|
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 (Re: محمد الامين احمد)
|
اثناء تعذيب الشفيع في معسكر الشجرة باشراف الوزير المجرم ابو القاسم محمد ابراهيم اتصل احمد سليمان المحامي (صديق الشفيع سابقا ، وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سابقا) وزوج صديقتي عضو قيادة الاتحاد النسائي سابقا ، اتصل باخوة الشفيع ، وطلب منهم ان يخطروني بان اذهب إلى الشجرة مع طفلي احمد ، لاطلب من نميري ان يوقف تعذيب الشفيع واعدامه ، وكان الغرض من ذلك واضحا ، ان احضر إلى معسكر الشجرة ، وينكلوا بي وبابنه امامه حتى ينهار ، لان التعذيب لم يهده ، وقابله بشجاعة نادرة .
واتصل بي شقيقي صلاح ونقل إلى اقتراح احمد سليمان فقلت له :"اتصلوا بالخائن احمد سليمان وقولوا له :"الشفيع لم يرتكب جرما ، ولم يعرف بالخيانة طوال حياته ، واخطروا الدكتاتور السفاح نميري ، بانني لن استجديه ، لو قطع الشفيع اربا امامي ، ولو قطعني اربا سابصق في وجهه قبل ان يبدأ في تقطيعي- وخير للشفيع ان يموت وهو مرفوع الرأس ، من ان يعيش وهو منكس الرأس" ولكن كان قلبي يقطر دما – وبعد فترة قليلة ارسلوا عربة ضخمة مليئة بالجنود ومعهم ضابط – وما ان رأيتهم حتى ادركت انهم نفذوا جريمتهم – فأخذت اهتف ضد القتلة المجرمين – فصوب احد الجنود بندقيته نحوي ، ولكن احد رفاقه نكس البندقية ، وقال له : الاوامر ان نعتقلها ، لا ان نقتلها – واخذوني إلى مركز الشرطة بأم درمان – وكان رئيس الشرطة ينوي ارسالي إلى المستشفى ، لان حالتي كانت سيئة ، ولكن ابو القاسم محمد ابراهيم ، وزير الداخلية آنذاك امر بارسالي اليه في وزارة الداخلية وتم ذلك بالفعل – وكانت الشرطة في حالة استعداد تام – فأخذت اهتف : "يسقط القتلة المجرمين" ثم اغمى علي ، وعندما عدت إلى رشدي ، لاحظت ان بعض الجنود كانت دموعهم سائلة ، وبعدها ارسلوني إلى مدير المديرية – فاخطرني بأنه تقرر حبسي بالمنزل لمدة عامين ونصف ، لا اخرج خلالها ، ولا يدخل علي سوى افراد اسرتي ، ونفس الشئ نفذ في نساء الشهداء ، فلما وصلنا منزل والدي بالعباسية ، وجدنا الشارع مكتظا بالناس ، والنساء يبكين بشدة فنزلت من عربة الشرطة ، ورفعت رأسي عاليا ، ووجهت التحية للمحتشدين وطلبت منهم ان يكفوا عن البكاء لان الشفيع ورفاقه لم يموتوا وانما مات نميري ورفاقه المجرمين ، وستظل اسماء الشهداء في سجل الوطن ابطالا ، وفي ضمائر ابناء شعبهم خالدين ، واذا بعربة جيش صغيرة تأتي مسرعة من الاتجاه المعاكس ، وتخترق الحشود متجهة نحوي ، وانشل الجميع ، وبما فيهم رجال الجيش والشرطة ، من ناحيتي لم اهتم ولم اتحرك وفجأة توقفت عربة الجيش على مسافة مني ، ونزل منها ضابط الجيش ، واتجه نحوي بخطوات عسكرية ، ورافعا كفه بالتحية العسكرية ، إلى ان وقف امامي ، وادى التحية العسكرية ، ثم رجع نحو عربته بنفس الخطوات ويده لا زالت مرفوعة بالتحية العسكرية ، وقادها بسرعة رهيبة ، ومن هول المفاجأة لم يفكر ضباط وجنود الجيش والشرطة في تسجيل رقم سيارته ، هذا وبعد انتهاء فترة الحبس الشرعي تنكرت وخرجت برغم وجود الحراس ، وزرت قبر الشفيع ، وبعد التلاوة والترحم عاهدته على ثلاثة قضايا :
1. ان لا يدخل علي رجل بعده .
