداة "بأمة" سودانية موحدة ذات هدف واحد وخالد - بغض النظر عن تباين المكون الإنسانى فيه وبما يعتقد ذلك المكون. تهدف "عصبيات الهامش" إلى النهوض بالسودان وبإنسانه إلى الأمام. هذا ما ألمح له حسن مكى فى زمنه الضائع وطريقة أفكاره البليدة ولغته الركيكة (الا يجوز للسودان الذي انجب كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور..).



    مكونات السودان وما أدراك ماهية؟

    "وإذا تأخرت بعض مكونات السودان لأسباب جغرافية أو مناخية، أن تكون جزءا من هذه المسيرة التاريخية، هل ينفي ذلك وجود هذه المسيرة؟"

    أولاً من قال لحسن مكى أن أحداً منزعجاً ونادماً على تأخر "بعض مكونات" السودان؟ بالعكس "السودانيون" فى غاية السرور بحال مسيرتهم وسيرتهم التاريخية إلى ما قبل عام 652م – تحديداً بعد دخول جيوش عبد الله بن أبى سرح الغازية إلى شمال السودان - حيث بدأ صراعهم المستميت للمحافظة على هذه وتلك المسيرة. ثانياً نقول يقيناً إن حسن مكى يحاول أن يقول بأن "بعض مكونات السودان التى تأخَرت" هى الجموع العربية. وعلى هذا اليقين ايضاً نقول كان فى تأخَُر هذه المكونات خيراً ومناً من الله على السودان خصوصاً وعلى أفريقيا بصفة عامة. المسيرة التاريخية والمجد الذى حققه أهل السودان القديم وافريقيا القديمة ما كانت ستحقق لو لم تتأخر "المكونات" التى اشار إليها حسن مكى. فحال السودان المعاصر الآن، والذى أوصله إليه النهج الإسلاموعروبى، لشهادة على التراجع والتقهقر إلى عصور الظلام. ذلك لأن الخراب والتمزق الذى مرت به "المسيرة التاريخية" منذ 652م، أى خلال اﻟ 1352 سنة الماضية (562-2006)، لا تدعو إلى الحاجة لذلك التاريخ أو الإستهداء بتلك الفئة التى صنعت ذاك التاريخ أو من والاها. إن من المنطق البسيط، لو إستقدمت "بعض مكونات السودان" للمشاركة فى "المسيرة التاريخية" ساعة واحدة لما كان هنالك ما يسمى بالسودان القديم أو الحديث أو المعاصر. لأن "المكون السودانى المتأخر" لم يكن له شُغل ولا غرض إلا طمس كل ما هو "سودانى" أصيل. وفوق كل ذلك عمل ويعمل لإزدراء أهله. نحسب، إن كان حسن مكى يجهل، أنَ المستنيرين والغيوريين للسوداناوية هبوا للتجديد وإعادة التكوين فى "الاوعية" الصحيحة غير باغين فى سعيهم إقصاء أحد بما فى ذلك من تأخَر من "بعض مكونات السودان". فالتاريخ يروى أن أعظم حضارات العالم وجدت فى وادى النيل الخالد. ففى هذا الوادى "المقدس" إزدهرت ونمت هذه الحضارة فى غياب تام للمكون "الإسلاموعروبى" الذى لم يجلب إلا الدمار والركود بل جمود نهضة التاريخ السودانى. وما دام هذا "المكون" يحمل نفس وذات تفكير حسن مكى ومتربع بسخف وتهور والعصبية للعروبة والإسلام على رقاب أهل البلد وعلى مقاليد "الأمة" السودانية، فليس هناك أمل يرجى فى أن يفارق السودان السير نحو التخلف والفناء.

