من شعراء الدويم- الشباب- / أحمد محمود الشايقي(الجزء الأول)

Quote: أما "مكتوم" التي شرّحتها واستخدمت فيها مبضعك الدقيق فكان التشريح تشريح جراح مقتدر ، قد أبرزت لنا شاعرية ذلك الفتى اليافع "أحمد الشايقي"، الذي لا شك ولا مراء فيها ، شاعرية لا تقل عن شاعرية كثير من شعرائنا المبدعين في تلكم السن المبكرة، فلا غرابة في ذلك فالشاعر من رحم تلكم المدينة الساحرة الفاتنة التي أنجبت الأفذاذ فزدني من أشعار ذلك الفتى الرائع إن كان في جعبتك شيئاً منها، وقد علمت من خلال دراستك النقدية هذه أنه شاعر مقل إلا أنه شاعر مجود، ففي القلة الإتقان والتجويد. مكتوم "من الشعر الحرام"، أي المحرم تناوله أو المحرم الإفصاح والتصريح فيه بذكر إسم المحبوب صراحة ولا أرى حرمة في ذلك، إلاّ أنه الأدب الجم والحياء والتربية التي نشأ عليها الشاعر تمنعه عن الإفصاح بذكر المحبوب ( للتربية أثر كبير في ذلك لا أنسى قط عندما كنت ألمح صورة أبي أمامي كلما جالست طالبات زميلات وأنا بعيد في فرنسا، وهو الذي كان ينتهرنا ويزجرنا كلما وجدنا نجلس مع أخواتنا بالمنزل ويرشدنا بالجلوس في الديوان). "مكتوم" في إشارة إلى هوى مكتوم لحبيبة عرفها أحمد منذ لحظة الميلاد وظلت معرفته بها وثيقة فيما بعد لجديرة بأن يتعلق بها قلب الشاعر، وهو يصف لنا جمالها وجلالها وغيابها وإيابها وصدها وجفاءها، فالأمر ما زال في طي الكتمان والسر مازال قائما والقلب مازال هائماً والتصريح بحبها ما زال محرما. هذا ما خرجت به على ضوء قراءتي الأولية لهذه القصيدة والنقد الذي أورده سيادتكم بشأنها. أما فهمك أنت لقصيدة "مكتوم"، ففهم المتعمق العارف بقوافي الشعر وبحوره، ونقدك نقد الناقد المتمرس. إسحق بله الأمين