2. ان اربي احمد تربية تشرفه وهو في قبره .
3. ان اسير في نفس درب النضال من اجل الفقراء والمضطهدين ، حتى ولو ادى بي إلى نفس مصيره – ولقد اوفيت بكل ذلك ولا زلت .
هذا وبعد انتهاء فترة الاعتقال ، نظمنا تجمعا امام القصر من ارامل الشهداء واطفالهم ، لتقديم مذكرة للسفاح نميري – طالبناه فيها بكشف الجرائم التي ارتكبها الشهداء وادت إلى اعدامهم – فواجهنا بقوات الشرطة – فرفضنا تسليم المذكرة لمندوب القصر – وطالبنا باحضار قاضي لاستلامها وبالفعل تم ذلك – وبعدها ذهبت مباشرة للمحكمة العليا ، وبدون معاد مسبق دخلت على قاضي القضاة بدون اذن وسلمته مذكرة طالبت فيها بمحاكمة السفاح نميري والمجرم ابو القاسم محمد ابراهيم لتعذيبهم للشفيع واعدامه بدون وجه حق – فاندهش قاضي القضاة – وبعد الحاحي طلب مني تسجيلها في مكتب ادارة المحكمة – وبالفعل تم ذلك – واقترحت على ارامل الشهداء ان يفعلن بالمثل – وفي لحظة وصولوي إلى منزلنا ، هجم علي رجال الامن ، واخذوني وطفلي احمد يصرخ ، إلى حراسه بمنطقة اللاماب بحر ابيض ، وهي ضيقة المساحة ، وبها زنزانتين فيهما قتله ، والبقية لصوص ومدمني مخدرات ، وكلهم رجال ، ومعهم رجل شرطة في نفس الغرفة ، تنازل لي من كرسيه ، وعندما دخلت ارتدوا ملابسهم ووقفوا جميعا ، وخلال الثلاثة ايام التي قضيتها معهم ، لم يرفعوا رءوسهم ، ولا عيونهم من اتجاه الارض ، ولم يتحدثوا على الاطلاق ، واضربوا عن الطعام لانني رفضته ، لانه سيئ للغاية ، وفي اليوم الثالث شعرت بانني سادخل في غيبوبة ، فطلبت من الشرطي ان يخبر الضابط ان يحضر لي قاضي قبل ان يغمى علي ، وبالفعل جاء القاضي وثار ثورة شديدة ، لاعتقال امرأة مع رجال مجرمين ، وامر باحضار الطبيب ، وجاء الطبيب وقرر نقلي إلى المستشفى ، فوقفت وانا اترنح ، وقلت للقاضي : هؤلاء ليس مجرمين – ليس هناك طفل يولد وهو مجرم – المجرم الحقيقي هم الحكام وعلى رأسهم نميري ، الذين لم يوفروا لهم العمل الشريف ، وسد احتياجاتهم ، لقد كانوا في منتهى الادب والتأثر ، فوقفوا جميعا ، وشددت على ايديهم واحدا تلو الاخر حتى الذين في الزنزانات ، ثم اغمى علي ، فنقلت إلى المستشفى .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:03 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:04 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:05 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:06 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:07 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:09 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:10 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:11 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:12 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:13 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:14 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:16 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:17 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-10-09, 10:19 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | Adam Omer | 03-11-09, 00:12 AM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | ihsan fagiri | 03-11-09, 07:31 AM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | عاطف مكاوى | 03-11-09, 07:59 AM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | محمد الامين احمد | 03-11-09, 01:26 PM |
Re: السيرة الذاتية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم الحائزة على جائزة إبن رشد لعام 2006 | Amira Osman | 03-14-09, 08:56 PM |
|
|
|