    تأخر "المكونات" يا حسن مكى لأمر إلهى أراد به أن يعزل أهل أفريقيا عن أهل جزيرة العرب فى الزمان والمكان (Temporal and Spatial Isolation) لحكمة بعازل الأخدود العظيم الذى شق الارض الصماء شقاً وفتق بحراً مالحاً – البحر الأحمر – ولتقف الجبال الرواسية بين ضفتيه سداً منيعاً. لم يقف غضبُ الله على القوم الضآلين، بل جعل جزيرة العرب صحراء قاحلة جرداء عقاباً لهم، ثُمَ تبعهم فى أفريقيا بصحراء شماله التى تطاردهم أينما ما ذهبوا أو ينوون الذهاب إليه – نحن وراكم والزمن طويل. نظن دون حسرة أن مستعربى السودان من طينة حسن مكى لأكثر من غضب الله عليهم! أخرجهم من جزيرة العرب ليتيهوا فى الأرض سنيناً عدداً ثم رزق أهلها من ثمرات الخيرات من بترول وغيره لنراهم الآن مستميتين الانفس للحاق بدول الخليج . بالطبع لم يفكر أحدهم فى هذا الأمر. اليوم، منَ الله على السودان بالبترول فنرى موسم الهجرة إلى الجنوب؛ أو هجرة عكسية من الخليج صوب السودان مع نضوب موارد البترول هناك. هؤلاء المستعربون شأنهم شأن النمل كلما إشتم رائحة طعام خرج من حجره ليحمل ويدخر ما جادت به الارض! فنملة خرجت ونملة دخلت مما يسبب دوخة وهكذا دواليك!

    إذن، لماذا الفصل بين العرب والافارقة فى المبتدأ؟ قد ينبرى متعصب مهين ليعلل بأن الله فضَل أهل الضفة الشرقية من البحر الأحمر على سكان الضفة الغربية منه بإصطفائه لرسل والأنبياء من نهاك. نرد، صحيح أن الله إختار من تلك البقعة أو الجهة أنبياءه ورسله ولكن ليس بسبب تفضيلهم على أحد – غير بنى إسرائيل الذين فضلهم الله على العالمين -، ولكن أرسل رسله لينذرهم بما عصوا ويشرع لهم من شرائع ليصلحوا لهم حياتهم بها وليدعوهم إلى عبادة الله الواحد نهياً عن شدة كفرهم وشركهم بالله والسيآت من الأفعال وظلمهم للناس ولأنفسهم. وما نزل فى العرب فى هذا لكثير. قال تعالى ﴿ لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين﴾ (الشعراء 26/84)، ﴿وهذا كتاب مصدقٌ لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا﴾ (الاحقاف 46/12) وقوله ﴿فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا﴾ (مريم 19/97). كان الإنذار والتنذير باللسان العربى الواضح للعرب لهذا كان الإختصاص "للعرب" – عربىٌ، عربياً وبلسانك أى لسان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. أما أهل أفريقيا فهم أهل سلم وسلام وفى تواصل مع ربهم لم يدخل عليهم الإضطراب إلا بعد دخول الأديان عليهم بعنف مبشريها. هلا تمعَن حسن مكى فى هجرات بعض الأنبياء إلى أفريقيا؟ نذكر فى الكتاب إبراهيم، يوسف الذى حماه الله ومكَنه فى مِصر، وموسى وُلِد بمصر ثُمَ خاتم النبيين المصطفى (ص) هاجر إلى أفريقيا الشرقية (الحبشة) هرباً من أذية أهله العرب له ورفضهم للدين القويم. هل سأل حسن مكى وبحث لماذا لم يهاجر الرسول (ص) براً إلى أقرب منطقة عربية – قبل الهجرة إلى المدينة - بدلاً من المخاطرة بركوب أمواج البحر؟ بالطبع لم يكلف حسن مكى نفسه ولم يوجع دماغه بالتفكير. لا شك إذاً أن الرسول (ص) كان مأموراً بالهجرة إلى الحبشة من علام الغيوب الذى يعلم ما فى أفريقيا من خير البرية!

    مهما يكن من الأمر، لا ريب فى نزاهة تلك الأديان لكونها كلام الله وشرعته، ولكن تربعَ "مهاجرى" السودان على دفة الحكم وتسلطهم على رقاب الناس، نسيانهم للدين ولله يرسل إشارات وتساؤلات عن ماهية دوافعهم الحقيقية.

    نضيف فى الكتاب وفى النقد، على الرغم من خلافنا مع البروفيسور حسن مكى، أننا ندعوه لتوخى الحق والحقيقة والتفكير مليَاً فيما يكتب وعليه أن يخلع رداء النفاق وعدم التحدث بلسان الحكومة أو الإسلاموعروبة لأن الحكومات زائلة وكذلك الافراد. ليس هناك حساب وعقاب ضد اية حكومة يوم يُختمُ على الأفواه وتكلم الأيدى وتشهد الأرجل بما كسبت، فكلِ نفسٍ بما كسبت رهينة. فالتمادى فى غش الناس كل الوقت بتحريف الحقائق والتحدث بلغة الجهلاء والجُهال (الأطفال) وإطلاق أسئلة عارية كمن يخاطب الحجارة لإهانة للسائل ومذلة للمسؤول. فالحق يا حسن كلامٌ قديمٌ وخلاصُ المرء فإتبعه لأن فى المراجعة والرجوع إلى الحق خير وفضل بل أفضل من التمادى فى الباطل؛ فقول الحق فى مواطنه يُعظم الله به الأجر ويحسن به الذَِكر أو كما قال الرسول (ص): من كان يؤمن بالله فليقل خيراً أو ليصمت. وأن تُطلق الأسئلة عارية غير مكسوة بإجابات صحيحة أو تغلف بإجابات باطلة ومغرضة لأمرٍ نكيرٍ لا ينفع السودان ولا قوميته.

    مصادر وإحالات:

    1. منصور خالد. السودان. . السودان. اهوال الخرب..وطموحات السلام. قصة بلدين. دار تراث.

    2. H. A. Faris. 1986, ed., Arab Nationalism and the Future of the Arab World.

    3. طه حسين الفتنة الكبرى: عثمان ص 105.

    4. 2. H. A. Faris. 1986, ed., Arab Nationalism and the Future of the Arab World.

    5. عديد دويشا. القومية العربية في القرن العشين.. من الانتصار إلى الاندحار. 2006. عرض / كامبردج بوك ريفيوز.

    6. المصدر نفسه.

    7. عديد دويشا. القومية العربية في القرن العشين.. من الانتصار إلى الاندحار. 2006. عرض / كامبردج بوك ريفيوز.

    8. طه حسين. الفتنة الكبرى: عثمان ص 304.

    9. نفسه. ص. 105.

    10. نفسه. ص 122.






    لكن ما فعلا دكتور يا تيه كمارا كوبي....

    يسلم قلمك...

    اهل الهامش لن يسكتوا ابدا مرة آخرى لاهل المركز....

    وسوداننا الجديد قادم لا محاله...

    تراجي.
                  

العنوان الكاتب Date
هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa05-29-06, 00:15 AM
  Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa05-29-06, 00:19 AM
    Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa05-29-06, 00:23 AM
    Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Biraima M Adam05-29-06, 00:26 AM
  مقال حسن مكى mohmmed said ahmed05-29-06, 09:09 AM
    Re: مقال حسن مكى shahto05-30-06, 02:59 AM
  رد mohmmed said ahmed05-29-06, 09:11 AM
    Re: رد wedzayneb05-29-06, 09:35 AM
      Re: رد Tragie Mustafa05-30-06, 11:59 AM
  Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... عبد الله عقيد05-29-06, 09:29 AM
  رد mohmmed said ahmed05-29-06, 11:11 PM
    Re: رد Tragie Mustafa05-30-06, 00:09 AM
      Re: رد Saifeldin Gibreel05-30-06, 00:27 AM
      Re: رد Tragie Mustafa05-30-06, 00:44 AM
        Re: رد Tragie Mustafa05-30-06, 01:01 AM
          Re: رد banadieha05-30-06, 02:49 AM
  Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Adrob abubakr05-30-06, 05:45 AM
    Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa05-30-06, 06:39 AM
      Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa05-30-06, 12:38 PM
  Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Talb Tyeer05-30-06, 11:41 PM
  Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Adrob abubakr05-31-06, 10:27 AM
  Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Talb Tyeer06-06-06, 01:54 PM
    Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa07-20-06, 11:37 PM
      Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Tragie Mustafa07-20-06, 11:42 PM
        Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... Talb Tyeer07-21-06, 07:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de